الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الملكة فريدة

الملكة فريدة
عدد : 03-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

الملكة فريدة هي الزوجة الأولي للملك فاروق وإسمها الحقيقي صافيناز يوسف ذو الفقار وهي كريمة صاحب السعادة يوسف ذو الفقار باشا وكيل محكمة الإستئناف المختلطة وحفيدة علي ذو الفقار باشا محافظ القاهرة السابق إبن يوسف بك رسمي أحد كبار ضباط الجيش المصرى في عهد الخديوى إسماعيل ووالدتها هي زينب هانم ذو الفقار كريمة محمد سعيد باشا الذى ترأس الوزارة المصرية عدة مرات في عهد كل من الخديوى عباس حلمي الثاني والسلطان فؤاد قبل أن يصبح ملكا كما شغل منصب وزير الحقانية في وزارة سعد زغلول باشا التي عرفت بإسم وزارة الشعب التي تشكلت في شهر يناير عام 1924م بعد أول إنتخابات عامة تشهدها البلاد بعد صدور دستور عام 1923م وكان أحد السياسيين البارعين المشهود لهم بالحنكة والذكاء والدهاء وبعد النظر وحسن التصرف وكان للآنسة صافيناز ذو الفقار أخوان من الذكور هما سعيد وشريف ذو الفقار كما أن أمها زينب هانم ذو الفقار كانت صديقة الملكة نازلي صبرى أم الملك فاروق ووصيفة لها وبالإضافة إلي ذلك كانت ناهد هانم سرى شقيقتها وخالة الآنسة صافيناز ذو الفقار زوجة لحسين سرى باشا الذى ترأس الوزارة عدة مرات في عهد الملك فاروق كما كان شقيقها وخال الآنسة صافيناز هو الفنان محمود سعيد وقد ولدت الآنسة صافيناز ذو الفقار بمدينة الإسكندرية يوم 5 سبتمبر عام 1921م أى أنها أصغر من الملك فاروق بحوالي سنة وسبعة شهور وكانت طفلة هادئة متزنة تعيش حياة طبيعية بسيطة وسط أسرة متحابة وكانت تهوى القراءة والإطلاع وسماع الموسيقى الكلاسيكية وتلقت تعليمها الإبتدائي في مدرسة نوتردام دى سيون الفرنسية في منطقة الرمل وكانت تلك المدرسة من المدارس المتميزة في الإسكندرية ولذلك فقد كانت تتقن اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية وأحضر والدها لها مدرسا خاصا يعلمها أصول اللغة العربية ودروس الدين الإسلامي وكان لها عدة هوايات منها عزف البيانو وكانت بارعة جدا فيه كما كانت تجيد الرسم وكان معروفا عنها البساطة والوقار والحشمة في ثيابها وزينتها كما كانت فتاة ذات طابع هادئ وخجول وكان لها إسم دلع هو فافيت ويبقي أن نذكر أن الملك فاروق بعد زواجه منها هو الذى إختار إسم فريدة لتتسمي به جريا علي عادة الأسرة المالكة منذ أيام الملك فؤاد الأول بأن تبدأ أسماء أولاده بإسم الفاء وسار علي دربه إبنه الملك فاروق فكان أولاده جميعهم أسماؤهم تبدأ بحرف الفاء وكذلك زوجته الأولي بدل إسمها من صافيناز إلى فريدة لكي يكون هو الآخر مبتدئا بحرف الفاء .

وكانت بداية تعارف الملك فاروق علي الملكة فريدة عندما ذهبت بصحبة والدتها زينب هانم إلى القصر الملكي فور عودة الملك فاروق من إنجلترا بعد وفاة والده الملك فؤاد من أجل أن يتولى عرش البلاد لكي تلتقي بأمه صديقتها الملكة نازلي وتلتقي إبنتها بصديقتها فوزية شقيقته وهناك وجدت عددا من الفتيات الأخريات في مثل سنها ولم تكن تعرف وقتها أن الملكة نازلي وشقيقات الملك يبحثن عن عروس للملك فاروق وأمام حمام السباحة أخذن يضحكن ويمزحن ويسبحن سعيدات بالجو الملكي وفجأة ظهر الملك فاروق وصاحت الفتيات الملك وإتجهن حيث يقف إلا هي فقد وقفت في مكانها بل وإبتعدت عن المكان الذي يقف فيه الملك فوجدته يترك جميع الفتيات ويتقدم إليها حيث تجلس والدتها وسألها عمن تكون فقالت له إنها