الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تعرف على “اليزابيث”..الملكة الأطول عمراً على عرش بريطانيا

تعرف على “اليزابيث”..الملكة الأطول عمراً على عرش بريطانيا
عدد : 11-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


الملكة إليزابيث الثانية هي ملكة بريطانيا الحالية وإسمها بالكامل إليزابيث اليكسندرا مارى وهي الملكة الدستورية لستة عشر دولة من مجموع 53 دولة من دول الكومنولث البريطاني كما أنها ترأس كنيسة إنجلترا منذ يوم 6 فبراير عام 1952م وهي أطول ملوك بريطانيا عمرا وأطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش بعد تخطيها فترة الستة عقود التي حكمت فيها جدتها الملكة فيكتُوريا البلاد وقد ولدت الملكة إليزابيث الثانية بعملية جراحية وهي ما تسمى بالولادة القيصرية في العاصمة البريطانية لندن في يوم 21 أبريل عام 1926م في الساعة الثانية وأربعين دقيقة صباحا بتوقيت جرينيتش بمنزل جِدها لأمها في لندن بشارع بروتون بمدينة مايفير وكانت هي الإبنة الأولى للأمير البرت دوق يورك والذى أصبح لاحقا الملك جورج السادس وكان والدها هو الإبن الثاني للملك جورج الخامس والملكة ماري ووالدتها هي الإبنة الصغرى للأرستقراطي الإسكتلندي كلود باوز ليون الإيرل الرابع عشر لستراثمور وكينجورن وقد تم تعميدها على يد رئيس الأساقفة الإنجيلي كوزمو جوردون لانج في كنيسة خاصة بقصر باكنجهام في يوم 29 من شهر مايو عام 1926م وسميت إليزابيث نسبة إلى والدتها واليكسندرا نسبة إلى جدة أبيها والدة الملك جورج الخامس التي كانت قد توفيت قبل ذلك بستة أشهر كما سميت أيضا ماري نسبة إلى جدتها لأبيها وكانت عائلتها المقربة منها تناديها بليليبت وكان جدها الملك جورج الخامس يعتز بها كثيرا ونسبت إليها الصحافة العامة زياراتها الدائمة له في أثناء مرضه عام 1929م كما سجل كتاب سيرة العائلة المالكة البريطانية دورها في رفع معنوياته ومساعدته على التعافي والشِفاء .

وقد تلقت الملكة إليزابيث تعليما خاصا في منزلها هي وشقيتها الأميرة مارجريت التي كانت تصغرها بأربع سنوات تحت إشراف والدتهما والمربية الخاصة لهما ماريون كراوفورد التي كانت تدعى أحيانا كروفي حيث تلقت دروسا خاصة في التاريخ الدستوري على يد هنري مارتن نائب مدير جامعة إيتون كما تعلمت اللغة الفرنسية من خلال سلسلة من المربيات الفرنسيات الناطقات بهذه اللغة ودرست أيضا الأدب والموسيقي كما تم تشكيل حركة الفتيات المرشدات خصيصاً لكي تتمكن إليزابيث من تحقيق التواصل الإجتماعي والإختلاط مع بنات من نفس عمرها وهي أول حركة يتم تشكيلها في قصر باكنجهام وصارت لاحقا عضوا في منظمة من المنظمات التوجيهية وكانت الأميرة إليزابيث أثناء فترة حكم جدها هي المرشحة الثالثة لتولي العرش بعد عمها الأمير إدوارد أمير ويلز وأبوها دوق يورك ولم يكن من المتوقع وصولها للحكم وذلك لأن أمير ويلز كان لا يزال شابا ومن المتوقع أن يتزوج وأن ينجب أبناء وأن يصبح أحدهم وريثا للعرش وعندما توفى جدها الملك جورج الخامس في عام 1936م وخلفه عمها أصبحت الأميرة إليزابيث حينذاك هي المرشحة الثانية للخلافة من بعد أبيها وفي وقت لاحق من ذلك العام تنازل عمها الملك إدوارد الثامن عن العرش بعد رغبته في الزواج من واليس سمبسون دوقة وندسور وهي إمرأة مطلقة مما تسبب في خلق أزمة دستورية في المملكة المتحدة وبريطانيا العظمى وبالتالي فقد إرتقى والدها الملك جورج السادس عرش بريطانيا وأصبح هو ملك بريطانيا العظمى ومنذ ذلِك الحين أصبحت الطفلة إليزابيث ذات العشر سنوات هي الوريثة المفترضة للعرش ولو كان والداها قد أنجبا ولدا ذكرا لاحقا لما كان لإليزابيث سوى أن تخسر مكانتها كوريثة مفترضة للعرش ليحظى شقيقها الذكر بهذه المكانة ويصير هو ولي العهد ولكن الأقدار شاءت ألا يحدث هذا .

