الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تاريخ الإغتيالات السياسية في مصر قبل عام 1952م
-ج1-

تاريخ الإغتيالات السياسية في مصر قبل عام 1952م
-ج1-
عدد : 03-2019
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


كأي دولةٍ في العالم شهدت مصر علي مر تاريخها القديم والحديث العديد من حوادث الإغتيالات السياسية ولكن نظراً للأوضاع والمتغيرات السياسية والأمنية التي مرت بها مصر عبر العصور المختلفة منذ العصر الفرعوني وحتي يومنا هذا كان للإغتيالات السياسية فيها مذاق آخر وقد شهدت مصر مبكرا حوادث الإغتيالات السياسية التي تنوعت أسبابها ما بين الدوافع الوطنية أو التحريض من بعض الجماعات والتنظيمات التي كان لها أهدافها السياسية ويعود تاريخ بعض الإغتيالات السياسية في مصر إلي العصر الفرعوني قبل الميلاد مرورا بالعصر الروماني والعصر الفاطمي والعصر المملوكى وحتي العصر الحديث خلال القرن التاسع عشر الميلادى وما بعده وجدير بالذكر أن عمليات الإغتيالات السياسية في مصر بداية من القرن التاسع عشر الميلادى وحتي قبل ثورة 23 يوليو عام 1952م خلال حوالي 150 عاما قد إتخذت إتجاها وطنيا كما تصور مخططوها ومرتكبوها كنوع من الإحتجاج والتمرد ضد الدخيل أو المحتل الأجنبي فقد مر بمصر العديد من قوي الإحتلال القديم وكان العديد من هؤلاء الدخلاء يكرههم الشعب المصري ولذا تم إغتيال بعضهم بينما فشلت عمليات إغتيال البعض الآخر إلا أنه بعد قيام ثورة يوليو عام 1952م فقد أخذت عمليات الإغتيالات السياسية في مصر توجها وصراعا سياسيا من جانب جماعات وتنظيمات عديدة مناؤئة للدولة ولنظام الحكم ويعتنق أغلبها أفكارا متطرفة أو متشددة تصل أحيانا إلي تكفير المجتمع والحكام والمحكومين وتعالوا بنا نبحر الآن في رحلة عبر التاريخ القديم والحديث نتعرف من خلالها علي أهم وأشهر حوادث ومحاولات الإغتيالات السياسية في مصر عبر تاريخها الطويل علي مدى حوالي 5 آلاف سنة وحتي قيام ثورة يوليو عام 1952م سواء التي نجحت أو التي فشلت وذلك علي النحو التالي :-


-- محاولة إغتيال الملك بيبي الأول وربما تعد هذه أول محاولةٍ للإغتيال السياسي في التاريخ المصري وكانت علي يد إمرأة هي زوجة الملك عام 2400 ق.م حيث أراد هذا الملك أن يتزوج عليها فأرادت أن تنتقم منه بقتله ولكن محاولتها باءت بالفشل وقتلت ضرتها زوجة الملك الجديدة وإنتقاما منها أُسند الملك العرش إلى إبنه من زوجته الجديدة التي تم قتلها .

-- محاولة إغتيال الملك إخناتون والتي تمت عام 1377 ق.م وكانت على يد رجال الدين في مصر القديمة أو ما كان يتم تسميتهم بالكهنة وكان هذا في عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة عندما أراد الحكام الجدد من العسكريين ورجال الجيش أن يتخلصوا من سلطة ونفوذ رجال الدين الكهنة فعمل الملك أمينوفيس الثالث على التربص بهم ولكنه مات قبل التخلص من سلطانهم وتولي الحكم بعده إبنه إخناتون فسلك مسلك أبيه فغير العاصمة التي كانوا يتمتعون فيها بنفوذٍ كبيرٍ وهي طيبة وهي مدينة الأقصر حاليا إلي مدينة أخرى قام ببنائها في مركز دير مواس التابع لمحافظة المنيا حاليا وهي مدينة تل العمارنة وقام إخناتون بثورةٍ ضد هؤلاء الكهنة ساعيا للحد من نفوذهم وعندما شعر رجال الدين الكهنة بإحتمال نجاح ثورة الملك الجديد إخناتون في التخلص منهم عملوا علي تدبير مؤامرة لإغتياله فأرسلوا له فردين أجنبيين من محترفي القتل مع أحد رسلهم كي يتخلصوا منه ولكن باءت محاولتهم هي الأخرى بالفشل وتم القبض عليهم .

