الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

جيران مصر القديمة - قبائل الأمازيغ (1)

جيران مصر القديمة - قبائل الأمازيغ (1)
عدد : 01-2021
محمود فرحات يكتب:

نبدأ معكم سلسلة مقالات جديدة بعنوان (جيران مصر القديمة) نستعرض من خلالها وبشكل مبسط تاريخ الشعوب القديمة التي كانت تعيش على حدود مصر، ونعرض من خلالها للعلاقات بين تلك الامم القديمة وبين مصر في تلك الازمنة البعيدة، وكيف تأثرت بالحضارة المصرية القديمة، وكيف اثرت فيها..

واخترت ان تكون بدايتنا من الحدود الغربية لمصر، حيث عاشت مجموعة من الشعوب القديمة مثلت قبائل الامازيغ القديمة، والتي إنتشرت في صحراء ليبيا الكبرى، والممتدة من بلاد المغرب للجزائر وتونس وليبيا الحالية، وقد قسمهم هيرودوت إلى أمازيغ غرب بحيرة (تريتونيس Τριτωνίδα λίμνην) وهم أقرب للاستقرار، وأمازيغ شرق البحيرة وهم بدو رحل..
يقول هيرودوت: "وإلى الغرب من بحيرة تريتونيس لاتوجد قبائل من البدو الرحل، فالناس هنا مختلفون تماما.. وهم احسن صحة من اي جنس نعرفة.."

سكن قبائل الامازيغ على الحدود الغربية، وعرفت في الوثائق المصرية منذ عصر الدولة القديمة، وكانت إقامتهم هادئه في فترات طويلة من التاريخ، ولكن إزداد خطرهم في عصر الدولة الحديثة وخاصة في عهد الملك مرينبتاح (الاسرة 19) وعهد الملك رعمسيس الثالث (الاسرة 20) مما اضطر الاخير للقيام بحملات حربية موسعة لتأديبهم وكسر قوتهم واخضاعهم لسلطان مصر..

ونطالع في إنشودة النصر للملك رعمسيس الثالث بمعبد مدينة هابو هذا النص الذي يتحدث عن هزيمة قبائل الامازيغ التي هاجمت الحدود المصرية، وكيف قطع الملك الجسور دابرهم واستأصل شأفتهم حتى إننا لا نعلم انهم عادوا لمهاجمة الحدود الغربية فيما بعد الا في القليل النادر.. يقول: "...لقد أهلكتهم وذبحتهم، وفي وقت واحد أخضعت -المشوش، والليبو، والأسبت، والكيكش، والشاي، والهس، والبكن- لقد طُرحوا أرضًا مضرجين بدمائهم ، لقد جعلتهم يولون الأدبار دون أن يطأوا تخوم مصر المقدسة ، وحملت منهم أسرى عديدين ممن أُفلتوا من سيفي مُكَتَّفِين كالطيور أمام خيلي ، وكانت زوجاتهم وأولادهم يُعدون بعشرات الآلاف ، وماشيتهم تُعد بمئات الآلاف.." ، وسوف نستعرض لأهم القبائل التي سكنت الصحراء الغربية، ونبدأ بقبيلة (التحنو)

-قبائل التحنو

هم اقدم الشعوب الامازيغية، فقد ظهروا منذ بداية التاريخ المصري، وظل إسمهم يتردد في الوثائق المصرية عبر كل فترات التاريخ المصري، وكانوا يتميزون ببشرتهم السمراء، وبالشعر المموج، والأنف الأقنى، وكانت لهم لحي قصيرة، ويلبسون إزار مشدود حول الخصر، ولم يرتدوا ريشه على رؤوسهم كباقي قبائل الأمازيغ، انما كانت لهم خصلة شعر متدلية.. وقد سكن (التحنو) الصحراء غرب الدلتا في المنطقة الممتدة من وادي النطرون وحتى الفيوم والتي تسمى (تحنو)

يعتقد بعض الاثريين إنهم من أصول مصرية سكنت في الماضي الوجة البحري على اطراف الدلتا، قبل أن تهجره أو تجبر على الرحيل إلى موقعهم الذي سكنوه على الأطراف الغربية لمصر طوال فترة تاريخهم.. ومن الأسباب التي ترجح مصريتهم إنهم قدسوا التمساح (سوبك) والذي كان موطنه بحيرة قارون، كما أرتدوا ذيل يتدلى من خلفهم كملوك مصر، وحملوا أسماء تشبة الأسماء المصرية اشهرها إسم (وني)، كما أن كبيرهم كان يدعى في الوثائق المصرية (أمير تحنو) وهو لقب لم يكن معتاد كتابته لحكام البلاد الأجنبية، حيث كان يطلق على حكام البلاد الاجنبية في المعتاد لقب (ور) بمعنى العظيم أو (حقا) او الحاكم..

يقول عالم المصريات (ألن جاردنر) .."ان التحنو أرتدو قراب العورة مثل المصريين في عصور ما قبل التاريخ، وكذلك لم يرتدو الريشة على الرؤوس كباقي القبائل الامازيغية والتي كانت مميزه لهم" ، ويقول سليم حسن .. "أن كلمة تحنو ذات أصل مصري وتعني البراق او اللامع، وربما جاءت هذه التسمية للدلاله على ملابسهم المزركشة..."

ويعد أقدم أثر سجل عليه اسم شعب (تحنو) هو (صلاية الأسد والعقبان) والتي ترجع لعصر ما قبل الأسرات، وقد ورد ذكرهم كذلك في (صلاية الحصون والغنائم) ، وعلى (الختم الاسطواني للملك نعرمر) مؤسس الأسرة الأولى.. وتتابع ذكرهم على الاثار المصرية كونهم أحد القبائل التي كانت في فترات مختلفة تمثل تهديد على الحدود الغربية لمصر..

وفي المقال القادم نستكمل باقي الشعوب الممثلة لقبائل الامازيغ
 
 
الصور :