وفي عام 1927م زار والداها أستراليا ونيوزيلندا وفي عام 1939م قبل قيام الحرب العالمية الثانية مباشرة زار والداها كندا والولايات المتحدة الأميريكية وبقيت الأميرة إليزابيث في بريطانيا خلال كلتا الزيارتين حيث رأى والدها أنها مازالت صغيرة جدا على أن تقوم بمثل هذه الجولات ومن ثم بقيت إليزابيث في القصر الملكي بلندن دامعة العين لمغادرة والديها ولكنهم كانوا يتراسلون بإنتظام حتى أنها أجرت هي ووالديها أول مكالمة هاتفية عبر المحيط الأطلسي في يوم 18 مايو عام 1939م وبعد أن أصبحت الأميرة إليزابيث وريثة عرش بريطانيا بدأت تأخذ الواجبات العامة على عاتقها وعند قيام الحرب العالمية الثانية في بداية شهر سبتمبر عام 1939م والتي إستمرت حتي منتصف عام 1945م إنضمت للعمل في الخدمة الإقليمية الإحتياطية وفي أثناء هذه الحرب تعرضت لندن إلى عمليات قصف جوي متكررة وتم إجلاء العديد من الأطفال من لندن وعندئذ إقترح اللورد هايلشام أحد كبار الساسة في ذلك الوقت ضرورة ترحيل الأميرتين إليزابيث ومارجريت إلى كندا رفضت والدتهما بشدة هذا الإقتراح قائلة الأميرتان لن يغادرا بدوني وأنا لن أغادر بدون زوجي وزوجي لن يترك بريطانيا العظمى وبقيت الأميرتان في قلعة بالمورال بإسكتلندة ثم إنتقلا إلى منزل ساندرينجهام بنورفولك في يوم رأس السنة الميلادية لعام 1940م ومكثا في رويال لودج بوندسور من شهر فبراير حتي شهر مايو عام 1940م ثم إنتقلا إلى قلعة وندسور حيث مكثا فيها حوالي خمس سنوات وفي وندسور نظمت الأميرتان التمثيليات الصامتة أو ما يطلق عليها الإيمائية في الكريسماس لمساعدة الملكة في شراء الغزل لنسج ملابس الجيش كما قدمت إليزابيث أول بث إذاعي لها وهي في سن الرابعة عشر من عمرها من خلال ساعة الأطفال على قناة البي بي سي مخاطبة الأطفال الآخرين الذين تم إجلاؤهم من المدن وقالت إننا نحاول فعل كل ما بوسعنا من أجل مساندة جنودنا والبحارة والطيارين البواسل كما نحاول أيضا تحمل نصيبنا من أسى وخطر الحرب ونعلم جميعا أن في النهاية كل شيء سيكون على ما يرام وفي عام 1943م قامت إليزابيث بزيارة فرق المشاة وكان هذا هو أول ظهور علني منفرد لها وكانت في سن السادسة عشر من عمرها .

وعندما إقتربت إليزابيث من سن الثامنة عشر تغيرت القوانين لتمكنها من العمل كواحدة من خمس مستشارين للدولة في حالة عجز والدها أو وجوده خارج البلاد مثلما حدث في شهر يوليو عام 1944م عندما كان في زيارة لإيطاليا وفي شهر فبراير عام 1945م إنضمت إليزابيث إلي الخدمة الإقليمية الداعمة للمرأة بإعتبارها ملازم أول كرتبة شرفية وكان رقم الخدمة الخاص بها هو 230873 وتدربت إليزابيث حينذاك على القيادة والميكانيكا وبعد خمسة أشهر تم ترقيتها لتكون قائد فخري وبعد إنتهاء الحرب وفي يوم الإحتفال بإنتصار بريطانيا تنكرت الأميرتان إليزابيث ومارجريت وإختلطا مع الحشود التي كانت تحتفل في شوارع لندن بالنصر ولاحقا صرحت إليزابيث في مقابلة نادرة لها لقد طلبنا من والدينا السماح لنا بالذهاب لنشاهد الإحتفالية بأعيننا وأتذكر أننا كنا مرعوبين خوفا من أن يتعرف علينا أحد كما أتذكر أيضا طوابير من أناس غير معروفين كانوا يربطون الأسلحة ويسيرون في شارع وايت هول وكل ما فعلناه هو أننا فتحنا لهم الطريق وأخذنا ننظر إليهم بسعادة غامرة وإرتياح وكان من الأحداث التي تخللت فترة الحرب العالمية الثانية أنه قد تم التخطيط للقضاء على القومية الويليزية من خلال دمج الأميرة إليزابيث على نحو أوثق مع ويلز والتي تعتبر الآن جزء من المملكة المتحدة وقد تم إستبعاد بعض المقترحات التي تم طرحها حينذاك مثل تعيينها كحاكم لقلعة كارنارفون أو رئيسة للرابطة الويليزية للشباب كما إقترح بعض الساسة الويلزيون تنصيبها على العرش وإعلانها أميرة ويلز عندما تبلغ سن الثامنة عشر عاما وأيد هربرت موريسون وزير داخلية بريطانيا آنذاك ذلك الإقتراح الذي رفضه الملك وذلك لشعوره بأن هذا اللقب يختص بزوجة أمير ويلز فقط وأمير ويلز دائما من يكون ولي العهد وفي عام 1946م وقد تم تعيينها في مملكة الشعراء الويليزية في المهرجان الوطني للشعر والموسيقى في ويلز وفي العام التالي 1947م ذهبت إليزابيث لأول مرة في رحلة عبر البحار في أفريقيا الجنوبية بصحبة والديها وأثناء هذه الرحلة وفي بث إذاعي لدول الكومنولث في يوم ميلادها الحادي والعشرين ألقت كلمة تعهدت فيها أمام شعبها بخدمته طوال عمرها وكان مما قالته أعلن أمامكم جميعا أنني سأكرس حياتي كلها سواء كان عمري طويلا أو قصيرا لخدمتكم وخدمة إمبراطوريتنا العظيمة تلك العائلة الكبيرة التي ننتمي إليها جميعا .

