الخميس, 18 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

حديد الواحات البحرية

حديد الواحات البحرية
عدد : 09-2020
بقلم الجيولوجى / زكريا الدسوقي

دكتور عبده البسيوني هو مكتشف منجم الحديد بالواحات البحرية بمنطقة الجديدة والتي اسماها بنفسه عام 1961م ويعتبر الاب الروحي لمناجم الحديد والصلب بالواحات لأنه المكتشف الأول لها عوضا لمصر عن حديد أسوان بعد نفاده.

كان دكتور عبده البسيوني لديه حلم يراوده منذ الثمانينيات من القرن الماضي عن احتمال وجود رصيد معدني هائل من خام الحديد في منطقة الجبال الواقعة علي بعد 45 كم جنوب الواحات في الطريق إلي سيوة ولتحقيق ذلك يتم أخذ عينات جيولوجية من الأصداف البحرية وبقايا الكائنات الحية التي كانت بالمنطقة في العصور القديمة ومنها يمكن تحديد العمر الزمني لمكونات الصخور وما إذا كانت قبل أو بعد فترة ظهور الأحزمة الجيولوجية لخام الحديد في القشرة الارضية وعن طريق هذا يمكن تحديد ما اذا كان يوجد خام الحديد بالمنطقة من عدمه وسمك طبقاته ودرجة نقاوته وكمياته ومدي جدوي استخراجه اقتصاديا وكلها عمليات تخضع للأبحاث العلمية والمعملية حتي تكون النتائج اقتصادية مثمرة.

يروي الدكتور عبده البسيوني قصة اكتشافه لمناجم حديد منطقة الجديدة التي يجري التعدين فيها حاليا بجبال الواحات البحرية فيقول: لقد عاقبني علي هذا الأكتشاف رئيسي في العمل المهندس بهي العيسوي عام1961 رغم كتابتي لتقرير شامل عن هذا الأكتشاف الذي ظهر فيما بعد أنه أفضل موقع للخام حيث ترتفع نسبة الحديد لأكثر من64% للطن وكان عقابي هو ابعادي عن العمل في البحوث والاكتشافات الجيولوجية وإلحاقي في اعمال الادارة والمعامل، فيما يبدو ان رئيسي في العمل اراد حمايتي من مغامراتي في الجبال خوفا من تعرضي لخطر الموت في الصحراء لاي سبب من الأسباب، وتمر بي الأيام حتي توليت مسئولية العمل في قطاع التعدين بمناجم الواحات البحرية وظللت بموقعي حتي خرجت علي المعاش وكان العاملون يطلقون علي اسم الاب الروحي لمناجم الواحات البحرية.

وفي روايته لقصة اكتشافه لخام حديد منجم الجديدة يقول الدكتور عبده البسيوني إنه في بداية عام1961 توجهت ضمن فريق الاستكشاف بجبال الواحات بناء علي دراسات قديمة تشير الي وجود ظواهر عن امكانية تواجد خام الحديد في هذه المنطقة النائية وبعد ان تم إقامة المعسكر شمال التلال المبعثرة، وهي تلال مستطيلة في مرمي فالق بشمال جبل غرابي، وتم إعداد الورشة الميكانيكية ومكان الحدادة ومخزن الديناميت وبدأ العمل بتوقيع شبكة لتحديد مواقع لحفر آبار كل400 متر في مناطق العمل: جبل غرابي ومنطقة الحرة.

لقد كان في شرق المعسكر مباشرة نقب غرابي القديم، حيث أغلقه امتداد رمال غرد غرابي وتم عمل نقب اخر بمعرفة اهالي الواحة جنوب النقب القديم علي امتداد حافة الجوافي ونظرا لقلة حركة السيارات و قتذاك ـ من و إلي الواحات البحرية والقاهرة ـ فكانت الرمال السفياء تملأ هذا النقب، الذي سوف تستخدمه سيارات بعثة الحرة كل يوم وكذلك سيارات المشروع من و إلي القاهرة، وأثناء رفع الرمال وتسوية النقب لاحظت وجود طبقة سوداء اللون في منتصف الحجر الجيري للهضبة شدت كل انتباهي، توقفت عند هذه الطبقة حيث تبينت بخبرتي ان الطبقة السمراء هذه هي من خام الحديد وهي تعتبر امتدادا لحديد غرابي الي الشرق كما ان حديد التلال المبعثرة امتداد لحديد جبل غرابي في الشمال، وبدأ التفكير بعمق في هذا اللغز.

