الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مسلة سنوسرت الأول بعين شمس

مسلة سنوسرت الأول بعين شمس
عدد : 03-2020
بقلم الكاتب/ أبوالعلا خليل

سنوسرت الأول هو ثانى ملوك الأسرة الثانية عشرة الفرعونية التى حكمت مصر مايقرب من قرنين من الزمان من عام 1991 الى عام 1786 قبل الميلاد .

وقد تولى سنوسرت العرش خلفا لوالده الملك امنمحات الأول عام 1962 قبل الميلاد الذى قتل بيد اعدائه من داخل الأسرة الذين انتهزوا فرصة غياب الأبن سنوسرت فى حملة على ليبيا فقتلوه وهو نائم فى مخدعه ، وتروى البردية الفرعونية على لسان الأب امنمحات ( بعد تناول العشاء وحلول الليل ذهبت للنوم لأننى كنت متعبا وفجأة سمعت قعقعة الأسلحة ولقد كنت وحيدا ورأيت اشتباك الحراس مع الأعداء ولو أنى أسرعت وبيدى سلاحى لقاتلت هؤلاء الجبناء وجعلتهم يتقهقرون شذر مدر ، ولكن لا شجاع فى الليل ولا قتال لمن كان وحده فلقد حدث ماحدث وانا وحيد بدونك ... ان الذى أكل طعامى هو الذى حرض الجنود على ، والذى أطعمته بيدى هو نفسه الذى شجع الثورة على ).

أصبح سنوسرت الأول فرعون مصر وحاكم البلاد مدة 44 عاما ،وفى مدينة أون مركز عبادة اله الشمس فى مصر قام سنوسرت فى العام الثالث من حكمه ببناء معبد كبير للآله رع أتوم ،وعندما أتم الثلاثين سنة على العرش اقام امام باب المعبد مسلتين . وقد ذهب معبد آله الشمس رع أتوم ولم يتبقى الا مسلة واحدة فقط من المسلتين اللاتى اقامهما سنوسرت الأول ولاتزال تطل على نفس المكان الذى اقيمت فيه منذ حوالى 4000عام .

وقد عد المؤرخون المسلتين التى اقامهما الملك سنوسرت الأول امام معبد آله الشمس رع أتوم من عجائب مصر وغرائبها يذكر ابن زولاق المتوفى عام 387هـ فى فضائل مصر واخبارها وخواصها ( ومن عجائبها العمودان اللذان لم ير أعجب منهما ولا من بنائهما وهما محمولان على وجه الأرض بغير أساس ، طولهما فى السماء خمسون ذراعا وعلى رأسهما شبه الصومعتين من نحاس فاءذا جرى الماء رشحتا وقطر الماء منهما ).

ظلت هاتين المسلتين قائمتين حتى سقطت احداهما عام 656هـ وعن ذلك يذكر ابن اياس فى بدائع الزهور فى وقائع الدهور ( وفى رابع شهر رمضان سنة 656هـ وقعت احدى مسلتى فرعون التى بأرض المطرية من ضواحى القاهرة فوجدوا بداخلها مائتى قنطار من نحاس وأخذ من رأسها عشرة آلاف دينار ).

ظلت مسلة سنوسرت الأول والمعروفة بمسلة فرعون والمنطقة الخراب المحيطة بها يتردد اسمها بين صفحات التاريخ كأرض خلاء يقصدها الحكام وعن ذلك يذكر ابن داود الصيرفى فى انباء الهصر بأنباء العصر ( وفى شهر جمادى الآخرة عام 873هـ ركب السلطان قايتباى من قلعة الجبل فى نفر من خواصه وتوجه الى خانقاه سرياقوس ثم رجع الى مدينة عين شمس الخراب التى بها العمود المسمى بمسلة فرعون فنزل بها واقام يومه هناك وعاد الى القلعة فى آخر النهار ).

وقد قام الرحالة الألمانى كارستن نيبور عام 1761م بزيارة اطلال معبد آله الشمس رع أتوم ومسلة سنوسرت الأول الشهيرة فكتب فى "رحلة الى مصر" (ويرى الزائر اطلالها قرب قرية المطرية ... ومسلة لاتزال قائمة الى يومنا هذا والمسلة المذكورة مصنوعة من الجرانيت من صخرة واحدة وعلى صفحاتها الأربع نقوش هيروغليفية ،وكان الماء يحاصرها فلم استطع ان اقترب من المسلة اقترابا كافيا يتيح لى رؤية النقوش بوضوح ).

وتعد مسلة سنوسرت الأول درة غالية فى جبين الزمان وهى من الجرانيت الوردى المجلوب من محاجر اسوان ويبلغ ارتفاعها 21مترا ويقدر وزنها بحوالى 121طنا وكانت قمتها الهرمية الشكل مغطاة بصفائح لامعة من سبيكة الذهب وعندما تسقط عليها أشعة الشمس المشرقة تجعلها متوهجة مثل الشمس مما أدى الى الأعتقاد بأن المسلة هى مسكن آله الشمس ومركزه المقدس .

والمسلة هنا تطورت من ذلك الحجر الهرمى الشكل ذو القمة المدببة والذى يطلق عليه فى اللغة المصرية القديمة بن بن وهو الرمز المقدس لمدينة أون.

يذكر محمد رمزى فى القاموس الجغرافى(وقد ذكر اسم المدينة فى التوراة باسم أون أى مدينة الشمس فلما أتى البطالمة ترجموا هذا المعنى فجعلوا اسمها هليوبوليس وكان بجوار المدينة عين ماء معروفة سماها العرب عين شمس فغلب اسمه عليها مضافا اليه كلمة شمس التى كانت معبودة اهلها) ...