الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الأفواه الصارخة

الأفواه الصارخة
عدد : 11-2020
بقلم الباحثة/ رشا كمال منسي محمود

دائما ما تلفت المومياوات نظر الباحثين والدارسين لما تحمله من أسرار فرعونية حول فن التحنيط وكيف استطاع الإنسان المصري القديم أن يحنط الموتى وخاصة عند سماع مصطلح ( الأفواه الصارخة ) فسرعان ما يتبادر إلي الأذهان العديد من الأسئلة ماذا تعني الأفواه الصارخة ؟ ولماذا سميت بهذا الأسم؟ وما ورائها من قصص وعبر ؟

فعندما نتحدث عن الأفواه الصارخة نعني بعض المومياوات الاثرية التي عثر عليها في الدير البحري وهما مومياتين أحدهما لرجل والاخري لسيدة وعندما عثر عليهما كانت أفواههم مفتوحه علي عكس باقي المومياوات الأخري لذلك أطلق عليهم المومياوات الصارخة أو الأفواه الصارخة بالإضافة إلي الخوف الذي يملأ الوجة مما يدل أن موتهم كان غير طبيعياً كالمعتاد والأن سوف نعرف القصة الكامنة وراء تلك الوجوه الممتلئة بالخوف .

داخل خبيئة الدير البحري الملكية، تم العثور على أحد المومياوات ، ومن خلال الدراسات الحديثة والفحوص والتحاليل بالأشعة المقطعية واختبار الحمض النووي ثبت أنها مومياء الأمير "بنتاؤر"، ابن الملك رمسيس الثالث، والذى أُجبر على الانتحار شنقاً نتيجة تورطه في مؤامرة تهدف لقتل أبيه، الملك رمسيس الثالث، والتي تعرف بـ"مؤامرة الحريم".

لم تعامل مومياء بنتاؤر الصارخة نفس معاملة باقي المومياوات من حيث التحنيط ، فقد عُوقب بعدم تحنيط جثته، بالإضافة إلي لف جسده بجلد الغنم،حيث يعتبر المصريين القدماء جلد الغنم مصداً للقذارة مما يشير إلى إعتبارة نجساً، ليكون مصيره الجحيم في الآخرة، وقد وجد علامات شنق على رقبته تتطابق مع النص الموجود ببردية مؤامرة الحريم والمتواجدة حاليا في المتحف الإيطالي والتي تسرد المؤامرة التي حدثت من أجل قتل الملك رمسيس الثالث، حتي الملك رمسيس الثالث نفسه، فقد أظهر الفحص الدقيق لمنطقة الرقبة بالأشعة المقطعية أن شخصًا ما كان قد فاجأه من الخلف بطعنة في الرقبة بسلاح حاد ومدبب كالخنجر.

وقد اشترك الامير بنتأور في مؤامرة تعرف بمؤامرة الحريم لقتل والده رمسيس الثالث، وذلك بالتعاون ما أحد السحرة، حيث قام بإدخال تمثال من الشمع للملك رمسيس مشبع بالسحر الاسود، ليصاب الملك بالشلل، وأيضاً قام باخفاء القتلة الذين سيتسللون للقصر، وقد عُوقب الساحر يإعدامه في السوق في الميدان ليكون عبرة، ولكن الأمير تم الحكم علية بالانتحار شنقاً، في حين لم يعرف حتي اليوم الطريقة التي عوقبت بها الزوجات المشاركات في مؤامرة الحريم .

أما بالنسبة للمومياء الأخري فقد إنتشر علي مواقع السوشيال ميديا العديد من الفيديوهات التي يتحدث فيها عالم الآثار المصري ووزيرها الأسبق، الدكتور زاهي حواس، عن حل لغز "مومياء المرأة الصارخة"،والتي تم العثور علي موميائها في الخبيئة الملكية في الدير البحري في الأقصر، وذلك في عام ١٨٨١ م، فبإستخدام جهاز الأشعة المقطعية وفحص المومياء وذلك بالتعاون بين دكتور زاهي حواس والدكتورة سحر سليم استاذة الأشعة في جامعة القاهرة،تم التعرف علي سر موتها حيث تبين إصابتها بتصلب شديد في شرايين القلب التاجية، كذلك شرايين الرقبة وكذلك شرايين الطرفين السفليين والساقين، نتيجة إلي ذلك حدث تلف عضلة القلب، مما أدى إلى وفاة الأميرة المصرية فجأة بنوبة قلبية وهي لم تتجاوز الستين بعد .

فالوضعية التي وجدت عليها تلك المومياء تثير الشغف بضرورة معرفة شخصيتها، فقد تم التعرف عليها من خلال تلك اللفائف الكتانية التي كانت تلتحف بها، والمدون عليها باللغة الهيراطيقية التعريف الخاص بها، فهي الإبنة الملكية والأخت الملكية "ميريت أمون"، وكان هناك العديد من السيدات حاملات لهذا الإسم الشائع، علي رأسهم ميريت آمون، ابنة الملك سقنن رع، من نهاية الأسرة السابعة عشر 1558- 1553 قبل الميلاد، وكذلك ميريت آمون ابنة الملك رمسيس الثاني 1279-1213 قبل الميلاد من الأسرة التاسعة عشر، لذا أُطلق عليها لقب "مومياء المرأة الصارخة" الغير معروفة، وقد ماتت بتلك الوضعية التي وجدت عليها، ساقاها مثنية وملتفة عند الكاحل، وتسبب الموت في ميل الرأس إلى الجانب الأيمن وارتخاء عضلات الفك، مما أدى الى فتح الفم، خلال تعرضها لأحد النوبات القلبية .

ويشير هذا الوضع أنة تم اكتشاف موتها بعد مدة من حدوث ذلك ولم يكن في الحال مما جعل الجسد يظل علي هذه الوضعية التي ماتت عليها ،ولم يستطع المحنطين من وضع جسدها في حالة الاستلقاء، كما إنهم لم يتمكنوا من تأمين غلق الفم، كما كانوا يفعلون مع باقي المومياوات الملكية، ورغم ذلك فقد اهتم المحنطون بجسدها أثناء عملية التحنيط حيث أزالوا الأحشاء وإستخدموا مواد باهظة الثمن مثل المواد المعطرة والراتنج بالإضافة إلي لف جسدها في كتان طاهر ولكن لايزال المخ متواجد داخل تجويف الجمجمة إلا أنة يميل إلي الجانب الأيمن وذلك نظراً لما كانت علية وضعية الجسد عند الموت حيث لم يتمكن المحنطون من استخراجه أثناء عملية التحنيط .
 
 
الصور :