إبنتي صافيناز فحياها بإيماءة من رأسه ثم إنصرف وكان سنها حينذاك 15 عاما وكانت مازالت طالبة في المدرسة وكانت الملكة نازلي في ذلك الوقت قد وقع إختيارها عليها لتكون العروس المرشحة للملك فاروق وإنتهزت فرصة الرحلة البحرية الملكية التي كانت العائلة المالكة ستقوم بها في شتاء شهر فبراير عام 1937م إلي سويسرا علي ظهر الباخرة فيكتورى أوف إنديا والتي ستستمر أربعة شهور ومن ثم تلقت زينب هانم ذو الفقار والدة الآنسة صافيناز ذو الفقار دعوة من الملكة نازلي لكي تصطحبها هي وإبنتها في هذه الرحلة والتي كانت تعد إختبارا لها عن قرب حيث كان الملك فاروق وأسرته يودون أن يعرفن طباعها وتصرفاتها وكانوا يذهبون يوميا للتريض أو يقوموا بالإنزلاق على الجليد وكذلك أعدوا برنامجا لزيارة مختلف أنحاء سويسرا والإطلاع على الحياة فيها وكان الملك فاروق يصطحبها مع شقيقاته في برنامجه اليومي المحدد حيث كانوا يذهبون للتجول ولزيارة المعالم السياحية والمصانع وكذلك كان معهم مدرسون على ظهر الباخرة لكي يتم تقويتهم في اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية وفضلا عن ذلك ففي هذه الرحلة زارت العائلة المالكة ومرافقوها فرنسا وإنجلترا وهكذا كانت هذه الرحلة هي الخطوة الأولي في العلاقة التي ربطت بين قلبي الملك الشاب والفتاة الصغيرة حيث حدث بينهما تقارب شديد كما أنه تولدت صداقة متينة بين الأميرات فوزية وفايزة شقيقتي الملك فاروق وبين عروسه واللتان كانتا في نفس سنها تقريبا وبذلك كانت هذه الرحلة فرصة ليتعرف الملك فاروق علي عروسه بدرجة أكبر ويعرف صفاتها وطباعها وهو الأمر الذى تم تتويجه بعقد القران الملكي بين الملك وعروسه وبعد العودة من هذه الرحلة بحوالي شهرين وفي ذات أمسية في أواخر شهر أغسطس عام 1937م وبعد أن أصبح الملك فاروق ملكا علي مصر بصفة رسمية بدون مجلس وصاية بأيام قليلة وكان يصطاف في قصر المنتزة في الإسكندرية إستقل سيارته وتوجه إلى منطقة جاناكليس حيث تقع سراى يوسف بك ذو الفقار والذى كان قد سافر إلى بورسعيد تمهيدا لسفره إلي لبنان وكانت زوجته زينب هانم ذو الفقار قد توجهت لسراى أحد صديقاتها لتمضي معها السهرة فإستقبلته عروسه وبعد كلمات الترحيب والمجاملة بينهما فاجأ الملك الفتاة الصغيرة بسؤال حيث قال لها هل تقبلينني زوجا فأطرقت برأسها خجلا وقالت في صوت خفيض ملأه الخجل والحياء والسرور في نفس الوقت هذا شرف عظيم لي يا مولاى وعندئذ إصطحبها الملك في سيارته وتوجه لسراى صديقة والدتها التي كانت تمضي بها السهرة وأخبراها بما حدث بينهما من حديث فطفرت من عينيها دموع الفرحة وقالت تلك نعمة من الله وشرف كبير لي يامولاى وطلب الملك فاروق من عروسه وأمها ألا ينشرا الخبر إلا بعد أن يقابل والدها ويطلبها منه رسميا كما تقضي الأصول والعادات والتقاليد .

وكما ذكرنا في السطور السابقة كان والدها قد سافر إلى بورسعيد تمهيدا للسفر إلى لبنان فأرسلت والدة العروس برقية إليه تطلب منه إلغاء السفر إلى لبنان والعودة فورا إلى الإسكندرية وتم تكليف حكمدار بوليس بورسعيد بابلاغه أيضا بذلك فإنزعج ولعبت برأسه الظنون وهو لايدرى أن القدر قد كتب لإبنته أن تكون ملكة علي مصر وسارع يوسف بك ذو الفقار بالعودة إلى الإسكندرية ليفاجأ بأسعد خبر في حياته وتتملكه سعادة غامرة ويتم تحديد موعد لزيارة الملك فاروق لسراياه ليطلب منه خطبة إبنته رسميا وتتم الزيارة والتي قدم له فيها الملك فاروق 3 هدايا أولها هو خاتم الخطبة وهو الخاتم الذى كان قد