الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الجميلة أتت

الجميلة أتت
عدد : 06-2019
بقلم دكتورة/ مرفت خليل

الألمان ينظرون إلى نفرتيتي باعتبارها "اقدم مواطنة برلينية"
هل تعود نفرتيتى " البرلينية " إلى أرض الفراعنة ؟
نفرتيتي مِلك مَن؟ هذا السؤال ظل مطروحاً منذ اكتشاف رأس نفرتيتي عام 1912

وكان المنقّب الألماني لودفيغ بورشرت قد جاء إلى مصر عام 1912، وحصل على إذن بالتنقيب في وسط مصر بمنطقة تل العمارنة، التي كانت تسمى في مصر القديمة "آخيت آتون"، وهي المدينة التي حكم منها الملك الشهير إخناتون، أول الموحدين في الأرض. آنذاك كانت اللوائح تنص على تسليم التحف الممتازة إلى مصر، ثم اقتسام الآثار الأخرى بين المكتشف والمتحف المصري في القاهرة. وفي يوم السادس من ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه حالف الحظ المكتشف الألماني خلال حفرياته في تل العمارنة، إذ عثر على هذه الرأس الرائعة لنفرتيتي، التي يعني اسمها "الجميلة أتت". خلبَت الرأس لبَ بورشرت، فكتب في دفتر يومياته يقول: "التمثال رائع، ولا يمكن وصفه. لا بد من رؤيته." بعد ذلك – حسب الرؤية الألمانية - تم اقتسام الآثار المكتشفَة وكانت الملكة الجميلة من نصيب برلين. وقد تم عرض كافة المكتشفات عام في معرض كبير، باستثناء نفرتيتي التي لم تعرض إلا في عام 1924. منذ ذلك الحين والبرلينيون يعتزون اعتزازاً خاصاً بها، ويعتبرونها "أقدم مواطنة برلينية".

الجهود المصرية لم تتوقف منذ العشرينات عن استعادة رأس نفرتيتي أو على الأقل استعارتها لعرضها في مصر، لكنها جميعاً باءت بالفشل. مرة واحدة كادت نفرتيتي تصل إلى مصر، والغريب أن هيرمان غورينغ تحديداً هو الذي استجاب للطلب المصري عام 1933 عندما كان رئيس الوزراء في بروسيا، غورينغ الذي لعب دورا غير مسبوق في السنوات التالية في نهب كنوز أوروبا الفنية. غير أن "الفوهرر" هتلر، المعجب بسيدة برلين، اعترض على إعادة التمثال، لأنه أراد أن تكون الملكة المصرية درة لمتحفة في العاصمة الجديدة "جرمانيا" التي ينوي تأسيسها.

هذه "الجميلة التي أتت" إلى العاصمة الألمانية تُعرض الآن في مكان لائق بها في المتحف المصري الجديد في قلب برلين. ويحذر المتخصصون من أن تحريك التمثال من مكانه قد يضر به لأنه حساس وهش. فهل ستبقى نفرتيتي في برلين، أم سيسفر الطلب المزمع تقديمه إلى عودتها إلى أرض النيل؟