وبدأت العمل في منطقة الحرة، وخلال ذهابي وايابي لها من معسكر المشروع، الذي يقع علي مسافة14 كم عرجت يمينا الي حافة الجدافي وإذا بي اجد فالقين وطبقات الطفلة بينهما ارتفعت وبقي علي الجانبين الحجر الجيري غير الجفري تكوين الحيز وتحته الطفلة مكونا نتقHorst بينما طبقة الحديد غطت كل هذا بعد تسويتها تماما بعوامل التعرية.

ومن خلال دراساتي لمنطقة الحرة اكتشفت وجود خام الحديد بها في منخفض تركيبيTrough علي عكس ما هو موجود في تحدب جبل غرابي وفي شمال منطقة الحرة لاحظت امتداد الحجر الجيري القرمزي اللون شمالا، ويبدو اللون غامقا ولافتا للنظر شمال شرق خريطة الحرة حيث تزداد نسبة الحديد في الحجر الجيري هناك مكونة جيوبا وعدسات من خام الحديد.

هذه الطبقة من الحجر الجيري الحديدي والطبقات التي تعلوها تحتوي علي حفريات النيوليت، وتميل هذه الطبقات تجاه الجنوب الشرقي بمقدار خمس درجات وتجاه الشمال الغربي بمقدار درجتين مكونة تركيبا محدبا صغيرا ومستطيلا يأخذ الاتجاه شمال شرق.

اخذت العينة من هذا التركيب المحدب الصغير ممثلة لخام الحديد به بسمك50 سم وارسلتها للتحليل بمعامل الهيئة المركزية بالقاهرة ضمن العينات المستخرجة من الحفر بمنطقة الحرة وجاءت نسبة الحديد فيها 28% ح وهذه النسبة تعتبر أعلي عما هو في الحجر الجيري الحديدي القرمزي، وأقل من الحديد الإقتصادي بحفر الحرة، وبدا لي أنه لو كان هذا التحدب كبيرا مثل تحدب جبل غرابي لزادت نسبة الحديد فيه إلي النسبة الاقتصادية مع وجود نفس التراكيب الجيولوجية.

وقررت متابعة هذا الإتجاه الشمالي الشرقي لعل وعسي اجد تركيبا محدبا كبيرا وفي الصباح الباكر من يوم13/9/1961 تتبعت هذا المحور الشمالي الشرقي لمسافة 12 كم من نقطة الانطلاق بمنطقة الحرة وهبطت بعدها الي منخفض طبوغرافي يحيط بهضبة في وسطه يعلوها تلال قممها سوداء وعلي قمة إحداهما نقطة مثلثات مساحة254 مترا وقد عثرت علي كتلة من الحديد الغني في الركن الجنوبي الغربي تماثل ما هو في جبل غرابي والحرة ثم اتجهت الي الهضبة الوسطي لهذا المنخفض الطبوغرافي فوجدت مكشف طبقة خام الحديد في الجنوب بسمك حوالي واحد متر يزداد السمك شمالا عند الفالق الممتد شرق ـ غرب حيث يصل السمك الي16 مترا وفي الشرق سمك مكشف الحديد14.3 متر وفي الغرب وصل السمك الي12 مترا وكان يرافقني السائق احمد شحوت ورئيس العمال عايد مريف سالم.

