الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تعرف على الرئيس "فيلاديمير لينين" المؤلف والفيلسوف
-ج2-

تعرف على الرئيس -فيلاديمير لينين- المؤلف والفيلسوف
-ج2-
عدد : 05-2020
بقلم المهندس: طارق بدراوى

وفي شهر أغسطس عام 1918م تعرض لينين لمحاولة إغتيال حيث أطلق عليه أحد خصومه رصاصتان ولكنه نجا من الموت إلا أن واحدة منهما اصابته في عنقه وإكتسب بعد تعافيه من إصابته إعجاب مواطنيه الذين باتوا يعظمونه تعظيما كبيرا لكن صحته لم تعد كما كانت وفي أواخر عام 1919م وبدايات عام 1920م إستطاع لينين وحكومته القضاء على معارضيها ومن ثم بدأ لينين والكثير من أنصاره يفكرون في تصدير الثورة البلشفية غربا إلى باقي دول أوروبا وحدث في ذلك الوقت أن هاجم الجيش البولندي عددا من الأراضي السوفيتية وقام بإحتلالها مدعيا أنها ملك لدولة بولندا وأنها فقدتها بموجب معاهدة فرساي التي وقعت في منتصف عام 1919م بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولي وأعادت خلالها دول الحلفاء المنتصرة ترسيم الحدود بين دول أوروبا وحينذاك كان ستالين قائد الجيش الروسي في بيلاروسيا وعارض الهجوم على بولندا وإقترح تأجيل الهجوم لاحقا لكن لم يصغِ له أحد وتم سحب قوات الجيش الأحمر من أوكرانيا للإستعداد لمهاجمة بولندا وقد تم إختيار القائد الكسندر إيجوروف على الجبهة البولندية وفي أواخر شهر يوليو عام 1920م إستعد إيجوروف للهجوم لإستعادة الأراضي التي إحتلها البولنديون وصدر الأمر لستالين بسحب جيشه من بيلاروسيا والإلتحاق بإيجوروف لكن ستالين عارض ذلك مما أدى إلى فشل الحملة على الجبهة البولندية بعدها عاد ستالين إلى موسكو في شهر أغسطس عام 1920م ودافع عن نفسه أمام المكتب السياسي ووصف الرد على هجوم بولندا بالمغامرة البيروقراطية وإقترح إنهاء الحرب على كل الجبهات قبل الهجوم على بولندا ووضح لهم أن الحرب البولندية كانت خطأ جسيم وبرر الخسائر التي مني بها الجيش الروسي نتيجة سحب الجيش الأحمر من أوكرانيا والإستعجال في مهاجمة بولندا وكانت هذه الخسائر ثقيلة حيث خسر الجيش الروسي 100 ألف جندي أصبحوا أسرى لدى البولنديين ولم يعد منهم سوى 60 ألف أما الباقي فقد كان مصيرهم مجهولا وفي المؤتمر التاسع للحزب يوم 22 سبتمبر عام 1920م إنتقد تروتسكي ستالين ووصفه بالمغرور الذي يهمه المحافظة علي سمعته أكثر من حرصه علي مصلحة بلاده .

