الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

روبرت كيندى

روبرت كيندى
عدد : 02-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى

روبرت فرانسيس كيندي والمعروف بإسم روبرت كيندى أو بوبي كيندى سياسي أميريكي ومحامي من ولاية ماساتشوستس وكان قد إنتخب كعضو في مجلس الشيوخ الأميريكي عن ولاية نيويورك خلال الفترة من شهر يناير عام 1965م حتى إغتياله في شهر يونيو عام 1968م وكان قبلها يشغل منصب النائب العام الرابع والستين للولايات المتحدة وذلك خلال المدة من شهر يناير عام 1961م وحتي شهر سبتمبر عام 1964م وقد تولى هذا المنصب في إدارة أخيه الأكبر الرئيس جون كيندي وخليفته الرئيس ليندون جونسون وكان أيضا عضوا في الحزب الديموقراطي وكان يعتبر من رموز الليبرالية الأميريكية الحديثة .

ولد روبرت كيندى يوم 20 نوفمبر عام 1925م في بروكلين وكان الإبن السابع لوالده وأمضي سنوات الدراسة في معهد دميره بالعاصمة البريطانية لندن حين كان والده سفيرا هناك ثم إنتقل بعد ذلك إلي أكاديمية ماساشوستس وخلال المدة من عام 1944م وحتي عام 1946م خدم كمتدرب في إحتياطي بحرية الولايات المتحدة وبعد أن أنهي خدمته تخرج من جامعة هارفارد وجامعة فرجينيا حيث تخصص في القانون وبدأ مسيرته السياسية في ماساتشوستس كمدير لحملة أخيه جون كيندى الناجحة التي حملته إلي عضوية مجلس الشيوخ في عام 1952م أمام المرشح الجمهوري هنري كابوت لودج والتي كرس لها أموالا طائلة وقد وصف أحد الصحفيين طريقة روبرت في إدارة هذه الحملة الإنتخابية بأنها الأكثر منهجية وعلمية ودقة وتعقيدا وإنضباطا في تاريخ ماساتشوستس وربما في أي ولاية أخرى كما عمل قبل إنضمامه إلى المناصب العامة كمراسل لصحيفة بوسطن بوست وفي هذه الأثناء وكان عمره 22 عاما كتب مقالة بهذه الصحيفة بعد زيارته إلى فلسطين في أثناء فترة الإنتداب البريطاني عام 1948م يصف فيها مدى تأثره بهذه الرحلة كما ذكر أيضا في أثناء تواجده هناك كيف إزداد إعجابه بسكان المنطقة من اليهود وعمل بعد ذلك كمستشار مساعد للجنة مجلس الشيوخ برئاسة السيناتور جوزيف ماكارثي الذي كان يشتهر بلقب صياد الشيوعيين ولكن أساليب ماكارثي في اللجنة الخاصة بالتحقيق مع الشيوعيين أثارت وأغضبت المحامي روبرت كيندي ولم ترق له فلم يكمل العمل معه وتم تكليفه بإدارة تحقيق حول التجارة بين دول حلف الناتو والصين الشعبية خلال الحرب الكورية التي قامت ما بين عام 1950 وعام 1953م ثم ترك هذه المهمة في شهر يوليو عام 1953م وفي عام 1954م كتب تقريرا يدين فيه سلوك ماكارثي خلال التحقيق مع رجال الجيش الأميريكي وأدى التقرير إلى فرض رقابة من مجلس الشيوخ عليه وفي عام 1957م تراس روبرت كيندي لجنة من مجلس الشيوخ للتحقيق في عمليات الإستغلال التي يقوم بها أرباب العمل بحق العمال وضغط روبرت بإتجاه إصدار قوانين تحفظ حقوق العمال .