بذلك تم اكتشافي لمنطقة خام حديد جديدة وهو الاكتشاف الوحيد لخام الحديد الذي تم بمعرفة جيولوجي مصري منذ بدايات عمليات البحث عن المعادن في مصر وتم التحقق من كمية هذا الخام عندما شاركني عمال منطقة الحرة فرحة هذا الاكتشاف وقرروا القيام بحفر خمس ابار رأسية لتقدير كمية الخام بالهضبة الوسطي دون

بذلك تم اكتشافي لمنطقة خام حديد جديدة وهو الاكتشاف الوحيد لخام الحديد الذي تم بمعرفة جيولوجي مصري منذ بدايات عمليات البحث عن المعادن في مصر وتم التحقق من كمية هذا الخام عندما شاركني عمال منطقة الحرة فرحة هذا الاكتشاف وقرروا القيام بحفر خمس ابار رأسية لتقدير كمية الخام بالهضبة الوسطي دون انقاص معدل الحفر بمنطقة الحرة وقد تم قياس سمك الحديد بالحفر الخمس وجمعت عيناتها للتحليل علي الوجه التالي:

توجد صخور الحجر الرملي اسفل خام الحديد مكونة انحدارا متوسط الارتفاع عند حدود الهضبة الوسطي الجنوبية حيث تم الصعود الي الهضبة من هذا الجانب، تميل هذه الصخور الرملية شمالا مكونة تركيبا محدبا بغاطس شمال شرق ويوجد خام الحديد ممتدا بين طبقات الهضبة المحيطة بالمنخفض وبصفة خاصة نحو الشمال ولكن بنسبة حديد تقل كلما بعدنا عن خام الحديد بالهضبة الوسطي وقد اوردت عبارة في اخر تقريري الشهري لسبتمبر1961 عن وجود خام الحديد في هذه المنطقة.

وقد أظهرت هذه النتائج ارتفاعا في نسبة الحديد عموما بمنطقة الجديدة وانخفاض نسبة السيليكا لدرجة ملحوظة علي وجه العموم عما هو عليه في منطقة جبل غرابي والتلال المبعثرة ومنطقة الحرة.

لقد كان تقريري الشهري لاكتوبر 1961 بعنوان: تقرير مبدئي عن اكتشاف حديث لرواسب خام الحديد بمنطقة الجديدة ـ الواحات البحرية ـ وتم تسجيل هذا التقرير بوثائق هيئة المساحة الجيولوجية تحت رقم34/1964 وبناء عليه تم سحبي من المشروع في أوائل 1962 مع خطاب لفت نظر لقيامي بأعمال خارج المشروع وهو اكتشاف الحديد بالجديدة وبعد ان تم حفر جميع الحفر بمنطقة الحرة وامرت بتسليم نوتة الحقل بما فيها من وصف الخام بالحفر.

لقد كان ضمن بنود العقد بين هيئة السنوات الخمس صاحبة المشروع وقتذاك وهيئة المساحة الجيولوجية إعارة كل من رئيسي بعثتي المشروع لمدة سنة بعد أنتهاء الدراسات المنصوص عليها في العقد وبناء عليه عدت إلي مشروع الحديد ورفض الجيولوجي البهي عيسوي تنفيذ الإعارة ودار جدل طويل بيني وبين الزملاء بالمشروع لتسمية المنطقة وآثرت تسميتها الجديدة نسبة لاسم قرية الجديدة بالواحات الداخلة حيث دخلت حدائقها فوجدت جنة ذات فواكه شتي.

وجاء الخبير السويدي د. هانز سراب من المساحة الجيولوجية السويدية سابقا ومهندس مناجم سويدي من شركة سنتاب السويدية للتحقق من كمية الخام المتفق عليها في التعاقد مع هيئة السنوات الخمس80 مليون طن لاستخراج خام الحديد بمعدات سويدية وتدريب العاملين عليها وبعد دراسة الخبيرين لخام الحديد من حين لاخر فقد ترك مهندس المناجم الموقع بعد اسبوع متوجها لبلاده واستمر د. هانز سراب في الموقع حوالي شهر تمت خلاله مناقشات عدة عن خام الحديد واطلع د. هانز علي خرائط منطقتي الحرة والجديدة التي تمت بمعرفتي وبعد ان تم عمل مقارنة بين منطقة الجديدة ومنطقة الحرة وجبل غرابي، من حيث متوسط نسبة الحديد في الجديدة59.87Fe وهي أعلي عما هو عليه في منطقة الحرة وجبل غرابي، وكذلك كمية خام الجديد في الهضبة الوسطي، التي تم تنفيذ خمس حفر بها وكان متوسط السمك فيها13.44 متر فكان حساب خام الحديد في الهضبة الوسطي فقط حوالي84 ـ100 مليون طن وهي كمية تزيد علي الكمية المنصوص عليها بالعقد80 مليون طن هذا بخلاف كميات خام الحديد في مرمي الفالق بشمال الهضبة الوسطي وخام الحديد في الوادي الغربي والشرقي بالاضافة الي سهولة تنجيم الخام بمنطقة الجديدة وعدم وجود غطاء فوق خام الحديد بالهضبة الوسطي الا القليل من التلال المخروطية فوقها.

