الخميس, 18 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

جولة في متاحف الفيوم

جولة في متاحف الفيوم
عدد : 08-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى

محافظة الفيوم هي إحدى محافظات مصر وعاصمتها مدينة الفيوم وهي تعد أكبر واحة طبيعية في البلاد وتقع هذه المحافظة في إقليم شمال الصعيد الذي يضم ثلاث محافظات هي الفيوم وبني سويف والمنيا وتتوسط محافظات مصر الوسطى الجيزة وبني سويف والمنيا وتحيط الصحراء بالمحافظة من كل جانب فيما عدا جنوبها الشرقي الذي يتصل بمحافظة بني سويف وهي تشتهر بوجود العديد من الأماكن الطبيعية أشهرها محمية بحيرة قارون ومحمية وادي الريان ومحمية وادي الحيتان المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي بجانب مناخها المعتدل وموقعها القريب من العاصمة المصرية القاهرة كذلك تمتلك مجموعة متنوعة من الآثار الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية منها قرية هوارة وقرية اللاهون وقرية كرانيس ومدينة ماضي الأثرية كما تضم المحافظة عدد من المتاحف منها متحف كوم أوشيم ويسمي أيضا متحف فرية كرانيس الأثرية ومتحف الحفريات وتغير المناخ بمحمية وادي الحيتان ومتحف الكاريكانير بقرية تونس بمحمبة قارون والتي أنشئت بهدف نشر الوعي الأثري والثقافي بين أبناء المحافظة مما أهلها لتكون إحدى قبلات الجذب السياحي المصرية وتحتفل المحافظة بعيدها القومي يوم 15 مارس من كل عام تخليدا لوقفة شعب الفيوم ضد الإحتلال الإنجليزي إبان ثورة عام 1919م بقيادة حمد الباسل باشا وقد صنفت الفيوم من أقدم الأماكن التاريخية التي لا تزال بحالتها فقد نشأت الفيوم منذ أكثر من ستة آلاف عام ولذا فهي تحاكي جزءا كبيرا من تاريخ الدولة المصرية حيث قامت حضارة في منطقة الفيوم خلال الفترة من عام 4500 ق.م وإستمرت حتي عام 3550 ق.م وهي الفترة الأخيرة من العصر الحجرى الحديث أو عصر ما قبل الأسرات وتشير الأبحاث الأثرية إلي أن هذه المنطقة قد مرت بفترة إستقرار طويل وكان إختيار إنسان هذا العصر لمنطقة منخفض الفيوم كمكان لإستقراره إختيارا موفقا يشير إلي حسن درايته بتأثيرات الرياح وإتجاهاتها والعوامل الجوية الأخري ومن ثم فقد إختار موقع يحتمي من الرياح بالصخور التي تحيط بالشاطئ الشمالي لبحيرة قارون الحالية والتي تعد الجزء الباقي من البحيرة القديمة التي أطلق عليها المصريون تاحنت إن مرور وسميت في العصر اليوناني الروماني بحيرة موريس وذلك فى منطقة المرتفعات القريبة من قرى ديمة وكوم أوشيم وقصر الصاغة كما أن هذا المنخفض ينحدر إنحدارا عاما نحو الشمال ويحيط به سياج من الحوائط والهضاب المرتفعة في معظم جهاته ولذلك نستطيع أن نقول إن منطقة منخفض الفيوم تجمع بين خصائص المنخفضات الصحراوية وخصائص وادي ودلتا نهر النيل وذلك فضلا عن قربها من الخلجان والتعاريج الساحلية حيث صيد الأسماك كما أنها لم تكن بعيدة عن المناطق التي تكونت بسبب إنحسار البحيرة خلال الأزمنة المتعاقبة ومن ثم قام السكان بزراعتها وعلينا هنا أن نلاحظ أن الحياة بهذه المنطقة بصفة عامة ونشاط الزراعة بصفة خاصة لم تكن مرتبطة بماء النيل وفيضانه وإنما كانت الزراعة تعتمد على بعض الأمطار المحلية إذ المعروف الآن أن بحيرة الفيوم فى العصر الحجرى الحديث قد إنفصلت عن نهر النيل وأن الأمطار تجددت بعض الشئ بعد أن كان الجفاف قد حل بإنقضاء العصر المطير فكانت الزراعة فى أراضى الفيوم تعتمد على الأمطار الشتوية القليلة بدلا من الإعتماد على الرى بمياه النيل كما هو الحال في وادي النيل ودلتاه وقد حازت محافظة الفيوم في السنوات الأخيرة على إحتفاء عالمي خاص نظرا لمكانتها الثقافية حيث قام المركز الثقافي في العاصمة اليونانية أثينا بإختيار الفيوم بإعتبارها الأجدر على حمل لقب مدينة الثقافة في مصر وكان ذلك خلال العيد السادس للدورة الفنية اليونانية التي يطرح عبرها تاريخ المدن والدور الذي تلعبه في عملية التثقيف والتأريخ وسوف نتحدث من خلال السطور القادمة عن هذه المتاحف الثلاثة .

