بقلم المهندس/ طارق بدراوى
هيروهيتو كان إمبراطور اليابان رقم 124 حسب ترتيب الخلافة اليابانية التقليدية وتعد العائلة الإمبراطورية اليابانية أقدم ملكية وراثية مستمرة إلى اليوم في العالم حيث يذكر كتاب نيهون شوكي والذي كتب في القرن الثامن الميلادى بأن الإمبراطور جينمو أسس إمبراطورية اليابان في عام 660 قبل الميلاد وكان الإمبراطور هيروهيتو ومن خلفوه بعد ذلك يعدوا بحسب تعريف الدستور الياباني الحديث على أنهم رمز للدولة ولوحدة الشعب وكانت فترة حكمه هي أطول فترة في تاريخ اليابان والتي شهد المجتمع الياباني خلالها تغييرات مهمة حيث حكم اليابان لمدة 63 عاما ما بين عام 1926م وحتي وفاته في عام 1989م وبعد وفاته أصبح يعرف في اليابان بإسم شووا إلا أنه ما يزال يشتهر بإسمه هيروهيتو أو الإمبراطور هيروهيتو وفي بداية فترة حكمه كانت اليابان بدائية إلا أنها تطورت وإنتعشت إقتصاديا في حقبة الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي مما شجع حكومتها القائمة حينذاك علي إرتكاب خطأ فادح بإتخاذها قرار بالإشتراك في الحرب العالمية الثانية في بداية الأربعينيات والتي إنتهت بإستسلام اليابان وسقوطها تحت إحتلال الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأميريكية بالإشتراك مع المملكة المتحدة وأستراليا وكانت تلك هي المرة الأولى في التاريخ التي إحتلت فيها اليابان من قبل دولة أجنبية وقد إنتهى هذا الاحتلال بعد حوالي 6 سنوات بتوقيع معاهدة السلام في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا غربي الولايات المتحدة في يوم 8 سبتمبر عام 1951م ومع تطبيق الإتفاقية في يوم 28 أبريل عام 1952م عادت اليابان دولة مستقلة من جديد ولا تزال مسؤولية الإمبراطور هيروهيتو عن دخول اليابان الحرب العالمية الثانية وما جرى فيها والتي جلبت الدمار والخراب للبلاد موضع جدل ونقاش حتى اليوم إلا أنه في النهاية كان من أعلن إستسلام البلاد للحلفاء في شهر أغسطس عام 1945م وأصبح بعدها منصب الإمبراطور شرفياً حسب الدستور الجديد الذي وضعه الأميريكيون وإضطر هيروهيتو للتعاون مع قوات الإحتلال وأمد الله في عمره ليرى اليابان تتحول إلى دولة حديثة من أعظم القوى الإقتصادية في العالم .
ولد هيروهيتو في يوم 29 أبريل عام 1901م في قصر أوياما في العاصمة اليابانية طوكيو وكان هو الإبن الأكبر للإمبراطور يوشيهيتو والأميرة ساداكو وكان إسمه في مرحلة الطفولة الأمير ميتشي وأُرسل وهو في يومه السبعين لتتم تنشئته على يد أدميرال سابق هو كاوامورا سوميوشي وعاد لوالديه بعد وفاة الأدميرال ودرس في مدرسة خاصة بين عام 1914م وعام 1921م وأصبح الوريث الشرعي للعرش بعد وفاة جده الإمبراطور ميجي في يوم 30 يوليو عام 1912م وإستلام والده العرش ولكن مراسم تنصيب الإمارة الرسمية جرت في يوم 2 نوفمبر عام 1916م وبعد حوالي 5 سنوات وفي عام 1921م سمي كوصي على العرش ليقوم بأعمال والده الذي كان يعاني المرض .
