الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

لولاكى الحداثة الموسيقية مع الموروث الاندلسى والصحراوى

لولاكى الحداثة الموسيقية مع الموروث الاندلسى والصحراوى
عدد : 12-2018
بقلم الدكتور/عبد العزيز الفضالى

لكل شعب تراث يعتز به ويحافظ عليه ويُعد سمة من سمات وجوده المتعمق والمتجذر في أعماق التاريخ الإنساني،فالموسيقى الصحراوية الممزوجة بكلاسيكيات الموسيقى الاندلسية وكذلك "المالوف" فنون عربية بدوية أصيلة، وهى صامدٌة حتى اليوم في وجه كل التحديات التي تواجه الفنون التراثية في العالم، وتعود هذه الفن إلى القرن الثاني عشر ميلادي، وتعبر عن عبقرية العرب القدامى في ميادين الموشح والزجل والشعر.فـ"المالوف"، سلسلة من الموشحات والزجل يضاف إليها بعض القصائد الصوفية المعروفة بالمكّاوي، والتي يتفنن مشايخ "المالوف" في حشرها داخل نوبة "المالوف".

ولا يمكن للمرء أن يتحدث عن "المالوف" من دون التوقف عند أهم أعلام هذا اللون الفني قديماً، والذين كان لهم الدور الكبير في استيطان "المالوف" وهما أبوبكر بن باجه وأمية بن عبدالعزيز.

واسم الفن يحكي عن نفسه، فأصله من لفظة (المألوف)، ما ألفه الناس، وهذا ما حظي به فن بين البدو فقد ألفه عدد كبير من الليبين كونهم يعبرون من خلاله عن أحاسيسهم ومشاعرهم،وقد عرف بأسماء مختلفة في بلدان المغرب العربي إذ يسمى بـ"فن الآلة" في المغرب أو"الغرناطي" في بعض مدن غرب الجزائر، بينما يسمى بـ"الصنعة" في العاصمة الجزائرية، ولكن يحتفظ باسم "المالوف" في كل من ليبيا وتونس.

حرص اولاد على والجميعات على ما خلفه الأجداد للأحفاد من تراث قيّم في المجال الفني حرصهم على كل غالٍ وثمين، فـ"المالوف" الأندلسي في نظرهم هو زاد السماع المفضل ومجال الطرب الحقيقي لما يحتوي عليه من نصوص أدبية غاية في روعة التركيب البلاغي والألحان الشجية المتآلفة في شكل السهل الممتنع، وقد استطاع العقل الليبي بما يحمله من قدرة الإبداع أن يطور هذا الفن وينقله من روح القرون الوسطى إلى فكرة الفن المعاصر، وبذلك أصبح المالوف يجاري العصر بطبيعته وطربه.

ونأتى للحديث عن "النوبة" وهى "القالب الموسيقي الغنائي الذي يتكون من عدة حركات لحنية متتالية ومؤلفة في أوزان وإيقاعات متدرجة السرعة". وقد استطاع الفنان "على حميدة" ان يطور النوبة الأندلسية والتى أخذت معه شكلاً خاصًّا حيث أصبحت نوبة "المالوف" عند حميدة مميزة بشكلها في الترتيب وأداء النغم وانفرادها بالإيقاع المميز في أصول ضغوطه الإيقاعية في الدوائر المختلفة.

وقد جسدت اغنية ( لولاكى) التراث سواء فى الموسيقى او السماع فأصبحت تسمع في جلسات خاصة واجتماعات عامة يؤمها الناس عادة لسماعها كعادة "المالوف" وحفظه والاستمتاع بمشاهدة عازفي آلات الإيقاع المسماة بالبندير والنقرة والدربوكة.

ولعبت اغنية لولاكى دور "المالوف" إذاً مثلت في الأساس قاسما مشتركا بين الحضر والبوادى والريف،وقد فرضت لولاكى نفسها فى وقت عصيب للغاية حيث صيف القاهرة الساخن باحداثه يوليو 1988 واشتعال حرب العراق وإيران ، ومشاركة المنتخب في تصفيات كأس العالم،فى تلك الاثناء جذب صوت ذو لهجة بدوية الاذان والنفوس اليه لينسى الجميع كل شىء مع لولاكى، ولم لا فهى صوت ولحن وكلمات خارج التصنيف بعيدة عن التقليد وخارج المنافسة ، حتى قصة على حميدة مختلفة فلم يأت من الدلتا او الصعيد،لكنه أتى من مطروح ، بملامح سمراء وشعر أشعث طويل ، حالة تشبة إلى حد كبير حالة (جيفارا).

نعشق ليلى مراد لكننا سنذكر مطروح بعد ذلك ب"على حميدة" ب(لولاكى)، كان هذا ماقرره الجميع بعد لولاكى. وكأن حميدة اراد أن يعيد العرب لمصر، ومصر للعرب، فخرجت لولاكى من المحيط للخليج لتخاطب كل الناطقين بالضا بألحان مولودة من رحم الفولكلور البدوي.

المفارقة أن لولاكي التي كتبها عزت الجندي ولحنها سامي الحفناوي ، كانت في الأصل أغنية وطنية تبدأ كلماتها بجملة ” لولاكي يامصر ماغنيت ” ، وكتب للاغنية ان تؤدى دورا وطنيا فى لم شمل العرب رغم المقاطعه السياسية. وقد جذبت لولاكى منتجى السنيما وكانت اول حالة يتم فيها انتاج فيلم لاستغلال نجاح اغنية وكان هناك مشروع فيلم باسم الأغنية يجمع علي حميدة والسندريلا سعاد حسني ، وتعطل المشروع لعامين وفي عام 1993 قدم حميدة فيلم “لولاكي” مع المخرج حسن الصيفي والفنانة معالي زايد.

طرائف حول لولاكى

يحكي عمرو دياب قائلا:" ذات صباح دخل علي المنتج نصيف قزمان وألقى أمامي بألبوم “لولاكي” ، وقال لي ” لو فاكر نفسك مكسر الدنيا ، اسمع على حميدة ” ، وسمعت لولاكي.

جدير بالذكر ان دياب حاول تقليد حميدة فاتجه للعمل مع حميد الشاعرى وصدرت له اغنية (ميال) والتى كانت أشبه بنسخة جديدة من (لولاكي) ونجحت (ميال) بقوة ولكنها لم تقترب من نجاح (لولاكي).

من طرائف لولاكى تسببها فى حريق

فقد حدث فى قرية الغرق -ان احدى السيدات كانت تخبز بالفرن البلدى وتستمع الى الاغنية مع الجيران اثناء الخبيز حيث الانبهار بالاغنية وبالكاسيت وانشغلوا بالاغنية واشتعلت النيران بالمنزل -نشرت الصحف الخبر كالاتى -حريق فى قرية الغرق بسبب اغنية -لولاكى ، ووصل الخبر لعلى حميدة الذى حصل على عنوان الحريق بالتفصيل وارسل فى نفس اليوم مندوبا عنه بمبلغ كبير جدا لاصلاح كل ما افسده الحريق مع جهاز تليفزيون ألوان حديث لصاحبة المنزل.