ومن جانب آخر كانت الحكومة الروسية تنتظرها معركة أخرى هامة على الصعيد الخارجي حيث كانت حكومات بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة قد رفضت التعامل مع النظام الجديد في روسيا لأنه رفض التعهد بدفع ديون القيصر لتلك الحكومات ومن ثم ألغى معظمها التمثيل الدبلوماسي والعقود التجارية والصناعية مع الدولة والمؤسسات الروسية وبحلول عام 1921م ومع أن لينين كان قد قضي علي معارضيه إلا أنه فشل في بناء الدولة التي طالما كان يحلم بقيادتها وكان قضاؤه على المعارضة التي تتمنى لو بقت روسيا تدور في فلك النظام الأوروبي الرأسمالي بداية مرحلة الإنعزال الدولي من جانب حكومة لينين فقد كانت روسيا التي يحلم بها لينين خالية من أي صراع طبقي أو حروب دولية تتمخض عن هذا الصراع وهكذا بدأت روسيا تحت قيادة لينين تتهاوى حيث ساد الجوع والفقر أغلب أنحاء المجتمع الروسي وباتت البلاد علي شفا حرب أهلية حيث واجه لينين وحكومته حينذاك ثورة الفلاحين الذين قادهم إلى السلطة فإنتشرت الإحتجاجات والإضرابات في شتى المدن الروسية والمناطق الريفية مما هدد إستقرار حكومته وفي محاولةٍ منه للحد من التوتر السياسي إعتمد لينين سياسة إقتصادية جديدة معطيا الحرية للمزارعين وصغار المنتجين للتصرف في منتجاتهم وسامحاً بالتجارة الحرة وداعياً الأجانب إلى الإستثمار في روسيا وقد دفع هذا البرنامج حكومات دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة إلى إعادة التمثيل الدبلوماسي والعلاقات التجارية مع روسيا وكما ذكرنا في صدر هذا المقال أنه في يوم 20 ديسمبر عام 1922م تأسست دولة الإتحاد السوفيتي والتي كانت في البداية إتحاد يضم أربع جمهوريات إشتراكية سابقة وبدأت الدولة الجديدة تتحول إلي قوة عالمية عظمي مما مكن الدولة الجديدة من الإنطلاق في بناء نفسها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم علمي وفني وتربوي وتمكنت من تكوين قوة عسكرية عظمي كانت إلى حد بعيد رادعاً لجموح القوة العظمي الأخرى في العالم وهي الولايات المتحدة الأميريكية ورغبة المسيطرين على سياساتها من أرباب النظام العالمي الجديد من السيطرة على إقتصاد العالم وهو ما يفعلونه الآن ومن دون رادع مادي أو أخلاقي أو إنساني وبحلول عام 1956م كان الإتحاد السوفيتي قد أصبح كيانا كبيرا يضم خمس عشرة دولة .

والآن دعونا نلقي نظرة علي جوانب أخرى في شخصية لينين فقد كان له علاقات جيدة مع الشعراء والأدباء منهم صديقه الحميم الأديب الروسي الكبير مكسيم جوركي والذى يصف لينين قائلا إن دهشتي كبيرة كيف أن هذا الرجل الذي شاهد وعاش الكثير من المصائب والمآسي كان قادرا على الضحك بذلك القدر من السذاجة والطيبة ثم يضيف كيف أن لينين بعد أن إستغرق بالضحك مسح عينيه من الدموع وقال إن الإنسان الشريف ذو القلب النقي والطاهر وحده يستطيع أن يضحك بهذه الصورة وكان لينين يقول إته لشئ حسن أن يرى المرء الجانب المسلي من إخفاقاته وإن خفة الروح هي صفة صحية رائعة وأنا حساس لهذه الصفة رغم أني غير موهوب بها ولا ريب أن في الحياة منها بقدر ما في هذه الحياة من أحزان ومآسي وقال جوركي أيضا إن مزاج المرء هو شئ هام كما كان لينين بارعا في الإصغاء والتعليق بالنكتة المرحة وكانت أكبر هواياته زيارة المكتبات والمطالعة والكتابة وقد كانت لة علاقة جيدة أيضا مع الأديب البريطاني هربرت جورج ويلز حيث كان ويلز في عام 1914م قد زار روسيا ورأى أن النظام القيصري فيها قمعي وفاسد وقد تفهم اهداف ثورة أكتوبر عام 1917م وفي عام 1920م زار ويلز روسيا مرة أخرى وإلتقى بلينين ومن جانب آخر فقد كان لينين لا يهتم كثيرا بالشئون الدينية ونادرا ماكان يتحدث عن الأديان لكنه أعطى حرية العبادة للمتدينين وقد تبين ذلك في نص ورسالة وجهها إلى المسلمين في بلاده في يوم 24 نوفمبر عام 1917م جاء فيها يا أيها المسلمون بروسيا وسيبيريا وتركستان والقوقاز يا أيها الذين هدم القياصرة مساجدهم وعبث الطغاة بمعتقداتهم وعاداتهم إن معتقداتكم وعاداتكم ومؤسساتكم القومية والثقافية أصبحت اليوم حرة مقدسة ولتنظموا حياتكم القومية بكامل الحرية وبدون قيد فهي حق لكم وإعلموا أن الثورة العظيمة وجميع النواب والعمال والجنود والفلاحين تحمي حقوقكم وحقوق جميع شعوب روسيا وقد تم وضع برنامج ضخم لما يمكن أن يطلق عليه اليوم التمييز المضاد أو بالروسية الكورنيزاتسيا أي إحلال السكان المحليين محل المستوطنين الروس وقد بدأ بطرد المستعمرين الروس والقوزاق والمتحدثين بإسمهم من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في تلك المناطق وتوقفت اللغة الروسية عن الهيمنة وعادت اللغات المحلية إلى المدارس وإلى الحكومة وإلى المطبوعات وقد تمت ترقية السكان المحليين ليشغلوا مناصب في الدولة وفي الأحزاب الشيوعية المحلية وأعطوا أولوية حتى عن الروس في التعيينات وقد أُنشئت جامعات لتدريب جيل جديد من القادة غير الروس كما أعيدت أيضا الآثار والكتب الإسلامية المقدسة التي نهبها نظام القياصرة إلى المساجد وقد تم تسليم القرآن الكريم المعروف بقرآن عثمان في إحتفال مهيب إلى المجلس الإسلامي في سانت بطرسبورج في يوم 25 ديسمبر عام 1917م وقد أُعلن يوم الجمعة يوم الإحتفال الديني بالنسبة للمسلمين ويوم الأجازة الرسمية في كل آسيا الوسطى .