وخلال الفترة من عام 1957م وحتي عام 1959م حظي بإهتمام وطني كمحامي وكرئيس للجنة نشاطات العمل في مجلس الشيوخ وإعترض علنا على رئيس الفريق جيمي هوفا بسبب ممارسات نقابته الفاسدة وأصدر كتاب العدو في الداخل وهو كتاب عن الفساد في العمل المنظم ثم إستقال كيندي من هذه اللجنة ليقود حملة أخيه جون في الإنتخابات الرئاسية عام 1960م والتي كان منافسه فيها المرشح الجمهورى ريتشارد نيكسون وقد تم تعيينه نائبا عاما بعد نجاح أخيه في هذه الإنتخابات وكان أقرب مستشار له منذ أن تولي منصب الرئيس في بداية عام 1961م وحتي إغتياله في يوم 22 نوفمبر عام 1963م وفي هذه الفترة بدا أن الشقيقين وكأن كل منهما يكمل الآخر فإهتم روبرت بالشئون الداخلية للبلاد وخاصة موضوع حركة الحقوق المدنية والتي إشتهر بمناصرته لها حيث ساند كل من جون كيندى وشقيقه روبرت كيندى حركة الحقوق المدنية مما اغضب الولايات الجنوبية التي كانت تناصر المواطنين البيض وتضطهد المواطنين السود وهكذا لم يكن بوسع الرئيس جون كيندى سوى تقديم دعم بسيط لإصلاحات الحقوق المدنية إبان مطلع ولايته ولكنه في عام 1962م أرسل شقيقه النائب العام روبرت كيندي إلى ولاية ميسيسيبي وسمح بإستخدام الحرس الوطني لمرافقة الناشط الحقوقي المدني جيمس ميريديث الذي أصبح أول طالب أسود في جامعة ميسيسيبي وبهذه التوجهات مثل كيندى أمل الشباب والشابات وطموحاتهم وكانت شهرته بين الشباب أكثر من غيرها وعلاوة علي ذلك إشتهر روبرت كيندى أيضا بمكافحته للجريمة المنظمة وبالأخص المافيا الأميريكية وبخصوص مشاركته في سياسة الولايات المتحدة الخارجية فقد أدارها جون كيندي ببراعة وخاض بمفرده عملية إحتواء مشكلة خليج الخنازير والتي ساعدت فيها المخابرات المركزية الأميريكية معارضي الرئيس الكوبي فيدل كاسترو والذين حاولوا غزو كوبا إلا أن هذه المحاولة لم تكلل بالنجاح وبدون مساعدة شقيقه روبرت ولكن عندما جاءت أزمة الصواريخ السوفيتية في عام 1962م والتي من الممكن أن تحمل رؤوس نووية التي كان ينصبها السوفييت في كوبا والتي كان من شأنها أن تهدد أمن الولايات المتحدة إستعان الرئيس جون كيندى بشقيقه روبرت حتي تم الوصول إلى مصالحة بحيث سحب السوفييت صواريخهم من كوبا وسحب الأمريكان صواريخهم من تركيا ولما وقعت حادثة إغتيال شقيقه جون كيندى يوم 22 نوفمبر عام 1963م أقيمت مراسم جنازته في كاتدرائية القديس ماثيو الرسول بالعاصمة الأميريكية واشنطن بعد 3 أيام من وفاته في يوم 25 نوفمبر عام 1963م وتم دفنه في مقبرة أرلينجتون الوطنية التي تقع في مقاطعة أرلينجتون بولاية فرجينيا التي تقع في جنوب البلاد وتقدمت أرملته جاكلين كيندى الجنازة مشيا على الأقدام ثم أضاءت الشعلة الأبدية والتي صنِعت بناءا على طلبها وصحبها روبرت كيندي شقيقه الأصغر ولم يكن أحد يعلم بالطبع حينها أنه سيلقى المصير نفسه بعد خمس سنوات من إغتيال شقيقه الأكبر في عام 1968م .


