الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

معلم أثرى هام فى طريقه للضياع

معلم أثرى هام فى طريقه للضياع
عدد : 11-2018
بقلم د.نبيل حنظل

منذ شهور قليله وعلى حين غفله من أهلها فوجىء أهالى الفيوم بمعاول الهدم تهدم (مبنى السكه الضيقه) الاثر الباقى من مشروع سكك حديد الفيوم الزراعيه الذى انشىء ابان حكم الخديوي عباس حلمي الثاني (1892-1914م) والتى كانت خطوطها تمتد فى 165 كم لتصل الى اعماق اعماق القرى لتخدم الفلاح والانتاج وقبلها بقليل اختفت (القيساريه او وكالة المغاربه – التاريخيه ) من على خريطه الجذب السياحى – وكانت تمثل احد المعالم الاثريه الاسلاميه الهامه فى الفيوم باعتبارها النموذج الوحيد فى المحافظه للوكالات التجاريه ،وفى نفس التوقيت امتدت يد الاهمال الشديد لتصيب ( الممشى السياحى ) فضاعت كل معالمه وتوقفت سواقيه السبعه الشهيره التى تغنت بها ام كلثوم ) لتخسر الفيوم مزارا سياحيا جاذبا لزوارها ، ورئه طبيعيه لابناء ها ، وتخسر ايضا الملايين التى اهدرت لاعداد مقصد سياحى جديد للفيوم .

وهذا هو نفس ما اصاب ( منطقه عين الشاعر والسيليين ) ومجاريها المائيه ومنشاتها.....- واقسم اننى زرت المكان وعدت متحسرا - اما ( الميدان الرئيسى لمحافظه الفيوم السياحيه ) ، والصادر به قرار وزير السياحه باعتباره منطقه سياحيه ،فجدير به ان يدرج فى موسوعه جينيس العالميه ليسجل ان الفيوم هى اول محافظه فى العالم التى حرمت سكانه من التمتع بجمال ميدانها الرئيسى بتصميمه الجميل وحولته الى (كافيتريا ) وهى تحسب انها تحسن صنعا ، فأضاعت جمال التصميم ، واخفت معلم الفيوم الرئيسى الذى اشتهرت به، ورمزها الذى تضعه على علمها ( سواقى الفيوم ) وراء اشغالات حجبت السواقى عن العيون دون ان تراعى ان فلسفه تطوير الميدان التى تكلف ملايين الجنيهات كانت تستهدف اتاحة رؤيه السواقى من كل الاتجاهات وان يصل اليها زوارها – راجلين – فى تصميم يليق بها ، وانها تحفه نادره لانها الوحيده فى مصر التى تدار بدفع المياه خلافا لكل انواع السواقى ،ومتناسيه ان الفيوم مدينه لسواقيها حتى انه يقال "انه اذا كانت مصر هبه للنيل، فان خضرة الفيوم هى هبه من سواقيها" . .و كل ما اخشاه ان تكون تجربه الفيوم سابقه تطبق فى ميدان التحرير بالقاهره وحديقه سعد زغلول بالاسكندريه .. وباقى المحافظات ..... لم يكن ما سبق حصرا جامعا مانعا بكل المعالم التى ضاعت او اهملت ،انما هى: امثله من قائمه طويله حزينه تضم منشآت واستثمارات توقفت وعشوائيات خالفت الشروط البنائيه والبيئيه فى أعز المواقع دون ان يتصدى لها أحد - وهى ايضا محاوله للفت نظر – من يهمه الامر ومن يملك القرار-على المستويين المركزى والمحلى الا ان قائمه التعدى على معالم الفيوم قد زادت ليضعوا فى اعتبارهم ان معالم الفيوم تواجه هجمات شرسه وعنيده ومتلاحقه لا تراعى الحفاظ على تراث الفيوم العريق ولا تعرف انها من اقدم مدن العالم وان لها حضارتين باسمها قبل نشأة الحضارات ( حضاره الفيوم أو حضارة الفيوم ب)، وانها كانت عاصمه لمصر ايام الاسره 12 , وان الحضارات الفرعونيه واليونانيه والرومانيه والقبطيه والاسلاميه عاشت على ارضها ولا تزال اثارها باقيه ، وان بها معالم يجب الحفاظ عليها، وانه مهما كانت النوايا حسنه والمبررات قويه ،فقد كان يجب ان يوضع فى الاعتبار : - ان مدينه الفيوم مدينة سياحيه وان الحفاظ على معالمها واجب ، وان هناك قانونا يعطي هذه المعالم (حصانه ضد العبث والهدم ) ،و لا اعرف لماذا لا يطبق؟!، و ان بريق التنميه لا يجب الا يكون على حساب ضياع الاصول والملامح التاريخيه للاقليم وانما يجب ان يبرزها ويتناغم معها ، وان الفيوم التى لم تكتشف بعد ، و التى لم تستثمر امكاناتها كما يجب فيها مجالات ومواقع بديلة رحبه يمكن تقام بها مشروعات واستثمارات تنتج عوائد وتضيف جمالا دون ان تهدر معلما او تضيع ملمحا تعتز به الفيوم دون ضرر او ضرار.