وكانت اليابان في ذلك الوقت ومنذ شهر أغسطس عام 1910م في عهد الإمبراطور يوشيهيتو وعلى إثر توقيع المعاهدة اليابانية الكورية والتي تنازل بموجبها الإمبراطور الكوري ينجهي عن كامل صلاحياته تحولت شبه الجزيرة الكورية إلى مستعمرة يابانية وقد جاء توقيع هذه المعاهدة التي أنهت سيادة كوريا على أراضيها عقب مجموعة من الحروب والإستفزازات والإتفاقيات المذلة وتزامنا مع إستيلائها على كوريا وضعت اليابان خطة من أجل دمج الشعب الكوري في الحضارة اليابانية بدأ تنفيذها في عهد يوشيهيتو وإستمر تنفيذها في عهد إبنه هيروهيتو ومن خلال هذه الخطة الفريدة من نوعها قررت اليابان شن حرب شرسة على كامل مظاهر الحضارة الكورية ومنذ البداية أقدمت السلطات الإستعمارية اليابانية على منع إستخدام اللغة الكورية في المدارس والجامعات فضلا عن ذلك أدرجت ضمن المناهج التعليمية الكورية عادات جديدة شجعت الكوريين على العمل اليدوي وتقديم الولاء للإمبراطور الياباني وتزامنا مع كل هذا فرض المستعمر الياباني رقابة صارمة على مادة التاريخ حيث سمح للمعلمين بتدريس هذه المادة إعتمادا على مراجع يابانية وبالإضافة لكل ذلك أقدمت السلطات اليابانية على إتلاف أكثر من 200 ألف كتاب تاريخ كوري بهدف فك إرتباط الكوريين بتاريخهم وماضيهم ومع مرور الوقت لم تتردد السلطات الإستعمارية اليابانية في شن حرب شرسة على أسماء العائلات الكورية وكانت السلطات اليابانية في بادئ الأمر قد منعت الكوريين من إعتماد أسماء عائلات شبيهة بأسماء العائلات اليابانية لكن مع حلول عام 1939م فرضت السلطات اليابانية سياسة جديدة حيث أجبرت الكوريين على تغيير أسماء عائلاتهم وإعتماد أسماء عائلات يابانية ولم تتردد اليابان في معاقبة العائلات التي ترفض الأسماء اليابانية عن طريق منعها من أبسط حقوقها كالصحة والعمل وبسبب ذلك أقدم ما لا يقل عن 84% من سكان شبه الجزيرة الكورية على تغيير أسماء عائلاتهم وفقا لإحصائيات عدد من المؤرخين كما لم تتوقف الممارسات اليابانية الهادفة إلى طمس الثقافة الكورية عند هذا الحد فتزامنا مع إعتمادها لسياسة تغيير اللغة ومناهج التعليم سعت السلطات الإستعمارية اليابانية للسيطرة على الكوريين عن طريق القضاء على ديانتهم ومن ثم أقدمت اليابان على إنشاء عدد من معالم ومعابد ديانة شنتو اليابانية لمواطنيها المقيمين بكوريا ولاحقا أجبر الكوريون على تقديس الآلهة اليابانية إضافة إلى أبطال وأباطرة اليابان القدامى وعلاوة علي ذلك أقدمت اليابان على هدم العديد من المعالم التاريخية الكورية ولعل أبرزها قصر جيونجبوكجنج الذي شيد لأول مرة عام 1395م ليعتمد كقصر أساسي خلال عهد مملكة جوسون الكورية ومع بداية إستعمارها للأراضي الكورية أقدمت السلطات اليابانية على هدم أجزاء واسعة من هذا القصر والمعلم التاريخي الكوري البارز ليتم تحويلها لاحقا إلى معالم سياحية مخصصة لإستقبال المواطنين اليابانيين وخلال فترة الإستعمار الياباني لكوريا والتي إمتدت حتي عام 1945م إستقرت أكثر من 100 ألف عائلة يابانية بشبه الجزيرة الكورية ليعاملوا هناك كأسياد عقب حصولهم على الأراضي كذلك أقدم هؤلاء المستعمرون على إدخال كائنات حية جديدة على النظام البيئي الكوري عن طريق غرس أشجار يابانية في سعي منهم لجعل المنطقة ذات طابع ياباني كما أرسل حوالي 700 ألف كوري نحو اليابان ومستعمراتها على شاكلة عبيد لشغل وظائف وأعمال يدوية بأجور متدنية وخلال الحروب اليابانية الصينية والحرب العالمية الثانية التي سنتحدث عنها بالتفصيل في السطور القادمة لم تتردد السلطات الإستعمارية اليابانية في تجنيد عشرات الآلاف من النساء الكوريات للعمل في مجال العبودية الجنسية لصالح القوات اليابانية .
