الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

موراكامي .. حياة قلم بين الخيال والواقع

موراكامي .. حياة قلم بين الخيال والواقع
عدد : 04-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى


هاروكي موراكامي كاتب وروائي ومتَرجِم ياباني حازت أعماله الخيالية والواقعية على إعجاب وثناء النقاد ولاقت أعماله نجاحا باهرا حول العالم وليس في اليابان فحسب حيث تصدرت مؤلفاته قوائم أفضل الكتب مبيعا سواءا على الصعيد المحلي أو العالمي وترجمت إلى أكثر من 50 لغة كما حصل موراكامي أيضا على عدة جوائز أدبية محلية وعالمية منها جائزة عالم الفنتازيا وجائزة فرانز كافكا وجائزة فرانك أوكونور العالمية للقصة القصيرة في عام 2006م وجائزة القدس في عام 2009م وقد تأثر موراكامي بالموسيقى والأدب الغربي إضافة إلى الروسي حيث نشأ يقرأ سلسلة واسعة من أعمال الكتاب الأميريكيين والأوروبيين والروس منهم الأدباء والكتاب الأميريكيين إيموند تشاندلر وكورت فونيجت وجاك كيروك والكاتب التشيكي الألماني فرانس كافكا والروائي الإنجليزى الشهير تشارلز ديكنز والروائي الفرنسي جوستاف فلوبير والروائي الروسي الشهير صاحب رواية الأخوة كرامازوف فيدور ديستويفيسكي بشكل جَلي وقد ميز هذا التأثر الغربي موراكامي عن الأغلبية العظمى من الكتاب والروائيين اليابانيين الآخرين وهو الأمر الذي دفع بعض المؤسسات الأدبية اليابانية لإنتقاد بعض أعماله لبعدها عن المنهج الأدبي الياباني وغالبا ما تتسم أعماله بالسريالية والسوداوية والقَدرية كما تتناول معظم رواياته موضوع الإنسلاخ الإجتماعي والوحدة والأحلام وعموما فهو يعد من أهم رموز أدب ما بعد الحداثة كما وصفته مجلة الجارديان البريطانية الشهيرة بأنه أحد أعظم الروائيين في يومنا هذا بسبب أعماله وإنجازاته في مجال الأدب وقد ولِدَ هاروكي موراكامي في يوم 12 يناير عام 1949م في فترة الإحتلال الأميريكي لليابان عقب الحرب العالمية الثانية في مدينة كيوتو التي تقع على مقربة من مدينة أوساكا جنوبي جزيرة هونشو كبرى الجزر اليابانية والتي توجد بها العاصمة طوكيو وكان هو الإبن الوحيد لوالديه وكان أبوه إبنا لكاهن بوذى ووالدته إبنة لتاجر من مدينة أوساكا وكان كلاهما يعمل في تدريس الأدب الياباني وفي طفولته كان يقرأ الأعمال الأدبية لعدة كتاب أميريكيين أمثال كيرت فونجيت وريتشارد بروتيجان وجاك كيرواك وكان أبوه قد إنخرط في الحرب الصينية اليابانية الثانية والتي إندلعت بداية من عام 1937م وإستمرت حتي نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م وعانى من صدمة عميقة بسببها الأمر الذي كان له تأثير على موراكامي بدوره وقد درس موراكامي الدراما في جامعة واسيدا بالعاصمة اليابانية طوكيو حيث إلتقى بزميلة له تسمي يوكو التي أصبحت زوجته فيما بعد وكان عمله الأول في متجر تسجيلات وقبل إنهائه لدراسته بوقت قصير وعلي غير رغبة والديه اللذين كانا يتمنيان أن يعمل إبنهما في مجال الشركات إفتتح مقهى وحانة لموسيقى الجاز أسماها بيتر كات علي إسم حيوانه الأليف في طوكيو أدارها هو وزوجته بين عام 1974م وعام 1981م وكان الزوجان قد قررا ألا ينجبا أطفالا ولم يكن موراكامي حتي ذلك الوقت يفكر في الكتابة ولم يتبادر إلي ذهنه أنه سيكون كاتبا وروائيا يوما ما .

