الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تشيكوف .. أفضل كتاب القصص القصيرة

تشيكوف .. أفضل كتاب القصص القصيرة
عدد : 01-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى


أنطون بافلوفيتش تشيكوف طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير ينظر إليه على أنه من كبار الأدباء الروس وبوجه عام فإن الأدب الروسي يعتبر من أعظم الآداب العالمية وهو يحتوي أعمالًا لروائيين وشعراء كبار وككلِ الآداب العالمية يحتوي الأدب الروسي على أعمال أدبية متأثرة بالأحداث التاريخية التي تعرضت لها روسيا سواء كانت هذه الأحداث التاريخية أحداثًا دينيةً كإنتشار الديانة المسيحية أم سياسيةً كالغزو التتاري لروسيا وكان من هؤلاء الأدباء والكتاب أنطون تشيكوف والذى يعد من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ حيث كتب المئات من هذه القصص التي تم إعتبار الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية . وقد أكد هذا الكاتب المعطاء من خلال كتاباته على عمق الطبيعة البشرية والأهمية الخفية للأحداث اليومية العادية ولعب في كتاباته بمهارة على الخيط الرفيع بين الكوميديا والتراجيديا كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على الدراما المسرحية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادى وأوائل القرن العشرين الماضي وقد بدأ تشيكوف الكتابة عندما كان طالبا في كلية الطب في جامعة موسكو ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء وإستمر أيضا في مهنة الطب وكان يقول إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي ومما يذكر أن تشيكوف قد تعاون مع المخرج والممثل الروسي الشهير قسطنطين ستانيسلافسكي الذى يعتبر أحد مؤسسي المسرح الحديث في عرض مسرحيته النورس عام 1896م وذلك في مسرح موسكو للفنون الذى أنتج له في وقت لاحق أيضا مسرحية العم فانيا عام 1897م كما عرض أيضا آخر مسرحيَتين له وكان ذلك لأول مرة وهما الأخوات الثلاث وبستان الكرز عام 1901م وقد شكلت هذه الأعمال الأربعة قمة النضج لتشيكوف حيث كان تشيكوف يكتب في البداية لتحقيق مكاسب مادية فقط ولكن سرعان ما نمت طموحاته الفنية وقام بإبتكارات عديدة أثرت بدورها على تطوير القصة القصيرة الحديثة كان منها الإستخدام المبتكر لتقنية تيار من شعور الإنسان وقد إعتمدها فيما بعد جيمس جويس والمحدثون وأضافوا إليها أيضا وعلينا أيضا أن نلاحظ أنه كان من وجهة نظر تشيكوف في طرحه المسرحي إصراره على أن دور الفنان هو طرح الأسئلة وليس الرد عليها ولذلك فقد تميزت مسرحياته بالنهايات المفتوحة وقد تعلم الكثير من كتاب المسرحيات المعاصرين من تشيكوف كيفية إستخدام المزاج العام للقصة والتفاصيل الدقيقة الظاهرة وتجمد الأحداث الخارجية فيها من أجل إبراز النفسية الداخلية للشخصيات هذا وقد ترجمت العديد من اعماله إلى لغات عديدة .