قدمه الملك فؤاد للملكة الأم نازلي في نفس المناسبة عندما خطبها من والدها عبد الرحيم باشا صبرى وثانيها براءة رتبة البشوية التي أنعم الملك بها عليه وثالثها براءة الوشاح الأكبر من نيشان الكمال الذى أنعم به الملك على والدة عروسه لتحمل لقب صاحبة العصمة وبعد الخطبة قدم لها الملك فاروق العديد من الهدايا الثمينة ففي يوم عيد ميلادها السادس عشر يوم 5 سبتمبر عام 1937م أهدى لها سيارة كابروليه وبعدها قدم لها مصحفا ثمينا يعتبر تحفة فنية نادرة هذا غير الهدايا شبه اليومية التي كان يقدمها لخطيبته من الزهور والورود النادرة والفواكه الحديثة الظهور والطيور والأسماك التي كان يصطادها بنفسه وكان الملك فاروق طوال إقامته بالإسكندرية يقوم بزيارة خطيبته في سراى والدها دون كلفة أو سابق إخطار فكثيرا ماكان يفاجئ أسرة خطيبته بالحضور وقضاء الأمسية معهم وقد لاحظ الملك فاروق أنه بعد إعلان الخطبة رسميا أن صور خطيبته تتسرب إلى الصحف والمجلات فطلب من والدها أن يرى كل صور خطيبته في شتى مراحل حياتها وأخذها معه إلى قصر المنتزة وإحتفظ بها في خزانته وبذلك توقف تسرب صور خطيبته وقام بإستدعاء بعض المصورين المحترفين المهرة الخاصين بالبلاط الملكي ليقوموا بتصوير خطيبته عدة صور إحتفظ بمعظمها الملك فاروق عدا صورتين سمح بنشرهما في الصحف وهي ترتدى ملابس غاية في الحشمة والوقار تغطي الذراعين والصدر والظهر بشكل كامل ثم بعد إنتهاء الصيف عاد الملك فاروق والأسرة المالكة إلي القاهرة وكذلك إنتقلت عروسه وأسرتها إلى القاهرة لتقيم في قصر الفريد بك شماس بمصر الجديدة والذى إستأجره الملك فاروق بصفة مؤقتة لكي تقيم فيه خطيبته وأسرتها لحين عقد القران والذى تم بعد فترة قصيرة بلغت حوالي 3 شهور بعد العودة من الإسكندرية وكان من أفخم وأجمل القصور وكان الملك فاروق يحضر لزيارتهم كثيرا به .

وتوالت بعد ذلك هداياه لخطيبته وكان أثمنها شبكة العروس وتكونت من عقد ثمين نادر وهو عبارة عن حلية نادرة وثمينة ذات 3 فروع من الماس الأبيض وتنتهي الفروع الثلاثة بمساكتين ذات ماستين نادرتين وقد بلغ ثمنه حوالي 27 ألف جنيه وتمت صناعته في العاصمة الفرنسية باريس كما أهدتها حماتها الملكة نازلي صبرى تاجا ثمينا في وسطه زمردة نادرة وفي أعلاه ماسة برسم قلب وبلغ ثمنه حوالي 7 آلاف جنيه كما تم صنع فستان الزفاف في واحد من أشهر محلات بيوت الأزياء الفرنسية وهو محل ورث وكان مصنوعا من الدنتلة الفضية الثمينة وله كمان طويلان وذيل قصير وفوقه ارتدت العروس بالطو من قماش خفيف مفضض وله ذيل بلغ طوله 5 أمتار وغطي بقماش التل الخفيف وتم عقد القرآن قبل ظهر يوم الخميس 20 يناير عام 1938م بقصر القبة ولم يحضر مراسم كتابة العقد سوى الملك فاروق ويوسف ذو الفقار باشا والد العروس ووكيلها وشاهدا الزواج على ماهر باشا رئيس الديوان الملكي وسعيد ذو الفقار باشا كبير أمناء القصور الملكية وفضيلة الشيخ محمد مصطفي المراغي شيخ الجامع الأزهر الشريف والذى قام بعقد القران وبمجرد كتابة العقد تم توزيع علب ملبس ثمينة علي المدعوين وتوزيع شيلان كشمير فخمة علي أصحاب الفضيلة العلماء مساعدى الشيخ المراغي حيث كان معظم الأمراء والنبلاء والوزراء ورجال الدولة قد تجمعوا بقصر القبة للمشاركة في الحفل وتهنئة الملك وفي حوالي الساعة الخامسة والربع وقف الملك فاروق في أحد شرفات قصر القبة ينتظر وصول عروسه وعند وصولها إستقبلها ثم صعد بها إلي جناحه الخاص وبعد عدة دقائق خرجا معا إلي حديقة القصر .