وفي عام 1978م وأثناء مشاهدته لمباراة بيسبول بإستاد جينجو داهمه الإلهام لكتابة رواية وشعر أن بوسعه أن يكتب رواية ووصف ذلك الشعور بأنه إحساس دافئ ما زال يشعر به في قلبه ولما عاد إلى المنزل في المساء شرع فورا حينها في الكتابة وكانت هذه الرواية بإسم إستمع للرياح تغَنِي المكونة من 200 صفحة وإستغرق حوالي 10 شهور في كتابتها عبر جلسات قصيرة أثناء الليل بعد عودته من عمله بالمقهي وإنتهي منها في خريف العام المذكور وشارك بها في مسابقة للكتَاب الجدد وكان هو الفائز الأول فيها ونشِرت هذه الرواية في العام التالي 1979م ومع النجاح الذي حققته هذه الرواية قرر أن يواصل عمله في الكتابة بشكل دائم وباع المَقهَى الخاص به لكي يتفرغ للكتابة والتأليف وفي هذه المرحلة من حياته قام بتحسين روتين الكتابة اليومى لديه والذى يبدأ من الساعة الرابعة صباحا ويستمر لمدة خمس أو ست ساعات مما ينتج نحو 10 صفحات فى اليوم قبل أن يقوم بالمشى لستة أميال أو ربما يتجه للسباحة وقال موراكامى في هذا الشأن إنه يعتقد أنه يجب أن يكون قويا جسديا من أجل كتابة أشياء قوية وفي العام التالي 1980م نشر موراكامي روايته الثانية بينبول 1973 وتدور هذه الرواية حول مواضيع الوحدَة والصداقة والقَدَر وتم ترشيح هذه الرواية لجائزة أكوتاجاوا ياليابان وفي عام 1982م أصدر رواية مطاردة الخراف الجامحة والتي شكلت مع الروايتين السابقتين سلسلة أطلق عليها إسم ثلاثية الفأر وقد أضاف إليها جزءا رابعا فيما بعد في عام 1988م بعنوان رقص رقص رقص لكن أحداثه لا تعتبر جزءا من السلسلة وتحكي هذه الرواية المغامرات السيريالية لبطلها الذي يكسب قوت يومه من عمله ككاتب تقارير للأعمال التجارية وفي نهاية اليوم يكون مرغما على العودة إلى فندق الدولفين وهو فندق قذر كان قد أقام فيه مع إمرأة أحبها علي الرغم من أنه في الحقيقة لم يعرف إسمها أبدا ومنذ ذلك الوقت كانت قد إختفت بدون أى أثر يدل عليها ثم قامت شركة ضخمة بشراء فندق الدولفين وتحويله إلى فندق أنيق وعصري على الطراز الغربي ويمر بطل الرواية بأحلام ورؤى غريبة تظهر فيها تلك المرأة ورجل غريب مقنع يرتدى معطفًا من صوف الغنم ويقودانه لحل لغزين أولهما لغز ميتافيزيقي وغير طبيعي عن كيفية النجاة مما هو مميت وثانيهما لغز جريمة قتل غانية يتورط فيها بشدة صديق قديم لبطل الرواية وهو الآن ممثل مشهور وعلى مر الأحداث يقابل البطل العديد من الأشخاص منها مراهقة مضطربة في الثالثة عشر من عمرها ولها قدرة على الإستبصار وأبويها المضطربين مثلها وشاعر لديه ذراع واحدة وموظفة إستقبال ودودة والتي تمر ببعض الأحلام والرؤى الغريبة التي يمر بها البطل أيضا وقد تم ترجمة هذه الرواية إلي اللغة الإنجليزية في عام 1994م وقال موراكامي عنها إنها كانت بمثابة شفاء له بعد الشهرة غير المتوقعة التي إكتسبها عقب نشر روايته الغابة النرويجية في عام 1987م وأنه بسبب هذا فقد إستمتع بكتابة رقص رقص رقص أكثر من أي عمل آخر .