وفي نفس العام 1947م تزوجت إليزابيث من الأمير فيليب دوق أدنبره وهو إبن الأمير اليوناني الدانماركي آندرو والأميرة أليس أميرة بيتينبرج وهما قريبان من خلال كريستيان التاسع ملك الدانمارك حيث أنه والد جد الأمير فيليب لأبيه وجد ثالث لإليزابيث كما أنهما قريبان من خلال جدتها الملكة فيكتوريا كذلك حيث أنها جدة ثالثة لكليهما معا وكانت قد قابلته في عامي 1934م و1937م وبعد مقابلته مرة أخرى في الكلية الملكية البحرية في دارتموث في شهر يوليو عام 1937م إعترفت إليزابيث بأنها قد وقعت في حبه رغم أن عمرها كان آنذاك 11 عاما فقط ومن بعدها بدأ الإثنان في تبادل الخطابات وتم الإعلان رسميا عن خطوبتهما في يوم 9 يوليو عام 1947م وكان هناك الكثير من الإعتراضات على خطوبتهما وذلك لأن وضع الأمير فيليب المالي آنذاك كان سيئا هذا غير أنه قد ولد بالخارج وإخوته البنات متزوجات من نبلاء المان ذوي صلة بالنازية رغم أنه يعد مواطن بريطاني خدم البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية وقد كتبت ماريون كروفورد رأي بعض مستشاري أبيها الملك جورج السادس وهو أن الأمير فيليب لا يناسب الأميرة إليزابيث فهو أمير بلا وطن ولا مملكة كما تناولت الصحف كثيرا موضوع أصوله الأجنبية وذُكر عن والدة إليزابيث في سيرة العائلة المالكة البريطانية أنها كانت معارضة لهذا الزواج من البداية حتى أنها كانت تدعو فيليب بالهوني وذلك نسبة إلى الإمبراطورية الهونية ولكنها أخبرت تيم هيلد كاتب سيرة العائلة المالكة البريطانية لاحقا أن فيليب رجل إنجليزي وقبل إتمام الزواج تخلى فيليب عن ألقابه الملكية التي كان قد حصل عليها من اليونان والدانمارك. وتحول من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية إلى الكنيسة الإنجليكانية وصار الملازم فيليب مونتباتن آخذاً كنية عائلة والدته البريطانية وقبل الزفاف فقط صار دوق أدنبرة ومنح لقب صاحب السمو الملكي وقد تم هذا الزواج الملكي في دير وستمنستر في يوم 20 نوفمبر عام 1947م وتلقي العروسان بعد زفافهما حوالي 2500 هدية من جميع أنحاء العالم .

ومن الطريف وحيث أن بريطانيا في ذلك الوقت لم تكن قد تعافت تماما من أثار الحرب العالمية الثانية طلبت الأميرة إليزابيث القسائم التموينية لشراء الخامات اللازمة لفستان زفافها الذي قام بتصميمه نورمان هارتنل في بريطانيا ما بعد الحرب ولم يكن مسموحا للأمير فيليب دوق أدنبرة أن يدعو أقاربه الألمان لحضور حفل زفافه بما فيهم شقيقاته البنات الثلاث الذين مازالوا على قيد الحياة كما أن دوق وندسور الملك إدوارد الثامن سابقا لم يدع لحفل الزفاف هو الآخر وعقب الزفاف إستأجر الزوجان بيتا في قرية ويندلشام بالقرب من قلعة وندسور وأقاما فيه حتى يوم 4 يوليو عام 1949م وبعد ذلك إنتقلا للإقامة في قصر كلارنس بلندن وقد أنجبت إليزابيث أول موالِيدها الأمير تشارلز في يوم 14 نوفمبر عام 1948م والذى جعلته في عام 1969م خلفا رسميا لها بمنحه لقب أمير ويلز وحينذاك تسمر مئات الملايين من البشر أمام شاشات التلفاز لمشاهدة الإحتفالية التي تم تنظيمها بمناسبة الإعلان عن هذا الحدث وجدير بالذكر أنه قبل ولادة الأمير نشارلز بشهر كان الملك جورج السادس قد بعث لها بخطابات يمنحها فيها أجازة لأطفالها بإستخدام ألقابه الملكية ليعيشوا كأمراء وأميرات ولولا ذلك ماكان حصل أبنائها على مثل هذه الألقاب نظرا لأن والدهما لم يعد أمير ملكي وأنجبت إليزابيث ثاني مولود لها الأميرة آن في عام 1950م وقد اقام الأمير فيليب خلال أوقات مختلفة بين عاميّ 1949م و1951م في مستعمرة مالطة الإنجليزية وهي جمهورية مالطة حاليا ليخدم كضابط في البحرية الملكية كما مكث فيليب وإليزابيث بشكل متقطع لعدة أشهر في قرية جواردامانجيا بفيلا إستأجرها اللورد مونتباتن عم فيليب وظل أطفالهما حينذاك في بريطانيا وأنجبت بعد ذلك وبعد أن تولت عرش بريطانيا الأمير أندرو دوق يورك يوم 19 فبراير عام 1960م ثم أنجبت آخر ابنائها الأمير إدوارد إيرل وسكس يوم 10 مارس عام 1964م وفي خلال فترة حمل الملكة إليزابيث بالأمير أندرو خلال عام 1959م والأمير إدوارد خلال عام 1963م كان هذان العامان هما الفترتان الوحيدتان اللتان إعتذرت فيهما الملكة إليزابيث عن إفتتاح البرلمان البريطاني طيلة فترة حكمها .