وكان وقع إغتيال الرئيس جون كيندى علي شقيقه روبرت شديدا ومثل له كابوس مرعب فعلاقته مع أخيه كانت أكثر من شراكة بل إنها رفعت روبرت من كونه صاحب المرتبة السابعة في التسلسل بين إخوته ومن ثم فعندما فارق جون الحياة صار روبرت بمثابة الشقيق الأكبر الذي يعتمد عليه الجميع وقد ظل في منصبه كنائب عام في إدارة الرئيس الجديد ليندون جونسون لعدة أشهر خلالها بدأ روبرت يضغط على إدجار هوفر المدير العتيد لمكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يركز كل جهوده على إصطياد الشيوعيين بينما لا يهتم بمشكلات الجريمة المنظمة والظلم العنصري ومن ثم صار روبرت عدوا أبديا لإدجار هوفر وعموما لم يكن روبرت والرئيس جونسون علي وفاق وتبادل الرجلان الشعور بعدم الثقة وعندما قرر جونسون العمل لإعادة إنتخابه رئيسا عام 1964م رفض ترشح روبرت معه لمنصب نائب الرئيس وإستغل روبرت هذا الرفض ليترك منصب النائب العام وقرر أن يخطط لدخول مجلس الشيوخ عام 1964م كنائب عن الحزب الديموقراطي عن ولاية نيويورك ونجح في ذلك بعد أن هزم منافسه المرشح الجمهوري كينيث كيتنج وأثناء عضويته لمجلس الشيوخ إعترض روبرت على سياسات جونسون الخارجية حيث عارض إستمرار التدخل الأميريكي في فيتنام والذى تصاعد بشكل كبير في عهد الرئيس جونسون بزيادة عدد الجنود الأميريكيين وأصبح العدد 184 ألف جندي وفي كل عام كانت تتزايد أعدادهم على الرغم من التقدم القليل في الصراع حتي وصل إلي حوالي 543 ألف جندي في أوائل عام 1969م في بداية عهد الرئيس نيكسون ولم تنته هذه المشكلة إلا في أواخر الولاية الأولي له وأيضا فقد عارض روبرت العدوان الأميريكي على جمهورية الدومينيكان عام 1965م والتي تقع ضمن أرخبيل جزر الأنتيل الكبرى في منطقة البحر الكاريبي وذلك علي إثر الحرب الأهلية التي إندلعت هناك بين يوم 24 أبريل عام 1965م وحتي يوم 3 سبتمبر عام 1965م في سانتو دومينجو عاصمة جمهورية الدومينيكان والتي بدأت عندما أطاح الشعب والجيش من أنصار الرئيس السابق خوان بوش بالرئيس دونالد ريد كابرال مما دفع الجنرال إلياس ويسين يا ويسين إلى إنشاء تنظيم من عناصر عسكرية موالية للرئيس ريد عرفوا بإسم الموالين والذين بدأوا حملة مسلحة ضد عناصر الإنقلاب الذين تم تسميتهم بإسم المتمردين الدستوريين بسبب مزاعم أن هناك دعم خارجي لهم وقد أدى ذلك إلى تدخل أميريكي في هذا الصراع وفي نفس الوقت خرجت حشود كبيرة في شوارع سانتو دومينجو تطالب بعودة الرئيس السابق بوش إلى جمهورية الدومينيكان من المنفى وفي ظل هذه الظروف العصيبة بدأ دبلوماسيو الولايات المتحدة الذين يعيشون في سانتو دومينجو الإستعدادات اللازمة لإخلاء جمهورية الدومينيكان من عدد 3500 من مواطني الولايات المتحدة الأميريكية الذين يقطنون في سانتو دومينجو وفي الصباح الباكر من يوم 27 أبريل عام 1965م تم نقل عدد 1176 من المدنيين الأجانب الذين سبق تجميعهم في فندق إمباجادور جوا إلى منشأة