وخلال الأعوام القليلة اللاحقة سافر مواركامي إلى مدينة فوجيساوا اليابانية التي تقع في منتصف محافظة كاناجوا في مواجهة خليج ساجامي المطل على المحيط الهادي بوسط اليابان ثمَ إنتقل منها إلى مقاطعة سنداجايا وفي عام 1985م نَشَرَ رواية أرض العجائب الحارة ونهاية العالم وهي رواية غريبة وسريالية وتنقسم إلي عدة روايات متوازية وفي غضون عامين أصدر رواية الغابة النرويجية عام 1987م وتدور أحداث هذه الرواية في العاصمة اليابانية طوكيو في أواخر الستينيات من القرن العشرين الماضي وهي الحقبة التي تظاهر فيها الطلاب اليابانيون ضد النظام الحاكم حيث كان رئيس الوزراء الياباني حينذاك هاياتو إيكيدا بحلول شهر أبريل من عام 1960م قد إتبع سياسة تحرير ما يقرب من 41% من تجارة الواردات مقارنة بنسبة 22% عام 1956م وكان إيكيدا يخطط لتحرير التجارة بنسبة 80% في غضون ثلاثة أعوام ولكن واجهت خططه معارضةً شديدة من كلا القطاعين اللذين كانا يعملان جاهدين من أجل الإقراض الزائد ومن الجمهور القومي الذي كان يخشى عمليات الإستحواذ علي الأسواق من قبل الشركات الأجنبية وربطت الصحافة اليابانية بين تحرير التجارة وبين القدوم الثاني للسفن الغربية السوداء والجزر اليابانية بلا حماية في مواجهة هجوم شنته القوى الرأسمالية الأجنبية الهائلة وجاهزية الإقتصاد الياباني للمعركة الدموية بين رأس المال الوطني ورأس المال الأجنبي وكانت خطة مضاعفة الدخل لحكومة إيكيدا ردا على هذه المعارضة المتزايدة والخوف المنتشر بشأن تحرير التجارة وتم تبني هذه السياسة لتهدئة التظاهرات العامة التي إندلعت حينذاك ولقد كانت دوافع إيكيدا براجماتية بصورة أصيلة وقائمة على توازنات السياسة الخارجية ولم ينتقل إلى تحرير التجارة إلا بعد أن أمن سوقا محميا بمجموعة من التشريعات الداخلية التي إنحازت للمنتجات والشركات اليابانية وتحكي هذه الرواية عن شاب في الجامعة فارق صديقه الحياة وهو يتقلب بين الحقيقة والخيال وتندمج في ذهنه الحياة والواقع الفعلي بالأحلام والآمال وتراوده خيالات الجنس وقد حازت هذه الرواية على شهرة واسعة بين الشباب عند نشرها وفي أواخر الثمانينيات إستاء موراكامي من المناخ الإجتماعي في اليابان وبفضل شهرته المتزايدة في قارة أوروبا أقام بها لعدة سنوات ثم إنتقل منها إلى الولايات المتحدة الأميريكية في عام 1991م .

وبإنتقاله إلي الولايات المتحدة أقام موراكامي هناك بولاية نيوجيرسي التي تقع في المنطقة الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة وتحدها من الجنوب والغرب ولاية نيويورك وعَمِلَ باحثا مساعدا بجامعة برنستون وهي جامعة خاصة بحثية متعددة الإختصاصات والإهتمامات تقع في بلدة برنستون بولاية نيو جيرسي وكانت في البداية قد تأسست في مدينة إليزابيث بولاية نيو جيرسي أيضا في عام 1746م تحت إسم كلية نيو جيرسي ثم نقلت إلى نيوآرك نيوجيرسي عام 1747م وأخيرا إستقرت ببرنستون عام 1756م ومن ثم تم تغيير إسمها إلى جامعة برنستون عام 1896م وهي تعد واحدة من الجامعات التسع التي أُقيمت قبل الثورة الأمريكية وكانت مرتبطة بالكنيسة