-- حادثة إغتيال القائد العسكري الروماني بومبي في عام 48 ق.م وذلك عندما تآمر منافسو ملكة مصر آنذاك كليوباترا وهم بوثنيوس وثيودتس وآخيلاس على قتل أحد القادة العسكريين الرومانيين في مصر وهو بومبي حتى يتقربوا بقتله إلي قيصر روما ويتمكنوا من حكم مصرَ بلا منافسٍ فدبروا مؤامرة لإغتياله وأسندوا المهمة إلى الرجل الأقوى فيهم وهو آخيلاس والذى إختار ضابطا من ضباط بومبي هو سبتيموس ليقتله عندما تحين فرصة مناسبة لذلك وذات يوم وبينما هم وبومبي معا في زورقٍ إذا ببومبي ينزل إلى الزورق فيقتله سبتيموس وآخيلاس من الخلف ولكن هذا الفعل لم يرض قيصر روما وإعتبر هذا الفعل فعلا شائنا ولا أخلاقي ولذلك فقد عمل علي تكريم بومبي ميتا حيث كان يعتبره منافسا شريفاً له .

-- حادثة إغتيال الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالي وهو أحد وزراء الدولة الفاطمية في مصر في عهد الخليفة المستعلي بالله مابين عام 1094م وعام 1101م والذى كان له دور في قتال الصليبيين في القدس بعد إستيلائهم عليها عام 1099م حيث يقال إنه كان يهاجمهم كل عامٍ وبعد أن علا دوره السياسي في مصر في عهد الدولة الفاطمية في زمن الخليفة الآمر بأحكام الله الذي خلف المستعلي بالله مابين عام 1101م وعام 1130م عمل كما يقال الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله على قتله يوم عيد الأضحى عام 514 هجرية الموافق عام 1121م وقد أُشيع أن فرقة الحشاشين هم من قتلوه وهم طائفة من الشيعة إنفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجرى الموافق للقرن الحادى عشر الميلادى .

– حادثة إغتيال الخليفة الفاطمي المنصور الآمر بأحكام الله عام 1130م والذى لم تكن له سيطرةٌ كبيرة على الشئون الداخلية في الخلافة الفاطمية إلا بعد مقتل الوزير الأفضل شاهنشاه الذى تحدثنا عنه في السطور السابقة وقد كان للمشاحنات الأسرية على العرش بين المنصور وأقربائه الدور الأكبر في أسباب مقتله وعليه فذات يوم وبينما هو جالس بين البعض منهم إذا بجماعة أخرى من أقربائه يحملون عليه بالسيوف ويقتلونه .

-- حادثة مقتل السلطان المملوكي سيف الدين قطز وكانت هذه الحادثة هي الأكبر في حوادث الإغتيالات السياسية في مصر في عصر المماليك وقد وقعت في يوم 24 أكتوبر عام 1260م وذلك وهو في طريق عودته من سوريا إلى مصر بعد إنتصاره على جيش التتار في معركة عين جالوت وتخليص المشرق العربي من خطرهم وقد تم إغتياله على يد بعض أمرائه وعلي رأسهم خليفته ركن الدين بيبرس الذى خلفه في حكم مصر بسبب إتهامه بقتله أو المشاركة في قتل أميرهم فخر الدين أقطاى من قبل وشكهم في أنه سيبطش بهم ويقوم بالتخلص منهم بعد إنتصاره علي التتار وزوال خطرهم .