أقول هذا بمناسبه ما يتداول هذه الايام بخصوص (محطه الفيوم للسكك الحديديه ) رغم ان هذا الملف كان قد اغلق الا ان هناك انباء تشير الى محاوله بعثه من جديد!!.. واذكر هنا ان اللواء المهندس محمد مجدى القبيصى محافظ الفيوم الاسبق الذى كان رئيسا للهيئة العامه للتنميه السياحيه و وقبلها كان رئيسا للهيئة الهندسيه للقوات المسلحه أنه كان قد حسم الامر امام المجلس الشعبى المحلى عام 2007 - مستندا الى خبراته - وقرر اغلاق هذا الملف تماما - مبينا ان رفع خطى سنورس وشكشوك كان خساره ، وان الاصرار على اخلاء الفيوم من خطوط السكك الحديديه هوايضا خساره ، نفقد فيها امكانيه كبيره تتمتع بها المحافظه، وتضيع بسببها اصول قيمه لا يمكن ان تعوض ، وقال:" ان القطار يمثل وسيله نقل رخيصه قادره على خدمة اعداد كبيره من الركاب والطلاب والبضائع ,بطاقه كبيره وتكلفه رخيصه لا تستطيع اساطيل السيارات ان تعوضها ، ولا يمكن ان تتحملها الطرق , ولا يمكن لها ان تلبى متطلبات الزياده السكانيه ، ولا يمكن لها ان تواجه زياده معدلات ارتباط سكان المراكز والقرى بالمدينه"، مضيفاً: و كانه كان ينظر فى منظار الغد – "ان الايام القادمه ستشهد ارتفاعات متواليه فى اسعار البنزين وترتفع بسببها اسعار المواصلات بما لا يتناسب مع دخول البسطاء وانتقالات طلاب المدارس وتوسع الجامعات".

واقول كيف نتخلى عن معلم هام ..؟ بينما تهتم مدن العالم بمحطات سككها الحديديه القديمه، وتحرص على ابرازها فى صداره برامجها السياحيه ، بل وتنشىء بها متاحف تحكى تاريخها وتطورها ، واشكال تذاكرها ومديريها وابرز زوارها وركابها وتنشىء ايضا ركنا للهدايا والتذكارات تبيع به نماذج مصغره للمحطه وكروت وميداليات كذكرى للزياره ، كما تقيم سنويا احتفاليه جاذبه للسياح فى عيد ميلادها ، بينما نتسابق هنا للنال شرف هدمها!!