المشيخية الأميريكية وفي عام 1992م تمت ترقية موراكامي إلى درجة أستاذ مساعد بهذه الجامعة وفي نفس العام نشر موراكامي رواية جديدة بإسم جنوب الحدود وغرب الشمس ثم إنتقل للتدريس في جامعة ويليام هوارد تافت في عام 1993م والتي يقع مركزها الرئيسي بمدينة دنفر عاصمة ولاية كلورادو وأثناء تدريسه بالجامعة كتب مواركامي عام 1995م أحد أرقى أعماله وهي رواية نهاية تاريخ الطائر وقد إختلفت هذه الرواية عن رواياته السابقة حيث ركزت على جرائم الحرب التي إرتكبها الجيش الياباني في القارة الآسيوية خاصة في الصين وكوريا وصورتها بالكابوس وفي نفس العام 1995م تعرضت مدينة كوبي اليابانية لزلزال عنيف ومدَمِر كما قامت جماعة أوم شينريكيو الدينية المتطرفة المحظورة في اليابان بتنفيذ عملية تخريبية إستهدفت عدد 5 قطارات بمترو أنفاق طوكيو برمي زجاجات غاز أعصاب السارين السام على بعض عربات المترو في يوم 20 مارس عام 1995م وقد نشأت هذه الجماعة على يد شوكو أساهارا وكانت بدايتها في عام 1984م وذلك عندما أنشأ هذا الأخير ساحة لممارسة اليوجا في منطقة شيبويا بطوكيو ثم تطورت بعد ذلك ليكون روادها من أعنف الطوائف في تاريخ اليابان وقد أودت هذه العملية بحياة 13 شخصا وأصيب نحو 5000 آخرين والذين تم إنقاذهم من قبل فرق الطوارئ بمحطات المترو وتمكنت الشرطة اليابانية من القبض على أفراد الجماعة بمقرهم حيث وجدت كميات هائلة من المواد الكيماوية التي كان من المفترض إستخدامها في تصنيع كميات هائلة من غاز السارين السام والتي قدرت بأنها تكفي لقتل 4 مليون شخص وقد دفعت هاتان الحادثتان موراكامي إلى العودة إلي اليابان وكان لهذه الأحداث الأليمة الأثر الكبير في إلهامه لأعماله التالية فرواية تحت الأرض التي نشِرَت في عام 1997م تعتَبر تصوير واقعي لحادث مترو الأنفاق الإرهابي ورواية بعد الزلزال التي نشِرَت في عام 2000م كانت عبارة عن مجموعة من ست قصص قصيرة تستكشف الآثار النفسية التي خلَفها الزلزال لدى سكان اليابان .

وفيما بين هاتين الروايتين قام في عام 1999م بنشر رواية سبوتنيك الحبيبة والتي تبحث في طبيعة الحب من خلال قصة إختفاء روائي شاب يدعَى سومير ويغوص موراكامي في هذه الرواية إلى صلب الحياة فكأن القارئ معه يدور في داخل الرواية ويتنقل مع شخصياتها فهو يتحدث فيها عن أدق العلاقات الحميمية وفي عام 2002م صدرت أشهر رواياته كافكا على الشاطئ وكانت لغتها فلسفية وفيها الكثير من الغرابة حيث تدور أحداثها حول رجل طاعن في السن تهطل عليه الأسماك وتكلمه القطط وقد تم نشر الترجمة الإنجليزية لها في عام 2005م والتي حققت نجاحًا مدويا فور صدورها وحصلت على ثناء النقَاد وردود فعل إيجابية من القراء وخلال عام 2009م وعام 2010م نشِرَ روايته 1Q84 في اليابان وعنوان الرواية تلاعب لفظي للعام 1984 الذي تجري فيه أحداث الرواية حيث أن حرفQ في الأبجدية الإنجليزية يقرأ كيو التي لها نفس لفظ الرقم 9 باللغة اليابانية وقد حققت هذه الرواية صدىً واسع فور صدورها وصدرت النسخة الإنجليزية من هذه الرواية في عام 2011م ويشير عنوانها إلى رواية 1984 للكاتب جورج