– حادثة مقتل الجنرال جان باتيست كليبر قائد الحملة الفرنسية علي مصر بعد نابليون بونابرت علي يد الطالب الأزهرى السورى سليمان الحلبي بحديقة الأزبكية بالقاهرة بطعنة خنجر في قلبه وذلك في يوم 14 يونيو عام 1800م وكان كليبر عندما تولي مهمة قيادة الحملة الفرنسية قد أيقن من فشل الحملة وكان يرى إستحالة البقاء في مصر وذلك بسبب سوء أحوال مصر الإقتصادية وكثرة ثورات المصريين وإنخفاض الروح المعنوية لجنود الحملة علاوة علي محاصرة الإنجليز لشواطئ مصر الشمالية وتحالف إنجلترا وروسيا ودولة الخلافة العثمانية ضد فرنسا ومن ثم قام بعمل إتفاقية العريش في شهر يناير عام 1800م التي نصت على جلاء الفرنسيين عن مصر بكامل أسلحتهم ومعداتهم وأن يكون الجلاء في مدة ثلاثة أشهر وأن تجهز لهم تركيا أسطولا لنقلهم إلى فرنسا بعد تحطم أسطولهم في موقعة أبي قير البحرية وقد فشلت هذه الإتفاقية بسبب رفض الحكومة البريطانية عودة الفرنسيين إلا كأسرى حرب مما أدى إلي رفض كليبر ذلك لما فيه من إهانة للفرنسيين فعاد ونشب قتال بينه وبين العثمانيين وهزمهم في موقعة عين شمس في شهر مارس عام 1800م ومن بعدها عدل كليبر من سياسته وقرر البقاء في مصر وإنتهز المصريون فرصة إنشغال كليبر بمطاردة العثمانيين في عين شمس وطردهم إلى بلاد الشام وأشعلوا ثورة القاهرة الثانية وكان حي بولاق مركزا لها والتي سحقها كليبر حيث نصب مدافعه على قمة جبل المقطم وشرع بقصف الحى حتى جعله أثرا بعد عين وهكذا تمكن من القضاء على الثورة كما أنه إستمر في إستفزاز مشاعر المصريين مما دفع سليمان الحلبي إلى إغتياله ودفن في حديقة قصره بالقاهرة ثم حملت جثته عند خروج الجيش الفرنسي من مصر ليدفن في فرنسا كما ذكر في وصيته وذلك عام 1801م .