وكان قد تم إعداد بوفيه ضخم للمدعوين تصدرته كعكة القران التي كان طولها حوالي 5 أمتار وكان البوفيه عليه كل أنواع الأطعمة العربية والفرنسية والعديد من التورتات التي كان يزينها الشعار الملكي وقد صاحب الإحتفال بعقد قران الملك فاروق ولمدة 4 أيام العديد من مظاهر البهجة والسرور في جميع أنحاء البلاد حيث إزدحم ميدان عابدين بالبشر الذين وقفوا يهتفون بحياة الملك كما إزدحمت الشوارع والشرفات لتشاهد الموكب الملكي من ميدان عابدين إلى قصر القبة في يوم عقد القران وإنتشرت فرق فرسان العرب بالشوارع والميادين لتقدم عروضا رائعة بخيولهم كما حضر رجال الجيش في عرض عسكرى بديع ليقدموا التهئئة ويجددوا عهد الولاء لقائدهم الأعلى الملك فاروق كما حضر رجال الطرق الصوفية بأعلامهم وإحتشدوا بميدان عابدين يهتفون بحياة الملك وبعد إنقضاء أيام الإحتفال الرسمي توجه الملك مع عروسه مساء يوم الإثنين 24 يناير عام 1938م إلى قصر إنشاص ليقضيا هناك أسبوعين في هدوء الريف وبمناسبة عقد القران الملكي تلقي العروسان العديد والكثير من الهدايا الثمينة وكان من تلك الهدايا صينية وكوبين من الذهب الخالص وقد تم تطريز أطراف الصينية بالألماس ونقش في وسطها التاج الملكي وإسم الملك شارك فيها معظم أبناء الأسرة المالكة وأيضا كان من الهدايا الثمينة نقاب نادر أهداه الأمير محمد علي توفيق إبن عم الملك فاروق وولى العهد حينذاك إلى العروس ومن خارج مصر من دول الغرب أهدى الملك جورج السادس ملك بريطانيا الملك فاروق بندقيتي صيد ثمينتين كما أهداه ملك اليونان جورج الثاني تمثال من البرونز للملكة المصرية برنسيس إحدى ملكات البطالمة وكذلك أهداه الهر أدولف هتلر الرئيس والمستشار الألماني سيارة مرسيدس فخمة وأخيرا كانت هدية ملك إيطاليا فيكتور عمانويل الثالث تمثال ثمين من البرونز لأمير إيطالي من القرن السابع عشر الميلادى وبخصوص هدايا الشرق أهدى الملك السعودى عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الملك فاروق مجموعة من الجياد العربية الأصيلة النادرة كما أهداه النادى السوداني مروحة نادرة مكونة من ريش النعام وتوجد بها أجزاء مصنوعة من الذهب الخالص وكذلك تمثال غزال مصنوع من العاج كما أهداه الملك عبد الله الأول بن الحسين ملك إمارة شرق الأردن جواد عربي أصيل .

وبالإضافة إلي ماسبق ساهمت جميع الطوائف الدينية والوزارات والهيئات والمصالح الحكومية والأعيان في تقديم العديد والكثير من الهدايا للملك فاروق وعروسه فقدم له بطريرك الأقباط تاج من الذهب الخالص وقدم له بطريرك الروم الأرثوذوكس شمعدانين ثمينين من الفضة الخالصة وقدمت له الجالية الأرمنية صندوق مصحف من الفضة المطعمة بالذهب وقدمت له الطائفة اليهودية صندوق من الذهب مرصع بالزمرد والياقوت في داخله 3 لوحات عليها آيات من مزامير نبي الله داود عليه السلام وقدم له أعيان الفيوم كأس جميلة من الذهب الخالص وقدمت هيئة المحكمة المختلطة هدية عبارة عن صينية ثمينة وطقم شاى فاخر وقدم ضباط بوليس الإسكندرية علبة أثرية من الذهب ومرصعة بالألماس كما قدم طلبة الجامعات والمدارس تمثال ثمين للملك الفرعوني إخناتون وبعد هذا السرد التاريخي لقصة زواج الملك فاروق ووقائع عقد قرانه وماتم تقديمه له من هدايا نستطيع أن نقول إن هذه الفترة من حياة الملك فاروق كانت هي فترة النقاء الحقيقي والبراءة له فقد كان شابا صغيرا في مقتبل العمر لم تلوثه مؤامرات ودسائس السياسة بعد وعقد الشعب عليه آمالا كبرى وفتح له ذراعيه لكي ينهض بالبلاد ويستكمل مسيرة أبيه وأجداده خاصة وأنه ليس بينه وبين أى من السياسيين من حوله أى خصومات أو عداوات خلقتها الأحداث والمواقف والظروف والصراعات الحزبية خاصة بعد فترة حكم أبيه الملك فؤاد التي شهدت أحداث وظروف ومواقف وصراعات حزبية صعبة وبزواجه من الملكة فريدة إزداد الشعب حبا له ولها خاصة وأنها كانت تعتبر من عامة الشعب ومن خارج العائلة المالكة وأحبها العامة نتيجة إحساسهم بقربها منهم ولشعورهم بأن تلك الشخصية البسيطة الغير متكلفة قد خلقت فعلا لتكون ملكة خاصة وأنها بعد الزواج كانت تشارك في العديد من مجالات العمل والأنشطة الخيرية والإجتماعية وكانت تحتك بأفراد الشعب إحتكاكا مباشرا دون كلفة أو رسميات فإزداد الناس حبا وإحتراما وتقديرا لها ويتبقي لنا أن نقول إنه قد جرت العادة في الكثير من البلاد الملكية أن يكون لولى العهد قصر مستقل يقيم به بعيدا عن مقر الملك لكن الملك فاروق سواء وهو ولي للعهد أو عندما أصبح ملكا لم يفعل ذلك وبقي في قصر أبيه الملك فؤاد مع أمه وشقيقاته وبعد خطبته كانت أمه الملكة نازلي صبرى قد قررت الإقامة مع شقيقاته في قصر والدها عبد الرحيم باشا صبرى بالدقي بعيدا عن القصور الملكية لكن الملك فاروق لم يوافق وأصر على أن تقيم هي وشقيقاته معه ومع زوجته وتم تخصيص الجناح الذى كان يقيم به بقصر القبة قبل زواجه لوالدته وشقيقاته وذلك في حالة وجودهم في القاهرة أما في فصل الصيف فيقيم الجميع في قصر المنتزة علي أن يقيم الملك فاروق وزوجته في السراى القديمة والمعروفة بإسم السلاملك وتقيم الملكة نازلي وبناتها شقيقات الملك فاروق في السراى الجديدة التي أقامها الملك فؤاد قبل وفاته والمعروفة بإسم الحرملك .