وبصفة عامة يعد لينين من أهم المفكرين في العصر الحديث الذين تناولوا نظرية الإستعمار وقد تناول هذه النظرية كوسيلة لنقد النظرية الليبرالية والدول الرأسمالية حيث يبدو جليا انه لم يسع لتوضيح موقفه من الإستعمار أو تحديد أسباب الإستعمار بقدر ما سعى لربط الإستعمار بالدول الرأسمالية وأبرز ذلك في جملته الشهيرة والتي جعلها عنوانا لكتابه الإمبريالية أعلى درجات الرأسمالية حيث رأى لينين ان الدول الرأسمالية تتحول تدريجيا من المنافسة والفرص المتساوية والسوق الحر إلى الإحتكار حيث تبدأ الدول الرأسمالية بقواعد المنافسة الحرة والفرص المتساوية للجميع ثم بعد ذلك تتحول تدريجيا إلى الإحتكار وهى المرحلة التي فيها تتركز الثروة في يد عدد قليل جدا من الأفراد وهم أيضا الذين يتولون السلطة ثم تتسع الهوة بين هذه الطبقة وبين طبقة العمال التي تمثل غالبية المواطنين والذين يصلون لحد خطير من الفقر ومع توسع الدول الرأسمالية في الإنتاج تظهر إشكالية جديدة تتمثل في الحاجة لأسواق جديدة لتصريف المنتجات والحاجة أيضا لمواد خام بأسعار منخفضة وأيدي عاملة بأسعار زهيدة وهنا تتجه الدول الرأسمالية الكبرى إلى الإستعمار والبحث عن مستعمرات لها لكي تفرض عليها حمايتها والحصول منها على المواد الخام بتكاليف منخفضة أو ربما بدون تكاليف ثم تكمل التصنيع في بلادها وتعيد تصريف المنتج النهائى في المستعمرات بأسعار مرتفعة وقد ربط لينين بين فكرة الإستعمار هذه وبين الحرب العالمية التي تجرى بين الدول حيث أشار إلى أن وجود أكثر من دولة رأسمالية في النظام الدولي يترتب عليها وصولهم جميعا إلى مرحلة الحاجة لمستعمرات لتصريف المنتجات فيها وبالتالى يتولد صراع وخلافات بين هذه الدول الكبرى للسيطرة على المستعمرات وبالتالى تحدث الحرب العالمية بين الدول وبلا شك فقد كان لينين شديد التأثر بالحرب العالمية الأولى التي وقعت بين الدول الرأسمالية في هذا التحليل وقد أصيب لينين بسكتة دماغية خلال عام 1922م وتلتها سكتة دماغية أخرى في آواخر نفس العام في شهر ديسمبر عام 1922م وفي شهر مارس عام 1923م واجهت صحة لينين ضربةً أخرى إثر إصابته بسكتةٍ دماغية إضافية أودت بقدرته على الكلام وإتخاذ القرارات السياسية ووافته المنية بعد ذلك بعشرة أشهر في يوم 21 يناير عام 1924م في القرية التي تعرف حاليًا بإسم جوركي لينينيسكيي وللإشادة بمكانته في المجتمع الروسي تم تحنيط جسده ووضعه في ضريح بالميدان الأحمر في العاصمة الحالية موسكو وكان جوزيف ستالين قد تولي منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي في شهر أبريل عام 1922م وبعد وفاة لينين تألفت الحكومة من الثلاثي ستالين وكامينيف وزينوفيف وهم جميعا من القيادات والأعضاء البارزين في الحزب وإستطاع ستالين بعد فترة أن يتغلب على الثنائي كامينيف وزينوفيف بمساعدة التيار الأيمن للحزب المتجسد في بوخارن وريكوف حيث نجحوا في طرد كل من ليون تروتسكي وزينوفيف وكامينيف من اللجنة المركزية للحزب في عام 1927م ثم من الحزب الشيوعي ولينفرد ستالين بالحكم دون منازع ويظل رئيسا لدولة الإتحاد السوفيتي حتي وفاته في يوم 5 مارس عام 1953م .