وفي عام 1951م بدأت تتدهور الظروف الصحية لوالدها الملك جورج السادس ومن هنا بدأت الأميرة إليزابيث تظهر بشكل متكرر مكانه في المناسبات العامة حتى أنها عندما قامت بجولة في كندا وقامت بزيارة للرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان بواشنطن العاصمة في شهر أكتوبر عام 1951م كان يحتفظ مارتن تشارتريز السكرتير الخاص لها بإعلان وصولها للعرش في حالة وفاة الملك أثناء تواجدها في تلك الجولة خارج البلاد وفي أوائل عام 1952م جهزت إليزابيث وزوجها الأمير فيليب للقيام بجولة إلى أستراليا ونيوزيلندا عن طريق كينيا وفي يوم 6 فبراير عام 1952م وبعدما عادت إليزابيث وزوجها فيليب إلى قصر سقانا لودج بكينيا بعد ليلة قضياها في فندق ترتوبس جاءهم خبر وفاة الملك جورج السادس وقام زوجها الأمير فيليب بنقل هذا الخبر إليها والتي أصبحت بموجبه الملكة الجديدة لبريطانيا وطلب منها سكرتيرها مارتن تشارتريز أن تختار إسم لها تعرف به خلال فترة حكمها كما يفعل الكثير من الملوك والباباوات ولكنها فضلت أن يبقى إسمها إليزابيث كما هي وبعد ذلك تم الإعلان عن الملكة الجديدة في كل الممالك التابعة لبريطانيا وبسرعة عادت هي وزوجها إلي لندن وإنتقلا إلى قصر باكنجهام ومع وصول إليزابيث للعرش كان من الأرجح أن تحمل العائلة الملكية إسم الزوج لتصبح عائلة مونتباتن وذلك تمشيا مع العرف السائد وهو أن تحمل المرأة إسم زوجها بعد الزواج ولكن فضل ونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة حينذاك والملكة ماري جدة إليزابيث لأبيها الإحتفاظ بإسم وندسور وبناءا على ذلك أصدرت إليزابيث فرمان في يوم 9 أبريل عام 1952م بإبقاء إسم وندسور على العائلة الملكية الأمر الذي أزعج زوجها دوق أدنبرة كثيرا حيث قال إنني الوحيد بهذه الدولة الذي لا يحق له إعطاء إسمه لأولاده وفي عام 1960م وبعد وفاة الملكة ماري في عام 1953م وبعد إستقالة ونستون تشرشل في عام 1955م حمل فيليب وأبنائه الذكور الذين لا يحملون أي ألقاب ملكية لقب وندسور مونتباتن .


وفي وسط التحضيرات لحفل تتويج الملكة إليزابيث على العرش أخبرت الأميرة مارجريت أختها بأنها تتمنى الزواج من بيتر تاونسند الذي يكبرها بأكثر من 16 عاما ومنفصل عن زوجته التي أنجب منها طفلين فطلبت منهما إليزابيث أن ينتظرا لمدة عام وعلى حد تعبير سكرتيرها مارتن تشارتريز أن الملكة كانت متعاطفة معهما بالتأكيد ولكنه كان يعتقد أنها كانت تأمل أن الوقت سينسيهما موضوع الزواج هذا وغير ذلك كان كبار الساسة الإنجليز معارضين لهذا الموضوع كما كانت الكنيسة لا تسمح بالزواج مرة ثانية بعد الطلاق ولو وقعت الأميرة مارجريت عقد زواج مدني فكأنها بذلك تُوقع على وثسقة تخليها عن حقها في إمكانية وراثة العرش للأبد وفي النهاية أخذت مارجريت قرارها بالتخلي عن أحلامها مع تاونسند وتزوجت في عام 1960م من أنتوني أرمسترونج جونز الذي صار إيرل سنودون في العام التالي ولكنهما إنفصلا في عام 1978م ولم تتزوج الأميرة بعد ذلك وإستمرت التحضيرات لحفل تتويج الملكة الجديدة رغم وفاة الملكة مارى جدة إليزابيث في يوم 21 مارس عام 1953م وكان هذا طلبها قبل أن يتوفاها الله بأن يتم الحفل في موعده المحدد له في يوم 2 يونيو عام 1953م وبالفعل أُقيم الحفل في الموعد المحدد له في دير وستمنستر كما هو مرتب له مع تصوير وعرض العشاء السري والمسحة المقدسة وهما طقسان دينيان في المسيحية لأول مرة على شاشات التليفزيون وقد صنع نورمان هارتنل فستان إليزابيث الذي حضرت به حفل التتويج وبناءا على طلبها تم تطريزه بزهور ترمز إلى كل دولة من دول الكومنولث وهي وردة تيودور الإنجليزية وهي شعار النبالة لأسرة تيودور والبلان الإسكتلندي والكراث الويلزي والنفل الأيرلندي وزهرة الأكاسيا الأسترالية وزهرة القيقب الكندية ونبات السرسخ النيوزيلندي وبروطيا من جنوب أفريقيا واللوتس الهندي والسيلاني والقمح والقطن والجوت الباكستاني .