وفي عام 1926م بعد وفاة والده أصبح هيروهيتو إمبراطورا علي اليابان والتي كانت في ذلك الوقت تعاني من أزمات اقتصادية ويتصاعد فيها تأثير الجيش على مفاصل الحياة وقد تضاعف ذلك بسبب الخلافات مع الصين والتي إنتهت بالغزو الياباني للجزء الشمالي من الصين المعروف باسم منشوريا وهو الغزو الذى قام به جيش كوانتونج الياباني على إقليم منشوريا التابع للصين عام 1931م وكان هذا الجيش جيشا يابانيا مؤلفا من مجموعة جيوش ضمن الجيش الإمبراطوري الياباني في بداية القرن العشرين الماضي وتمركزت قيادة هذا الجيش في منشوريا بالصين وكان يعد واحدا من أكبر وأعرق الوحدات العسكرية في الجيش الإمبراطوري الياباني حيث قامت اليابان بإستغلال حادثة موكدين كذريعة لهذا الغزو وهي حادثة خطط لها الجيش الياباني كذريعة لهذا الغزو ففي يوم 18 سبتمبر عام 1931م فجر الملازم الياباني كاواموتو سيوموري كمية صغيرة من الديناميت بالقرب من سكة حديد تابعة لسكك حديد جنوب منشوريا اليابانية قرب مدينة موكدين شمال شرقي الصين وعلى الرغم من أن الإنفجار كان ضعيفا لدرجة أنه فشل في تحطيم القضبان أمام القطار الذي مر بعد دقائق إلا أن الجيش الإمبراطوري الياباني حمل المقاومة الصينية مسئولية الحادث وأتبع ذلك غزو شامل قام به جيش كوانتونج الياباني حيث قام هذا الجيش بشن هجومه على منشوريا في يوم 19 سبتمبر عام 1931م ليستولى على كامل الإقليم والذى أسست فيه دولة اليابان دولة عميلة وموالية لها تحت إسم مانشوكو بعد ستة أشهر وقد قوبلت هذه الحادثة بإستهجان شديد من المجتمع الدولي مما أدى إلى عزل اليابان دبلوماسيًا وإنسحابها من منظمة عصبة الأمم وقد دام الإحتلال الياباني لمنشوريا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وفي عام 1932م تلاشت تقريبا السلطة المدنية من البلاد وتصاعدت السلطة العسكرية لتتحكم في مقاليد الحكم بعدما إستهدف قومي كوري من حركة الأحرار يدعي لي بونج تشانج الإمبراطور هيروهيتو في يوم 9 يناير من العام المذكور بقنبلة يدوية محاولا إغتياله بعملية فاشلة عرفت بإسم حادثة ساكورادامون وذلك عندما غادر الإمبراطور هيروهيتو القصر الإمبراطوري عبر مخرج ساكورادامون في طريقه لمشاهدة إستعراض عسكري عندما إعترضه الجاني وألقى بقنبلة يدوية على عربته حيث كان على علم بجدول تحركات الإمبراطور من مقال في إحدى الصحف وتمكن من الإقتراب من الموكب الإمبراطوري متنكرا في زي الحرس الإمبراطوري إلا أن القنبلة اليدوية أخطأت هدفها وإنفجرت قرب عربة وزير البيت الإمبراطوري متسببة في مقتل حصانيها وتم القبض علي الجاني وحوكم وتمت إدانته في يوم 30 سبتمبر عام 1932م وتم سجنه في سجن إتشيجايا في يوم 10 أكتوبر عام 1932م وكنتيجة لهذه الحادثة قدم رئيس مجلس الوزراء إينوكاي تسويوشي إستقالته لكن الإمبراطور لم يقبلها .
وفي نفس العام أيضا وفي يوم 15 مايو تم إغتيال رئيس الوزراء إينوكاي تسويوشي وعمت فترة من الإضطرابات في البلاد قادت إلى محاولة إنقلاب عسكري في يوم 26 من شهر فبراير عام 1936م أدت لمقتل عدد من مسؤولي الحكومة وضباط الجيش وكانت هذه المحاولة قد نظمتها مجموعة من ضباط الجيش الإمبراطوري الياباني الشاب بهدف تطهير الحكومة والقيادة العسكرية من خصومهم المنافسين والمعارضين الأيديولوجيين وعلى الرغم من نجاح الثّوار في إغتيال العديد من المسئولين السياسيين كان من بينهم رئيسا وزراء سابقان وإحتلال مركز الحكومة في طوكيو فإنهم فشلوا في إغتيال رئيس الوزراء حينذاك كيسوكه أوكادا أو في السيطرة الأمنية على القصر الإمبراطوري وحاول أنصارهم في الجيش الإستفادة من أفعالهم تلك لكن الإنقسامات داخل الجيش إلى جانب الغضب الإمبراطوري حول الإنقلاب جعلهم غير قادرين علي صنع أي تغيير داخل الحكومة ومع تعرض الثوار لمعارضة ساحقة ومع تحرك الجيش ضدهم أعلن هؤلاء الثّوار إستسلامهم في يوم 29 فبراير عام 1936م وعلى عكس الأمثلة السابقة للعنف السياسي الناشئ من قبَل الضباط الشباب كانت لمحاولة الإنقلاب تلك عواقب وخيمة وبعد سلسلة من المحاكمات المغلقة أُعدِمَ 19 من قادة الثورة بتهمة التمرد وسجن 40 آخرون وبالطبع كانت النتيجة الطبيعية لهذه الأحداث أن عزز الجيش سيطرته على الحكومة المدنية وفي الفترة نفسها إستمرت المعارك بين اليابان والصين وتمكنت اليابان من السيطرة على أراضٍ صينية جديدة مما قاد إلى إشتعال حرب ثانية بين البلدين في عام 1937م ويعتبر الكثير من المؤرخين هذا العام هو البداية الحقيقية للحرب العالمية الثانية بدلاً من تاريخ الأول من شهر سبتمبر عام 1939م المعروف عادة بكونه بداية الحرب حين غزت المانيا النازية جارتها بولندا وكانت هذه الحرب بين اليابان والصين قد إندلعت منذ يوم 7 يوليو عام 1937م وحتي شهر سبتمبر عام 1945م وتداخلت أحداثها مع أحداث الحرب العالمية الثانية وقد بدأت هذه الحرب بحادثة إختفاء جندي ياباني عند معبر جسر ماركو بولو الذى يقع قرب العاصمة الصينية الحالية بكين وتصاعد النزاع بين القوات اليابانية والصينية عند هذا المعبر ليصل الأمر إلي نشوب معارك حربية طاحنة بين اليابان والصين إرتكبت خلالها القوات اليابانية فظائع وجرائم حرب ضد أفراد الجيش الصيني والأسرى والمدنيين تعد من أبشع الجرائم علي مدى التاريخ .