وفي نهاية هذا المقال لا يفوتنا أن نذكر أنه بالإضافة إلي نشاطه السياسي منذ مطلع شبابه كان لينين أيضا فيلسوف ومؤلف سياسي غزير الإنتاج ألف العديد من المؤلفات عن الثورة البروليتارية وكتب العديد من النشرات والكتب والمقالات بدون مساعدة من أحد ولم يمنعه عنها إلا الإنشغال بمهام السلطة أو المرض وكان مجموع ما ألّفه حوالي 45 مؤلفًا ترجم أغلبها إلي العديد من اللغات العالمية وكان من أشهر مؤلفاته كتاب ما العمل في عام 1902م وتحدث في هذا الكتاب عن أن الثورة تحتاج إلى حزب قوى تتولى طليعته قيادة الثورة وفي عام 1916م كان كتابه الإمبريالية وأعلى حالات الرأسمالية وتحدث فيه عن كيفية إستمرار الرأسمالية وأن الحرب العالمية الأولى كانت مجرد حرب رأسمالية للسيطرة على البلاد والثروات والأيدي العاملة وفي العام التالي 1917م كان مؤلفه الدولة والثورة وتحدث فيه عن أفكار الفيلسوفين الألمانيين كارل ماركس وفريدريش إنجلز عن الثورة وأن الحزب الشيوعى الديموقراطى غير قادر على إتخاذ موقف فعال في الثورة وفي نفس العام أصدر مؤلفه اطروحات أبريل اوضح فيه الضرورة الإجتماعية والإقتصادية إلى الثورة الشيوعية وفي عام 1920م أصدر كتاب أمراض الطفولة لدى اليسار المتشدد وفيه ينتقد اليسار المتشدد وإلي جانب ماسبق كان للينين كتاب آخر باسم المادية والمذهب النقدي التجريبي والذى كتبه في مرحلة من تاريخ روسيا كانت فيها الأوتوقراطية القيصرية قد فرضت في البلاد الإرهاب البوليسي القاسي بعد أن قمعت الثورة الروسية الأولى مابين عام 1905م وعام 1907م وقد تأثر الكثير من الزعماء العالميين والروس والمفكرين والفلاسفة والمناضلين بفكر لينين كان منهم خليفته جوزيف ستالين ورفيقه ليون تروتسكي والأديب الروسي مكسيم جوركي والمناضل الكوبي تشي جيفارا والمفكر الماركسي الإيطالي أنطونيو جرامشي كما كانت للينين بعض الأقوال المأثورة نذكر منها :-

-- الثورة تعني تحطيم أصنام الجهل بداخلنا عوضا عن إسقاط تماثيل شاهدة على تاريخنا
-- المثقفون هم أقدر الناس على الخيانة لأنهم أقدر الناس على تبريرها
-- من خان رفيقه فقد خان القضية
-- في السياسة لا يوجد فرق بين خيانة بسبب الغباء أو خيانة بشكل معتمد ومحسوب
-- الثائرون هم أقدر الناس على معرفة الظلم
-- صوت رجل بمفردة لايبلغ مسامع الشعب كله بل يضيع ويختنق في أقبية البوليس
-- الثقة جيدة لكن المراقبة أحسن
-- رجل مسلح واحد قادر علي أن يتحكم في مائة شخص أعزل
-- الكذبة التي يتم تداولها كثيرا ستصبح فيما بعد حقيقة
-- قدموا لنا تنظيما من الثوريين وسنقلب لكم روسيا رأسا علي عقب
-- الثائر المزيف هو الذي يهتم في شأن ظالمه حتى يزول ظلمه ثم لا يفكر فيمن يخلفه


يمكنكم متابعة الدزء الأول من المقال عبر الرابط التالى
http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=44736