ويعد تولي الملكة إليزابيث الثانية العرش وخلال الفترة من عام 1953م إلى عام 1954م شرعت الملكة إليزابيث وزوجها فيليب في القيام بجولة حول العالم لمدة ستة أشهر وبذلك أصبحت أول ملكة حاكمة لأستراليا ونيوزيلندا تزور تلك البلدان وفي أثناء هذه الجولة تجمهرت حشود ضخمة من البشر قُدروا بحوالي ثلاثة أرباع سكان أستراليا لرؤية الملكة والتي قامت خلال فترة حكمها بزيارات رسمية أخرى لدول أجنبية وجولات في دول الكومنولث ومن ثم كانت الملكة إليزابيث هي أكثر حاكمة بريطانية سافرت في التاريخ وفي عام 1955م قدم رئيس وزراء بريطانيا الشهير ونستون تشرشل الذى قادها خلال الحرب العالمية الثانية إستقالته وحل محله وزير خارجيته أنتوني إيدن وفي عام 1956م ناقش أنتوني إيدن رئيس وزراء بريطانيا مع جي موليه رئيس الوزراء الفرنسي إمكانية ضم فرنسا إلى رابطة الكومنولث ولم يلق ذلك الإقتراح أي ترحيب وفي العام التالي وقعت فرنسا إتفاقية روما وبناءا عليها تأسست السوق الأوربية المشتركة التي تعتبر الأساس الذى بني عليه الإتحاد الأوروبي بعد ذلك ومن الأحداث الهامة التي وقعت قرب نهاية عام 1956م وبالتحديد في يوم 29 أكتوبر من عام 1956م أن قامت بريطانيا وفرنسا بالإشتراك مع إسرائيل بما عرف بحرب السويس أو العدوان الثلاثي علي مصر في محاولة فاشلة لإحتلال قناة السويس وزعم اللورد مونتباتن حينذاك أن إليزابيث كانت معارضة لهذا العدوان الأمر الذي أنكره إيدن وبعد ذلك بشهرين قدم إيدن إستقالته وكانت نهايته السياسية وبعد غياب الآلية الرسمية في حزب المحافظين البريطاني لإختيار زعيم بعد إستقالة إيدن أصبح من مسئولية الملكة أن تقرر لجنة لتشكيل الحكومة وأشار عليها إيدن أن تقوم بإستشارة اللورد سالزبوري رئيس مجلس العموم البريطاني وبالفعل أخذت الملكة بما أشار به إيدن وإستشارت اللورد سالزبوري الذى أوصي بعد بحث الأمر مع العديد من الساسة البريطانيين المعروفين كان منهم رئيس الوزراء الأسبق ونستون تشرشل بإختيار هارولد ماكميلان رئيسا للوزراء وهو ما أخذت به الملكة وتم تنصيب ماكميلان رئيسا للوزراء وتولى بالفعل رئاسة الوزارة في بريطانيا من يوم 10 يناير عام 1957م حتي يوم 18 أكتوبر عام 1963م .

وقد أدى إختيار خليفة إيدن بعد إستشارة عدد قليل من الساسة وتبعات أزمة حرب السويس إلى أول إنتقاد شخصي لاذع للملكة إليزابيث الثانية وفي الإتجاه المعاكس وفي محاولة لتحسين صورة الملكة كتب اللورد الترينشام عنها في المجلة التي يملكها ويحرر فيها إنها بعيدة كل البعد عن تلك الأزمة ونتج عن ذلك التنديد بالترينشام حتى أن قام واحد من الجمهور بالتهجم عليه وإيذائه جسديا بسبب إستفزازه من التعليقات التي كتبها في مجلته وفي نفس هذا العام 1957م قامت الملكة إليزابيث بزيارة رسمية إلى الأمم المتحدة بنيويورك وهناك ألقت كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بإسم الكومنولث وفي نفس الرحلة قامت الملكة بإفتتاح البرلمان الكندي الثالث والعشرين وبذلك تُصبح هي الملكة الأولى لكندا التي تفتتح جلسة برلمانية وبعد ذلك بعامين أى في عام 1959م قامت إليزابيث بصفتها ملكة كندا بزيارة الولايات المتحدة الأميريكية مرة أخرى كما قامت بجولة في كندا وذلك على الرغم من أنها كانت قد علمت أنها في فترة الحمل الأولي في إبنها الثالث فور وصولها إلي مدينة سانت جونز التي تقع على جزيرة نيوفاوندلاند وفي عام 1961م قامت بجولة في قبرص والهند وباكستان ونيبال وإيران كما قامت بمخاطرة كبرى بزيارتها غانا في نفس العام حينما طردت كل المخاوف بشأن أمنها وسلامتها رغم أن الرئيس الغاني كوامي نكروما المستضيف لها والذي كان قد حل محلها كرئيس لغانا بعد إستقلالها عن التاج البريطاني كان مستهدفا وقد كتب عنها هارولد ماكميلان رئيس وزرائها حينذاك معلقا علي هذا الحدث كانت الملكة دائما قوية الإرادة في كل شئ في حياتها فقد كانت تضجر كثيرا من أسلوب معاملتها كنجمة سينمائية وكان لها من القوة والشجاعة ما يكفي لكي تمثل دولتها خير تمثيل وتكتسب ثقة شعبها فكانت تحب واجبها وتقدره كثيرا فهي قد خلقت لتكون فعلا ملكة وقد نقلت الصحف عنها خلال جولتها في مقاطعة كيبك خلال أحد زياراتها لكندا علمها بقيام بعض المتطرفين المنضمين في حركة سيادة كيبك بالتخطيط لإغتيالها وحينذاك تم إحباط هذه المحاولة ولكن إندلعت أعمال شغب أثناء وجودها بمدينة مونتريال وأنه كان هدوء الملكة وشجاعتها في مواجهة هذا العنف ملحوظا وفي عام 1963م وبعد مرور ست سنوات بمنصبه إستقال ماكميلان ونصح الملكة بتعيين السير اليك دوجلاس هيوم كرئيس لوزراء بريطانيا وهي المشورة التي أخذت بها الملكة إليزابيث الثانية ومرة أخرى تعرضت الملكة لإنتقادات لاذعة بسبب تعيينها لرئيس الوزراء بناءا على رأي رئيس الوزراء المستقيل وفي عام 1965م تبنى المحافظون آلية رسمية لإختيار قائد وبهذه الآلية تم رفع الحرج الذى كانت تتعرض له الملكة في هذا الشأن .

وجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى إتمام الإحتفالات الرسمية إستحدثت الملكة إليزابيث الثانية ممارسات جديدة خاصة أثناء زياراتها الخارجية فعلي سبيل المثال ففي أول رحلة ملكية لها على الأقدام خلال جولتها في أستراليا ونيوزيلندة في عام 1970م إلتقت الملكة بأُناس عاديين من الجمهور وخلال النصف الثاني من الخمسينيات وخلال الستينيات من القرن العشرين الماضي حققت العديد من المستعمرات البريطانية إستقلالها وتحولت الإمبراطورية البريطانية إلي ما أطلق عليه تحالف دول الكومنولث لذا قامت الملكة إليزابيث الثانية بزياراتٍ عديدة إلى دول الكومنولث كمترأسةٍ لتلك الدول وممثلةً لبريطانيا كما قامت بزيارات عديدة لدول أخرى وكان من الزيارات الهامة التي قامت بها حبنذاك زيارةٌ غير مسبوقة إلى المانيا عام 1965م وأصبحت بذلك أول الملوك البريطانيين الذين يقومون بزيارة إلى ألمانيا منذ خمسة عقود تخللتها حربان عالميتان وعداوات متبادلة وقد إستمرت الملكة إليزابيث في أسفارها العديدة أثناء سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين الماضي وحضرت مؤتمر دول الكومنولث في أوتاوا العاصمة الكندية عام 1973م كما سافرت عام 1976م إلى الولايات المتحدة الأميريكية لحضور الإحتفالية المقامة هناك بمناسبة مرور 200 عام على إستقلالها عن بريطانيا وبعد مضي أكثر من أسبوع كانت في مونتريال بكندا أيضا لتفتتح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية وفي عام 1979م سافرت إلى المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة وعمان وقد حظيت هذه الزيارة بإنتباه وإهتمام دولي وإحترام كبيرين وبداية من أواخر السبعينيات شاهدت الملكة إليزابيث العديد من العواصف بما فيها تهديدات بالموت موجهة إلى العائلة المالكة حيث عانت خسارةً شخصيةً عظيمة وذلك حين قتل عم زوجها اللورد ماونتباتن في تفجيرٍ إرهابي حيث كان مونتباتن وعدد من أفراد الأسرة المالكة على متن يخته في يوم 29 أغسطس عام 1979م وذلك قبالة الساحل الغربي من أيرلندة حين إنفجر القارب فقتل هو وثلاثة من أفراد العائلة منهم أحد أحفاده وأعلن الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي كان يعارض الحكم البريطاني في شمال أيرلندة مسئوليته عن هذا الهجوم .