وقد ولد أنطون تشيكوف في يوم 29 يناير عام 1860م وكان ترتيبه الثالث ضمن ستة أطفال بقوا على قيد الحياة لوالده بافلوفيتش تشيكوف في تاجونروج وهو ميناء يقع على بحر أزوف في جنوب روسيا وكان والده إبن أحد العبيد السابقين وكان وكيلاً لأملاك إحدى الأسر ثم أصبح تاجرا وتملك محل بقالة وعمل أيضا مديرا للجوقة في الكنيسة وكان يعتنق المسيحية الأرثوذكسية الشرقية وكان دائما يرزح تحت وطأة الكثير من الديون والمتاعب المالية وكان يوصف بأنه كان أبا تعسفيا بل نظر إليه بعض المؤرخين على أنه نموذج في النفاق في التعامل مع إبنه أما والدته فكانت راوية ممتازة في حكاياتها الترفيهية للأطفال عن رحلاتها مع والدها تاجر القماش في جميع أنحاء روسيا ويقول تشيكوف عن هذا حصلنا على مواهبنا من آبائنا ثم يضيف وأما الروح فأخذناها من أمهاتنا ولما وصل تشيكوف إلي سن الثامنة أرسل إلى مدرسة في بلدته تاجونروج تجمع بين التعليم المعتاد والتعليم الرياضى وكانت مدرسة يونانية للصبيان وتسمى حاليا بجمنازيوم تشيكوف لكنه أثبت فشلا ذريعا في مسألة الرياضة وتم إحتجازه في قبو هذه المدرسة لمدة عام بسبب فشلة 15 مرة في إمتحان اليونانية وكان في هذه المرحلة المبكرة من حياته هادئا منطويا على نفسه يبتعد عن الناس ويشعر بأنه لا شئ في هذه الحياة وكان شديد الميل إلى الكتابة فأصدر وهو لايزال في المدرسة مجلة الأرنب التي كان يحررها وينشر فيها كتاباته الساخرة حيث إشتهر في ذلك الوقت بكتاباته وبتعليقاته الساخرة ومزاحه وبراعته في إطلاق الألقاب الساخرة على أساتذة المسرح المحلي كما أنه كان يستمتع بالتمثيل في مسرح الهواة وأحيانا كان يؤدي أدوارا في عروض المسرح المحلي مجسدا شخصيات هزلية ومن هنا يمكن القول بحق بأن تشيكوف قد بدأ يخط أول مؤلفاته القصيرة حيث جرب يده حينذاك في كتابة مواقف قصيرة وقصص هزلية فكاهية وفي الواقع فقد كان أنطون تشيكوف عاشقا للمسرح وللأدب منذ صغره وحضر أول عرض مسرحي في حياته وهو أوبرا هيلين الجميلة للموسيقار الألماني الشهير يوهان سباستيان باخ عندما كان في الثالثة عشرة من عمره ومنذ تلك اللحظة أضحى عاشقا للمسرح وكان ينفق كل مدخراته لحضور المسرحيات وكان مقعدهُ المفضل في الخلف نظرا لأن سعره أقل وكانت مدرسته لا تسمح لطلبتها بالذهاب إلى المسرح إلا بتصريح خاص من إدارتها وكان هذا التصريح لا يصدر غالبا بسهولة ويكون مقصورا فقط علي أيام العطلات الأسبوعية .

وعندما أفلس أبوه في عام 1875م إنتقل الأب مع أسرته إلى العاصمة الروسية موسكو عام 1876م للبحث عن عمل جديد ولكي يتجنب حبسه بسبب ديونه الغير مدفوعة وإصطحب معه أكبر إثنين من أبناءه نيكولاي والكسندر واللذان كانا طالبان جامعيان بينما بقي أنطون في تاجونروج لإكمال دراسته وبالفعل بقي تشيكوف في تاجنروج لثلاث سنوات أخرى وقام صديق للعائلة يسمى سيليفانوف بمساعده عائلة تشكيوف لسداد ديونها وفي نفس الوقت كان تشيكوف مجبرا علي دفع تكاليف التعليم الخاصة به ولذلك فقد عمل في العديد من الأعمال إلي جانب الدراسة فعمل كمعلم خصوصي وفي إصطياد وبيع طيور الحسون وفي تصميم وتنفيذ الرسومات التخطيطية للجرائد والصحف وكان يرسل كل روبل يستطيع أن يدخره لأسرته في موسكو جنبا إلى جنب مع رسائل ممزوجة بروح الدعابة لرفع معنويات الاسرة التي تعاني من شظف العيش وخلال هذا الوقت قرأ على نطاق واسع وبشكل تحليلي للعديد من الكتاب والأدباء ورواد العمل المسرحي ومن المعروف إنه ألف في تلك السن أيضا مسرحية طويلة إسمها دون أب لكنه تخلص منها فيما بعد لما نبذ شقيقه الكسندر هذه المسرحية وفي هذه المرحلة من حياته إستمتع تشيكوف بسلسلة من علاقات الحب كانت إحداها مع زوجة معلم وفي عام 1879م إنضم تشيكوف إلى أسرته في موسكو بعد أن تم قبوله كطالب في كلية الطب بجامعة موسكو وكان يكافح مع والده لتدبير أمورهم المالية وقد دعم تشيكوف عائلته ماليا في هذه المرحلة من حياته من خلال عمله بكتابة القصص الهزلية القصيرة التي نشرت في بعض المجلات المحلية تحت إسم مستعار هو القلم وكان أيضا يكتب يوميا إسكتشات فُكاهية ومقالات قصيرة عن واقع الحياة الروسية المعاصرة تحت أسماء مستعارة أيضا مثل رجل بلا طحال وغيره وبدأت كتاباته تكسبه السمعة الطيبة تدريجيا ووصف بأنه مؤرخ ساخر من حياة الشارع الروسي وبإختصار فقد تولى تشيكوف في هذه المرحلة من حياته مسؤولية دعم جميع أفراد الأسرة ودفع الرسوم الدراسية عنهم وبحلول عام 1882م كان يكتب في جريدة تسمي شظايا والتي تعود ملكيتها إلى نيقولاي ليكين وهي واحدة من الناشرين الكبار في ذلك الوقت وكانت لهجة تشيكوف في هذه المرحلة أقسى مما هو مألوف وفي عام 1884م تخرج كطبيب وإعتبر مهنة الطب هي مهنته الرئيسية وقد أحرز القليل من المال من هذه الوظيفة حيث كان يعالج الفقراء مجانا .