-- حادثة إغتيال عباس باشا الأول والي مصر وحفيد محمد علي باشا والذى حكم مصر من شهر نوفمبر عام 1848م وحتي مقتله ليلة 14 يوليو عام 1854م حيث إتفقت الروايات أن نهايته كانت الموت مقتولا في قصره بمدينة بنها علي يد غلامين من حاشيته وهناك روايتان بخصوص هذا الأمر الرواية الأولى رواية إسماعيل باشا سرهنك في كتابه حقائق الأخبار عن دول البحار والرواية تقول إن عباس باشا الأول كان له حاشية خاصة من المماليك يصطفيهم ويقربهم منه ويغدق عليهم بالمنح والإمتيازات وكان كبيرهم يسمي خليل بك درويش وذات مرة أساء معاملة نفر منهم فتغامزوا عليه وسخروا منه فشكاهم إلي عباس باشا الذى عاقبهم بالجلد وجردهم من ثيابهم العسكرية وأرسلهم إلى الإصطبلات لخدمة الخيل فعز ذلك على مصطفي باشا أمين خزانة عباس باشا لأنهم كانوا من طرفه فحاول معه لكي يسامحهم ويعفو عنهم فلم يستجب له فوسط إبراهيم الألقي باشا محافظ القاهرة وأحمد يكن باشا صديقه فإستجاب عباس للوساطة وعفا عنهم وردهم إلى مناصبهم فلما كانت ليلة مقتله في قصره ببنها طلبوا مقابلة عباس باشا بحجة تقديم الشكر له لعفوه عنهم وهم في حقيقة الأمر يضمرون شرا فإتفقوا مع الغلامين اللذين يحرسان عباس باشا عند نومه أن يسمحا لهما بدخول غرفة نومه ليقتلوه وبالفعل نفذوا هذه المؤامرة وقتلوا عباس وأوعز المتآمرون إلى غلامي الحراسة بالهرب ففرا هاربين وتكتموا الخبر وفي الصباح لما لم يستيقظ عباس في موعده دخل عليه صديقاه أحمد يكن باشا وإبراهيم الألفي باشا وكانا معه بالقصر ليلتها فوجداه مقتولا فأخفيا النبأ حتي تم نقله إلى قصره بالقاهرة وكان ذلك ليلة 14 من شهر يوليو عام 1854م وأما الرواية الثانية فقد ذكرتها مدام أولمب إدوارد في كتابها كشف الستار عن أسرار مصر وملخصها أن الأميرة نازلي هانم عمة عباس باشا والبنت الكبرى لمحمد علي باشا هي التي دبرت مؤامرة قتله لكراهيتها له وحقدها عليه حيث أنه كان قد أساء معاملتها مما جعلها تفر منه هاربة إلى الآستانة عاصمة الدولة العثمانية بتركيا خوفا علي حياتها فقامت بإختيار مملوكين لها يتصفان بجمال الوجه وأمرتهما بالسفر إلى مصر وأن يقوما بعرض انفسهما في سوق الرقيق حتي إذا شاهدهما وكيل عباس باشا أعجب بهما وضمهما إلى مماليكه وبالفعل هذا هو ماحدث وأخذهما إلى عباس فأعجب بهما وأصبحا ممن يحرسونه أثناء نومه وفي الليلة التي كانت فيها نوبة حراستهما لعباس وهو نائم دخلا عليه وقتلاه ثم نزلا إلى الإصطبل وطلبا من السائس جوادين بحجة تنفيذ طلب لعباس باشا يلزم لتنفيذه التوجه إلى قصره بالعباسية فأخذا الجوادين وفرا بهما إلى خارج مصر وتوجها إلى الآستانة لمقابلة الأميرة نازلي هانم من اجل إستلام المكافأة السخية التي وعدتهما بها وعلي كل حال أيا كان الأمر فالروايتان قد إتفقتا علي أن عباس باشا الأول قد مات مقتولا ليلة 14 من شهر يوليو عام 1854م كما ذكرنا في السطور السابقة بعد أن أمضي في حكم مصر حوالي 5 سنوات ونصف السنة عن عمر بلغ حوالي 41 سنة .

– حادثة إغتيال بطرس غالي باشا رئيس مجلس النظار من يوم 12 نوفمبر عام 1908م إلى يوم 20 فبراير عام 1910م حيث تم إغتياله علي يد الشاب إبراهيم ناصف الورداني عضو الحزب الوطني الذى كان يبلغ من العمر 24 عاما وكان قد درس الصيدلة في سويسرا لمدة عامين مابين عام 1906م وعام 1908م ثم سافر إلى إنجلترا فقضى بها عاماً آخر حصل خلاله على شهادة في الكيمياء وعاد إلى مصر في شهر يناير عام 1909م ليعمل صيدلانيا وكانت قد وجهت إلي بطرس غالي باشا العديد من الإنتقادات لعدة أسباب مثل توقيعه علي إتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان عام 1899م وهو ناظر للخارجية ثم مصادقته خلال عام 1906م كرئيس لمحكمة دنشواى وكوزير العدل المؤقت على أحكام هذه المحكمة بإعدام عدد 6 فلاحين مصريين بسبب موت أحد الجنود البريطانيين الذين كانوا يصطادون الحمام بقرية دنشواى بمديرية المنوفية بسبب ضربة شمس وكانوا قد قتلوا فلاحة مصرية فطاردتهم الأهالي علاوة علي تفعيله لقانون المطبوعات في عام 1909م والذى صدر عام 1881م في عهد الخديوى توفيق ولم يعمل به وذلك بهدف مراقبة الصحف وتقييد حريتها ومصادرتها وإغلاقها إذا إقتضى الأمر وأخيرا محاولته مد فترة إمتياز قناة السويس 40 عاما إضافية من عام 1968م إلى عام 2008م في نظير 4 مليون جنيه تدفع للحكومة المصرية على أربع أقساط مما إعتبرته القوى والتيارات الوطنية التي نمت في مصر حينذاك تحت شعار مصر للمصريين تحيزا ومحاباة للإنجليز ومن ثم أصبحت سياسات بطرس غالي شديدة الولاء لبريطانيا بؤرة لنقمة الوطنيين المصريين وتم إعتباره خائنا من وجهة نظرهم وقد تمكن محمد فريد باشا خليفة مصطفي كامل باشا في رئاسة الحزب الوطني من الحصول على نسخة من المشروع في شهر أكتوبر عام 1909م ونشرها في جريدة اللواء الناطقة بإسم الحزب وطالبت اللجنة الإدارية للحزب الوطني بعرض المشروع على الجمعية العمومية فإضطر المسئولون تحت الضغط إلى دعوة الجمعية التي رفضت المشروع وقام عضو الحزب الوطني إبراهيم ناصف الورداني بإطلاق ست رصاصات علي بطرس غالي باشا أصابت إثنتان منها رقبته في مقتل أمام وزارة الحقانية في الساعة الواحدة ظهرا يوم 20 فبراير عام 1910م وعندما ألقي القبض عليه أقر أنه قتل بطرس غالي باشا لأنه خائن للوطن وأنه غير نادم على فعلته وأصر على أقواله تلك في المحكمة وتم الحكم عليه بالإعدام .