وقد بدأت هذه المعارك بغزو الجيش الياباني لمدينة شنغهاي حيث واجه مقاومة شديدة وعانى من خسائر فادحة وكانت المعارك التي نشبت بين الجانبين دموية حيث واجه الجانبان كل أنواع الإستنزاف خلالها وبحلول منتصف شهر نوفمبر عام 1937م تمكن اليابانيون من الإستيلاء علي شنغهاي بمساعدة القصف البحري وقررت حينها قيادة الأركان العامة اليابانية في طوكيو عدم توسيع الحرب بسبب الخسائر الكبيرة في الأرواح وبسبب إنخفاض معنويات الجنود وبعد خسارة معركة شنغهاي أدرك كل من الزعيم الصيني شيانج كاي شيك ومن يعمل تحت إمرته أن سقوط نانجنج العاصمة الصينية حينذاك يعد مسألة وقت فقط وأنهم لا يستطيعون المجازفة بإبادة قوات النخبة في دفاع رمزي يائس عن العاصمة وأنه يجب الحفاظ على الجيش من أجل المعارك المستقبلية ولذلك تم سحب معظم الجنود من العاصمة نانجنج وكانت إستراتيجية شيانج هي إتباع نصيحة مستشاريه الألمان بسحب الجيش الياباني إلى عمق الصين وإستعمال أراضي الصين الشاسعة كوسيلة دفاع طبيعية مما يمكن القوات الصينية من خوض حرب إستنزاف طويلة المدى من أجل تدمير اليابانيين في المناطق النائية من الصين وبالفعل وكما توقع شيانج ففي يوم 1 ديسمبر عام 1937م أمرت القيادة اليابانية الجيش بالإستيلاء على مدينة نانجنج العاصمة القديمة للصين ومن ثم قامت معركة بين الجانبين سميت معركة نانجنج في يوم 13 ديسمبر عام 1937م وإستطاع الجيش الياباني أن يجتاح المدينة وعلى مدى 6 أسابيع إلى شهرين قام جيش الإحتلال الياباني في مدينة نانجنج بفظائع رهيبة وعمليات قتل ونهب وإغتصاب لأسرى الجيش الصيني وكذلك لعامة سكان المدينة وكان من هذه الفظائع علي سبيل المثال لا الحصر تجميع الأسرى وجعلهم يمشون على ألغام ارضية لتنفجر فيهم أو صب الجازولين عليهم وإحراقهم أحياء ومن بقى حيا منهم يقتل عن طريق الحربة وتذكر المصادر بأن الجيش الياباني قد قام بإحراق ثلث المدينة حيث تم إحراق المباني الحكومية التي تم إنشاؤها حديثا والعديد من المنازل الخاصة بالمدنيين ونهب الجيش الفقراء والأغنياء في وقت واحد وقدر عدد القتلى مابين 200 ألف إلي 300 ألف شخص وهو الرقم الذي إختلفت فيه الحكومتان اليابانية والصينية حتى الآن كما إستطاعت اليابان أيضا أن تلقي بالإتفاقات الدولية عرض الحائط لأنها عندما قامت بغزوها للصين لم تعلن الحرب حتى تطبق عليها الإتفاقات الدولية حول أسرى الحرب وتعتبر هذه المذبحة من أفظع جرائم القوات اليابانية في تلك الحرب ونظرا للهزائم المتتالية التي تعرضت لها الصين إستعانت بكل من دولتي الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي وفي شهر سبتمبر عام 1940م وبعد مرور عام واحد فقط على بداية الحرب العالمية الثانية وقّع الإمبراطور هيروهيتو إتفاقا مع دول المحور المانيا النازية وإيطاليا الفاشية للتحالف فيما بينهم وأرسل بعد ذلك قواته للسيطرة على الهند الصينية في نفس الشهر .