وبعد حوالي سنتين وفي شهر يونيو عام 1981م شهدت إليزابيث نفسها تهديدا خطيرا ففي إستعراض الألوان وهو موكب عسكري خاص للإحتفال بعيد ميلادها الرسمي وجه أحد الحضور من الحشد سلاحا إليها وقد أطلق النار ولكن ولحسن الحظ كان السلاح خالي من الذخيرة وفيما عدا الرعب الكبير الذي عاشته لم تصب بأى أذى كما شهدت مخاطر أقرب في الأعوام التالية فقد إقتحم رجل غريب غرفة نومها في قصر باكنجهام وحين ألمحت الصحافة إلى عدم تواجد الأمير فيليب أثناء هذا الحادث بدأ تداول الأقاويل والتخمينات حول وضع هذا الزواج الملكي وعلاوة علي ذلك فقد سببت الحياة العاطفية لأبنائها القلق لها ففي عام 1981م تزوج إبنها الأكبر وولي عهدها الأمير تشارلز من ديانا سبنسر وكان عمرها حينذاك 19 عاما وتبع ذلك الزواج شائعات عن أنه قد تزوجها بضغط من أسرته وقد إجتمع حشد هائل لمتابعة الحدث في شوارع لندن كما شاهده الملايين على شاشة التلفاز ولكن مع مرور السنين تصدرت أخبار الزواج المضطرب للأمير تشارلز والأميرة ديانا عناوين الصحف وإستمر ذلك لسنوات عديدة إلي أن أعلن الزوجان نيتهما في الطلاق عام 1992م كما عاشت الملكة قلقًا جديدا حيال إبنها الثاني الأمير أندرو الذي كان يخدم كطيار هليكوبتر في البحرية الملكية البريطانية أثناء حرب الفوكلاند عام 1982م حينما خاضت بريطانيا حربا مع الأرجنتين حول هذه الجزر وإستمرت هذه الحرب لعدة أسابيع وقتل في هذه الحرب أكثر من 250 جندي بريطاني أما الأمير أندرو فقد عاد سالما إلى إنجلترا مما أزاح الهم عن كاهل والدته الملكة كما تناولت الصحف أيضا إرتباط الأمير أندرو بسارة فيرجسون إضافةً إلى صورها العاطفية مع رجلٍ آخر وقد سبب زوج الملكة نفسها العديد من الضجيج العام بتعليقاته المتناقضة حول هذا الموضوع وفي عام 1997م وضعت الملكة إليزابيث نفسها تحت مجهر إعلامي دقيق في أعقاب وفاة الأميرة ديانا المحبوبة من قبل الجماهير حتى أنها لقبت بأميرة الشعب متأثرةً بجراحها إثر حادث سير في باريس في يوم 31 أغسطس من هذا العام وكانت الملكة حينها في بالمورال في إسكتلندة مع الأمير تشارلز وإبنيه من ديانا الأمير ويليام والأمير هاري وإلتزمت الملكة الصمت لعدة أيام في الوقت الذي نعت فيه البلاد بأسرها ديانا وتم إتهامها بأنها قابلت الحادث بعدم الإهتمام وقد دارت حينذاك روايات عن عدم رغبة الملكة جعل جنازة ديانا جنازةً ملكية مما غذى الشعور العام ضد الملكية وبعد أسبوعٍ من وفاة ديانا عادت الملكة إلى لندن وأدلت بتصريح مقتضب حول الأميرة الراحلة ومع بداية الألفية الجديدة شهدت إليزابيث خسارتين عظيمتين فقد ودعت كلٍّ من شقيقتها الأميرة مارجريت ووالدتها عام 2002م وفي العام نفسه إحتفلت باليوبيل الذهبي أو مرور خمسين عاما على توليها عرش يريطانيا وقد توفيت مارجريت المعروفة بروحها المغامرة دونًا عن بقية أفراد العائلة والتي حرمت من الزواج من حب قديم إحتراما للتقاليد الملكية متأثرةً بسكتة دماغية في شهر فبراير من ذلك العام عن عمر يناهز 72 عاما وبعد بضعة أسابيع توفيت والدة الملكة إليزابيث والمعروفة بالملكة الأم في رويال لودج في يوم 31 مارس عن عمر يناهز 101 عام .

وقد بدأت الملكة إليزابيث في السنوات الأخيرة وهي المعروفة بتمسكها الشديد بالتقاليد تبدي علامات لين وبعد أن إعترضت على العلاقة القائمة بين الأمير تشارلز وكاميليا باركر باولز وكان الإثنان على علاقةٍ أثناء زواج الأمير من ديانا سبنسر إلا أنه حين تزوج الإثنان عام 2005م أقامت الملكة وزوجها الأمير فيليب حفل إستقبال على شرفهما في قلعة وندسور كما ظهرت إليزابيث كجدة مخلصة للأميرين ويليام وهاري إبنا الأمير تشارلز ولي عهدها وأيضا لباقي أحفادها من إبنيها الآخرين وإبنتها وهم بيتر فيليبس والأميرة باتريسيا والأميرة إيوجيني وزارا تيندال والليدي لويس وندسور وجيمس أو الفيكونت سيفرن وقد صرح الأمير ويليام في هذا الشأن بأنها قدمت دعما كبيرا وإرشاداتٍ كثيرة حين خطط هو وكيت ميديلتون للزواج عام 2011م وفي العام 2005م نفسه أظهرت الملكة إليزابيث بأن العرش ما زال له نفوذٌ دبلوماسي ورمزي حين أصبحت أول ملوك بريطانيا الذين يزورون الجمهورية الأيرلندية منذ عام 1911م وعلاوة علي ذلك فقد جددت الملكة إليزابيث في بعض التقاليد والأمور المرتبطة بالملكية فقد أسقطت بعضا من مراسمها وأتاحت المزيد من المواقع والآثار للعامة وحين شهدت بريطانيا ودولٌ أخرى متاعب مالية رحبت بإلغاء القائمة المدنية وهو نظام تمويل عام للملكية يعود تاريخه إلى 250 عام تقريبا وما زالت العائلة المالكة تتلقى بعض الدعم من الحكومة ولكن كان على الملكة أن تقلص النفقات وعلي الرغم من الدعوات لها بالتنحي عن العرش لصالح الأمير تشارلز إلا أن الملكة إليزابيث لم تستجب حتي يومنا هذا لهذه الدعوات وما زالت تتربع على العرش بثبات وإن كانت قد أوكلت إليه بالقيام ببعض من واجباتها ولكن ما يزال جدول أعمالها ممتلئا فهي تتعامل مع 430 إرتباط سنوى كما تدعم المئات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية وفي عام 2012م إحتفلت الملكة إليزابيث بمرور 60 عاما على توليها العرش وكانت محاطةً بعائلتها وأحفادها وفي عام 2013م إحتفلت الملكة إليزابيث بحدثٍ سعيدٍ آخر حين أنجب حفيدها الأمير ويليام وزوجته كيت إبنهما الأول جورج الكسندر لويس وقد زارتهما الملكة في مقر إقامتهما في قصر كينسينجتون بعد عودتهما من المستشفى وبعد عامين على ذلك وفي يوم 2 مايو عام 2015م إستقبل ويليام وكيت طفلهما الثاني الأميرة شارلوت .