-- محاولة إغتيال الخديوى عباس حلمي الثاني والذى كان قد كلف حسين رشدى باشا في يوم 5 أبريل عام 1914م بتشكيل النظارة وبعد حوالي شهر ونصف الشهر غادر الخديوى عباس البلاد مستقلا اليخت المحروسة وكان هذا اليوم هو آخر عهده بمصر ولم يعد إليها بعد ذلك إلا ميتا ليدفن في ترابها وكان آخر ما أصدره من مراسيم مرسوم بترقية وتنقلات بعض رجال القضاء الأهلي ومرسوم بتفويض رئيس النظار حسين رشدى باشا بسلطاته إلي حين عودته من الخارج وتوجه الخديوى عباس أولا إلى فرنسا ثم غادرها إلى تركيا وبينما كان خارجا من مقر السلطان العثماني وإذا بشاب مصرى يدعي محمود مظهر يطلق عليه الرصاص فيصاب بجروح في جسمه في أماكن غير مميتة ويتسبب هذا الحادث في تأخير عودته إلي مصر وشاءت الظروف أن تنشب الحرب العالمية الأولى في ذلك الوقت يوم 28 يوليو عام 1914م وذلك بسبب إغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند وزوجته من قبل طالب صربي يدعي غافريلو برينسيب أثناء زيارتهما لسراييفو بمملكة صربيا قبل ذلك بشهر مما تسبب في أزمة دبلوماسية عنيفة وشديدة ترتب عليها إعلان الإمبراطورية النمساوية المجربة الحرب علي مملكة صربيا ثم توسع نطاق الحرب وإشتد أوارها وإنضمت بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة الأميريكية إلى مملكة صربيا وإنضمت المانيا وبلغاريا والدولة العثمانية للإمبراطورية النمساوية المجرية وبنشوب الحرب العالمية الأولي أصبح السفر بالبحر غير مأمون وطلب السفير الإنجليزى في تركيا من الخديوى العودة إلى مصر ولكنه تردد في تلبية هذا المطلب خوفا علي حياته فطلب منه الرحيل إلى إيطاليا والإقامة بها حتي تتهيأ له الظروف المناسبة للعودة إلى مصر فرفض وفي نفس الوقت خشي الإنجليز من عودته إلى مصر وعدم تأييده لهم وإنحيازه إلى صف الدولة العثمانية التي إنحازت للدول المعادية لبريطانيا التي كان ميالا لتأييدها مما قد يسبب لهم المتاعب والقلاقل في مصر والموقف خطير والحرب قائمة ولا وقت لدى بريطانيا لكي تنشغل للتصدى لهذه الأمور وكان القرار من بريطانيا بعزله وخلعه عن عرش مصر والذى أعلنه وزير الخارجية البريطاني يوم 19 ديسمبر عام 1914م مسببا ذلك بإنحياز وإنضمام الخديوى عباس حلمي إلى أعداء التاج البريطاني مع منعه من العودة إلى مصر ونفيه إلى سويسرا التي أقام فيها في مدينة جنيف حتي وفاته يوم 19 ديسمبرعام 1944م بعد مرور 30 سنة كاملة من عزله من عرش مصر.