ومع صعود العسكريين المساندين لخيار الحرب وهيمنتهم على الحكومة اليابانية في هذا الوقت إتجهت سياسة اليابان الخارجية نحو الحرب مع الأميريكيين حيث سعت الحكومة اليابانية الجديدة والتي تزعمها هيديكي توجو لاحقا نحو تقزيم النفوذ الأميريكي بالمحيط الهادى عن طريق توسيع المجال الحيوي لليابان وذلك بهدف السيطرة على جزر الهند الشرقية الهولندية وملايا البريطانية وهي مجموعة الدويلات في شبه جزيرة الملايو التي إستعمرتها المملكة المتحدة خلال الفترة من القرن الثامن عشر الميلادى وحتي القرن العشرين الماضي من أجل الحصول على الموارد الطبيعية كالنفط والمطَّاط التي تشتهر بها هذه المنطقة وذلك كان يقتضي تحييد الأسطول الأميريكي في المحيط الهادِى ومن ثم وضعت البحرية الإمبراطورية اليابانية خطة عسكرية كان الهدف الأساسي منها توجيه ضربة عسكرية خاطفة للأسطول الأميريكي في قاعدته بجزر هاواي الأمر الذي من شأنه في حالة نجاحه توفير الحماية لليابان في حالة إحتلالها الهند الشرقية الهولندية والملايا البريطانية وبناءا على ذلك أوكلت الحكومة اليابانية في بداية عام 1941م للأميرال الياباني إيسوروكو ياماموتو مهمة إعداد خطة عسكرية لشن هجوم خاطف ومباغت على الأميريكيين وإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وعلى الرغم من تخوفه من الكارثة التي من الممكن أن تحل ببلاده فقد إمتثل إلى أوامر الحكومة اليابانية ليقوم خلال الأشهر التالية بإعداد خطة هجوم على قاعدة بيرل هاربور الأميريكية حيث أيد فكرة شن غارات جوية مباغتة على المنطقة لتدمير حاملات الطائرات والسفن الحربية الأميريكية الرابضة في الميناء المذكور فضلا عن ذلك ساند ياماموتو فكرة القيام بإنزال عسكري ببيرل هاربور لحسم المعركة بشكل نهائي وبحلول أوائل فصل الربيع عام 1941م كانت خطة الهجوم علي بيرل هاربور قد تم الإنتهاء منها وعلى مدى الأشهر القليلة التالية تم تدريب الطيارين وتجهيز المعدات وجمع المعلومات الإستخباراتية وعلى الرغم من هذه التحضيرات لم يصدر الإمبراطور الياباني هيروهيتو الموافقة الفعلية على خطة الهجوم حتى يوم 5 من شهر نوفمبر عام 1941م وذلك عقب المؤتمر الثالث من أصل أربعة مؤتمرات إمبراطورية تم عقدها للنظر في هذا الأمر وفي ذلك الوقت كانت القواعد والمرافق الأميريكية في المحيط الهادى طوال عام 1941م قد إستعدت في مناسبات متعددة لمواجهة أى هجوم ياباني منتظر وذلك نظرا للعداء المتوقع بين البلدين ولم يعتقد المسؤولون الأميريكيون أن ميناء بيرل هاربور سيكون هو الهدف الأول في أي حرب قادمة مع اليابان حيث توقعت القيادة الأميريكية أن أول هجوم ياباني سيكون على جزر الفلبين وذلك بسبب الخطر الذي تشكله على الممرات البحرية في جنوب المحيط الهادى والإعتقاد الخاطئ بأن اليابان ليست قادرة على القيام بأكثر من عملية بحرية في وقت واحد .
