الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

هيمنجواى .. الروائي الذى مجد القوة النفسية لعقل الإنسان

هيمنجواى .. الروائي الذى مجد القوة النفسية لعقل الإنسان
عدد : 03-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى


إرنست ميللر هيمنجواى كاتب وأديب وروائي يعد من أهم الروائيين وكتاب القصة الأميريكيين حيث كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة ولقبَ ببابا ونال جائزة نوبل في الأدب عام 1954م نظرا لإتقانه فن السرد الذي ظهر في روايته العجوز والبحر ولتأثيره القوى علي الأسلوب المعاصر للقصة والرواية وقد غلبت عليه النظرة السوداوية للعالم في البداية إلا أنه عاد ليجدد أفكاره فعمل على تمجيد القوة النفسية لعقل الإنسان في رواياته وكانت غالبا ما تصور أعماله هذه القوة وهي تتحدى القوى الطبيعية الأخرى في صراع ثنائي وفي جو من العزلة والإنطوائية.

وقد شارك في الحرب العالمية الأولى والثانية حيث كان يعمل علي سيارة إسعاف في الحرب العالمية الأولي بينما خدم على سفينه حربية أميريكية كانت مهمتها إغراق الغواصات الألمانية في الحرب العالمية الثانية وحصل في كل منهما على أوسمة ونياشين وكانت لخدمته في هذين الحربين إنعكاساتها وأثرها الكبير في كتاباته ورواياته .

ولد إرنست هيمنجواى في يوم 21 يوليو عام 1899م في أواك بارك بولاية الينوي الأميريكية من أب طبيب مولع بالصيد والتاريخ الطبيعي وأم متزمتة ذات إهتمام بالموسيقى وفي سن عشر سنوات وفي عام 1909م إشترى له أبوه بندقية صيد أصبحت فيما بعد رفيقة عمره إلى أن قتلته منتحرا عام 1961م ودخل هيمنجواى معترك الحياة المهنية مبكرا حيث عمل صحفيا بجريدة كنساس ستار ثم عمل متطوعا كسائق سيارة إسعاف في الصليب الأحمر الإيطالي عام 1918م في أواخر الحرب العالمية الأولى وهناك أصيب بجروح خطيرة أقعدته عدة شهور في المستشفى وخضع لعمليات جراحية كثيرة ونتيجة لإصابته بتلك الجروح منح رتبة ملازم مع نوط الشجاعة وفي تلك الفترة عشق ممرضة تعمل في الصليب الأحمر تدعى أجنيس فون كوروسكي وخطط معها للزواج في عام 1919م لكنها تركته وتقول الروايات إنه تمت خطبتها لضابط إيطالي وأخرى إنها تزوجت من رجل أعمال ثرى وفي عام 1921م عمل مراسلا لصحيفة تورنتو ستار في مدينة شيكاغو وهناك قابل هايدلي ريتشاردسون التي أصبحت زوجته الأولى ثم هاجرا معا إلى باريس عام 1922م حيث عمل مراسلا صحفيا أيضا وأجرى مقابلات مع كبار الشخصيات والأدباء مثل رئيس الوزراء الفرنسي كليمانصو والزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني الذي وصفه بأنه متمسكن وأنه أكبر متبجح أوروبي في نفس الوقت كما تعرف على أدباء فرنسا حين كانت الحركة الثقافية الفرنسية في حقبة العشرينيات من القرن العشرين الماضي تعيش عصرها الذهبي وفي هذه المرحلة من حياته رزق هيمنجواي وهايدلي بمولودٍ سمياه جون كما بدأ في هذه الفترة الذهاب إلى مهرجان فيرمين الشهير في أسبانيا وفي عام 1923م نشر أولى مجموعاته القصصية وهي ثلاث قصص وعشرة أناشيد لكن كان أول عمل لفت إنتباه الجمهور من أعمال هيمنجواى ما نشره في عام 1926م وهو الشمس تشرق أيضا التي لاقت نجاحا منقطع النظير حيث قام من خلالها بتسليط الضوء على خيبة أمل جيله بعد الحرب العالمية الأولي .

