الخميس, 2 مايو 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الدير الأحمر

الدير الأحمر
عدد : 03-2021
بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشاري ترميم الاثار

رحلتنا اليوم مباشرة إلى محافظة سوهاج وبالتحديد فى المنطقة الجبلية غرب مدينة سوهاج لزيارة الدير الأحمر الذى يعتبر تحفة معمارية تظهر فن الحضارة القبطية.

الدير الأحمر يعتبر من أهم المعالم الأثرية المتبقية من العمارة البيزنطية .. وقد وسمى بالأحمر لاستخدام الطوب الأحمر فى بنائه وأيضاً نسبة إلى أعمدة الجرانيت الأحمر الموجودة بداخله وهي نفس نوعية الصخور التي استخدمت في بناء المعابد الفرعونية.

الملكة هيلانا شيدت كنيسة الدير الأحمر على طراز كنيسة القيامة. وتعتبر كنيسة الدير الأحمر من أهم الأماكن القبطية في مصر، والتي تم تصميمها علي الشكل البازيليكي، والجزء المتبقي منها "الهيكل" يرجع تاريخه إلى ٥٠٠ سنة ميلادية وتنسب الكنيسة إلى القديس بشاي والقديس بيجول.

إن الدير بني على أنقاض معبد فرعوني، ويضم أعمدة من الطراز الفرعوني والروماني، فضلا عن النقوش القبطية

كان صحن الكنيسة متصلا مباشرة بالهيكل، حيث يقوم الكاهن بتقديم صلوات القداس، والآن يوجد حائط جديد يفصل بين الهيكل وصحن الكنيسة، وأضيف الحصن الموجود بالجهة الجنوبية، في القرون الوسطي، مع بناء حوائط صحن الكنيسة، والرسومات الجدارية لهيكل القبة ترجع إلى القرنين السادس والسابع الميلادي.

ويعد الدير الأحمر من المتاحف المفتوحة، للزخارف الجدارية التى مازالت تحتفظ ببهائها حتى الآن، وتصور مجموعة من أنبياء بنى إسرائيل، وصور تمثل باباوات الكنيسة فى فترة الإنشاء، وصور تمثل آيات من الإنجيل وقصص من العقيدة المسيحية مثل المسيح على العرش والعذراء المرضعة.

وبنى الدير على النظام الباخومى، أى نظام الشركة الرهبانية، كما بُنى على شكل بازيليكا ذات صحن طويل، ينتهى بجنبات الهيكل الثلاث، وهى تركيبة معقَّدة من الطاقات الحائطية والأعمدة والنحت وجميع أسطح وحوائط الدير مغطاة بالرسومات التى يتضح لنا من خلالها عظمة الفن القبطى فى ذلك الوقت.

وتظهر عظمة الفن القبطى فى الأيقونات الآثرية الموجودة فى الدير الأحمر؛ فهناك أيقونة القربانة المقدسة، وأيقونة للصليب والغطاء، وأيقونة الشبكة المطروحة فى البحر؛ وهى عبارة عن شبكة حلزونية ودوائر تمثل السمك وحمامة تمثل الروح القدوس، وأيضًا توجد صورة لجدول الضرب القبطى، وأيقونة العشاء السرى من القرن الثامن عشر الميلادى، وأيقونات آثرية أخرى جميلة جدًا.

أما الهيكل الأثرى فيستعمل حاليًا ككنيسة، وهو على شكل صليب وقباب بازيليكا، وبجوار القباب توجد مغارتان؛ واحدة قبلية والأخرى بحرية كانتا سكنًا للرهبان فى وقت من الأوقات، والجناح الشرقى للهيكل الآثرى يوجد به تاج الأعمدة القبطى على شكل ورق العنب، مع وجه نسر فى كل جانب منه يتوج كل أعمدة الهيكل، والجناح الشمالى يوجد به عمودان كبيران فى الناحية الغربية البحرية، وتاج العمود من الفن القبطى، والجناح الجنوبى به 12 عمودًا، وهم رمز لـ 12 رسول، ويوجد فى منتصف الهيكل عمود رخام كان يستعمل للإضاءة بالشموع أو بالزيت كقنديل.

ومازال قصر الملكة "هيلانة" أم الملك "قسطنطين" قائمًا فى قمة الجمال، وقد قامت ببناءه الملكة لما علمت بتجمع الرهبان فى هذه المناطق؛ فأمرت ببناء قصر لحماية الرهبان من أخطار البرية، ويرجع تاريخ هذا القصر إلى القرن الرابع الميلادى، ويتكون القصر من ثلاثة أدوار ويوجد به السور الآثرى، كما يوجد بداخل السور أيضا كنيسة آثرية صغيرة باسم السيدة "العذراء مريم"، وتم العثور على كنيسة قديمة بداخل السور الآثرى أيضًا، كما توجد خارج السور منطقة آثرية بها بئر آثرى وبقايا قلالى قديمة، وبعض الأنشطة مثل طحن الغلال ومعصرة زيتون.
 
 
الصور :