ومر العام الأول من زواج الملكة فريدة بالملك فاروق وسط سعادة عاشها الطرفان ولكن سرعان ما تبدلت الأحوال نتيجة ما يحدث من فساد داخل القصر وما تفعله والدة فاروق الملكة نازلي وضرتها الأميرة شويكار الزوجة الأولي للملك فؤاد وفي هذا الصدد تقول المؤرخة الدكتورة لطيفة سالم إن أواصر الحب بين الملكة فريدة والملك فاروق راحت تنحدر شيئاً فشيئاً حيث أنجبت فريدة طفلتهما الأولى فريال في شهر نوفمبر عام 1938م ولكن السعادة لم تغمر وجدان الملك فاروق لأنه أراد وليا للعهد ثم جاءت الولادة الثانية في يوم 7 أبريل عام 1940م فشكلت هما أكبر حينما رزقت بالطفلة فوزية وحاولت الملكة فريدة إستمالة الملك فاروق عقب ظهور ملامح الغضب على وجهه وقالت له إن شاء الله المرة الجاية ربنا يرزقنا بولي العهد وعقب حادثة 4 فبراير عام 1942م حين حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين وفرض السفير البريطاني السير مايلز لامبسون على الملك تعيين زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس باشا رئيسا للحكومة والتعهد بترك حرية إختيار الوزراء له وإلا إنتزع العرش منه لجأت الملكة فريدة إلى علي ماهر باشا ثعلب السياسة المصرية للضغط على فاروق كي يلقي بيانا يقرب الشعب منه لكن فاروق لم يفعل ذلك وبدأت هوة الخلاف تتسع بينهما عقب الولادة الثالثة للملكة في يوم 15 ديسمبر عام 1943م حيث رزقا بالطفلة الثالثة فادية وومن يومها لم يعد الملك فاروق يهتم بالملكة وإنشغل بالحفلات المبتذلة التي كانت تنظمها الأميرة شويكار في قصر محمد علي بشبرا الخيمة تحت مسمى خيري هو حفلات مبرة محمد علي وفي الحقيقة لم تكن هذه الحفلات تمت إلى الخير بأى صلة حيث كانت الشر والفساد بعينه وكانت هذه الحفلات في واقع الأمر ما هي إلا معاول هدم للملك فاروق وتقويض لعرشه بأي ثمن ولحياته الخاصة أيضا وأصبحت هذه الحفلات الراقصة والماجنة حديث كل الأوساط في الداخل والخارج .

وفي هذه الظروف بدأت الملكة فريدة تهتم بالفقراء المصريين فكانت تزور الملاجئ والجمعيات الخيرية لتقدم المساعدة للفقراء وحين ضرب فيضان النيل عام 1946م بعض الأقاليم وزعت آلاف الأغطية على المنكوبين وتبرعت بمبلغ 5 آلاف جنيه ونظمت حفلات خيرية خصص ريعها لمساعدة المحتاجين كما قامت بتنظيم مسابقات للجمعيات الخيرية للتسابق بينها على رعاية الفقراء للظفر بالجوائز هذا بخلاف المنح السنوية التي كانت تقدمها للجمعيات ولم تنس الملكة فريدة واجبها نحو زوجها فقامت بتحذيره من الفاسدين المحيطين به حتى لا يضع نفسه في دائرة الغضب ويثور عليه الشعب المصري كما أنها حاولت أن تعدل في فقرات الحفلات التي كانت تنظمها الأميرة شويكار لتبعد فاروق عن السمعة السيئة التي تقوض عرشه لكن هذا لم يمتد لفترة طويلة فحين إشتكت شويكار لفاروق من أن فريدة تفسد برامج حفلاتها أصدر أمرا بعدم حضورها وفي أحد أعياد ميلادها إنفطر قلبها حزنا لعدم إرسال الملك فاروق باقة من الزهور لها لإنشغاله بسهراته وإنغماسه في اللهو مع أفراد حاشيته الإيطاليين وعند هذا الحد أعلنت فريدة الحرب على شويكار ونازلي وراحت تخبر الملك فاروق بما يتم من فساد وبأضرار ذلك به وحينما شعرت الملكة نازلي بالخطر حاولت أن توسّع بؤرة الخلاف بين إبنها وزوجته وروجت شائعات عن أن فريدة تنغمس في نزواتها العاطفية وتجالس وحيد يسري زوج الأميرة سميحة حسين كامل إبنة عمه في السر وطلب منها الملك فاروق الإبتعاد عن إبنة عمه التي كانت صديقة لها ولكنها رفضت ذلك وكذبت شائعات الملكة نازلي مما وسع من شقة الخلاف بينهما بينما قالت الأميرة شويكار إن الرسام البريطاني سيمون إلويز يتنزه مع الملكة ويصطحبها معه إلى منزله وللأسف لم يكن لهذه الشائعات أي نصيب من الصحة ولكنها بلا شك قد زادت من حدة الخلافات بين الملك والملكة وعندما وصلت الأمور إلي هذا الحد المؤسف أصرت فريدة على طلب الطلاق ولكن الملك لم يوافق على ذلك رغم إلحاحها عليه .