أورويل وتدور أحداثها في عام 1984م في ثلاثة أجزاء الجزء الأول يجري بين شهر أبريل وشهر يونيو والجزء الثاني بين شهر يوليو وشهر سبتمبر والجزء الثالث بين شهر أكتوبر وشهر ديسمبر من العام المذكور ويجرى سرد هذه الرواية بين شخصيتين بينما يجتازان واقعا بديلا من صنعِهما وتتناول مواضيع من الواقع المرير في قصتين على لسان بطلي القصة اَومامِه وتنجو حيث يتبادلان الأدوار في كل فصل ليروي كل منهما الوقائع من منظوره الشخصي ولاحقا في الجزء الثالث ينضم أوشيكاوا إلى السرد ليروي الأحداث من منظوره في فصول خاصة وتبدأ الرواية عندما تبعت اَومامِه نصيحة سائق السيارة التاكسي التي تستقلها للهروب من ازمة السير على الطريق السريع فيستعمل مخرج الطوارئ حتى لا تتأخر عن موعد هام يكون في الواقع عملية إغتيال ومنذ ذلك اليوم تبدأ اَومامِه بملاحظة أشياء غريبة لم تلحظها من قبل كما أنها تسمع لأول مره عن حادثة إشتباك مسلح بين مجموعه متطرفة والشرطة اليابانية حدثت قبل ثلاث سنوات ومع أن الحادثة تصدرت عناوين الصحف وقتها وعلم كل شخص تقريبا بها إلا هي يعرف عنها لتقرر أنها فجأه أصبحت تعيش في عالم آخر هو العالم الموازي الذي تطلق عليه لاحقا 1Q84 وهو العالم الذي يحمل تساؤلا أو شكا وفي مسار آخر للرواية نتعرف على تنجو الذي يطلب منه صديقه ومعلمه كوماتسو أن يعيد كتابة رواية خيالية كتبت بأسلوب سئ جدا لكنها في الوقت ذاته تبدو واعدة وقد إنبهر الإثنان من حبكتها حتى تشارك في مسابقة أدبية ولم يكونا يشكان في فوز الرواية إذا ما كتبت بأسلوب جيد وبعد ما قابل تنجو مؤلفة الرواية فوكا إري وهي طالبة في المرحلة الثانوية وأخبرها بما ينوي فعله فلم تمانع فقام بكتابة الرواية بأسلوب جديد لتفوز بالمسابقة وتتصدر مبيعات الكتب وسرعان ما يكتشف تنجو أن فوكا إري التي تعاني من مرض عسر القراءة لم تكتب الرواية بل أملتها على صديقة لها والتي قامت بكتابتها وهنا يزداد شكه بأن الرواية الخيالية هي في الواقع وصف لأحداث عاشتها فوكا إري في طفولتها وبعدما يقابل تنجو البروفيسور إيبيسونو ولي أمر فوكا إري يعرف أنها إبنة صديق البروفيسور توماتسو فوكودا وهو مؤسس مجتمع زراعي تعاوني يدعى ساكي جاكِه تحول لاحقا بشكل غامض إلى ديانة رسمية وإنقطعت صلة فوكودا مع البروفيسور من وقتها وبعد فترة وجيزة من تأسيس ساكي جاكِه وجد البروفيسور فوكا إري و كان عمرها 10 سنوات على عتبة منزله وهي مصابة بصدمة عصبية أفقدتها القدرة على الكلام مؤقتا وبينما تعيش فوكا إري مع البروفيسور وإبنته أزامي تطلب من أزامي أن تكتب قصه تمليها عليها عن حياة طفلة في مجتمع زراعي تعاوني ومقابلتها مجموعة من الأقزام تطلق عليهم الناس الصغار ويبدأ عالم اَومامِه وتنجو في التقارب عندما تتعرف اَومامِه على تسوباسا وهي طفلة في العاشرة من عمرها هربت من ساكي جاكِه بعدما تعرضت لتحرش وحشي من قبل زعيم الجماعة الذي يصبح بطلب من الأرملة الغنية هدف أومامه التالي وهي مهمة شبه مستحيلة فهو لا يعرف شكل الزعيم هذا أو كيفية الوصول إليه علاوة علي أن ساكي جاكِه جماعة منغلقة جدا يستحيل إختراقها .