وبمرور الوقت إستطاع تشيكوف أن يجذب الإنتباه على المستوى الأدبي والشعبي وقام الكاتب الروسي الشهير ديميتري جريجوروفتش بالكتابة عن تشيكوف بعد قراءة قصته القصيرة وهنتسمان حيث قال له لديك موهبة حقيقية موهبة تضعك في المرتبة الأولى بين الكتاب في الجيل الجديد وفي عام 1887م فازت مجموعة تشيكوف للقصص القصيرة في الشفق بجائزة بوشكين لأفضل إنتاج أدبي متميز بقيمة فنية عالية وفي تلك السنة أصيب تشيكوف بالإرهاق وإعتلال الصحة فسافر في رحلة إلى أوكرانيا ليستجم ويستعيد نشاطه وليستمتع بالشواطئ والسهول الواسعة المنبسطة حول بحر قزوين والتي يطلق عليها السهوب وبعد عودته من تلك الرحلة بدأ في كتابة رواية السهوب والتي يصف تشيكوف من خلالها رحلته عبر سهوب بحر قزوين من خلال عيني طفل صغير أرسل للعيش بعيدا عن المنزل وكان رفيقاه الكاهن والتاجر وقد وصفت هذه الرواية بأنها قاموس شعرية تشيكوف وقيل عنها إنها شكلت ومثلت تقدما كبيرًا لتشيكوف وأظهرت قدر كبير من النضج لخياله وتسببت في نشر منشوراته في مجلة أدبية بدلًا من الصحف بعد أن حققت نجاحا كبيرا ومما يذكر أن تشيكوف قد أظهر في معظم أعماله الأولى تأثرا بالروائيين الروس الأوائل مثل ليو تولستوي و فيودور دستويفسكي وإتسمت أعماله المسرحية خلال الفترة الأولى من حياته بأنها قصيرةٌ وهزلية ولكنه سرعان ما طور أسلوبه وأصبح له طابعه الخاص الذي كان مزيجا فريدا بين الكوميديا والتراجيديا وكان من أهم مسرحياته إيفانوف وغابة الشيطان عام 1889م وهي تتناول رجال متعلمين وكيفية تعاملهم مع الديون والمرض وخيبات الأمل التي لا مفر منها في الحياة وبداية من عام 1890م وحتى نهاية حياته كتب تشيكوف أعظم أعماله وقام بتأليف العديد من القصص القصيرة في تلك الفترة منها سيدة مع كلب والمعرض رقم 6 وقد كشفت هذه القصص عن فهم عميق للطبيعة البشرية والأحداث العادية اليومية التي يمكن أن تحمل معنى أهم مما هي عليه وركز تشيكوف في مسرحياته خلال هذه السنوات في المقام الأول على الجو العام والشخصيات والتي تبين أنها يمكن أن تكون أكثر أهمية من الأحداث والمؤامرات وكانت هذه الشخصيات غالبا ما تكون وحيدة ويائسة كما كان للصراعات الداخلية دلالة عظيمة في أعماله وقصصه وكانت ذات طابع خاص رسم لنا من خلالها لوحات عن المجتمع الروسي قبل الثورة البلشفية ومازالت تلك الأعمال خالدة وتعرض في مسارح العالم حتي وقتنا الحاضر وعلاوة علي ذلك فقد كان لمجموعة أعماله الرائعة تأثير كبير على العديد من الكتاب والروائيين العالميين أمثال جيمس جويس وإرنست هيمنجواي وتينيسي وليامز وهنري ميلر .