وبعد نشر هيمنجواى لهذه الرواية إنتهت علاقة الزواج بينه وبين زوجته هايدلي بالطلاق بسبب علاقته ببولين فايفر التي أصبحت زوجته الثانية بعد طلاقه لهايدلي وعموما فقد شجعه نجاح روايته الشمس تشرق أيضا على نشر كتاب سماه الرجل العازب أو رجال بلا نساء في العام التالي 1927م وكان عبارة عن مجموعة قصص قدرها أربعة عشر قصة قصيرة وطُبِع منه 7600 نسخة وكانت مواضيع القصص متنوعة من مصارعة الثيران إلى الملاكمة والخيانة والطلاق والموت وبعد نشر هذا الكتاب تنوعت آراء النقاد حولها حيث مدح رئيس تحرير مجلة كوزموبوليتان المجموعة بينما رأى نقاد آخرون أن قصص هيمنجواي تفتقر إلى الإبتكار وقد قام بالرد على هذه الإنتقادات بقصيدة نشرها في مجلة ذا ليتل رفيو في شهر مايو عام 1929م وعلي إثر عودة هيمنجواى مع زوجته الثانية بولين بعد ولادة طفلهما باتريك لفلوريدا في عام 1928م حيث كانت تقيم عائلته إنتحر والده بإطلاقه الرصاص علي رأسه وفي عام 1929م عاد مع زوجته الثانية بولين إلى أوروبا حيث نشر واحدا من أهم أعماله هو وداعا للسلاح والتي يرويها ضابط أميريكي إسمه فريدريك هنري والذي يحمل رتبة ملازم في المستشفى الميداني للجيش الإيطالي وتدور أحداثها حول علاقة حب تنشأ بين هذا المغترب الأميريكي وكاترين باركلي على خلفية الحرب العالمية الأولى وقد عزز نشر هذه الرواية مكانة هيمنجواي ككاتب أميركي معاصر حيث كانت أولى رواياته الأكثر مبيعًا وقد وصفها كاتب السيرة مايكل رينولدز بأنها رواية الحرب الأميريكية الرائدة التي تناولت مأساة الحرب العالمية الأولى ولقد تحولت هذه الرواية في الفترة من عام 1930م وما بعدها إلى فيلم في عام 1932م ثم في عام 1957م وإلى مسلسل تليفزيوني في عام 1966م كما تم تصوير فيلم بإسم فى الحب والحرب إنتاج عام 1996م من اخراج ريتشارد أتينبورو وبطولة ساندرا بولوك عن حياة هيمنجواى في إيطاليا كسائق سيارة إسعاف في الأحداث السابقة على كتابته لوداعا للسلاح وحول هذا العمل أيضا إلى مسرحية ولكنها لم تحقق النجاح الكبير الذى حققته الرواية والفيلم وهذا ما دفعه لترسيخ إسمه الأدبي بعمل أدبي جديد ومتميز فنشر في عام 1932م وفاة في العشية ثم بدأ منذ عام 1933م يتردد بإستمرار على كوبا وفيها كتب عمله الفائز يخرج صفر اليدين والذى طبع منه 20 ألف نسخة ثم توقف عن النشر حتى عام 1935م حيث قضي هذه الفترة من حياته في البحث عن المغامرات حيث قام برحلة سفارى من أجل صيد الحيوانات البرية في شرق القارة الأفريقية وكانت هذه هي هوايته منذ الصبا ومشاهدة مصارعة الثيران في أسبانيا وصيد الأسماك في فلوريدا ولتظهر في عام 1935م روايته روابي أفريقيا الخضراء عن هذه الرحلة .

