الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

علا لطفي زكي
(رموز وشخصيات)

علا لطفي زكي  
(رموز وشخصيات)
عدد : 04-2020

بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشارى ترميم الاثار

( 29 يناير 1960م-18 ديسمبر 2012) علا لطفي زكي الشهيرة بعلا غبور المحاربة القوية لمرض السرطان فصراعها مع المرض لم يكن نهاية لحياة بعد مماتها بل كان إحياء و إعطاء لحياة آخري بإستكمال فكرتها في اإنشاء مستشفي 57357 لعلاج مرضي السرطان حيث كانت عضو و أمين عام مجلسها .

ساهمت في دعم العديد من المؤسسات الخيرية كمؤسسة مجدي يعقوب , مؤسسة سرطان الثدي بمصر فكانت أحد أعضاءها , جمعية أصدقاء أطفال السرطان بالسيدة زينب التي تولت تأسيسها بنفسها و غيرها من الأعمال الخيرية التي شاركت فيها
هى مصرية اصيلة من نساء مصر ..

وهي احدي رائدات العمل الخيري وامين عام مؤسسة مستشفي سرطان الاطفال 57357، وواحدة من النساء اللاتي قام هذا المستشفي العظيم علي اكتافهن..

وعلا غبور تعتبر نموذج إنسانى فريد وبديع لشخصية جميلة شكلا وروحا وقلبا وعقلا، ورغم أنها من الشخصيات التى تعمل بتفانى وإنكار للذات وتهرب من الأضواء ، إلا أنها كانت فى بؤرة اهتمام الكثيرين من محبيها .. إن علا لطفى زكى الشهيرة بعلا غبور تنتمى إلى نوع من البشر نادر الوجود فى العالم كله وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط .. فهى بصدق أيقونة إنسانية ..

بدأ حلم علا غبور لبناء مستشفى سرطان للإطفال عام 1999 حين تم وضع حجر الأساس لهذا المستشفى العملاق التى صارت اليوم أكبر مستشفى لسرطان الأطفال فى العالم ..

كانت علا غبور هى المحرك الرئيسى وراء إنشاء مستشفى سرطان الأطفال وقد تبنت الفكرة من بدايتها ودفعت أول مليون جنيه لعمل دراسة جدوى عن المستشفى لمكتب دراسات أمريكى.. وكان رقم 57357 الذى اطلق على المستشفى هو رقم الحساب البنكى الذى كان مخصصاً للتبرعات .. والجدير بالذكر انها كانت ترفض رفضاً تاماً أن تقوم أسرة أى طفل بالتبرع ولو بجزء بسيط من العلاج حتى لو كانوا من المقتدرين .. لأن ذلك سيساهم فى شعور غير المقتدرين بالعجز .. وفى حالة إصرار أى من الأسر على الدفع كانت توجههم بالتبرع بالمبلغ لصالح المستشفى ..

فكانت البداية السليمة لهذا الصرح الطبى العظيم وهو مبدأ العدالة الإجتماعية لكل من يلجأ إلى هذا المكان للعلاج فقد اهتمت علا غبور بخدمة مرضى الأورام منذ أكثر من عشرين عاما ففى منتصف التسعينيات بدأت المساهمة فى مساعدة مرضى السرطان فى المعهد القومى للأورام حتى أصبحت من أبرز شركاء الخير .. وساهمت فى تأسيس جمعية أصدقاء معهد الأورام التى تولت انشاء مستشفى 57357 أكبر مستشفى لسرطان الأطفال فى الشرق الأوسط .. وكرست وقتها وجهدها لخدمة هذا الصرح العظيم وتطويره وخدمة مشروعاته التوسعية والمساهمة فى الحملات المحلية والعالمية لجمع التبرعات، كما كانت عضوا فى مجلس إدارة شبكة مصر السرطان 57357 والتى أنشئت مؤخرا بالولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها منظمة غير ربحية تخصم تبرعاتها من الضرائب وشاركت من خلال عضويتها بهذه المنظمة فى توفير الموارد للمستشفيات المصرية والمنظمات غير الحكومية التى تركز على مرض السرطان, كما كانت السيدة / علا غبور أيضا حريصة على لقائها اليومى بالأطفال مرضى المستشفى وزيارتهم فى الغرف والاستماع إليهم وإلى أسرهم .

وغابت علا غبور لأول مرة عن مستشفى 57357 .. وعن أطفالها فى رحلة علاج من مرض سرطان الرئة بالخارج والتى لم تستمر طويلاً حيث انتهت برحيلها فى هدوء عن عالمنا فى 18 ديسمبر 2012 لتضرب لنا مثلا للتفانى فى العمل الإنسانى الذى لا يفرق بين مسلم ومسيحى ..

رحلت علا سريعا وهى فى قمة تألقها وعطائها بعد حياة قصيرة ولكنها ثرية وغزيرة ومفعمة بالخير والعطاء والمحبة ..ولكنها تركت نموذجا يجب تدريسه لأبنائنا فى المدارس عن العمل التطوعى الحقيقى .. وتركت ثمرة جهودها تتحدث عنها وتركت سيرة عطرة ستبقى معنا طويلا للأبد .. فذكرى علا غبور ستبقى مع كل طفل يتم شفاؤه وكل أسرة يتم إسعادها ومع كل مريض يتم التخفيف من آلامه ومعاناته ومع زيادة الأمل فى نسبة الشفاء من هذا المرض اللعين ..

فمستشفى 57357 كانت حلم علا غبور وإمتد هذا الحلم ليشمل تبرعات أسر الشهداء للترحم على أرواحهم من شهداء الجيش والشرطة وأيضاً أسر كل من فقد عزيز لديه .. وأيضاً أصبحت قبلة لكل أطفال العالم الذين يحلمون بالحياة ..

يذكر ايضا ان هذه السيدة لم تقتصر اياديها البيضاء علي انشاء مستشفي سرطان الاطفال فقط و انما ساهمت في مستشفي الدكتور مجدي يعقوب ايضا في اسوان و العديد من اوجه العمل الخيري و قد نالت تكريمات عديده دوليه و محليه

تم ادراج السيده الفاضله علا لطفي ذكي في قائمة الشرف الوطني المصري باب الرواد و المتميزين في 27/6/2015

رحلت علا غبور فى صمت ولكنها تركت أمل لم ولن ينتهى .. مستشفى 57357..

ودى كانت نبذة مختصرة للعطاء فى سبيل الله ومن فضله سبحانه وتعالى