الخميس, 18 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

سبيل ومدفن خليل أغا اللالا

سبيل ومدفن خليل أغا اللالا
عدد : 10-2019
بقلم الكاتب: أبوالعلا خليل


الأغا كلمة تركية وتطلق على الرئيس او القائد ، كما تطلق على الخصى أسمر البشرة الذى يؤذن له بدخول غرف النساء . واللالا لفظ يطلق على من يقوم بتربية اولاد السلاطين والأمراء . كان خليل أغا صاحب هذا المدفن من أشهر أغوات زمانه ولالا حينه وأوانه إذ كان كبير أغوات الوالدة باشا خوشيار قادين زوجة إبراهيم باشا والى مصر وأبن محمد على باشا الكبير ، وجعلته خوشيار هانم لالا – أى مربيا – لولدها إسماعيل . وفى عام 1279هـ / 1863م تولى إسماعيل عرش البلاد ولم ينس فضل مربيه عليه حتى كان يوليه المهام الكبار ومنها الإشراف بنفسه على أفراح الأنجال أبناء الخديوى إسماعيل .

وقد ابتدأت هذه الأفراح – والحديث لأحمد شفيق باشا فى مذكراتى فى نصف قرن – بعقد القران وكان يرأس الحفله خليل أغا الذى كان محل إجلال الجميع من العلماء والنظار وكبار الأعيان حتى كانوا يقبلون يده عند المقابلة لنفوذه الكبير عند إسماعيل ووالدته وكلمته النافذة فى الدوائر الحكومية وبذلك أصبح من ذوى الثروات الضخمة .

وقد بلغ نفوذ خليل أغا إنه كان يتوسط ليصلح بين زوجات الخديوى إسماعيل ومحظياته عند حدوث خلاف أو شقاق بينهم . وفى عام 1286هـ / 1869م كلفته خوشيار هانم بمباشرة أعمال بناء مسجد الرفاعى وترتيب مايلزم من العمال وأعداد مواد البناء ، فانطلق بعزم لايفتر وهمة لاتلين فى إنجاز ماكلف به . وقد دفع ذلك أديب الثورة العربية عبدالله النديم أن ينشد فيه ازجالا :

شوف الأغا فى النغنغا / زى التيران فى المزرعة
لوكنت انا صاحب الأغا / كنت اشتريله بردعة

ويستكمل د. سيد عشماوى فى العيب فى الذات الملكية ( وعندما سمع خليل أغا بذلك أمر بأن يجلد عبدالله النديم ويضرب بالقباقيب حتى يذهب بصره ) .كان خليل أغا من رواد الداعين الى التعليم الأهلى بعيدا عن التعليم الأميرى الذى تقدمه الحكومة فى مدارسها إذ انشأ جهة المشهد الحسينى مدرسة لتعليم الأيتام وأوقف عليها الأوقاف الجزيلة ليخلد بها أسمه وذكراه ، وعن ذلك يذكر أمين سامى باشا فى تقويم النيل فى حوادث شهر صفر عام 1286هـ / 1869م ( تكرم حضرة سعادتلو خليل أغا باش أغا أغوات حضرة المفخمة والدة الحضرة الخديوية بأنشأ مدرسة لأربعين من الأيتام وأغدق عليهم الخيرات الكثيرة والمبرات العظيمة وسمح أيضا لطلاب العلم الذي يريدون التزود فى الأتظام فى سلكها فنال من الرغبة فى الدعوات الصالحات فى الدنيا والآخرة ) .

وقد هدمت مدرسة خليل أغا جهة المشهد الحسينى وبنى محلها مشيخة الأزهر وافتتحت فى 19/ 9 / 1936م ولايزال مبناها قائما الى اليوم . وقد خصص لمدرسة خليل أغا مقرا جديدا بشارع فاروق – الجيش حاليا – حضر افتتاحه جلالة الملك فؤاد الأول فى 29/ 1 / 1930م .

وفى عام 1946م وعلى عهد الملك فاروق تحولت مدرسة خليل أغا من مدرسة ابندائية الى مدرسة ثانوية وتحولت تبعيتها من وزارة الأوقاف الى وزارة المعارف العمومية . أعد خليل أغا مدفنا له بشارع السيدة نفيسة بقرافة الأمام الشافعى وعلى جارى العادة الحق بالمدفن سبيلا – لاوجود له الآن - لرى العطاشى من المارة وعن ذلك يذكر على مبارك فى الخطط التوفيقية ( سبيل خليل أغا هو بجوار مشهد الأمام الشافعى انشأه خليل أغا باش أغوات والدة الخديوى إسماعيل فى سنة 1288هـ وجعل بجواره مدفنا وبستانا نضرا وعدة مساكن وشعائره مقامة من طرفه ) . ولأن المرء كالظل ولابد أن يزول ذاك الظل بعد أمتداد ، ذهب ظله وسكن قبره وترك وراءه نزاعا محتدا ودعاوى قضائية الى اليوم حول 1800 فدان فى محافظات الغربية وكفر الشيخ والقاهرة بين ورثته ووزارة الأوقاف .
 
 
الصور :