بقلم الكاتب: رفيق رسمي
كل اناء ينضح بما فيه، اي كل فرد يتكلم بما يحتوي عقله من معلومات وما تحمله نفسه من مشاعر وقلبه من صفاء أو ضغائن .. لذا تنوعت وتعدت الاراء لتفسير مايحدث الآن عن كورونا سواء الآراء الدينيه أو السياسيه وسوف أتحدث اولا عن الآراء الدينيه في هذا المقال والمقال القادم عن الآراء السياسيه.
اولا: الآراء الدينيه
جيد جدا استثمار الفيروس من رجال الدين في التوبه والرجوع الي الله، فالله عز وجل مرهوب جدا، ولكنه يحب كل البشر ولكنه يكره الخطيه وليس الخاطيء ولكنه يحبه ويحب توبته جدا...فقد فسر اغلب رجال الدين مسلمين ومسيحيين إنه غضب الله علي العالم من أجل انتشار الشر بين الناس ولكن هناك مجموعه اسئله سوف اوجهها لهؤلاء..هل غضب الله معلن فقط علي المسيحيين أو علي المسلمين لأنهم خطاه فقام الله بفرض عقوبته فاغلق لهم الكنائس والمساجد هم فقط لكى يتوبوا في أقدس أيام لهم؟
فالمسيحيين الآن لديهم أحد التناصير واسبوع الآلام وعيد القيامه المجيد . المسلمين اغلق لهم مساجدهم ومنعهم من الحج وأغلقت الكعبه وحرموا من أطهر وأشرف مناسك لهم وقد يمتد هذا الوضع ايضا الي شهر رمضان الكريم وعيد الاضحي المبارك . فهل هذا الوضع لهم هم فقط لاغير ؟ ام لكل الأديان الأخري في العالم والتي تعد أكثر من 22 ديانه اساسيه والألف الديانات الفرعيه؟ وهل انتشر بين ألذين لديهم ديانات فقط ام أيضا بين الملحدين والوجوديين والادينيين ؟ فهل ينظر الفيروس الي خانه الديانه ام الي المناعه ؟ والذين أصيبوا وماتوا من دين معين ام من كل البشر بلا استثناء؟ وهل الفيروس يميز من يصيبه او يقتله حسب درجه ايمانه القلبيه ام حسب درجه مناعته الجسديه ؟ وهل الذين ماتوا هم الخطاه والاشرارفقط؟ أم ماتوا لأسباب مرضيه طبيه علميه ؟ فقد مات بهذا الفيرس صالحيين ايضا .هل فتشنا في تاريخ من أصيبوا أو ماتوا وعلمنا اعمالهم هل هي صالحه ام فاسده ؟ وهل هناك فتنة في قلوبهم وضمائرهم ام لا؟ وهل الذين مازالوا يعيشون هم فقط الأطهار الأبرار الصالحين ؟ ام هناك اسباب علميه صحيه تدعوا الي موتهم ككبار السن او لديهم أسبابا صحيه مرضيه مسبقة كامراض القلب أو الرئه أو امراض سرطانية او أمراض في الدم أو السكر أو أو. نعم هناك أطفال ماتوا ولكنهم عدد محدود للغايه ولكن سؤال هل هؤلاء الأطفال ارتكبوا ذنوبا يعاقبهم الله عليها؟ وهل من ماتوا بأمراض اخري كثيره للغايه باعداد اكبر كثيرا جدا ممن ماتوا بكرونا حتي الآن مثل السرطان والأمراض القلبية وحوادث السيارات ووووو يعاقبهم الله بهذا.
للبشر تفسيراتهم كل واحد يقول زي ماهو عاوز يقول لكن الاتزان والتعقل مهم للغايه فالله لايحتاج الي هذا الفيروس لمعاقبة البشر. فلديه العديد من الوسائل الاخري، فالانسان يمكن أن يموت في اي لحظه دون أي مرض .
فهل يعلم رجال الدين أن إحدي الإحصائيات تقول ان 80% من اللي بيجيلهم الفيروس لايدرون به إطلاقا ويشفون منه دون أن يعلموا بمرضهم ،وهذا هو مكمن خطورته لأنهم ينقلون العدوي لغيرهم دون أن يدركون ذلك .و حوالي ١٥ ٪ يخضعون للحجر او العلاج ويشفو بالكامل و ٣٪ يمكن أن يدخلون العنايه المركزه ويتم شفائهم بالكامل ، و٢٪ فقط يموتون وهم كبار السن والمرضي بمرض خطير للاسف وخطورته علي كبار السن والمرضي أما الأطفال فأكثر من ٩٨% لا يتأثرون به اطلاقا.
علي المستوي العلمي
ولكن في الانجيل يقول الله غير مجرب بالشرور وعندما سأل تلاميذ المسيح عن المولود اعمل الذي شفاه هل أخطأ هذا ام ابواه حتي يولد هكذا ؟ قال لهم المسيح لا هذا ولا ذاك بل ليتمجد الله بشفاءه.
وفي الإسلام
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها ) رواه البخاري،
ويقول أنس: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على شاب وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو رحمة الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال: «لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمَّنه مما يخاف» (أخرجه الترمذي: [983]،
فيارجال الدين رحمه بنا واحترموا عقولنا فالخوف من الفيروس واعتباره عقاب الهي قد يجعلك تتوب ولكن بعد زوال الغمه قد تعود مره اخري وتنسي، كالخوف من مديرك فأنت أثناء وجوده تخاف أن ترتكب اي خطا ولكن ما ان يترك الشركه ستفعل ما تشاء من اخطاء بحريه. ولكن إن أحببت المدير حبا حقيقيا بعمق وتعترف بافضاله وجميله اللي مغرقك ستحب الشركه كذلك ولن تخطيء ابدا حتي ولو غتب عنه بل ستكون مخلصا وامينا وتحفظ وتنفذ كل قوانينها بكل طاقتك . فعباده الله خوفا شىء مختلف عن أن تحبه جدا لدرجه العباده تحبه لدعمه وعطاياه الكثيره جدا لك ، فتشعر بامتنان فائق فتخاف من كل قلبك أن تغضبه او تعصاه ،حبا فيه لأنه وهبك كل ذلك مجانا . فنحن لانعبد الله خوفا منه ولكن حبا فيه لدرجه العباده ، لدرجه اننا نرتعب أن نكون خائنين لمن احبنا كل هذا الحب ووهبنا كل هذه النعم والعطايا والمنح مجانا.
|