باخوس دي هاينا البحرية حيث إستقلوا عدد من السفن فضلا عن عدد من الطائرات الهليكوبتر والتي أجلتهم من جمهورية الدومينيكان وفيما بعد قام 1500 جندي من القوات الحكومية والموالية لها التابعة لمنظمة الدول الأميريكية والمجهزين بسيارات مصفحة و دبابات بالسير إلى قاعدة سان إيسيدرو الجوية وإحتلال جسر دوارتي للسيطرة على الضفة الغربية لنهر أوزاما بينما قامت قوة ثانية تتكون من 700 جندي بمهاجمة الضواحي الغربية للعاصمة سانتو دومينجو وإجتاح المتمردون مقر شرطة فورتاليزا أوزاما وفي يوم 28 أبريل عام 1965م هاجم المدنيون المسلحون مركز شرطة فيلا كونسويلو وحدثت هناك مناوشات بين الجانبين إنتهت بسقوط عدد من القتلى وكنتيجة لهذه الأعمال هبطت كتيبة بحرية واحدة أميريكية في منشأة باخوس دي هاينا البحرية وإنتقلت إلى فندق إمباجادور حيث ساعدت في عمليات النقل الجوي للمدنيين الأميريكيين المتبقيين الذين كانوا متجمعين في هذا الفندق من جمهورية الدومينيكان أثناء الليل وتم بالفعل نقل 684 مدني جوا وحدث أن قتل جندي بحري واحد أميريكي من قبل قناص متمرد خلال هذه العملية وفي يوم 29 أبريل عام 1965م ذكر السفير الأميريكي في جمهورية الدومينيكان وليم تابلاي بينيت الذي كان قد أرسل سابقا تقارير عديدة إلى الرئيس ليندون جونسون بأن الوضع في هذا البلد يهدد حياة مواطني الولايات المتحدة وأن المتمردين يتلقون دعما خارجيا وحث بينيت الولايات المتحدة على التدخل السريع على الفور لدعم الحكومة الشرعية في الدومينيكان دون إنتظار إنشاء تحالف دولي لأن ذلك سيأخد وقتا طويلا وسيسمح للمتمردين بالسيطرة على سانتو دومينجو ووافق الرئيس جونسون علي رأيه ومن ثم بدأ التدخل الأميريكي في هذه البلاد فجر يوم 30 أبريل عام 1965م وهبط الفيلق الثالث من اللواء 82 في قاعدة سان إيسيدرو الجوية وليشكل ذلك بداية التدخل العسكري الأميريكي في الحرب الأهلية في هذه البلاد وقامت القوات الأميريكية بإرسال دوريات لتأمين الطرق المؤدية لهذه القاعدة كما تم إرسال دوريات إلى محيطها للمراقبة وتمكنت قوة من مشاة القوات البحرية الأميريكية من إحتلال منطقة تحتوي على عدد من السفارات الأجنبية وأعلنت الدوائر المحلية أن تلك المنطقة هي منطقة أمنية دولية من قبل منظمة الدول الأميريكية وفي وقت سابق من نفس اليوم أصدرت منظمة الدول الأميريكية أيضا قرارا بإستدعاء مقاتلين لإنهاء كل الأعمال العدائية في الحرب الأهلية وفي الساعة الرابعة والنصف مساءا وقع ممثلو الموالين المتمردين والولايات المتحدة على إتفاق لوقف إطلاق النار وقد رفع هذا الإتفاق الروح المعنوية لقوات الموالين وفي يوم 5 مايو عام 1965م وصلت لجنة سلام منظمة الدول الأميريكية إلى سانتو دومينجو لمراقبة تنفيذ هذه الإتفاقية وفي يوم 26 مايو عام 1965م بدأ إنسحاب قوات الولايات المتحدة تدريجيا من جمهورية الدومينيكان وفي يوم 3 سبتمبر عام 1965م إنتهت الحرب الأهلية في هذه البلاد .