وسنبدا بمتحف كوم أوشيم أو متحف قرية الكرانيس الأثرية والتي تعد إحدى المدن المصرية الأثرية القديمة الواقعة ضمن نطاق محافظة الفيوم في منطقة كوم أوشيم على طريق القاهرة الفيوم وكانت إحدى المدن اليونانية الرومانية التي أقامها بطليموس الثاني وقد بدأت التنقيبات الأثرية بها عام 1895م على يد عالم الآثار هانت ولاحقا قامت بعثة ميتشجين بحفريات خلال الفترة المتراوحة بين عام 1914م وحتى عام 1935م فيما قامت بعثة من كلية الآداب بجامعة القاهرة بحفرياتها في مدينة كرانيس عام 1968م وقد كشفت هذه التنقيبات العديد من ملامح هذه المدينة مثل الشوارع ومن بينها الشارع الملكي كما كشفت أنها بينت أن المدينة كانت من أكثر المدن المصرية الخصبة حيث كانت تنتج محاصيل القمح والزيتون والشعير والفواكه والبلح وإكتشفت هذه البعثات أعداد كبيرة من التوابيت والمنازل الحجرية والأواني الفخارية وتماثيل تمجد الآلهة مثل تماثيل القيشاني الأزرق التي تقدس الإله بس بالإضافة إلى بعض القطع البرونزية ورؤوس مغازل ومطاحن خشبية وحجرية وأواني لحفظ المياه وأدوات برونزية وحاليا معروض بمتحف كوم أوشيم العديد من هذه القطع الأثرية وفد تم إنشاء هذا المتحف في أوائل عام 1974م بهدف الحفاظ على التراث الأثري لهذه القرية وكذلك التراث الثقافي الذي لازالت تحتفظ به مدينة الفيوم وقد شيد هذا المتحف على مساحة صغيرة خيل لدى البعض أنها لن تستوعب كافة المحفوظات الأثرية التي كانت ملقاة بالمخازن ولكن بعد إكتمال عملية البناء تبين أن هذا المتحف الصغير يمكنه إستيعاب المزيد من القطع الأثرية من خلال تزويده بطوابق إضافية وبالفعل بدأ المتحف بطابق واحد فقط تضمن الكثير من التماثيل الأثرية والمحفوظات التراثية ولكن سرعان ما ألحق به طابق آخر في عام 1993م ليتخذ هيئة المتاحف العريقة صاحبة المكانة التاريخية الأصيلة حيث أصبح لا يقل من حيث الأهمية والمضمون عن أي منها وعلي الرغم من إحتواء هذا المتحف على مجسدات تاريخية تعرض لأول مرة إلا أنه لم يتم إستغلاله بإعتباره موردا سياحيا مهما لذلك طالب الكثيرون بإبرام بروتوكول تعاون بين كليات السياحة على مستوى الجمهورية ووزارة الآثار لتشكيل رحلات داخلية تهدف إلى نشر المعلومات المتعلقة بمحتويات المتحف كما تهدف إلى تنمية السياحة لا سيما الموجودة في المحافظات الجنوبية الغربية لأنها لا تلقى إهتماما بالغا مثل ما تلقاه بقية المدن الأثرية الأخرى مثل الأقصر واسوان وفي عام 2006م أغلق هذا المتحف وظل مغلقا لمدة عشر سنوات ثم إفتتح مرة أخرى في يوم 3 نوفمبر عام 2016م بعد أن تم الإنتهاء من ترميمه وتطويره وإعادة تأهيله حيث تم تطوير المبنى وأنظمة التأمين والكاميرات ويتكون هذا المتحف من مدخل صغير يبدو بسيطا لكنه لا يخلو من رائحة العراقة والثبات التاريخي تليه مساحة فراغ صغيرة لا يوجد