وفي نهاية الأمر لم يعارض الإمبراطور هيروهيتو قرار حكومته بإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأميريكية وأعلن موافقته علي مهاجمة الأسطول الأميريكي في ميناء بيرل هاربور وبالتالي شنت القوات اليابانية هجومها المفاجئ عام 1941م على هذا الميناء لتدمر 18 سفينة من الأسطول الأميريكي وتقتل 2500 أميريكي بالإضافة إلى تنفيذها عدة هجمات أخرى على الجزر الأميريكية في المحيط الهادى ونجحت اليابان بعدها في السيطرة على عدد من البلدان في شرق وجنوب شرق قارة آسيا منها سنغافورة وجزر الهند الشرقية ومناطق في المحيط الهادي مثل غينيا الجديدة ثاني أكبر جزر العالم والتي تقع شمال قارة أستراليا قرب إندونيسيا في جنوب غرب المحيط الهادي بالإضافة إلي جزر الفلبين التي بدأت الحملة اليابانية عليها في يوم 8 ديسمبر عام 1941م بعد 10 ساعات فقط من الهجوم الياباني المباغت على ميناء بيرل هاربور وبسبب تضرر الطائرات الأميريكية بشدة في هذا الهجوم المباغت فقد أدى ذلك إلي عدم وجود غطاء جوي وإضطر الجنرال دوجلاس ماك آرثر القائد الأميريكي لجبهة المحيط الهادى أن يترك رجاله في جزيرة كوريجيدور في ليلة 11 مارس عام 1942م ذاهبا إلى أستراليا بناءا على أوامر من الرئيس الأميريكي الثاني والثلاثين حينذاك فرانكلين روزفلت حيث هرب هو وأسرته وأفراد من موظفيه من جزيرة كوريجيدور في قوارب إلى أستراليا وتعهد فور وصوله هناك تعهدا مشهورا بالعودة مرة أخرى لرؤية شبه جزيرة باتان وفي الشهر التالي أبريل عام 1942م تم تعيينه القائد الأعلى للقوات المتحالفة في جنوب غرب المحيط الهادى وتم منحه وسام الشرف لدفاعه عن الفلبين وهو نفس الوسام الذى كان والده قد حصل عليه من قبل نظرا لإستبساله البطولي في الحرب الأهلية الأميريكية والذى يعد من أرفع الدرجات العسكرية في البلاد ويعد دوجلاس ماك آرثر ووالده هما الأب والإبن الوحيدان اللذان نالا شرف الحصول علي هذا الوسام الرفيع وإضطرت أيضا سفن الأسطول الأميريكي الآسيوي الرابضة في الفلبين إلى الإنسحاب إلي جزيرة جاوة الإندونيسية في يوم 12 ديسمبر عام 1941م وإستسلم المدافعون الأميريكيون والفلبينيون الذين كانوا يتضورون جوعا والبالغ عددهم 76 ألف في باتان في يوم 9 أبريل عام 1942م وأجبروا على تحمل مسيرة باتان سيئة السمعة التي مات فيها 7 آلاف إلى 10 آلاف شخص أو قُتلوا كما إستسلم الناجون البالغ عددهم 13 ألف في جزيرة كوريجيدور في يوم 6 مايو عام 1942م وبذلك إحتلت اليابان الفلبين وإستمر إحتلالها لها حتي شهر مارس عام 1945م .
وكان من نتائج الهجوم الياباني على بيرل هاربور إرغام الولايات المتحدة على الإشتراك في الحرب العالمية الثانية بجانب الحلفاء ضد دول المحور وجذبها من ترددها وعزلتها الجغرافية لتخرج إلى مجال السياسة الدولية بقوة مما أدى إلي دخولها الحرب وإحداث تغييرات جذرية في توازنات القوى بشكل عام وكان الرئيس الأميريكي آنذاك فرانكلين روزفلت يسعي بالفعل لدخول الحرب إلي جانب الحلفاء حيث أنه كان على قناعة تامة بأن هتلر لن ينتهي إلا إذا دخلت الولايات المتحدة الأميريكية الحرب وقد أحدث الهجوم العنيف والخسائر الكبيرة التي حاقت بالسلاح البحرى الأميريكي ذهول الشعب وغضبه ودفعه إلى الرغبة في الإنتقام فأصبح الشعب الأميريكي مهيئا لدخول الحرب بل طالب بذلك وبذلك توافرت لدى الرئيس روزفلت الظروف السياسية المناسبة للتغلب على معارضيه أنصار العزلة في الكونجرس والدخول طرفا في الحرب إلي جانب الحلفاء كما أسعد خبر هجوم اليابان على بيرل هاربور رئيس مجلس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل الذي كان يرغب في دخول الولايات المتحدة الحرب إلى صفه والذي كان في وضع صعب وبقدر ما أسعده الخبر بقدر ما أغضب الزعيم النازي أدولف هتلر الذي ثار ثورة عارمة وأصيب بنوبة غضب هائلة حيث كان يريد أن تبقى الولايات المتحدة الأميريكية على الحياد وبعد شهرين كانت بداية الرد العسكري الأميريكي علي اليابان حيث نظمت البحرية الأميريكية عملية إرتداد على اليابانيين فقد بادرت وحدات مشتركة إلى إبادة جزر مارشال وجليبير كما أغارت قاذفات أميريكية على جزيرة ويك وفي يوم 4 مارس عام 1942م تمت غارة أخرى على جزر ماركوس التي تبعد 1500 كيلو متر من طوكيو وفي يوم 10 مارس عام 1942م أغارت طائرات منطلقة من حاملات الطائرات على القواعد اليابانية في لاي وسلامودا في جزيرة غينيا الجديدة وأغرقت سفينة جوالة خفيفة وكاسحة ألغام ثم سفينة شحن إضافة إلى ذلك فقد كان الأميريكيون يعدون مفاجأة أخرى شديدة للعدو فقد بدأت أمريكا ضرب اليابان نفسها في يوم 18 أبريل عام 1942م للمرة الأولى وذلك بشن غارة جوية علي الأرخبيل الياباني بواسطة الطائرات الأميريكية تم تسميتها غارة دوليتل نسبة إلي الطيار الأميريكي المقدم جيمس دوليتل الذى قام بالتخطيط لهذه الغارة وكان ذلك أول رد عسكرى أميريكي قوى علي اليابان بعد هجومها الناجح علي ميناء بيرل هاربور وقد برهنت غارة دوليتل بأن جزر اليابان ليست بمنأى عن الغارات الجوية الأميريكية كما شكلت أثرا هاما في رفع الروح المعنوية الأميريكية .
