الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

صاحب صهريج صحن الجامع الأزهر

صاحب صهريج صحن الجامع الأزهر
عدد : 07-2019
بقلم الكاتب/ ابوالعلا خليل

الصهريج مصطلح وثائقى ويقصد به المساحة المخصصة لخزن المياه فى تخوم الأرض ، والصورة للصهريج الذى أقامه بصحن الجامع الأزهر والى القاهرة ومحتسبها الأمير تاج الدين بن سيفا بن عبدالله الفارابى الشويكى عام 828هـ / 1425م على عهد السلطان المملوكى الأشرف برسباى . والشويكى نسبة الى الشويكة وأصلها الشريكة وهى مكان بظاهر دمشق .

يذكر ابن تغرى بردى فى النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة ( وفى يوم الثلاثاء رابع شوال سنة 827هـ أمر السلطان الأشرف برسباى بحفر صهريج بوسط صحن جامع الأزهر وابتدأ فيه من هذا اليوم وحفروا بوسط صحن الجامع فوجدوا فيه آثار فسقية قديمة وبها عدة أموات ، ثم شرعوا فى بنائها حتى كملت فى شهر ربيع الأول عام 828هـ ، وعمر فوقها مقعد لطيف على صفة السبيل ، وانتفع أهل الجامع به ، ودام سنين الى أن امر السلطان الملك الظاهر جقمق بهدمه فهدم وردم ).

لم يكن الصهريج الذى أقامه تاج الدين الشويكى بصحن الجامع الأزهر بأمر السلطان الأشرف برسباى عام 828هـ سوى حسنة يتيمة ضلت طريقها فى صحيفة أعمال التاج الشويكى حتى وصفه المقريزى فى السلوك لمعرفة دول الملوك ( كان عارا على جميع بنى آدم ، ماعف عن حرام ولا كف عن إثم ).

يذكر ابن تغرى بردى فى المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى ( عمل التاج فى بداية امره مغسلا بحمامات دمشق وفى سنة 805هـ اتصل بالأمير شيخ المحمودى وصار يغسله ويحلق رأسه ويتقرب اليه بأنواع الهزل آلى ان صار من ندمائه ، فلما تسلطن شيخ المذكور ولقب بالمؤيد قرب التاج هذا وولاه ولاية القاهرة ثم ولاه استادارية الصحبة – أى المسؤل عن مطابخ السلطان – لأنه كان يحسن طبخ الطعام ) .

ومازال أمر التاج الشويكى فى اقبال وادبار بعد وفاة السلطان المؤيد شيخ عام 824هـ الى أن تسلطن الأشرف برسباى عام 825هـ فراج امره عنده وصار جليسه ونديمه وولاه ولاية القاهرة ومباشرا لعمائره ومنها الصهريج بصحن الجامع الأزهر عام 828هـ . يذكر ابن حجر فى إنباء الغمر بأنباء العمر ( كان ذرب اللسان لايبالى بقول ، وتنقل عنه كلمات كفر مخلوطة بمجون لاينطق بها من فى قلبه ذرة من إيمان ) .

لم يكن عند التاج الشويكى غيرة على أهله حتى كان لايحجب زوجته زهور الجنكية من أحد ويعجبه محبة أعيان الدولة لها . وفى عام 839هـ جاء الحساب من رب العباد فطرق المرض بابه وابتلى بعلة عسر البول فقاسى منه الشدائد بحيث انه شق عليه مرة فخرجت حصاة كبيرة ، وأفاق دهرا ثم عاوده فكانت نهايته وميتته فى عسرة بول عبرة لمن يعتبر ، وكانت أكبر شهوته أن يغمض له جفن دون عذاب او ألم . ولأن الله يغفر للعبد مالم يغرغر تجلس زوجته القديمة أم محمد عند رأسه تذكره : استغفر ربك واسأله العافية . يذكر ابن تغرى بردى فى المنهل الصافى ( فسب التاج الشويكى زوجته أم محمد ثم سب أهل السموات والأرضين بلفظ يوجب ضرب عنقه على فراشه ثم مات بعد ذلك بقليل فى ليلة الجمعة حادى عشرين شهر ربيع الأول سنة 839هـ ، رحمه الله كان شيخا ضالا مضلا عليه من الله مايستحقه مات وسنه نيف على الثمانين سنة ) . وودعه الشعراء قائلين : قوم اذا صفع النعال قفاهم / قال النعال بأى ذنب نصفع . .