وما بين عام 1936م وعام 1938م عمل مراسلا حربيا لتغطية أحداث الحرب الأهلية الأسبانية وهناك قابل مراسلةً حربيةً تدعى مارتا جيلهورن ونشأت بينهما علاقة صداقة وكما كان من المتوقع فقد تدهور زواجه من بولين بسبب هذه العلاقة ووصلا إلى الطلاق ثم تزوج من صديقته مارتا لتصبح زوجته الثالثة وجمع أفكارا حول روايته لمن تدق الأجراس التي رشحت فيما بعد لنيل جائزة بوليتزر كما سمح له عمله في أسبانيا بالتعبير عن عدائه الشديد للفاشية الصاعدة آنذاك وإشترى هو وزوجته مارتا مزرعةً بالقرب من العاصمة الكوبية هافانا وأمضيا هناك أيام فصل الشتاء ولما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية أواخر عام 1940م دخل الحرب ضد النازيين والفاشيين وكان حاضرا في لحظاتٍ تاريخية عديدة خلال هذه الحرب ودخلت أيضا معه الحرب زوجته الثالثة مارتا حيث عملت مراسلة صحفية على الجبهة الروسية الصينية في نفس العام وكانت هذه السنة علامة فارقة في أدبه وكتاباته حيث نشر لمن تقرع الأجراس لتحقق نجاحا خارقا وتتجاوز مبيعاتها المليون نسخة في السنة الأولى لنشرها كما نال عن حقوق الفيلم المأخوذ عنها 150 ألف دولار وكان رقما قياسيا وقتذاك وتحكي هذه الرواية قصة روبرت جوردون الشاب الأميريكي المنتمي إلى الكتائب الدولية المرافقة لإحدى عصابات الحرب الشيوعية خلال الحرب الأهلية الأسبانية والذى تم إختياره بصفته خبير في إستخدام المتفجرات ليقوم بتفجير جسر خلال هجوم سيتم على مدينة شقوبية الأسبانية وتعتبر هذه الرواية من أعظم أعماله بجوار العجوز والبحر ووداعا للسلاح وثلوج كليمنجارو وفي نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م قابل هيمنجواى مراسلةً صحفية أخرى تدعى ماري ويلش والتي تزوجها بعد طلاقه من مارتا لتكون هي زوجته الرابعة وفي عام 1951م كان نشره لروايته العجوز والبحر والتي تحكي قصة الصياد العجوز سانتياجو المتقدم في السن ولكنه لا يزال متمتعا بحيويته ونشاطه وكان لا يزال رابضا في زورقه وحيدا ساعيا إلى الصيد في خليج جولد ستريم ومضى أكثر من ثمانين يوما ولم يظفر ولو بسمكة واحدة وكان قد رافقه في الأيام الأربعين الأولى ولد صغير كان بمثابة مساعد له لكن أهل هذا الولد أجبروه على قطع كل صلة بالصياد وذهب الغلام يطلب العمل في زورق آخر إستطاع صياده أن يصطاد بضع سمكات منذ الأسبوع الأول الذى عمل خلاله الغلام معه وكان أشد ما يؤلم الغلام رؤية العجوز راجعا إلى الشاطئ في مساء كل يوم وزورقه خال خاوى الوفاض ولم يكن يملك إلا أن يسرع إليه ليساعده في جمع حباله وحمل عدة الصيد وطي الشراع حول الصاري وكان هذا الشراع يبدو وكأنه علم أبيض يرمز إلى الهزيمة التي طال أمدها وفي يوم خرج العجوز إلى البحر لكي يصطاد شيء وإذ علق بخيوط شباكه سمكة كبيرة جدا حجمها أكبر من حجم قاربه وبدأ يصارعها وإستمر هذا الصراع عدة أيام وليال مما تسبب في إبعاده كثيرا عن الشاطئ ثم تمكن منها وملأه السرور وربطها في المركب و بدأ رحلة العودة إلي الشاطئ لكنه لقي في طريق العودة أسماك القرش التي جذبتها رائحة الدم من السمكة فأخذ سانتياجو يصارع أسماك القرش وفي النهاية تنتصر أسماك القرش فلا يبقى سوى هيكل السمكة العظيم فقام بتركه على الشاطئ ليكون فرجة للناظرين ومتعة وعاد إلى منزله وهو منهك ومتعب وعندما رأى الناس هيكل السمكة إندهشوا من كبرها وعظمتها فبقي إسم الصياد العجوز سانتياجو مرفوعا وخالدا منذ هذا اليوم .