ولم يدع تشيكوف فرصةً للتعرف على خفايا النفس البشرية إلا وإغتنمها ففي عام 1890م قام برحلة إلى أقصى شرق روسيا وكانت رحلة شاقة إستقل خلالها القطار ثم إنتقل إلي عربة تجرها الخيول ومنها إلي باخرة حملته إلى الشرق الأقصى إلي مستعمرة العقوبات في جزيرة سخالين في شمال اليابان حيث قضى ثلاثة أشهر فيها وقام بإجراء مقابلات مع الآلاف من المحكوم عليهم .وتعتبر رسائل تشيكوف التي كتبها خلال رحلته الممتعة لسخالين من أفضل ما كتب في حياته.

وفي عام 1892م إشترى مزرعة تسمي ميلوخوڤو في ريف موسكو وإنتقل إلى هناك للسكنى الدائمة مع أسرته المكونة من أبيه وأمه وأخته ولكنه لم ينفك يزور موسكو وسان بطرسبورج كما كان يزور مناطق القوقاز والقرم ومناطق أخرى من روسيا كما قام منذ عام 1891م بعدة رحلات إلى الخارج فزار النمسا وإيطاليا وفرنسا وفي عام 1894م أصدر مجموعة بعنوان قصص وأقاصيص ومارس في تلك الحقبة أنشطة إجتماعية متعددة منها مكافحة الأمراض الوبائية والمجاعات وبناء المدارس العامة وتنظيم التعليم الشعبي وفي شهر مارس عام 1897م تعرض تشيكوف إلى نزيف كبير في الرئتين بينما كان في زيارة لموسكو وأُقنع بصعوبة لكي يذهب إلى المستشفى وهناك قام الأطباء بتشخيص حالته وتبين لهم أنه أصيب بمرض السل في الجزء العلوي من رئتيه مما أدى إلي تغير نمط حياته فيما وبعد موت أبيه في شهر أكتوبر عام 1898م واشتداد مرض السل عليه قرر الإنتقال إلى شبه جزيرة القرم فباع مزرعة ميلوخوفو عام1899م وإنتقل إلى يالطا وإشترى قطعة أرض في ضواحيها وبنى فيها فيلا وإنتقل إليها مع والدته وشقيقته وزرع في حديقتها الأشجار والزهور وكان يستقبل فيها ضيوفه مثل الروائيين ليو تولستوي ومكسيم جوركي وكان يشعر دائما بإرتياح عند سفره إلى موسكو أو إلى الخارج وفي يالطا أكمل كتابة إثنتين من أهم مسرحياته الفنية وهما الأخوات الثلاثة وبستان الكرز وكانتا آخر مسرحياته وعن الحياة الشخصية لتشيكوف فقد تزوج من أولجا كنيبر في يوم 25 مايو عام 1901م وبعد مرور 3 سنوات وبحلول شهر مايو عام 1904م إشتدت عليه مضاعفات مرض السل لدرجة أن جميع من رأوه في ذلك الوقت شعروا بداخلهم أن نهايته ليست ببعيدة وفي يوم 3 يونيو عام 1904م إنطلق مع زوجته أولجا إلي إحدى المصحات بمدينة بادنفيلر بمنطقة الغابة السوداء بولاية بادن فورتمبرج جنوب غرب المانيا ومن هناك كتب رسائل مرحة إلى شقيقته ماشا واصفًا المواد الغذائية والبيئة المحيطة ورسائل أخرى إلي والدته يؤكد فيها أن حالته الصحية في تحسن مستمر وفي رسالته الأخيرة شكا لها من ملابس النساء الألمانيات وكانت وفاته في ساعات الصباح الأولى من يوم 15 يوليو عام 1904م عن عمر يناهز 44 عاما ونقل جثمانه إلى العاصمة الروسية موسكو في سيارة السكك الحديدية المبردة وتم دفنه بجانب والده في مقبرة نوفوديفيتشي بروسيا .