بها سوى بعض التماثيل الصغيرة التي نقلت بعد إعادة إفتتاح المتحف إلى الداخل خوفا عليها من التدمير لكونه يوجد ضمن مجموعة من المباني البسيطة ويأتي بعد ذلك المبنى الرئيسي للمتحف الذي يبدأ بالطابق الأرضي والذى يتكون من عدة قاعات جميعها تضم تماثيل ومقتنيات أثرية وتحتوي القاعة الأولى وهي متوسطة المساحة على مجموعة من المقتنيات الزجاجية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين بالإضافة إلى عدد آخر من المصنوعات الفخارية التي كان يعتمد عليها قدماء المصريين في تناول مأكولاتهم ومشروباتهم وتجاور هذه القاعة قاعة أخرى أصغر قليلا تضم عددا من التماثيل الصغيرة التي تجسد ملامح سيدات فرعونيات يرتدين ملابس بعضها يشير إلى حياة الملكات ويتجلى ذلك من خلال مستوى الملابس التي ترتديها التماثيل بينما يجسد البعض الآخر حياة بعض نساء العامة اللواتي كن يرتدين ملابس بسيطة ولا يهتممن بشعرهن ومظهرهن مثلما كانت تفعل الملكات كما أن هناك عددا من أنصاف التماثيل توضح تسريحات الشعر التي كانت تستخدمها السيدات في عصور مختلفة ويتضمن المتحف في الطابق الأول العلوي عددا من القاعات القاعة الأولى منها معروض بها لوحات تجسد بعض المناظر الطبيعية التي تتمتع بها محافظة الفيوم فضلا عن أخرى تجسد المناطق التاريخية والسياحية بها كما تحتوي على بورتريهات مرسومة على أقمشة الكتان ثقيلة السمك لعدد من عظماء التاريخ ويعود تاريخ تلك اللوحات إلى عصور مختلفة ونجد أن ما يميز هذه البورتريهات أنها تجسد ملامح هذه الشخصيات بشكل محتشم رغم أن الفن سواء قديما أو حديثا لا يعرف تلك القواعد ويفضل التحرر منها وتوجد بالقاعة الثانية في الطابق الأول وهي القاعة الرئيسية مجموعة من الفاترينات تحفظ داخلها تماثيل فرعونية تجاورها وريقات صغيرة تحتوي على بعض المعلومات الخاصة بتلك المعروضات كما يوجد بها عدد من التوابيت القديمة بعضها صنع من الخشب والبعض الآخر صنع من الأحجار فضلا عن دواليب زجاجية ضخمة تضم صورا لشخصيات قبطية تقترب ملامحها من ملامح السيد عيسي المسيح عليه السلام التي تجسدها بعض البورتريهات الموجودة بالكنائس بالإضافة إلى بعض التماثيل الصغيرة البسيطة وهذه توجد في قاعة أخرى مجاورة يستند بعضها على قواعد حجرية لحمايتها من الضياع أو التحطم وقد إستطاع هذا المتحف أن يستوعب كافة المقتنيات الأثرية التي كانت محفوظة بمخازن المتحف المصري بالقاهرة كما أنه تضمن كافة محفوظات مخزن كوم أوشيم التي كانت لا تقل عن 150 قطعة أثرية وبالتالي أصبح مجموع محتويات المتحف الأثرية والتاريخية يزيد على عدد 320 قطعة من بينها مقتنيات لم يكن لها مثيل ويتميز المتحف أيضا بكونه يعبر كثيرا عن حياة أهل الفيوم وطبيعتهم وتحكي طريقة عرض المقتنيات عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم الشعبية .