وفي هذه الغارة تم توجيه حاملتي الطائرات إنتربرايز وهورنت إلى منطقة تبعد ألف كيلو متر عن العاصمة اليابانية طوكيو ثم إنطلق منهما سرب مؤلف من 16 قاذفة من طراز بي 25 متوجها غربا بإتجاه اليابان وكان على متن كل منها 5 طيارين وكانت الخطة أن يقوم السرب بضرب أهداف عسكرية في اليابان ثم متابعة الطيران غربا بإتجاه الصين للهبوط فيها وذلك لإستحالة العودة إلى حاملتي الطائرات وقد تمكنت 15 طائرة من الوصول للصين لكن جميعها تحطمت في حين حطت الطائرة السادسة عشر في فلاديفوستوك بالإتحاد السوفيتي حيث تم مصادرة الطائرة وسجن طاقمها لمدة عام أما باقي طواقم الطائرات فقد نجوا ما عدا 3 في حين قام اليابانيون بأسر 8 طيارين وقد سببت الغارة ضررا ماديا ضئيلا لكنها حققت هدفها في رفع معنويات الأميريكيين وأثرت على قرار الأميرال إيسوروكو ياماموتو في مهاجمة جزيرة ميدواي في وسط المحيط الهادى وذلك بغرض سحق الولايات المتحدة كقوة إستراتيجية في المحيط الهادى لإعطاء اليابان الحرية الكاملة لكي تنفرد بنفوذ أكبر في شرق قارة آسيا وكان اليابانيون يأملون بأن تمنى الولايات المتحدة بهزيمة أخرى محبطة مثل هزيمة بيرل هاربور فترغمهم على الإستسلام في حرب المحيط الهادى ولكن كانت معركة ميدواى التي سنتاولها في السطور القادمة سببا في أن منيت البحرية اليابانية بهزيمة قاسية وفي المقابل كان المقدم دوليتل والذي ظن أن خسارة جميع طائراته سيؤدي إلى محاكمته عسكريا علي موعد مع التكريم فقد منح ميدالية الشرف وتمت ترقيته إلي رتبة عقيد طيار وكانت هذه الغارة عملية رمزية دون ريب ولكنها كشفت عن تصميم الأميريكيين على متابعة النضال حتى النصر وإستطاعت هذه الغارة أن تعيد للأميريكيين ثقتهم بأنفسهم وتحدث الدهشة والخيبة في نفوس اليابانيين وبعد ايام وعقب هذه الغارة كانت هناك معركة أخرى خلال المدة من 4 إلي 8 مايو عام 1942م قامت بين كل من الولايات المتحدة وأستراليا ضد اليابان سميت بمعركة بحر المرجان أو بحر الكورال تم إعتبارها من المعارك الرئيسية التي حدثت في مسرح المحيط الهادى خلال الحرب العالمية الثانية حيث حاولت اليابان السيطرة على بحر المرجان الذى يقع بين قارة أستراليا وجزيرة غينيا الجديدة ومن ثم حاولت غزو ميناء بورت مورسبي في جنوب شرق غينيا الجديدة ولكن تم إعتراض خططهم من قبل قوات الحلفاء حيث عندما هبط اليابانيون للمنطقة تعرضوا للهجوم من قبل حاملتي طائرات تابعة لقوات الولايات المتحدة يقودها الأميرال فرانك فليتشر وقد عانى الجانبان من خسائر جسيمة وكانت نتيجتها أنها تركت اليابانيين بدون طائرات كافية لتغطية الهجوم البري على ميناء بورت مورسبي وقد لعبت الطائرات دورا هاما حينما أطلقت القذائف على السفن اليابانية كما خسرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات ليكسينجتون لكن تمكنت القوات البحرية الأميريكية خلالها بشكل حاسم من صد هجوم قوات البحرية اليابانية على جزيرة ميداوي مما ألحق الضرر بالأسطول الياباني وقد ترتب علي هذه المعركة تحويل دفة الحرب على ساحة المحيط الهادى فعقب خسارة اليابان هذه المعركة بدأ التفوق الأميريكي والذي إنتهى بهزيمة اليابان في النهاية وإستسلامها وقد سمي الكاتب والصحفي والمؤرخ العسكري البريطاني جون كيجان معركة ميدواى بالضربة الأكثر روعةً وحسما في تاريخ الحروب البحرية .