وفي عام 2017م نشر موراكامي رواية بإسم مقتل قائد الفرسان أو مقتل الكوماندور في يوم 24 فبراير من العام المذكور على جزئين الجزء الأول بعنوان فكرة تظهر والجزء الثاني بعنوان مجاز يتنقل وتدور أحداث هذه القصة حول بطل لها لم يرد إسمه فيها وهو رسام متخصص بالصور الشخصية ويعيش مؤقتا بعد أن إنفصل عن زوجته في منزل قديم يعود لفنان شهير يدعى أمادا توموهيكو حيث أن إبنه كان صديقا لبطل الرواية من أيام مدرسة الفنون وكان أمادا البالغ من العمر 92 عاما يعاني من الخرف وهو يتلقى العناية في منشأة رعاية بعيدة ويسمع بطل الرواية أحيانا أصوات ضوضاء خافتة في الليل قادمة من أعلي المنزل القديم وبسبب شعوره بالقلق من إمكانية وجود جرذان يأخذ مصباحا يدويا ويذهب لرؤية ماذا يحدث هناك حيث يعثر على بومة ولكن هذا ليس كل شئ فبجانب المدخل يعثر أيضا على لوحة كبيرة ملفوفة بورقة بنية اللون ويشير ملصق مرفق بهذه اللوحة إلى أن إسمها مقتل قائد الفرسان وهي أحد أعمال أمادا غير المكتشفة والتي تصور مشهدا دمويا من دون جيوفاني في اليابان القديمة ويصور العمل الفني المرسوم وفق نمط نيهونجا الياباني التقليدي أربع شخصيات رئيسية حيث يصور شاباً غرس سيفه بعمق في صدر رجل عجوز بلحية بيضاء بينما ينظر كل من خادم وشابة بذهول للمشهد وفي الزاوية السفلية اليسرى من اللوحة يبرز رأس شخصية أخرى من فتحة في الأرض رافعا غطاءا مربعا بشكل نصف مفتوح ويصبح بطل الرواية مهووسا بهذا المشهد وخصوصا بالشاهد السري ذي الوجه الطويل بشكل أكبر من الطبيعي حيث يشبه الباذنجان وفي واقعة غريبة أخرى يوقظ صمت غير طبيعي بطل القصة في الليل فالغناء المألوف لحشرات الزيز الخريفية والذي لا يتوقف لسبب ما أصبح غير مسموع وعندما يذهب إلى المطبخ لإعداد كأس من الويسكي لنفسه يسمع وسط الصمت رنينا بعيدا لجرس وما أن يخطو خارج المنزل حتى يكتشف أن الرنين قادم فيما يبدو من جانب معبد صغير وخلف المعبد توجد تلة مقبرة يتواصل خروج صوت الرنين من تحتها .

وقد تم تحويل بعض أعمال موراكامي إلى أفلام سينمائية ومسرحيات كما كتب عدة قصص قصيرة بالإضافة إلى الروايات وترجَم العديد من الروايات الأميريكية إلى اللغة اليابانية وكان في عام 2007م قام بنشر مذَكرات له بعنوان ما الذي أتحدث عنه عندما أتحدث عن الجري والتي ترَكز على حبه للركض لمسافاتٍ طويلة وقد حصل موراكامي على العديد من الجوائز العريقة من ضمنها جائزة فرانز كافكا الدولية للأدب في عام 2006م وفي عام 2011م حصل علي جائزة كاتالونيا الدولية وكانت قيمتها 80 ألف يورو وتبرع بها لصالح ضحايا زلزال وتسونامي توهوكو اللذان حدثا في يوم 11 مارس عام 2011م وهو الزلزال العنيف الذى وقع في اليوم المذكور وبلغت درجته 8.9 على مقياس العزم الزلزالي قبالة سواحل شرق اليابان ونجم عنه موجات أمواج هائلة والتي تسمي تسونامي في المحيط الهادي كما نجم عن الزلزال أكثر من ألف قتيل ومفقود وتدمير مطار مدينة سنداي في اليابان والتي كان مركز الزلزال علي مقربة منها والتي تقع على مقربة من سواحل المحيط الهادي في شمالي جزيرة هونشو وقد تسبب هذا الزلزال والتسونامي الذى أعقبه تسجيل أعلى نسبة من الخسائر في الممتلكات وتدمير للبنية التحتية وفي المحطات النفطية والمحطات النووية وخاصة محطة فوكوشيما التي حدثت بها عدة إنفجارات هيدروجينية في عدد أربع مفاعلات نووية داخلها مما أدى إلي توقفها عن العمل كما إضطرت وكالة الطاقة النووية اليابانية إلي إغلاق محطات نووية أخرى قرب منطقة الزلزال والذى كان أعنف الزلازل في تاريخ اليابان منذ بدء توثيق سجلات الزلازل قبل 140 عاما وكان قد سبقه بيومين زلزال هونشو في ذات الموقع تقريبا وبقوة 7 على مقياس العزوم الزلزالي وفي عام 2015م تم إختياره من ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة على مستوى العالم في القائمة التي تعدها مجلة التايم الأميريكية وعن شخصية موراكامي فهو يهتم بشدة برأي زوجته وما يزال مندهشًا من النجاح الأدبي الذي حققه كما أنه لا يعلم حجم الأرباح التي يحققها كل عام فزوجته هي التي تتولى إدارة الأمور المالية ومع أن عمله الأصلي كان الترجمة فإنه لم يترجم بنفسه أي من رواياته التي كتبها باللغة اليابانية إلي أي لغات أخرى وقام بهذا العمل مترجمون آخرون .