الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

"الربيع المرادى".. تلميذ الشافعى

-الربيع المرادى-.. تلميذ الشافعى
عدد : 03-2021
بقلم الكاتب/ ابوالعلا خليل

حضر الإمام الشافعى الى مصر عام 198هـ - وقيل عام 199هـ - وتحلق حوله طلاب العلم يقفون على داره ويلتزمون عتبة بابه ، يحفظون علمه وينقلون حديثه وكل أقواله ، وكان أجلهم وأبرزهم هو أبومحمد الربيع بن سليمان بن عبدالجبار بن كامل المرادى المعروف بالربيع المرادى – والمرادى نسبة الى قرية مراد بن ناجية قبيلة كبيرة باليمن.

يذكر السبكى فى طبقات الشافعية الكبرى ( ولد الربيع المرادى عام 174هـ وكان مؤذنا بالمسجد الجامع بفسطاط مصر المعروف اليوم بجامع عمرو بن العاص وكان يقرأ بالألحان ) .

ويستكمل ابن خلكان فى وفيات الأعيان ( والربيع المرادى هو الذى روى أكثر كتب الشافعى ، وقال الشافعى فى حقه : الربيع راوية كتبى ، ماخدمنى أحد ماخدمنى الربيع . وكان يقول له : ياربيع لو أمكننى أن أطعمك العلم لأطعمتك ) .

قال القفال فى فتاويه – والحديث للسبكى فى طبقاته – كان الربيع بطئ الفهم فكرر عليه الشافعى مسألة واحدة أربعين مرة فلم يفهم وقام من المجلس حياء ، فدعاه الشافعى فى خلوة وكرر عليه حتى فهم ، وقال فيه حساده : كانت فيه سلامة صدر وغفلة . وقلت الا إنها بأتفاقهم لم تنته به الى التوقف فى قبول راويته بل هو ثقة ، حتى كانت الناس تقدم راوية الربيع المرادى على رواية المزنى صاحب الشافعى وتلميذه مع علو قدر المزنى علما ودينا وجلالة.

يذكر د. صفى على محمد فى الحركة العلمية والأدبية فى الفسطاط ( ظهر أثر الشافعى ومكانته الأدبية الرفيعة فى تلاميذه الفقهاء فقد أصبحوا يروون الشعر وينشدونه ويستشهدون به على نحو ما كان يفعل الشافعى وبخاصة تلميذه الربيع المرادى )

ومن جميل شعر الربيع المرادى :

صبرا جميلا ماأسرع الفرجا / من صدق الله فى الأمور نجا
من خشى الله لم ينله أذى / ومن رجا الله كان حيث رجا

وللربيع المرادى فضل كبير فى انتشار مذهب الأمام الشافعى والمحافظة على علمه وكافة مصنفاته حتى قال له الشافعى وهو وسط أقرانه : ياربيع أنت أنفعهم لى فى نشر الكتب . وكأن الشافعى ينظر الى الغيب من ستر رقيق ، علم وفير وأجل قريب ولم يكن له من حافظ على ميراثه ، له قائم وعليه ذاكر الا الربيع المرادى . يخاطبه الشافعى : ياربيع مافى القوم أحد أنفع لى منك وددت لو حشوتك العلم حشوا . والربيع آخر من روى عن الشافعى .

ومن جميل مرويات الربيع المرادى عن شيخه الشافعى : قلت للشافعى : من أقدر الناس على المناظرة ؟ فقال : من عود لسانه الركض فى ميدان الألفاظ ، ولم يتلعثم إذا رمقته العيون والألحاظ .
سمعت الشافعى يقول : طلب العلم أفضل من صلاة النافلة .
سمعت الشافعى يقول : عليك بالزهد فالزهد على الزاهد أحسن من الحلى على الناهد .

عاش الربيع المرادى بعد وفاة شيخه الشافعى عام 204هـ يروى علمه وينشر كتبه الى أن أدركه أجله وطويت صحفية عمله يوم الأثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال سنة 270هـ وصلى عليه خمارويه بن احمد بن طولون – والحديث للمرحوم حسن قاسم فى المزارات الإسلامية – وشيعه الى مقره بقبة أستاذه الشافعى . وفى وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لأبن خلكان ( ودفن بالقرافة مما يلى الفقاعى فى بحريه فى حجرة هناك وعند رأسه بلاطة رخام فيها أسمه وتاريخ وفاته رحمه الله تعالى ).