ومن جانب آخر كان الواضح أنَ تصعيد جونسون للعدوان على فيتنام كان على النقيض تماما من سياسة سلفه مع أن روبرت حرص دوما على تذكيره بها علاوة علي أن الشعب الأميريكي نفسه كان معارضا لهذا الأمر وكانت أمريكا كلما تصاعدت الحرب وإزداد التورط الأميريكي فيها حتي بلغ أقصي مدى له في نهاية عهد الرئيس جونسون تتقسم سياسيا وعرقياً ودينيا وفلسفيا وبين أجيال الآباء والأبناء وسرت شائعات خاصة بعد إغتيال روبرت كيندى بأن هناك جهات تتبنى نظرية وجود مؤامرة إستهدفت إغتياله أولا ثم إغتيال مارتن لوثر كينج ثم السيناتور روبرت كيندي بسبب خطة كان جون كيندي ينوي تنفيذها للإنسحاب المرحلي من فيتنام ولذا فقد شهدت نهاية الفترة الرئاسية للرئيس ليندون جونسون ومع إقتراب الإنتخابات الرئاسية لعام 1968م حالة من الإضطراب الاجتماعي وإنتشرت أعمال الشغب في المدن الكبرى على الرغم من محاولات جونسون لإستصدار تشريعات للقضاء علي الفقر ونبذ العنصرية وكان مما زاد من أعمال العنف في كافة أنحاء الولايات المتحدة إغتيال الزعيم الزنجي مارتن لوثر كينج في يوم 4 أبريل عام 1968م وهو الذى كان يدافع عن حقوق السود وينادى بضرورة مساواتهم بالبيض في الحقوق والواجبات ومما يذكر أيضا أن روبرت كيندى عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ كان من أشد المتحمسين والمؤيدين والداعمين لدولة إسرائيل والمدافعين عنها وفي واقع الأمر فإنه خلال فترة عضوية روبرت كيندى في مجلس الشيوخ نجده قد أصبح رمزا للجيل الجديد والصوت المدافع عن الأقليات العرقية والإقتصادية وعقب حصول السيناتور يوجين مكارثي علي نسبة تصويت كبيرة في المرحلة الأولى في ولاية نيوهامشير وصلت إلى 49% في مقابل حصول منافسه الرئيس جونسون علي نسبة 42% ومن ثم فبعد أسبوعين أعلن الرئيس جونسون بعد أن سيطر عليه الإحباط عدم ترشحه مرة أخرى لمنصب رئيس البلاد ومن ثم أعلن روبرت كيندى في شهر مارس عام 1968م عن ترشيح نفسه للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض إنتخابات الرئاسة الأميريكية التي كانت ستجرى يوم 20 نوفمبر عام 1968م وبدأت الحملة الإنتخابية وقام الزعيم الزنجي مارتن لوثر كينج بدعم روبرت كيندي لكن كينج إغتيل يوم 4 من شهر أبريل عام 1968م كما ذكرنا في السطور السابقة ولم يكن روبرت الوحيد الذي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي بل كان هناك يوجين ماكارثي الذي فاز بأصوات ولاية أوريجون لكن روبرت فاز بأصوات إنديانا ونيبراسكا وجاء موعد التصويت النهائي علي من سيكون مرشح الحزب الديموقراطي في الإنتخابات الرئاسية والتي أجريت يوم الثلاثاء 4 يونيو عام 1968م في ولاية كاليفورنيا وخاطب روبرت كيندي مؤيديه في قاعة الإيمبزي روم في فندق الأمباسادور في مدينة لوس أنجلوس حوالي الساعة الثانية عشر وعشر دقائق صباح يوم 5 يونيو عام 1968م عقب أربع ساعات من إنتهاء التصويت في المرحلة الأولى من الانتخابات المؤهلة للإنتخابات الرئاسية في ولاية كاليفورنيا قبل الإعلان الرسمي عن نتائجها والتي أعلن فوزه بها بعد وقت قصير .