وبلا شك كان الملك فاروق لديه رغبة شديدة مثله مثل أى ملك من الملوك يرغب فى أن يرزقه الله بولد ذكر ليكون ولى العهد ولكن شاءت الأقدار ألا تتحقق له هذه الأمنية من زوجته الملكة فريدة حيث أنجبت الملكة فريدة من الملك فاروق 3 بنات كما ذكرنا في السطور السابقة ومما لاشك فيه أن إنجاب الملكة فريدة للبنات فقط دون إنجابها لولى عهد ذكر كان له أثره السئ فى العلاقة بين الملك فاروق والملكة فريدة بعد ذلك وصولا إلى الطلاق الذى تم في يوم 19 نوفمبر عام 1948م بعد زواج دام حوالي 11 عاما وهو الأمر الذى جاء بعد قصة حب جميلة مما سبب صدمة للناس وأثار تساؤلاتهم وقتها حول أسباب الطلاق فالبعض أرجع ذلك لرغبة الملك فاروق في إنجاب طفل ذكر ليكون وليا للعهد بينما أرجع البعض ذلك لكراهية الملكة فريدة لحياة القصر وما يحدث فيه من مفاسد وعدم قدرتها على إحتمال حياة المجون والعبث التي كان يحياها الملك فاروق مع رفقائه من أعضاء الحاشية الملكية الإيطالية الفاسدة لدرجة أنها إتخذت قرارا بعدم الظهور مع الملك فاروق في أي مناسبة خاصة أو عامة حتى يحس فاروق بعدم رضاها وسخطها على هذه التصرفات وكان هذا التصرف من جانبها بمثابة إنذار عملي موجه إلى الملك فاروق لعله يرتدع ولكن تيار الفساد كان أقوى فهذا الذي كان يرتعد من أستاذه المراغي شيخ الأزهر الذي كان معلمه وأستاذه وكان يقبل يديه حتى هذه العلاقة أفسدوها وأوقعوا بينهما وعلاوة علي ذلك راح البعض الآخر يؤكد أن السبب وراء الطلاق هو شكوك الملك فاروق حول إرتباطها بعلاقه مع أحد الأمراء وكان توقيت طلاق الملك فاروق للملكة فريدة في يوم 17 نوفمبر من عام 1948م وكان الشهر المذكور شديد الدقة بالنسبة لأوضاع الجيش المصري في فلسطين إذ كانت القوات الإسرائيلية قد إستولت على تقاطع الطرق ما بين مستعمرة نجبا وحتى مستعمرة نيتساليم وبذلك تمكنت من إحتلال شمال النقب وقسمت الجيش المصري إلى قسمين كل منهما معزول عن الآخر حيث كانت المجموعة الضاربة التي يقودها القائمقام أحمد عبدالعزيز وقيادتها في بيت لحم والمجموعة الرئيسية التي يقودها اللواء أحمد محمد المواوي وقيادتها في المجدل قرب غزة على الطريق الساحلي وكان ذلك هو الوقت الذي إختاره الملك فاروق لإتمام طلاقه من المرأة التي أحبها .