إن محطه السكك الحديد فى الفيوم – ايها الساده – لا تقل عن هذه المحطات فهى محطه لها تاريخ باعتبارها من اقدم فروع شبكة السكك الحديدية المصريه التى تعتبر ثاني أقدم شبكة حديدية في العالم بعد بريطانيا ، ربطها الخديوى إسماعيل فى عام 1866 بخط يصلها بالواسطه لتصل الى مدينه الفيوم مرورا بتسعه محطات هى ( الواسطى – كوم ابو راضى – الورش – الناصرية – سيلا – العدوة – العامرية – مدينه الفيوم) ثم تفرعت من الفيوم عام ١٨٧٠/م الى فرعين يتجه احدهما الى أبو كساه، مرورا بسينرو، وابشواى, ويتجه الثانى الى سنورس مرورا ببيهمو . وكان هناك خطان يربطان مدينة الفيوم بمصنعى السكر التابعين للخديوى بسنورس وأبوكساه وشرع في مد فرع آخر من المدينة إلى الغرق( السلطانى) ،لكن الفيوم- تحت ضغط الضاغطين - فقدت فى التسعينات كل خطوطها الحديديه وفقدت معها محطاتها التاريخيه.... ولم يبق فى الفيوم معالمها الا الخط الذى يربطها بالواسطى ,,والذى تطالب اصوات برفعه هو الاخر وهدم محطه الفيوم التاريخيه لاقامه مشروعات مكانها!!!! وولا يهم ان تبقى الفيوم بلا قطار - ولا يهم ان تهدم محطتها بالرغم من ان ذلك لا يجوز لان محطه الفيوم للسكك الحديديه تعد معلما ( اثريا) هاما يجب الحفاظ عليه بحكم قيمتها وتاريخها وعمرها الذى بلغ الـ150 عاما وفقا لما تنص عليه الماده الاولى من الفصل الاول لقانون حمايه الاثار رقم 117/1983 والتى تعتبر ان العقارات التى لها علاقه بالتاريخ او التراث ويزيد عمرها عن 100 عام تعتبرمعالم اثريه ،وبحكم اثرها الاجتماعى والاقتصادى والتنموى ،وانها كانت أداة الوصل الرئيسيه بين الاقليم وأهله وطلابه وتجاره بمراكز وقرى المحافظه والعاصمه ، وبحكم دورها المنتظر لنقل البشر والمنتجات بحمولات واعداد كبيره وتكلفه قليله بعد تزايد اسعار النقل والركوب.

اننى هنا افهم ان نطالب بقوه بتقويه السكه ورفع مستوى الخدمه لتؤدى دورها الذى نحن فى حاجه اليه – لا ان نفقدها وننضم الى المطالبين بهدمها ولان فى حياه المشروعات كما فى حياه الدول وحياه البشر فترات ازدهار وفترات انكسار فقد مرت محطه الفيوم بهذه المراحل وكنت شاهدا على اغلبها فقد مر عليها زمان كانت هى الوسيله الرئيسيه القادره والمنضبطه والموثوق فيها للانتقال الى العاصمه او بلاد سنورس وابشواى وكانت هى الوسيله التى استخدمها الملك فؤاد ومجلس الوزراء بكامله عام 1927 ومر عليها زمان انصرف الناس فيه عنها الى ( البيجو) ، وكثيرا ما تدخلت السلطات المحليه لحل مشاكلها اذكر من ذلك - ان الدكتور محمود عبد الاخر محافظ الفيوم كلف فى السبعينات وحده الصيانه التابعه للمحافظه بصيانه عربات القطارات التى كانت ترد الى الفيوم، لكن القطارات التى تمت صيانتها كانت تغادر الفيوم ولا تعود .... - اذكر ايضا لقاء مع المهندس سليمان متولى وزير المواصلات فى الثمانينات رافقت فيه محافظ الفيوم اللواء ثروت عطا الله بتوصيه من نائب الفيوم - نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعه وقتها د يوسف والى - لامداد الفيوم بقطارات سريعه , وقال لنا الوزير اننا على حق ,لكن التنفيذ فيه خطوره لان ( السكه ) متهالكه -اى ان قضبان السكك الحديديه الى الفيوم لا تتحمل القطارات السريعه - كما ان الموضوع فيه صعوبه, لانه لا توجد اعتمادات كافيه .