وفي الوقت الذي إختصت فيه شعبة حماية الرئيس بحماية الرئيس فقط وليس جميع مرشحي الرئاسة فمن ثم إقتصرت حماية كيندي علي وليم باري العميل الفيدرالي السابق ورياضيان سابقان كحراس شخصيين وقد رحب كيندي خلال خطابه بالتواصل مع مؤيديه وعندها حاول كثير من الناس مصافحته في حماسة شديدة كان من المفترض أن يعبر كيندي وسط القاعة ويتوجه إلى إجتماع ثاني مع مؤيدين آخرين في مكان آخر في نفس الفندق ولكن نتيجة ضيق الوقت وإقتراب موعد إعلان النتائج الرسمية والإلحاح المستمر من الصحفيين لعقد مؤتمر صحفي قرر فريد دوتون مدير الحملة الانتخابية له أنه على كيندي عقد مؤتمر صحفي بدلا من الذهاب إلى الإجتماع الثاني وعندما إنتهى كيندي من كلمته وهم بالتوجه إلى الباب للخروج من القاعة أوقفه وليم باري وأخبره أنه حدث تغيير في الخطة وأن عليهم الذهاب عن طريق المطبخ مرورا بمخزن الفندق للوصول إلى المكان الذي يتواجد فيه الصحفيون لعقد مؤتمر صحفي وبالفعل بدأ باري ودوتون في محاولة إفساح الطريق أمام كيندي للوصول إلى المطبخ ولكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين بإزدحام جماهيري كبير وفشلوا في الخروج من القاعة إلى أن ساعدهم كارل أوكر كبير الخدم في الخروج من باب خلفي وأخذ بيد كيندي اليمنى ليريه طريق الخروج من المطبخ للوصول إلى مكان المؤتمر الصحفي ولكنه إضطر عدة مرات لترك يد كيندي ليصافح أنصاره ومؤيديه الذين قابلهم أثناء عبوره المطبخ ثم بدأ الإثنان في النزول عبر ممر صغير يحتوي علي آله صنع الثلج علي اليمين وطاولة بخار على اليسار وبينما إلتفت كيندي إلى يساره ليصافح جوان روميرو أحد العاملين في المطبخ خرج قاتله سرحان بشارة سرحان من أحد الصناديق بجانب آله صنع الثلج وهرع نحو كيندي وأطلق عدة رصاصات من مسدس عيار 22 ملليمتر ماركة إيفر جونسون كاديت وقام العميل باري بضرب سرحان بقوة على رأسه بعدما أردى كيندي بينما حاول كارل أوكر كبير الخدم والكاتب جورج بليمتون وبطل العالم في ألعاب القوى رافر جونسون ولاعب كرة القدم المحترف روزي جرير تثبيت سرحان على طاولة البخار وقاموا بإنتزاع السلاح منه بعدما أطلق عدة رصاصات أخرى بشكل عشوائي أصابت خمسة أشخاص آخرين غير كيندي وهم ويليام ويسيل مراسل شبكة إيه بي سي نيوز وبول سكارد عضو إتحاد عمال السيارات وإليزابيث إيفانز أحد الناشطات في الحزب الديموقراطي وإيرا جولدشتاين مراسلة شبكة كونتينتال نيوز وإيروين سترول المتطوعة في حملة كيندي الإنتخابية وبعدما تمت السيطرة بالكامل على سرحان بشارة الذي تمكن من الإفلات بعد دقائق من تثبيته وإستطاع الوصول مرة أخرى إلى مسدسه الذي كان قد نفذت طلقات الرصاص منه وضع باري معطفه تحت رأس كيندي وقد صرح باري في وقت لاحق أدركت في الحال أن المسدس عيار 22 ملليمتر فتمنيت ألا يكون قد أحدث ضررا كبيرا ولكن حسم الأمر عندما رأيت مدى سوء الجرح في رأس السيناتور .