ولننتقل الآن إلي متحف الحفريات وتغير المناخ بوادي الحيتان والذى تم إفتتاحه في يوم 14 يناير عام 2016م وذلك لأغراض تعليمية ولزيادة الوعى بتغير المناخ وتجنب الآثار السلبية على البيئة والناس وقد تم إنشاء هذا المتحف من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بالتعاون مع الحكومة المصرية ودعم الحكومة الإيطالية ضمن مجموعة من الإجراءات التي يتم تنفيذها علي مستوى العالم لدعم الحفاظ على المحميات الطبيعية وتشجيع السياحة البيئية وتنشيط التنمية المستدامة التي تربط بين الحفاظ على البيئة والإستخدام المستدام للموارد الطبيعية ويساعد هذا المتحف الزوار على معرفة تاريخ الوادى وكيف كانت أرضيته من قبل كما يحكى مراحل تغيير الكرة الأرضية ويضم هياكل الحيتان والحفريات التي يتم الحصول عليها من تلك المنطقة المهمة حيث يعرض المتحف حوت الباسيلو سورس إيزيس وهو أضخم حوت متحجر بالإضافة إلى مجموعة فريدة من حفريات الفقريات ذات القيمة العلمية بتلك المنطقة والتى تظهر تحول وادى الحيتان نتيجة لتغير المناخ من بحر إلى صحراء خلال ملايين السنين إذ يظهر للمرة الأولى الأطراف الخلفية أو الأرجل لحوت الباسيلوسورس إيزيس والتي تعود أهميتها إلى إعطاء الدليل القاطع على تطور الحيتان وانتقالها من كائنات أرضية تعيش على اليابسة إلى كائنات بحرية تعيش في مياه البحار والمحيطات وتمثل تلك الأطراف أيقونة وادي الحيتان وسبب هام لإعلان الموقع كتراث طبيعي عالمي لإحتوائه على همزة الوصل بين الحيتان البدائية والحالية ويعد هذا المتحف هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط للحفريات وتغير المناخ خاصة من حيث مقتنياته النادرة من حفريات يرجع عمرها إلي ملايين السنين كما يمتاز بتصميمه المعماري المتماشي مع طبيعة وادي الحيتان مما يساعد على إظهار كنوز وثروات مصر الطبيعية والكشف عن تغير المناخ من خلال الحفريات التي تم إكتشافها في منخفض الفيوم خاصة في محمية وادي الحيتان والترويج للسياحة البيئية فمن خلال نوافذ العرض يمكن رؤية تغير أشكال الحياة على مدار ملايين السنين تبعا لتغير المناخ على كوكب الأرض منذ نشأته وصولا للعصر الحديث الذي يشهد الكثير من قضايا تغير المناخ وتحديات نواجهها الآن ومشكلات قد نواجهها مستقبلا وجدير بالذكر أنه قد تم تقسيم موقع المتحف إلى مناطق تختلف على حسب حساسيتها البيئية لتكون المرجع في التعامل مع تلك المناطق دون الإخلال بالتوازن البيئي لها .

ونختم مقالنا هذا بالحديث عن ثالث متاحف الفيوم وهو متحف الكاريكاتير المقام وسط واحة الفيوم الرائعة وبعيدا عن ضوضاء القاهرة وإزدحامها بقرية تونس الخاصة بالفنانين بمحمية قارون بمحافظة الفيوم التي تقع علي بعد 70 كيلو مترا من مدينة الفيوم والتي تتميز بطبيعة ساحرة جعلتها قِبلة للسائحين من مختلف دول العالم حيث إختار الفنان التشكيلي محمد عبلة إقامة أول متحف متخصص للكاريكاتير في منطقة الشرق الأوسط في هذه القرية بمبادرة فردية منه عام 2009م ليحقق حلم الفنانين من رموز ورواد الكاريكاتير في مصر والوطن العربى الذين ظلوا سنوات يحلمون بإنشاء متحف يحفظ تراثهم وكان علي رأسهم الفنان الفلسطينى الراحل زهدي العدوي وهذا المتحف يعد المتحف الوحيد في الشرق الأوسط المتخصص في فن الكاريكاتير والأكبر علي مستوى العالم من حيث المساحة وبعدد معروضاته ومقتنياته النادرة ويشغل هذا المتحف مكان ريفى