وبناء عليه طلبت من د. هانز سراب ان يلحق منطقة الجديدة بمشروع استغلال حديد الواحات البحرية وفعلا تم إلغاء منطقتي الحرة وجبل غرابي المنصوص عليهما في العقد بين الشركة السويدية سنتاب وهيئة مشروعات السنوات الخمس لاستخراج الحديد بمنطقة الجديدة بمعدات سويدية في مقابل تصدير خام حديد الي شركة سنتاب السويدية بدلا من القيمة النقدية للمعدات والخبرة الفنية واصبحت منطقة الجديدة فقط موضوع التعاقد.

لقد تم حساب كمية الخام علي اساس مساحة الهضبة الوسطي=2.5 كم مربع ومتوسط السمك من الحفر=13.44 متر.

وانتهت سنة الإعارة والتحقت بمشروع فوسفات وادي النيل وتوالت علي منطقة الجديدة دراسات مكثفة لتقدير كمية ونوعية خام الحديد بمنجم الجديدة وكان أولها الدراسة التي قام بها خبراء سوڤيت مع هيئة المساحة الجيولوجية وكذلك التقرير الداخلي لمحجوب وعامر1964 لقد ثبت حتي عام1970 وجود احتياطي مؤكد بمنطقة الجديدة يصل الي134 مليون طن بنسبة حديد تصل الي54.76% وقد بدأ الانتاج من هذه المنطقة عام1973 بمعدل1.2 مليون طن ثم2.5 مليون طن سنويا ثم ازداد الإنتاج في السنوات الاخيرة بطاقة3 ملايين طن سنويا ومازالت منطقة الجديدة تمد مصانع الحديد والصلب بالتبين جنوب حلوان بخام الحديد واحتمال استمرار الانتاج من المنجم حتي خمسة عشر عاما اخري علي وجه التقريب حيث اثبتت عمليات الكشف والاستخراج ازدياد سمك الحديد في الوادي الغربي.

وحول الدراسات السابقة لخام حديد الواحات البحرية يقول الدكتور عبده البسيوني ان أول من سجل وجود خام الحديد البيزوليتي بجبل غرابي شمال منخفض الواحات البحرية هما بول وبيدنل1903 كما ذكرا في تقريرهما وجود صخور الرمال الحديدية في جنوب البحرية( منطقة الحيز) وكذلك وجود طبقة حديد الليمونيت في مرمي الفالق المتوسط للمنخفض شمال جبل الحرة عام1903 لقد اعتقد ان خام حديد جبل غرابي قد تكون بالترسيب في بحيرة ضحلة خلال عصر الاوليجوسين كما اشارا لوجود الحديد فوق صخور السينوماني، تقرير بول وبيدنل1903 بحث اساسا في طبوغرافية وجيولوجية البحرية لذلك لم يعطيا اي بيانات عن مساحة الخام وبالتالي لم يتم تقدير كمية الخام. اعطي هيوم في تقريره عن توزيع رواسب خام الحديد في مصر1909 بيانات أولية عن متوسط سمك خام الحديد بجبل غرابي وكذلك نسبة الحديد علي أساس نتائج تحليل عينتين. لقد جاء في التقرير ان متوسط سمك الحديد حوالي4 امتار وان نسبة الحديد تتراوح بين36.18% الي46.88% لقد قدر هيوم رواسب خام حديد جبل غرابي