وهرع المصورون والمراسلون إلى مكان الحادث من جميع الإتجاهات مما أحدث مزيد من الإرتباك والفوضى ولكنهم ساهموا في توثيق اللحظة التي إلتقطتها كاميرات كلا من بيل إيبريدج مصور مجلة لايف وبوريس يارو مصور جريدة لوس أنجلوس تايمز التي تحولت فيما بعد إلى الصورة الرمزية للإغتيال وهي عندما إحتضن روميرو رأس السيناتور المصاب ووضع في إحدى يديه مسبحة وردد كيندي سؤال واحد هل الجميع بخير وأجابه روميرو نعم الجميع بخير وكل شيء سوف يكون علي مايرام وقامت إيثيل زوجة كيندي بطلب المساعدة خارج موقع الحادث بعيدا عن التدافع الشديد للكثيرين إلى أن أفسحوا لها المجال لتصل إلى زوجها الذي كان لايزال واعيا وإستطاع التعرف عليها وبعد دقائق قليلة وصلت المساعدة الطبية وتم رفع كيندي على النقالة وفقد وعيه بالكامل بعد أن همس عدة مرات لا تحملوني على النقالة وتم نقله فورا إلى مستشفى سنترال ريسيفنج التي تبعد مسافة ميل واحد من الحادث وهو بين الحياة والموت وبينما قام أحد الأطباء بصفع كيندي عدة مرات على وجهه في محاولة لإفاقته قام آخر بمحاولة تدليك وإنعاش قلبه وعندما نجحا أعطى الأطباء السماعة الطبية لزوجة كيندي التي لم تطمئن إلا عندما سمعت نبضات قلب زوجها ومن ثم تأكدت أنه لايزال علي قيد الحياة وبعد نصف ساعة تم نقل كيندي مرة أخرى إلى مستشفى جوود ساميريتين التي تبعد عدة أحياء عن مستشفى سنترال ريسيفنج وفي هذا الوقت إتخذت وكالات الأنباء المختلفة من قاعة رياضية بجانب مستشفى جوود ساميريتين مقرا لمتابعة آخر تطورات الحالة الصحية للسيناتور روبرت كيندي وحوالي الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الأربعاء بعد عشر ساعات ونصف من إجراء عملية جراحية للسيناتور روبرت كيندي إستمرت لمدة حوالي ثلاث ساعات وأربعون دقيقة نقل فرانك مانكيفيتس المتحدث الرسمي بإسم حملة كيندي الإنتخابية تصريحات الأطباء عن الحالة الصحية للسيناتور قولهم إن الحالة الصحية للسيناتور أصبحت حرجة للغاية نتيجة التدهور المستمر في حالته وعدم حدوث أي تحسن يذكر وقد أفاد التقرير الطبي بعد الفحص الشامل لكيندى بأنه قد أصيب بثلاث رصاصات إخترقت الرصاصة الأولى المنطقة خلف أذنه اليمني وتسببت في تناثر شظايا عظامه حول منطقة المخ أما الرصاصة الثانية والثالثة فأصابتا المنطقة خلف إبطه الأيمن لتخرج واحدة عبر صدره وتستقر الأخرى في الجهة الخلفية للرقبة وعلى الرغم من العملية الجراحية الضخمة التي أجراها الأطباء لكيندي في مستشفي جوود ساميريتين لإزالة الرصاصة التي إستقرت في رقبته وشظايا العظام من رأسه توفي كيندي في يوم 6 من شهر يونيو الساعة الثانية إلا ربع صباحا أي بعد حوالي 26 ساعة من إطلاق الرصاص عليه .