وفي نفس العام وفي يوم 9 سبتمبر عام 2015م تجاوزت الملكة إليزابيث جدتها الكبرى الملكة فيكتوريا التي جلست على العرش لمدة 63 عاما من عام 1837م وحتي عام 1901م كأطول فترة حكم على عرش بريطانيا وفي يوم 6 فبراير عام 2017م إحتفلت الملكة بمرور 65 عاما على توليها العرش وهي بذلك تكون الملكة الوحيدة في بريطانيا التي تحتفل بيوبيلها الياقوتي كما صادف هذا التاريخ ذكرى وفاة والدها وقد إختارت الملكة قضاء هذه المناسبة بهدوء في ممتلكاتها الريفية في ساندرينجهام شمال لندن حيث حضرت فعاليةً كنسية وفي لندن أُطلقت تحيات للملكية من المدفعية في جرين بارك وبرج لندن إحتفالا بالمناسبة كما أصدرت دار صك العملة الملكية ثمان عملات تذكارية جديدة على شرف المناسبة وبحلول عام 2017م كانت الملكة إليزابيث قد عاصرت 13 رئيس وزراء أثناء فترة توليها العرش وللملكة ورئيس الوزراء لقاء سري أسبوعي يتباحثان خلاله حول العديد من القضايا والقرارات وإن كانت الملكة لا تؤثر في الأمور السياسية كما أنّها لا تكشف عن وجهات نظرها السياسية وذلك علي إعتبار أن بريطانيا دولةٌ ذات حكم ملكي دستوري بمعتي أن الملكة تملك ولكنها لا تحكم وقد تمتعت الملكة بعلاقة أبوية مع ونستون تشرشل وكانت علاقتها تميل إلى عدم الرسمية مع قادة حزب العمل ومنهم هارولد ويلسون وجيمس كالاهان وعلى النقيض من ذلك كانت علاقتها شديدة الرسمية مع مارجريت تاتشر وقد رأى توني بلير في الملكية بعض القضايا قديمة الطراز ورغم ذلك كان يقدر الملكة كثيرا وفيما بعد تمتع المحافظ ديفيد كاميرون بعلاقات وطيدة مع الملك أما رئيسة الوزراء الأخيرة تيريزا ماي فقد وصفت بتكتمها حيال خطط البريكسيت حول الخروج من الإتحاد الأوروبي وهناك شائعات تدور حول قلق الملكة من عدم إخبارها بإستراتيجيات الخروج المستقبلية وعلاوة علي ذلك فقد عاصرت الملكة إليزابيث عدد 13 رئيس أمريكي الذين يبلغ عددهم حتي يومنا هذا عدد 45 رئيس أى أنها عاصرت حوالي ربع الرؤساء الذين تولوا هذا المنصب في تاريخ أمريكا كان أولهم الرئيس الأمريكي هارى ترومان وآخرهم الرئيس الحالي دونالد ترامب وكان منهم أيضا الرؤساء دوايت أيزنهاور وجون كنيدى وليندون جونسون وريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وجيمي كارتر ورونالد ريجان وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الإين وباراك أوباما وفي النهاية يتبقي لنا أن نعرف أن الملكة إليزابيث الثانية لا تحمل جواز سفر وفي الوقت الذى لا يستطيع أي مواطن السفر إلى أي مكان دون جواز سفر فإنه يمكن للملكة الإستمتاع بالسفر خارج البلاد دون الحاجة إلى هذه الوثيقة بإعتبار أنها تصدر بإسمها وبذلك فهي ليست بحاجة إلى جواز سفر للسماح لها بإجتياز حدود البلاد وجدير بالذكر أن جميع أعضاء العائلة المالكة الآخرين بمن فيهم زوجها الأمير فيليب دوق أدنبره وولي عهدها الأمير تشارلز أمير ويلز يملكون جوازات سفر كما أنها تحتفل بعيد ميلادها مرتين حيث أنها ولدت كما نعلم في يوم 21 أبريل عام 1926م ومع ذلك تحتفل بريطانيا بعيد ميلادها الرسمي في شهر يونيو في موكب إحتفالي سنوي يعد إحتفالا تقليديا تم إعتماده منذ عام 1748م .
 
 
الصور :
الأميرة إليزابيث أثناء تطوعها للخدمة أثناء الحرب العالمية الثانية الملكة إليزابيث الثانية والرئيس الأميريكي ريتشارد نيكسون وزوجته الأميرة إليزابيث بزيها العسكرى مع والدها الملك جورج السادس وأمها وونستون تشرشل حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 1953م الملكة إليزابيث الثانية مع قادة دول الكومنواث عام 1960م الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب قصر باكنجهام