الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الإبداع طريق النجاح

الإبداع طريق النجاح
عدد : 12-2020
بقلم الدكتور/ عادل عامر

إن الإبداع والتميز هو أحد الأسس لتكوين الشخصية، عندما يقرر الفرد النجاح والتحدي أمام المواقف الصعبة ويصمد في وجه الطوفان، فعليه ألا يتخاذل أو يتهاون، فالإبداع والتميز يأخذه أصحاب العقول الكبيرة يمر الانسان خلال حياته بحالات عديدة.. بلحظات فرح تقلب عالمه

وتجعله يرى نفسه أسعد الناس وجوداً على الأرض، ويمر بأخرى حزينة توجع قلبه وتجعله يحس بغصة تخنقه ويشعر بنفسه أتعس الناس وجوداً على الأرض

إن حالة الابتكار والإبداع بكل تأكيد تُمكن الشركات من الصدارة والمنافسة في مختلف النشاطات، فالابتكار والإبداع يُعدان بمثابة الخيط الرفيع الذي يفصل بين النجاح والفشل، لذلك يتوجب على رواد الأعمال وأصحاب الشركات انتقاء الأفراد والموظفين المُبدعين بعناية فائقة؛ فوجود أشخاصٍ بخبرات وكفاءات عالية، يعزز من روح الابتكار والإبداع داخل الشركات والمؤسسات.

وعن جذب أفضل الكفاءات وانتقاء الأفراد المبدعين والأذكياء، يقول ستيف جوبز: «من غير المنطقي أن نوظف الأذكياء، ثم نخبرهم بما عليهم أن يفعلوه، نحن نوظف الأذكياء لكي يخبرونا بما ينبغي علينا فعله»، لذلك إذا كان رواد الأعمال وأصحاب الشركات حريصين على الحفاظ على روح الإبداع والابتكار داخل مؤسساتهم وشركاتهم يتوجب عليهم أن تكون مؤسساتهم وشركاتهم قادرة على جذب الكفاءات.

بعضهم يستسلم للحزن ويسلم نفسه لليأس ويعيش في دوامة لا تنتهي من الحزن والكآبة.. فيفشل بحياته.. يفشل أكاديمياً، ومجتمعياً.. ولربما عاطفيا وتنتهي حياته بمجرد صدمة تعرض لها أدخلته عالم الحزن مع العلم أنه كان بإمكانه تجاوزها، لكن ضعف عزيمته وإرادته من جعلاه يرفع الراية مستسلماً للحزن واليأس.

وآخرون اتخذوا من الحزن دافعاً وحافزاً لهم فشقوا طرقهم نحو النجاح والابداع ولم تضعفهم الصدمات التي مروا بها، بل جعلتهم أكثر قوة لمواجهة الحياة.. فنراهم ناجحين ولامعين ولهم مكانتهم بالمجتمع.

لتكن مختلفاً وتصنع المستحيل، حطم الحدود واصعد إلى القمة، ولكن دون أن تأذي من حولك، فقد ينجدونك في فترة من الفترات، لتفعل الشيء الذي تُحبه وستحصد النجاح والتميز؛

لذا يجب علينا أن نحب ما نعمل حتى نعمل ما نحب، وكما يقول الدكتور أيمن الدهشان، خبير التنمية الإدارية، إن هناك خطاً رفيعاً بين النجاح والفشل، وبين العادي والمتميز؛ ولكي يتحقق الإبداع يجب أن يملك الفرد الرغبة القوية والقدرة المرافقة للعمل؛ ليصنع مستقبلاً ناجحاً ومتميزاً.

الإيمان بالموهبة هو النجاح والتمسك به هو التفوق. لا أحد يحتكر النجاح لنفسه النجاح ملك لمن يدفع الثمن. مفهوم الابداع الإبداع هو الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة. عبارات عن النجاح والتميز.

لقد وضع الكثير من مدراء الشركات والمنظمات العالمية مجموعة من الآراء الرائدة في مجال الابتكار والإبداع، وحتى تكون المنظمات نامية، وأساليبها مبدعة وخلاّقة، ينبغي مراعاة بعض المبادئ الأساسية فيها سواء كانوا مدراء أو أصحاب قرار، وهذه المبادئ عبارة عن النقاط التالية

1. إفساح المجال لأيّة فكرة أن تولد وتنمو وتكبر ما دامت في الاتجاه الصحيح ،وما دام لم يتم القطع بعد بخطئها أو فشلها ،فكثير من المحتملات تبدّلت إلى حقائق وتحوّلت احتمالات النجاح فيها إلى موفقيه ،فالابتكار قائم على الإبداع لا تقليد الآخرين ،لذلك يجب أن يعطى الأفراد حرية كبيرة ليبدعوا، ولكن يجب أن تتركز هذه الحرّية في المجالات الرئيسيّة للعمل وتصبّ في الأهداف الأهم.

2. إن الأفراد مصدر قوة المنظمة ،والاعتناء بتنميتهم ورعايتهم يجعلها الأكبر والأفضل والأكثر ابتكارا وربحاً ،ولتكن المكافأة على أساس الجدارة واللياقة.

3. احترام الأفراد وتشجّيعهم وتنمّيتهم لإتاحة الفرص لهم للمشاركة في القرار وتحقيق النجاحات للمنظمة ،وذلك كفيل بأن يبذلوا قصارى جهدهم لفعل الأشياء على الوجه الأكمل.