وتروى لنا الأميرة سميحة حسين كامل إبنة السلطان حسين كامل وزوجة وحيد يسري باشا وصديقة الملكة فريدة المقربة التفاصيل الدقيقة لما جرى معها ساعة الطلاق على لسانها حيث قالت إنه في يوم 10 نوفمبر عام 1948م طلب نجيب سالم باشا مدير الخاصة الملكية مقابلة الملكة فريدة على وجه الإستعجال وأبلغته بإستعدادها لمقابلته على الفور في جناحها الخاص وجاء نجيب باشا ومعه ظرف سلمه للملكة وكانت فيه ورقة طلاق وقال لها إن جلالة الملك يعطيها مهلة شهر لكي تجد لنفسها مكانا تقيم فيه وتخرج من القصر الملكي وأبلغها أن الملك سوف يحتفظ بحضانة البنتين الأكبر فريال وفوزية لكن الصغرى وهي فادية ستظل في حضانتها هي حتى تبلغ سن التاسعة وسوف تتكفل الخاصة الملكية بجميع نفقاتها وهذه النفقات تشمل كل ما هو لازم لأميرة ملكية من الحضانة والتربية والتعليم والخدمة وهذه إضافة مستقلة عن التسوية المالية مع الملكة نفسها وتضيف الأميرة سميحة حسين بالنص إن الملكة فريدة شكرت نجيب سالم باشا على إبلاغه بهذه الأخبار ولاحظت حرجه وهو يقوم بمهمته وطلبت منه إبلاغ الملك بأن يهتم برعاية البنات وخرج نجيب سالم باشا مهرولا من جناح الملكة لكن أنتوني بوللي مدير الشؤون الخاصة للملك ما لبث أن وصل إلى جناحها مهرولا يقول إنه يريد جلالتها لكلمة واحدة وتنقل الأميرة سميحة حسين عن فريدة بالنص إن بوللي قال لها إنه يحمل رسالة ذات طابع سري من الملك وهي أن جلالته يريد منها أن تسلم التاج الذي كان في عهدتها وأن تسلم أيضا جميع المجوهرات التي تلقتها منه عند الزواج أو في مناسبة الزواج لأن تلك كلها متعلقات ملكية وردت فريدة بأنها سوف تسلمه التاج الآن على أنها تريد لفت نظره إلى أن هناك ماسة ضائعة فيه وأنها تتكفل بشراء ماسة بديلة لها توضع مكانها ثم قالت أما بالنسبة للهدايا التي جاءتها من الملك عند الزواج أو في مناسبته فتلك أشياء تملكها هي الآن وأبلغها بوللي أن جلالة الملك مصمم على طلبه فقامت فريدة غاضبة وجاءته بكل ما كان عندها قائلة له إنه عندما تهدأ أعصاب فاروق فإنها تريد أن تجلس معه على إنفراد لحديث طويل وذكرت الأميرة سميحة حسين كامل أن الملك فاروق كان قد أطلق إسم فريدة على تفتيش زراعي ملكه مساحته 1700 فدان حيث سماه فعلا بإسم الفريدية لكنه لم يتخذ بعد الإسم أي إجراءات ومن الظاهر أن هذا التفتيش سوف يضيع على الملكة كذلك أشارت الأميرة سميحة حسين إلى أن الملك كان قد أهدى إلى الملكة فريدة قصرا كان قد إشتراه من إبن عمته محمد طاهر باشا وهو قصر الطاهرة لكن فاروق لم ينقل عقد الهبة إلى فريدة حيث كانت هديته إلى زوجته شفوية وبذلك فإن الملكة سوف تخرج بأقل القليل بعد إتمام الطلاق وهكذا خرجت الصحف المصرية وتناقلت عنها وسائل الإعلام العربية والأجنبية بلاغين صادرين عن ديوان حضرة صاحب الجلالة الملك وكان البلاغ الأول يعلن طلاق الملك فاروق من الملكة فريدة والسبب هو أن حكمة الله وإرادته إقتضت وقوع الإنفصال بين الزوجين الكريمين بينما كان البلاغ الثاني يعلن طلاق الأميرة فوزية من زوجها محمد رضا بهلوي شاه إيران والسبب ما ثبت من أن مناخ طهران لا يلائم صحة الأميرة المصرية التي تحملت ذلك المناخ حتى إعتلت صحتها ولم يعد في مقدورها الإستمرار في هذا المناخ .