ولا يفوتنا في هذا المقال ان نلقي الضوء علي أحد القصص القصيرة لكاتبنا الكبير أنطون تشيكوف وهي قصة الرهان والتي ذاع صيتها وتتحدث هذه القصة عن مَصرفي يعود بالذاكرة إلى تلك المناسبة التي حدث خلالها الرهان قبل خمسة عشر سنة فيتذكر ذلك النقاش الذي دار بين ضيوف حفلته حول عقوبة الإعدام حيث أنه كان يؤيد هذه العقوبة لأنه يرى أنها أكثر إنسانية من السجن مدى الحياة في حين أن صديقه المحامي الشاب خالفه الرأي مصِرا على أنه سيختار السجن مدى الحياة على الموت ووافق الإثنان على رهانٍ قيمته مليونا روبل روسي يدفعها المصرفيّ للمحامي إذا إستطاعَ أن يَعيش هذا المحامي منعزلًا في حبس إنفرادي لمدة خمسة عشر عاما وتم سَجن المحامي في غُرفة صغيرة فكان يمضي أوقاته في قراءة الكتب وَالكتابة وَالعزف على البيانو وَالدِراسة وَشرب الخمر وَتعليم نَفسه وَلاحظ المصرفي أن المحامي كان يمر بمرحلة تلو مرحلة خلال فترة تواجده في السجن ففي البداية عانى المحامي من الوحدة الشديدة والإكتئاب ولكن فيما بعد بدأ يدرس بكد وَنشاط حيث بدأ رحلته الدراسية في دراسة اللغات وما يتعلق بها ثم إنتقل لدراسة العلوم المختلفة والأدب والفيزياء ومواضيع عديدة أخرى كثيرة حتى أنهى 600 مجلد خلال أَربع سنوات ثم في السنوات اللاحقة درس الإنجيل وتاريخ الدين وبعد ذلك أمضي عدة سنوات ركز خلالها دراسته بشكل كبير على الطب والفيزياء والفلسفة وفي بعض الأحيان كان يقرأ لبايرون أو شكسبير وفي هذه الأثناء تراجعت ثروة المصرفي وأدرك أنه خسر الكثير من أمواله وأن تسديد الرهان سيؤدي إلى إفلاسه وَلِكي يحمي نفسه من خسارة أخرى قَرَرَ المصرفي قبل يوم واحد من إنتهاء الخمسة عشر سنة المتفق عليها قتل المحامي وبذلك يتهرب من تسديد قيمة الرهان فذهب إلى الغرفة المحبوس بها المحامي وَلكن قبل أن يهم بِقتله وَجد رسالة كتبها المحامي يقول فيها إنه في الفترة التي قضاها في السجن تعلم أن يحتقر الماديِات على إعتبار أنها أشياء عابرة وأن المعرفة أهم من المال ولهذا فإنه يتنازل عن مال الرهان وهنا صعق المصرفي مما قرأه ولم تصدق عيناه ثم قام بتقبيل المحامي على رأسه وغادر الغرفة وهو مرتاح البال فَلم يَعد بِحاجة لِقتل أَي أحد وفي الصباح الباكر أخبر الحارس المصرفي أن المحامي قد غادر الغرفة التي كان محبوسا فيها قبل الموعد المضروب وبذلك يَكون المحامي قَد خسِرَ الرِهان وحفظَ حياته وبالتالي حفظ أَموال المَصرفي.

وأخيرا فقد كان لتشيكوف بعض المأثورات نذكر منها :-
-- إذا كان في وسعك أن تحب ففي وسعك أن تفعل أي شيء -- إن الفنان يكتب قصة عندما يريد التعبير عن فكرة
-- لا يوجد ما هو أفظع وأكثر مدعاة للاكتئاب من الإبتذال
-- كلما إزدادت ثقافة المرء إزداد بؤسه وشقاؤه وكلما ازداد الشخص نقاءا إزداد تعاسة




 
 
الصور :