وكانت خطة اليابانيين في هذه المعركة أن يستدرجوا الطائرات الأميريكية إلى فخ محكم ثم يتم تدميرها كما كانوا يهدفون إلى إحتلال جزيرة ميداوي كجزء من الخطة الشاملة لتمديد دفاعهم ضمن ردهم ردا على غارة دوليتل كما تم إعتبار هذه العملية التمهيدية هجوم إضافي ضد جزر فيجي وساموا بجنوب المحيط الهادى وكانت خطة ياماموتو لهذه المعركة معقدةً إلى حد بعيد وكانت مبنية على معلومات إستخباراتية متفائلة أشارت إلى أن حاملتي الطائرات هورنت وإنتربرايز الأميريكيتين وهما الحاملتان الوحيدتان المتوافرتان لدى القوات البحرية الأميريكية في المحيط الهادي كما أنه خلال معركة بحر المرجان أُغرقت حاملة الطائرات الأميريكية ليكسينجتون كما كانت قد تعرضت الحاملة يوركتاون لأضرار فادحة جعلت اليابانيين يعتقدون بغرقها أيضا كما أدركت اليابان أن حاملة الطائرات الأميريكية ساراتوجا كانت تخضع لتصليحات على الساحل الغربي بعد تعرضها لإصابة طوربيد من غواصة إلا أن الأكثر أهمية كان إعتقاد ياماماتو بأن الأميريكيين قد أصيبوا بإحباط في معنوياتهم جراء الضربات المتكررة والمتلاحقة التي تعرضوا لها في الأشهرة الستة الماضية وشعر ياماماتو بأن الأمر يتطلب خداع الأسطول الأميريكي وجره بشكل مهلك نحو حالة غير متكافئة وتحقيقا لهذه الغاية قسم قواته وخاصة السفن الحربية بحيث يكون من غير المحتمل أن يتم إكتشاف مداها الكامل من قبل الأمريكان قبل المعركة وكان من المفترض أن تقوم سفن وطرادات ياماموتو الحربية المساندة بتتبع أثر قوات تدخل نائب الأميرال تشويتشي ناجومو من على بعد عدة مئات الأميال وهيئت قوات السفن الحربية اليابانية لتدمير أي قطعة بحرية أميريكية قد تجنح إلى مرفأ ميدواي بعد أن تكون قد أنهكت قواها من قبل حاملات ناجومو في معارك تمتد على مدى ساعات النهار وكانت هذه من الطرق التقليدية المعروفة في مدارس القوات البحرية والمتبعة من أغلب البحريات العريقة وقد أعيقت هذه الخطة بسبب الإفتراضات اليابانية الخاطئة لرد فعل الأمريكيين وترتيبات البداية السيئة حيث إستطاع الأميريكيين فك شفرات الرسائل اليابانية ومن ثم تحديد تاريخ وخطة وموقع الهجوم مما أتاح لهم تحذير البحرية الأميريكية لتجهيز كمين لليابانيين مما أدى إلي غرق أربع حاملات طائرات وسفينة حربية ثقيلة يابانية مقابل حاملة طائرات وسفينة مدمرة أميريكية كما كان تركيز ياماموتو على تشتت كل تشكيلاته قد تسبب في عدم معاونة بعضها البعض فعلى سبيل المثال كانت السفن الحربية الوحيدة ذات الأهمية والأكبر من المدمرات التي حمت أسطول ناجومو هي البوارج والطرادات الثلاثة على الرغم من أن الحاملات كان متوقع منها أن تنفذ الهجمات وتتحمل وطأة الهجمات الأميريكية المضادة وعلى النقيض من ذلك كانت قوافل ياماموتو البحرية مجموعة تضمنت بينها حاملتان للطائرات خفيفتان وخمس بوارج حربية وست طرادات ولكن لم يكن لها نشاطً في المعركة كما كان لبعد هذه القوات عن حاملات الطائرات التابعة لناجومو تداعيات سلبية أثناء المعركة لأن المقاتلات الكبيرة في قوات ياماموتو كانت تحمل الطائرات الإستطلاعية مما حرم ناجومو من خدماتها الإستخباراتية الجليلة وفي النهاية كانت الغلبة للبحرية الأميريكية ومن ثم بدأت تتغير موازين القوى في المحيط الهادى لتكون كفة الأميريكيين هي الآرجح وبداية التراجع الياباني وهزيمتها وإستسلامها في النهاية .
تابع الجزء الثانى من المقال عبر الرابط التالى:
http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=43764
|