وبعد الطلاق عملت الملكة فريدة بالفن ورسمت الكثير من اللوحات وشجعها ودعمها خالها الفنان الكبير محمود سعيد على تنمية مواهبها في فن الرسم وكانت واجباتها الملكية قد صرفتها عن ممارسة الرسم ولم تغادر مصر بعد ثورة يوليو عام 1952م لكنها عادت لممارسته منذ عام 1954م وذلك لتغطية نفقات معيشتها كما أنها أقامت العديد من المعارض الفنية في مدريد وجزيرة مايوركا وباريس والقاهرة وجنيف وبلغاريا وتكساس وذلك خلال فترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين الماضي وبعد سنوات طويلة أرسلت خطابا إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تستأذنه في السفر لرؤية بناتها ووافق بخطاب يحمل توقيعه فغادرت مصر إلي لبنان أولا ثم إلي فرنسا وقد قام ميشيل أورلوف وهو نجل إبنتها فادية التي تزوجت من الروسي بيير أورلوف بإحراق هذين الخطابين كما حرق جزءا من مذكراتها وحمل ما تبقى منها إلى موسكو ليخفيها وقد كتبت المذكرات باللغة الفرنسية وكشفت فيها عن رغبة عضو مجلس قيادة الثورة جمال سالم في الزواج منها وعندما رفضت وضع ما تبقى من ممتلكاتها تحت الحراسة فعاشت من بيع لوحاتها التي كانت تتسم بالبساطة والهدوء والعفوية والتي صورت من خلالها أجواء الريف المصرى ونهر النيل والأهرامات وقبل أن ترحل بسنوات قليلة أصبحت لها شقة صغيرة في حي المعادي بجنوب القاهرة منحتها لها الدولة لكنها لم تعش فيها طويلا فقد ماتت بسرطان الدم ومن جانبها روت الكاتبة الصحفية المصرية الدكتورة لوتس عبد الكريم صاحبة ومؤسسة مجلة شموع الثقافية قصة الأيام الأخيرة لصديقتها المقربة الملكة فريدة الزوجة الأولى للملك فاروق الأول آخر ملوك مصر وأم بناته الثلاث وقالت في حوار مع قناة العربية نت إن هذه الملكة التي أحبها الشعب المصري وثار على الملك فاروق بسبب تطليقه لها إثر خلافات بينهما أكدت لها أنها لو كانت تدري أن فاروق سيفقد شعبيته ثم عرشه بسببها لبقيت معه وظلت تسانده في وجه مؤامرات رجال القصر ضده وأشارت الدكتورة لوتس إلى أن الملكة فريدة كانت ذكية ومثقفة ولماحة مزجت أرستقراطية عائلتها الراقية بحبها لطبقات الشعب البسيطة وظلت لآخر نفس في حياتها تعشق بلدها الغالي وتوصي بها من خلال علاقاتها مع كبار أدباء وكتاب وصحفيي مصر مثل مصطفى أمين وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين وصلاح منتصر .

وحول حقيقة الصورة المرسومة عن الملك فاروق تقول لم يكن فاسدا كما قيل وإنتشر على نطاق واسع حيث عرفت من شقيقي الملكة فريدة سعيد وشريف ذو الفقار أن ذلك غير صحيح بالمرة فلم يرياه يشرب الخمر إطلاقا لكن ربما لعب القمار وتابعت هذا أيضا ما قالته لي الملكة فريدة التي نفت عنه أنه كان زير نساء كما صورته الصحافة والسينما والدراما فلم تكن هذه الأمور من إهتماماته أو من حقيقة حياته الشخصية ولكن هذا لا ينفي أنه إنغمس في جو السهرات الصاخبة وجلسات اللهو مع أفراد حاشيته الإيطاليين وخاصة بوللي وجارو وكفاتسي وبيترو وأضافت زادت محبة الشعب المصري لملكهم الشاب فاروق عندما تزوج من الملكة فريدة أوائل عام 1938م حيث أحبها عامة الشعب وشعروا بأنها لصيقة بطبقاتهم وبأحوالهم وعندما طلقها لأنها لم تنجب له وريث العرش غضبوا عليه بشدة وقالت مستطردة كان الشعب عاشقا لها فطافت المظاهرات الشوارع بعد طلاقها تهتف خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة وحذاء فريدة فوق رأس فاروق ولا ملكة إلا فريدة فقد رأوا فيها وردة مصرية طاهرة نقية وتستشهد الدكتورة لوتس عبدالكريم على ذلك ببكاء الملكة فريدة في أيامها الأخيرة ورددت أمامي أنها لو كانت تعرف حجم هذا الغضب الشعبي بسببها لتمسكت بزوجها الملك فقد قال لها أشقاؤها وأقاربها إنها هي سبب الثورة التي أنهت حكم الأسرة العلوية وقالت الملكة فريدة أيضا كما تروي الدكتورة لوتس إنها لو كانت معه عندما طرده الضباط الأحرار ونفوه خارج مصر وسيطروا على الحكم لدافعت عن عرشه وأقنعته بعدم توقيع وثيقة التنازل عن العرش وتضيف لوتس بأن الملكة السابقة فريدة كانت سيدة فاضلة ومحتشمة ومتمسكة بالتقاليد وتملك المبادئ والقيم وسليلة أسرة كبيرة وقد عادت الملكة فريدة إلى مصر في عام 1982م بعد أن كانت تعيش في باريس وكانت قد أصيبت بسرطان الدم وكانت وفاتها في يوم 15 أكتوبر عام 1988م عن عمر يناهز 67 عاما وعندما توفيت حضرت الأميرات الثلاث بناتها إلي مصر لمصاحبة جثمانها ورحم الله الملكة فريدة ملكة مصر السابقة وأسكنها فسيح جناته فقد كانت ملكة أحبها شعبها وحزن على طلاقها وقد حافظت على ذكرى زوجها ملك مصر السابق منذ طلاقها وحتى وفاتها .