ان تحسين خطوط الفيوم غير موضوع بالخطه ،وقد بذلت جهودا للاستفاده من المحطه سياحيا حيث قمت بعرض فكره تنفيذ برنامج سياحى بالتعاون مع هيئة السكك الحديديه لتشغيل القطار الملكى للقيام برحلات عاليه المستوى الى الفيوم يصل فيها السائحين الى محطه الفيوم حيث يستقبلون بحرس شرف بالزى الفرعونى ويكون فى انتظارهم ورود و فنون شعبيه وركائب ملكيه تجرها الخيول فى موكب يطوف بهم ضفتى بحر يوسف ، وفى بحيره قارون يتم استقبال الضيوف بقوارب نزهه مزينه تحرسها زوارق المسطحات المائيه لتدور حول جزيرة القرن الذهبى فى رحله تحاكى رحلات الصيد التى كان يقوم بها الملك فاروق , اما الغذاء فيكون في القاعه الملكية التى استقبل فيها الملك فاروق الملك عبد العزيز ال سعود فى اول سفرية له خارج بلاده و اجتماعه مع السير سير ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا،عام 1945 ،و يكون الشاى والحلوى على انغام الكمان فى استراحه الاميره فوزيه – شقيقه الملك فاروق وامبراطوره ايران - تماما كما كان يتم ايام الاميره ... ولقد وجدت الفكره ترحيبا من مسؤلى الهيئه مع وعد شفهى بالاعداد للتنفيذ الذى لم يتم الى ان حانت فرصه وحيده جاء فيها القطار الملكى الى الفيوم عام 2003 مقلا عددا من المراسلين الاجانب فى مصربقياده فولكهارد فيندفور رئيس جمعية المراسلين الأجانب بمصر، وبمرافقتى وبترتيب من ا. د هناء فايد وكيل كليه السياحه بالفيوم فى ذلك الوقت , ونفذت الزياره بامكانيات اقل – لكنها لم تكرر بعد- وبدات محطه الفيوم تنتعش من جديد بدعم من وزير المواصلات ا.د جلال سعيد الذى كان محافظا للفيوم وبدات تنفذ رحلات الى القاهره والاسكندريه بقطارات مكيفه - مع انباء عن مشروع لاعاده تاهيل المحطه - تقابلها انباء اخرى عن مشروعات تنهى وجود السكك الحديديه فى الفيوم وتطوى صفحه محطتها العريقه!!

ولان الامر خطير - كى لا نخسر معلم هام من معالم بلدنا- فاننى اضع الامر فى رقبه كل مسؤل له بالموضوع صله على المستويين المحلى والمركزى والشعبى ، حفاظا على معالم بلدنا التى هى قطعه من تاريخنا ، وملمح من ملامح شخصيتنا .. كما اناشد وزير الثقافه والمجلس الاعلى للاثار باعمال ما نص عليه قانون حمايه الاثار ، وقانون حمايه الاثار، واطالب بأن يكون لدينا حراس للتراث فى تشكيل مسؤل تمثل فيه الجهات ذات الصله والمجتمع المحلى تكون من مسؤلياته جرد كل معالمنا التى يجب الحفاظ عليها وصيانتها وحمايتها والتصدى لمحاولات المساس بها –حتى لا نفقد معلما جديدا تحت اى عنوان... واللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد.


 
 
الصور :
الباب الرئيسى لمحطه سكك حديد الفيوم ليلا سلالم كوبرى المحطه ساعة المحطه البوابه نهارا