وحول الدراسات السابقة لخام حديد الواحات البحرية يقول الدكتور عبده البسيوني ان أول من سجل وجود خام الحديد البيزوليتي بجبل غرابي شمال منخفض الواحات البحرية هما بول وبيدنل1903 كما ذكرا في تقريرهما وجود صخور الرمال الحديدية في جنوب البحرية( منطقة الحيز) وكذلك وجود طبقة حديد الليمونيت في مرمي الفالق المتوسط للمنخفض شمال جبل الحرة عام1903 لقد اعتقد ان خام حديد جبل غرابي قد تكون بالترسيب في بحيرة ضحلة خلال عصر الاوليجوسين كما اشارا لوجود الحديد فوق صخور السينوماني، تقرير بول وبيدنل1903 بحث اساسا في طبوغرافية وجيولوجية البحرية لذلك لم يعطيا اي بيانات عن مساحة الخام وبالتالي لم يتم تقدير كمية الخام. اعطي هيوم في تقريره عن توزيع رواسب خام الحديد في مصر1909 بيانات أولية عن متوسط سمك خام الحديد بجبل غرابي وكذلك نسبة الحديد علي أساس نتائج تحليل عينتين. لقد جاء في التقرير ان متوسط سمك الحديد حوالي4 امتار وان نسبة الحديد تتراوح بين36.18% الي46.88% لقد قدر هيوم رواسب خام حديد جبل غرابي تقديرا تقريبا9 ملايين متر مكعب كما اشار لوضعية الخام الواعدة وبالتالي اوصي بإجراء دراسات استكشافية اخري، وفي عام1952 تم الحصول علي معلومات اضافية من خلال تقرير عافية ونسيم كنتيجة لعمل البعثة المكونة من رشيد، مراد، عافية، نسيم لقد رسموا خريطة لوسط وجنوب جبل غرابي والمواقع التي تم اخذ العينات منها وعددها 19 لقد تم تقدير كمية الخام في منطقة البحث22.2 مليون طن لقد قدروا متوسط نسبة الحديد43.6 من22.7% الي59.6% سيلكيا12.13% اكسيد كالسيوم2.6% وكبريت0.86% وفاقد الحريق12.7% قدم غيث1955 فكرة الاحلال لاصل تكوين حديد غرابي تحديدا خلال فاصل رسوبيات الطباشير الاصلي والمستويات السفلي للايوسين كما اعطي موجزا لتمعدن الخام. ثم اضاف غيث: اذا كان تقدير كمية الخام لهيوم صحيحا, فان خام البحرية يعتبر ـ من وجهة نظره ـ احد اكبر الرواسب ذات اصل الاحلال.

في عام 1956 تمت دراسة خام حديد البحرية حيث أرسلت المساحة الجيولوجية بعثتين برئاسة كل من الجيولوجي صلاح الدين العقاد والجيولوجي محمود زعطوط لدراسة منطقتي غرابي والحرة كان من بين أعضائها الجيولوجي محمد عبدالحميد والجيولوجي محمد البهي عيسوي قاما بابحاث سطحية وجمع 200 عينة من مكاشف الخام وتم توقيع أماكنها علي خرائط وكذلك تم توقيع حدود خام الحديد وامتداداته، لقد قدرا المساحة الكلية للخام في جبل غرابي ومنطقة الحرة في مساحة5 كم مربع ومتوسط السمك2.69 متر من1 ـ14 مترا كما تم المسح الإقليمي لشمال شرق وشمال البحرية للبحث عن وجود امتدادات خامات الحديد في مناطق اخري خلاف المنطقتين المذكورتين حيث سجلا فقط امتداد حديد غرابي شرقا بهضبة الجدافي شمالا بالتلال المبعثرة.