وعقب إبلاغه بخبر وفاة السيناتور توجه المتحدث الرسمي بإسم السيناتور كيندي إلى القاعة الرياضية في تمام الساعة الثانية صباحا حيث تنتظر الوكالات الصحفية ووكالات الأنباء لمعرفة آخر تطورات الوضع وصعد المنصة وحاول تمالك نفسه ليعلن عن خبر وفاة السيناتور رسميا عن عمر يناهز 43 عاما ومنذ هذه اللحظة دارت شكوك حول دوافع قتله فحجة القاتل أن كيندي قام بتأييد إسرائيل ووعد بالمزيد من الدعم لها وإعتقد البعض أن هناك مؤامرة لتصفيته من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميريكية لكونه عارض إدارة جونسون في كثير من الأمور كما أنه قام بدعم وتأييد الزعيم الأسود مارتن لوثر كينج الذي إغتيل هو الأخر قبل كيندي بحوالي شهرين ولا يزال الكثيرون يؤيدون النظرية القائلة بوجود مؤامرة كبرى خططت لإغتيال ثلاث شخصيات كبرى هم حون كيندى ومارتن لوثر كينج وروبرت كيندى كما ذكرنا في السطور السابقة وتم نقل جثمان روبرت في طائرة رئاسية من لوس آنجلوس إلى نيويورك وإنطلقت الجنازة في اليوم التالي من كاتدرائية سانت باتريك وألقى شقيقه إدوارد كيندي كلمة تأبين جياشة بالعواطف ووصل موكب الجنازة إلى مقبرة آرلنجتون الوطنية بولاية فرجينيا حيث دفن روبرت كيندى إلى جانب شقيقه جون كيندى أما القاتل سرحان بشارة سرحان فقد تبين أنه يحمل الجنسية الأميريكية والأردنية ومن أصل فلسطيني ويدين بالمسيحية وولد في مدينة القدس ويرفض بشدة مبادئ الصهيونية وهناك إعتقاد بأن اليوم الذي إختاره سرحان لإغتيال كيندي لم يكن محض صدفة فقد كان هو يوم الذكرى الأولى لهزيمة مصر وسوريا والأردن أمام إسرائيل في حرب الأيام الستة في الخامس من شهر يونيو عام 1967م وهو ما أشار إليه سرحان في مفكرته التي تم العثور عليها عند تفتيش منزله والتي كان قد كتب فيها أصبحت الرغبة في إغتيال روبرت كيندي هوسا يزداد يوما بعد يوم وأنه يجب إغتياله قبل يوم الخامس من شهر يونيو عام 1968م وعقب إلقاء القبض عليه عثرت الشرطة في جيبه على ورقة من جريدة تحتوي على مقالة تناقش دعم كيندي لإسرائيل وفي أثناء محاكمته إعترف سرحان أن البغض والكراهية الشديدة لروبرت كيندي سببه هذا الدعم الأعمي لإسرائيل وأنه في عام 1968م أقام في شقة في مدينة باسادينا إحدى كبرى مدن ولاية كاليفورنيا مع أخويه عادل ومنير الذي كان يملك مسدسا عيار 22 ملليمتر وأنه خطط لإستعمال مسدس شقيقه دون علم منه لإغتيال السيناتور روبرت كيندي ومثل سرحان بشارة سرحان أمام المحكمة الجنائية في لوس آنجلوس وعندما سأله القاضي هل تقر أنك مذنب أم غير مذنب فقال سرحان أنا غير مذنب وفي يوم 7 أبريل عام 1969م أدين سرحان بجريمة الهجوم بسلاح قاتل مع نية القتل وحكم عليه بالإعدام في غرفة الغاز وفي يوم 8 أغسطس عام 1970م خرج سرحان من زنزانة الإعدام في سجن كوينتين عندما أقرت محكمة ولاية كاليفورنيا العليا إلغاء عقوبة الإعدام في تلك الولاية ومن ثم خفف الحكم من الإعدام إلى السجن مدى الحياة وما يزال سرحان يقضي حاليا عقوبة السجن في الولايات المتحدة وأيضا ما يزال يرفض التهمة الموجهة إليه .
 
 
الصور :