متميز بالقرية المذكورة فوق تل صغير مطل على بحيرة قارون ويغلب على المكان الطابع الريفى التقليدى البسيط حيث معظم البيوت الموجودة هناك مبنية من الطين الأمر الذى يساعد على إبقاء الجدران باردة أثناء حرارة الصيف الشديدة والهواء نقي وترجع نشأة قرية تونس الخاصة بالفنانين في الفيوم لخمسة وعشرين عاما ولم يكن هناك سوي بضعة مبدعين إستقروا في هذه الواحة في البداية لكن يعيش اليوم في هذه القرية الكثير من الكتاب والرسامين والخزافين على وجه الخصوص حيث تكتسب القرية شهرتها من أعمالهم ويضم المتحف حاليا تراثا فنيا لأعمال خمسة وخمسين من فنانى الكاريكاتير وحوالى 500 عمل إبداعي كما يحتوي على الأعمال الفنية الأصلية لفناني الكاريكاتير المصريين والأجانب منذ عام 1930م وحتى الآن وعلي مجموعة من أجمل لوحات الكاريكاتير على مستوى الوطن العربى حيث يضم أهم أعمال الفنان صاروخان ومجموعة نادرة من أعمال الفنانين محمود حجازي ومصطفى حسين كذلك مجموعة فريدة لأعمال كثير من الفنانين الأجانب الذين كانوا يرسمون الكاريكاتير في مصر فى فترة الثلاثينات من القرن العشرين الماضي كما يضم أيضا أعمال جديدة مميزة لقامات كبرى في عالم الكاريكاتير منهم الفنان صلاح جاهين وجورج البهجوري وطوغان وأحمد عز العرب ومحيي الدين اللباد وسمير عبدالغني وأحمد عبدالنعيم وقد حصل المتحف على تلك المقتنيات الخاصة بإهداء من الفنانين أوعائلات المتوفين منهم ويستقبل المتحف زواره في المدخل بعدد من الرسومات الكاريكاتيرية المأخوذة من صحف ومجلات ترجع إلى فترة العشرينيات من القرن العشرين الماضي حيث تعود أقدم رسومات المجموعة لعام 1927م والرسومات ملونة وتبدو جريئة ومباشرة فضلا عن كونها ذات مغزى وناقدة للمجتمع في عصرها كما يعنى المتحف بالتأريخ للمجلات الساخرة التي صدرت في مصر منذ الثلاثينيات وحتى الآن ومنها الكشكول والمطرقة وإضحك والكتكوت والتى لم يتبق منها الآن سوى صباح الخير و روز اليوسف ومن أجل منح الشباب فرصة للإحتكاك مع أصحاب الخبرة في الفنون يوجد بالمتحف مركز الفيوم للفنون والذى لا يهدف إلى الربح حيث يتم عقد دورات في الرسم وفن الفيديو والنحت والجرافيك والتصوير بشكل دوري وفي شهر يناير من كلِ عام يقوم المتحف بتنظيم دورة أكاديمية شتوية لمدة ستة أسابيع يشارك فيها فنانون من مختلف أنحاء العالم لتقديم المحاضرات والدورات الفنية وهكذا فإن هذا المتحف بوصفه مركز إبداع لفن الكاريكاتير يؤكد أن مصر لا تمتلك أقدم الصحف الساخرة في المنطقة فحسب بل يؤكد أيضا شهرة المصريين بروح الفكاهة وخفة الظل ولا يفوتنا هنا أن نتعرف علي الفنان محمد عبلة والذى ولد في عام 1953م بمحافظة الدقهلية وحصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم الرسم جامعة الإسكندرية عام 1977م وخلال مسيرته الفنية حصل على عدة جوائز منها الجائزة الشرفية فى ترينالى مصر الدولى الثالث لفن الجرافيك عام 1999م وله عدة أعمال بدولتي المانيا والسويد ومن أهم أعماله الفنية هناك نصب تمثال سيزيف بالمانيا في عام 1994م كما صدر له كتاب في عام 2010م يضم مختارات من أعماله ويلقى الضوء على تجربته من خلال لوحاته بمقدمتين للشاعر جمال القصاص والناقدة الألمانية أوتى إلبسهاوزن .
 
 
الصور :
متحف كوم أوشيم متحف كرانيس الأثرى هرم اللاهون متحف الكاريكاتير محمية وادى الحيتلن هرم هوارة آثار مدينة ماضي داخل متحف الكاريكاتير