4. التخلّي عن الروتين واللامركزيّة في التعامل ينمي القدرة الإبداعية، وهي تساوي ثبات القدم في سبيل التقدم والنجاح.

5. تحويل العمل إلى شيء ممتع لا وظيفة فحسب ، ويكون كذلك إذا حوّلنا النشاط إلى مسؤولية ،والمسؤولية إلى طموح وهم.

6. التجديد المستمر للنفس والفكر والطموحات ،وهذا لا يتحقّق إلاّ إذا شعر الفرد بأنّه يتكامل في عمله ،فالعمل ليس وظيفة للفرد فقط بل يستطيع من خلاله أن يبني نفسه وشخصيّته أيضاً ،وإن هذا الشعور الحقيقي يدفعه لتفجير الطاقة الإبداعيّة الكامنة بداخله وتوظيفها في خدمة الأهداف ،فكل فرد هو مبدع بالقوة في ذاته وعلى المدير أن يكتشف مفاتيح التحفيز والتحريك لكي يصنع أفراد مبدعين بالفعل ومن منظمته كتلة خلاّقة.

7. التطلّع إلى الأعلى دائماً من شأنه أن يحرّك حوافز الأفراد إلى العمل وبذل المزيد لأن شعور الرضا بالموجود يعود معكوساً على الجميع ويرجع بالمؤسسة إلى الوقوف على ما أنجز وهو بذاته تراجع وخسارة وبمرور الزمن فشل.

8. ليس الإبداع أن نكون نسخة ثانية أو مكررة في البلد ، بل الإبداع أن تكون النسخة الرائدة والفريدة ،لذلك ينبغي ملاحظة تجارب الآخرين وتقويمها أيضاً وأخذ الجيّد وترك الرديء لتكون أعمالنا مجموعة من الإيجابيّات ،فالمنظمات وفق الاستراتيجية الابتكارية إمّا أن تكون قائدة أو تابعة أو نسخة مكررة، والقيادة مهمة صعبة وعسيرة ينبغي بذل المستحيل من أجل الوصول إليها، وإلاّ سنكون من التابعين أو المكررين وليس هذا بالشيء الكثير.

9. لا ينبغي ترك الفكرة الجيدة التي تفتقد إلى آليات التنفيذ ،بل نضعها في البال ،وبين آونة وأخرى نعرضها للمناقشة، فكثير من الأفكار الجديدة تتولد مع مرور الزمن، والمناقشة المتكررة ربّما تعطينا مقدرة على تنفيذها، فربّما لم تصل المناقشة الأولى والثانية إلى تمام نضجها فتكتمل في المحاولات الأخرى.

10. يجب إعطاء التعلّم عن طريق العمل أهميّة بالغة لأنها الطريق الأفضل لتطوير الكفاءات وتوسيع النشاطات ودمج الأفراد بالمهام والوظائف.

إنّ الميل والنزعة الطبيعية في الأفراد وخصوصاً أصحاب القرار، هو الجنوح إلى البقاء على ما كان، لأنّ العديد منهم يرتاح لأكثر العادات والأعمال الروتينية التي جرت عليها الأعمال وصارت مألوفة لأن التغيير بحاجة إلى همّة عالية ونَفَس جديد خصوصاً وأنّ الجديد مخيف لأنّه مجهول المصير ،والابتكار بطبيعته حذِر وفيه الكثير من التحدّي والشجاعة لذلك فمن المهم جداً أن يعتقد الأفراد أن أعمالهم الإبداعيّة ستعود بمنافع أكثر لهم وللمنظمة ،كما أنّها ستجعلهم في محطّ الرعاية الأكثر والاحترام الأكبر.

هناك الكثير من الشركات والمؤسسات وضعت استراتيجيات كلاسيكية تهدف إلى استبدال الأنشطة الاعتيادية والتقليدية بأنشطة أخرى تُبنى على الابتكار والإبداع، وفي هذا الشأن لو نظرنا إلى شركة جوجل سنلاحظ أنها في الفترة الأخيرة أصدرت قرارًا بتخصيص 20% من كل ساعة عمل للإبداع والابتكار؛ لذا فإن منح أفراد الشركات والمؤسسات بعضًا من الوقت للاستراحة ولو نسبة قليلة من أوقات العمل، بالتأكيد يزيد من قدرتهم على العمل بشكل خلاّق والتوصل إلى حلول أكثر ابتكارًا وإبداعًا.

ينبغي على الشركات جذب الكفاءات وانتقاء الأفراد المبدعين بعناية، ولكن لم يعد ذلك كافيًا لتعزيز روح الابتكار والإبداع والحفاظ عليها؛ حتى تكتمل منظومة الإبداع والابتكار داخل الشركات، بل يتطلب الأمر إنشاء بيئة عمل محفزة على الابتكار والإبداع، ويُعتبر العمل الجماعي من أبرز الوسائل التي تُعزز من روح الابتكار داخل الشركات.

ويُمكن لرواد الأعمال وأصحاب الشركات، إتاحة الفرصة الكاملة لجميع الأفراد المبدعين داخل شركاتهم لوضع استراتيجية كاملة للابتكار والإبداع؛ تهدف إلى تحسين المنتجات والخدمات المقدمة، وذلك من خلال منحهم الأدوات والإمكانيات اللازمة التي تُمكنهم من تحقيق ذلك.