انتهي محمود زعطوط في تقريره1958 الي ان احتياطي الخام يبلغ45.5 مليون طن ومتوسط نسبة الحديد47.87% كما وقع حدود صخور الحجر الرمل الحديدي بمنطقة الحيز في جنوب الواحات البحرية حيث قدر تقريبا احتياطي خام الحديد المنخفض النسبة حوالي163 مليون طن تتراوح نسبته17% الي48.6% بمتوسط28.19% وفي عام1956 ـ1957 جمع زعطوط بيانات اضافية عن جيولوجية جبل غرابي ومكونات الخام اشار الي ان طبقات خام الحديد في وضع افقي عموما وقد أثرت فيها الفوالق السلمية كما اضاف بعض الحقائق الجديدة مؤداها ان عملية الاحلال قد اخذت جزءا في تكوين خام الحديد كما جاء في تقريره الصفات المعدنية للخام, ووجود الجبس والباريت في الشقوق والفجوات.

اشار الشاذلي 1956 في تقريره عن خريطة مصر التعدينية الي ان خام حديد غرابي قد تكون باتحاد عملية الترسيب والاحلال.

وفي عام1958 بدأت عمليات الحفر في خام حديد البحرية بواسطة ماكينات الحفر الالي من النوع بوسيرس20w وتم اعداد تقرير عنها بمعرفة الشاذلي والسعدي.

وفي عام1959 سجل الشاذلي في تقريره الداخلي وصفا دقيقا شاملا عن الوضع الاستراتيجي، التركيب، المكونات المعدنية والكيميائية لخام الحديد البحرية علي أساس البيانات التي تم الحصول عليها من حفر عشر آبار ميكانيكية بجبل غرابي خلال إبريل ومايو1958 وفي تقرير1959 اعتبر الشاذلي العينات المحتوية علي أكثر من30% ح كخام اما العينات الأقل من30% ح اعتبرها كصخر رملي.

مما سبق يتضح ان أول دراسة تفصيلية اولي لخام حديد البحرية قامت بها المساحة الجيولوجية في عام1952 حيث انحصرت في منطقة غرابي بفريق عمل مكون من رشيد، مراد، عافية، نسيم ثم تلا ذلك في عام1956 حيث أرسلت المساحة الجيولوجية بعثتين اولاهما برئاسة جيولوجي صلاح الدين العقاد والثانية برئاسة جيولوجي محمود زعطوط لدراسة منطقتي غرابي والحرة وقد قامت البعثة الاولي بمسح إقليمي لشمال شرق وشمال البحرية للبحث عن وجود خام حديد في أماكن جديدة بمنطقة الواحات البحرية ولكن للاسف لم تعثر علي شيء.

وبناء علي تقرير زعطوط 1958 وتقرير الشاذلي 1959 الذي نشر فيما بعد في 1962 اوفدت المساحة الجيولوجية بعثتين في نوفمبر1960 حتي يونية1962 الي الواحات البحرية: الاولي لجبل غرابي برئاسة الجيولوجي محمد البهي عيسوي والثانية لمنطقة الحرة برئاسة الجيولوجي عبده عبده البسيوني لدراسة وتقييم خام حديد المنطقتين تحت اشراف الجيولوجي محمود زعطوط والجيولوجي صلاح الدين العقاد.

وفي اطار التعاون المصري ـ الروسي لخص أربعة خبراء روس الدراسات السابقة لخام حديد البحرية بناء علي العقد رقم58 بتاريخ29/9/1959 وقدموا توصياتهم بخصوص الأبحاث الجيولوجية لمناطق جبل غرابي والحرة والحيز ومشروع إنشاء السكة الحديد بين الجيزة والبحرية في مذكرة بتاريخ فبراير1960.

اي إنه حتي عام1960 لم يأت ذكر مناطق جديدة لرواسب جديدة بالواحات البحرية غير تلك المناطق التي جاءت في تقرير بول وبيدنل1903 التي تم توقيعها علي خريطة التقرير بلون اصفر وهي: جار الحمرة جنوب درب المسعودي بحوالي1 ـ2 كم، جبل غرابي، الحيز، صخور الحجر الرملي شرق وسط منخفض البحرية، ماعدا منطقة الحرة فلم تلون لعدم وجود مكشف لها يوقع علي خريطة التقرير.
 
 
الصور :