ويمكننا القول بأن رواية العجوز والبحر تعد رواية فيها رمزية شديدة حيث أن هيمنجواى قد قام من خلالها بتصوير الصراع بين الإنسان وقوى الطبيعة وجسده هيمنجواى في بطلها العجوز سانتياجو مع أسماك القرش المتوحشة والسمكة الكبيرة الجبارة التي إصطادها بعد طول إنتظار ومن يقرأ هذه الرواية التي تميزت بخبرات واقعية بعالم البحر تظهر له قوة الإنسان وتصميمه وعزمة على نيل أهدافه والوصول إلى ما يصبو إليه وإمكانية إنتصاره على قوى الشر والطبيعة وفقا لمقولة هيمنجواى المشهورة الإنسان يمكن هزيمته لكن لا يمكن قهره وبصفة عامة فقد عكس أدب هيمنجواى تجاربه الشخصية في الحربين العالميتين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية إضافة إلي الحرب الأهلية الأسبانية وتميز أسلوبه بالعمق في الكتابة وكانت شخصيات رواياته دائما أفراد أبطال يتحملون المصاعب بدون أي شكوى أو ألم ويمكننا القول بأن هذه الشخصيات كانت تعكس طبيعة هيمنجواى الشخصية وبدون شك فقد ترك هيمنجواى بصمتة على الأدب الأميريكي الذي صار واحدا من أهم أعمدته وذلك بما تميز به من خصائص منها السهولة حيث كان أسلوبه من النوع السهل الممتنع وبذلك كان من رواد الأسلوب الواقعي المرسل الذي حرر الكتابة الأدبية الإنجليزية من التراكيب المعقدة ومن المفردات الصعبة والنادرة وإنتقل بالكتابة إلى الألفاظ البسيطة والتعبيرات الواضحة إلي جانب الإقتصاد في اللغة فكان دائما ما يعبر عن الفكرة بأقل عدد من المفردات وهذا ما جعل الناقد أنتوني بيرجس يقول عن قصة العجوز والبحر إنها نص لا يضاهى كل كلمة فيه ذات دلالة ولا يوجد لفظ واحد زائد علاوة علي عدم المبالغة وهو الأمر الذى تعلمه هيمنجواى في السرد من عمله الصحفي الذي يتطلب من المراسل الصحفي أن ينقل الحوادث بنوع من الحياد وعدم إضفاء أي عاطفة على الخبر بمعني نقل الأحداث ووصف الأشخاص بطريقة شفافة مجردة من أية أيديولوجية ومنزهة عن أية فكرة مسبقة بمعني أن تكون الكتابة محايدة تماما وأن يتخلى فيها الكاتب إراديا عن كل لجوء إلى التزيين أو التزويق أو الأناقة في التعبير والإبتعاد عن الإلتزام بأي موقف إجتماعي أو أسطوري للغة وبالإضافة إلي ماسبق فقد كان هيمنجواى يستخدم دائما اللغة الإشارية بمعني الإشارة لا العبارة والتلميح لا التصريح أو ما أسماه نقاد هيمنجواى بتقنية جبل الجليد التي إبتكرها فهو لا يكشف من الحقائق والمشاهد إلا جزء يسير ويترك الباقي للقارئ ليعمل فيه خياله وتأويله وليست الإشارة التي يستخدمها هيمنجواى تقتصر فقط على الشكل أي اللغة الإشارية وإنما تمتد كذلك إلى المضمون أي تفاصيل الحدث كما أنه كان يعمد إلي الإبتعاد عن الأسلوب التقريري ويتجنب إعطاء القارئ معلومات بصورة مباشرة فكان يسرد الأحداث كما وقعت ليترك للقارئ فرصة إستخلاص المعلومات أو النتائج منها وبذلك كان يشرك القارئ في العملية الإبداعية بإستخدام تقنيات متعددة مثل طرح السارد أسئلة دون إعطاء الجواب عليها بحيث يجد القارئ نفسه مطالبا بالإجابة عنها أو إستخدام ضمير المخاطب أحيانا في السرد لكي يشرك القارئ في الحوار ويجعله طرفا اصيلا في الحوادث وما يجري في القصة أو ترك فراغات في النص يميل القارئ إلى ملئها وإستكمالها .