-- محاولة إغتيال السلطان حسين كامل ففي يوم 9 أبريل عام 1915م حاول تاجر خردوات من المنصورة يدعي محمد خليل إغتيال السلطان حسين كامل عندما كان مارا بعربته أمام قصر عابدين فأطلق عليه عيارا ناريا ولم يصب السلطان وقبض علي هذا التاجر وحكم عليه بالإعدام ثم في يوم 9 يونيو عام 1915م أثناء خروج السلطان حسين كامل من قصر رأس التين بالإسكندرية لأداء صلاة الجمعة تم إلقاء قنبلة علي موكبه من أحد نوافذ المنازل فوقعت علي ظهر أحد الجياد التي تجر العربة السلطانية ثم علي الأرض ولم تنفجر وتم القبض علي شخصين إنحصرت فيهما الشبهات وحوكما أمام مجلس عسكرى وحكم عليهما بالإعدام ثم قام السلطان بتخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة .

– محاولة إغتيال يوسف وهبه باشا رئيس مجلس الوزراء مابين شهر نوفمبر عام 1919م حتي شهر مايو عام 1921م وكان يوسف وهبه باشا قد قبل تشكيل الوزارة في ظروف غاية في الحرج بسبب قدوم لجنة ملنر إلي مصر برئلسة اللورد الفريد ملنر وزير المستعمرات البريطاني إلي مصر لبحث الأسباب التي أدت إلي إندلاع ثورة عام 1919م ودعت جميع القوى الوطنية لمقاطعتها وقوبلت تلك الوزارة بسخط وغضب شديدين حيث أن معنى قبول تشكيل الوزارة بعد قيام دار الحماية البريطانية بإعلان قدوم لجنة ملنر تم تفسيره بأنه دليل علي إقرار الوزارة بالسياسة البريطانية في مصر وأعلن الأقباط من خلال الكنيسة المرقسية الكبرى سخطهم وغضبهم الشديد علي رئيس الوزراء القبطي يوسف وهبه باشا وقرر المحامون الإضراب عن العمل إحتجاحا على قدوم لجنة ملنر إلي مصر وفي أثناء مرور يوسف وهبه باشا في شارع سليمان باشا في يوم 15 ديسمبر عام 1919م ألقى عليه طالب الطب القبطي عريان يوسف سعد عضو منظمة اليد السوداء التي كانت تستهدف إغتيال ضباط الإحتلال البريطاني والمتعاونين معهم من المصريين قنبلتين إلا أنه لم يمت وإنقض عليه رجال الشرطة المتواجدون في المكان وتمكنوا من القبض عليه وتقديمه للمحاكمة والتي أصدرت حكمها عليه بالأشغال الشاقة لمدة عشرة أعوام وإعترف بأنه أراد كمسيحي أن يغتال عميل الإستعمار حتى لا يدان المسلمون ويتم إعتبار هذا الفعل وراءه الباعث الديني وتثور الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين وتتشوه الحركة الوطنية وهو ما كان يحلم به الإنجليز وجدير بالذكر أنه في هذه الفترة إنتشرت موجة شديدة من العنف إستهدفت العديد من الوزراء ففي يوم 28 يناير عام 1920م ألقي طالب علي إسماعيل سرى باشا وزير الأشغال العمومية بقنبلة ولكنها لم تصبه وبعد ذلك وفي يوم 22 فبراير عام 1920م ألقي طالب آخر بقتبلة علي محمد شفيق باشا وزير الزراعة لم تصبه أيضا وأخيرا وفي يوم 8 مايو عام 1920م ألقيت قنبلة علي حسين بك درويش وزير الأوقاف ولكنها لم تصبه أيضا .

يمكنك متابعة الجزء الثانى من المقال عبر الرابط التالى
http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=41121
 
 
الصور :
السلطان حسين كامل أمين عثمان باشا إبراهيم الورداني حسين توفيق عريان يوسف سعد يوسف وهبه باشا