وفي عام 1961م وهو العام الأخير من حياته نشِرَ لهيمنجواى كتاب ثلوج كليمنجارو وهو عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة كانت قد نشِرَت مسبقا بشكل مفرد كان منها قصة بنفس الإسم ويعد هذا الكتاب من أفضل أعماله القصصية من قبل عدد من النقاد ومما يذكر أنه عندما تم نشر هذه القصص القصيرة التي تضمنها هذا الكتاب في السابق أنه قد تم إقتباس قصة فيلم حمل إسم قصة ثلوج كليمنجارو كان من إخراج هنري كينج وقام بالإقتباس كاسي روبنسون وكان هذا الفيلم من بطولة جريجوري بيك وسوزان هيوارد وآفا جاردنر والتي قامت بدور شخصية إخترعت للفيلم ولم تكن في القصة الأصلية ويذكر أن هذا الفيلم عرض عام 1952م ولم تكن نهايته تشابه نهاية القصة الأصلية وفي هذا العام 1961م إنتقل هيمنجواى للعيش في منزل بكوبا وكان قد بدأ يعاني من إضطرابات عقلية وفي صباح أحد الأيام في أواخر شهر مارس عام 1961م قالت ماري زوجته إنها وجدته في المطبخ وهو يحمل بندقية فقامت بتهدئته ونقلته إلى المستشفى القريب من المنزل ومن هناك أرسل إلى مستشفى أخرى لتلقي المزيد من الصدمات الكهربائية وأعيد إلي منزله في يوم 30 من شهر يونيو عام 1961م وبعد ذلك بيومين وفي الساعات الأولى من صباح يوم 2 يوليو عام 1961م أطلق هيمنجواى النار على نفسه من بندقيته المفضلة لديه بعدما قام بفتح مخزن الطابق السفلي من المنزل حيث كان يحتفظ ببندقيته وذهب إلى بهو المدخل الأمامي للمنزل بالطابق العلوي ولقم طلقتين في البندقية عيار 12 مم وضع نهاية الفوهة في فمه وضغط على الزناد وفجر دماغه ليسقط قتيلا وإتصلت زوجته ماري بالمستشفي وبطبيبه الخاص الذى وصل إلي المنزل في غضون 15 دقيقة لكنه كان قد قضي نحبه عن عمر يناهز 62 عاما ومما يذكر أن لأسرة هيمنجواى تاريخ طويل مع الإنتحار حيث إنتحر والده كلارنس هيمنجواى أيضا كذلك أختاه غير الشقيقتين أورسولا وليستر ثم حفيدته مارجوك وقد فسر البعض هذه الظاهرة بوجود مرض وراثي في عائلته يسبب زيادة تركيز الحديد في الدم مما يؤدي إلى تلف البنكرياس مما يسبب الإكتئاب أو عدم الإستقرار في المخ مما يدفع الشخص إلي الإنتحار في النهاية خوفاً من الجنون وفي الوقت الحالي تحول منزله في كوبا إلى متحف يضم مقتنياته وصوره كما أنه بعد وفاته وفي عام 1964م نشرت له رواية بإسم وليمة متنقلة تناول فيها فترة من حياته قضاها في العاصمة الفرنسية باريس وكان إسم الكتاب يمثل وصفا لباريس من وجهة نظر المؤلف حيث يقول إرنست هيمنجواي في بداية هذا الكتاب إذا واتاك الحظ بما فيه الكفاية لتعيش في باريس وأنت شاب فإن ذكراها ستبقى معك أينما ذهبت طوال حياتك لأن باريس وليمة متنقلة ويتناول هذا الكتاب حياة هيمنجواى في باريس من عام 1921م وحتي عام 1926م كما يتناول أيضا علاقات ومواقف مع أدباء عظام من هذا العصر مثل عزرا باوند وسكوت فيتزجيرالد جيرترود شتاين وقد بدأ هيمنجواى في تأليف هذا الكتاب في كوبا في خريف عام 1957م وواصل العمل فيه في شتاء عام 1958وأخذه معه إلى أسبانيا عندما ذهب إلى هناك في شهر أبريل عام 1959م وأعاده معه إلى كوبا في أواخر خريف ذلك العام وأخيرا أنهى الكتاب في ربيع عام 1960م في كوبا بعد أن وضعه جانبا مدة من الزمن ليكتب كتابا آخر ثم أجرى بعض التعديلات الطفيفة عليه في خريف عام 1960م وليتم نشره بعد ذلك بعد وفاته بحوالي 3 سنوات .
 
 
الصور :