الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

«الطرابيش».. مهنة مهددة بالانقراض

«الطرابيش».. مهنة مهددة بالانقراض
عدد : 03-2021
بقلم المهندس فاروق شرف
استشاري ترميم الاثار

زيارة جزئية لشارع الغورية المتفرع من شارع الأزهر .. هذا الشارع الغنى بآثاره الإسلامية من مساجد وأسبله وكتاتيب وينتهى بباب زويلة المقابل لسوق الخيامية فشارع المغربلين العمودى على شارع محمد على معقل الفن أيام الزمن الجميل.

زيارة إلى أقدم محل لصاحب مهنة من خمسينات القرن الماضى .. هذا المحل إرتدى منه الملوك أمثال : الملك فاروق الأول ( ملك مصر والسودان ) والملك الحسن ( ملك المغرب ) وأيضا شيوخ الأزهر الشريف وكذلك بعض الوجهاء .. أقصد مهنة الطرابيش.

هذه المهنة الشهيرة التى إنقرضت من مصر والشرق الأوسط ولم يبقى لها إلا فى مصر صانع طرابيش واحد الذى نحن بصدد زيارته

كانت فى وقت من الأوقات مصدر دخل أساسى لأصحابها ورغم اعتماد أجدادنا وآبائنا عليها قديما إلا أنها أصبحت فلكلورا لها بقايا فى الأسواق القديمة .. وتنوعت هذه المهن ما بين يدوى أو على ماكينات صغيرة بدائية.

هو محل الحاج «أحمد محمد الطرابيشى» أقدم محل لصناعة الطرابيش فى قاهرة المعز، نجد أولاد الحاج الطرابيشى يعملون ومازالوا يمتهنون نفس المهنة التى كانت لجدودهم وآبائهم رغم وفاة صاحب المحل «الحاج أحمد الطرابيشى» لتنفيذ وصية والدهم الذي أوصاهم بعدم إغلاق المحل لعدم انقراض المهنة.

فقد كانت من المهن المحترمة في الأربعينات وكان الطربوش جزء أساسي من الزي ومع قيام الثورة ألغيت الطرابيش وبارت تجارة الطرابيش وكان أصحاب هذه المهنة من أعيان البلد ومن الرجال المحترمين الذين يتمتعون باحترام الجميع.

و من الأشياء الغريبة أن أصحاب هذه المهنة كانوا يتمتعون بالهدوء الغير عادي والصبر وطول البال وسمو الأخلاق لا أدري لماذا ، ومن العادات الغريبة في ذلك الزمان أن الشخص إذا مات يحمل في نعش علي الأكتاف إلي مثواه الأخير ويوضع علي خشبة مرتفعة نسبيا عن جسم النعش الطربوش الذى كان يرتديه أو العمامة أو الطاقية أو الشال ( التلفيعة ) التي كان يغطي بها رأسه لا أدري لماذا ؟ فهل توافقنى الرأى ليعرف المارة أن المتوفى رجل .. ربما.

فقد شاهدت أضرحة عليها شواهد فى نهايتها عمامة أو طربوش .. فى ضريح العائلة المالكة بمنطقة الإمام الشافعى وأيضا بأضرحة مسجد سارية الجبل بقلعة صلاح الدين.

فكان الطربوش ملازما لصاحبه في المقابلات الرسمية والمناسبات المهمة وفي الأعياد وفى أيام الزمن الجميل.

وتعريف الطربوش فى اللغة : يتكون من مقطعين :
طر = نبت الشعر ... بوش = القوم كثروا واختلطوا.

فى عصر محمد على "رائد النهضة الصناعية الحديثة فى مصر" أمر بانشاء مصنع للطرابيش بمدينة (فوه) بمحافظة كفر الشيخ عام 1828م، وكانت الخامات تستورد من الخارج.

فى عصر السلطان حسين بدأ " مشروع القرش" اى تجمع القروش من الشعب المصرى لعمل مصنع لصناعة خامات الطرابيش، سمى هذا المصنع "مصنع القرش" واطلق على الشاعر الذى اقيم به المصنع "شارع مصنع الطرابيش" وهو بميدان الحلبى بالقرب من ميدان الجيش بالقاهرة.

كان مكمل للزى لتلاميذ المدارس، حتى انه كان يستدعى ولى الأمر إذا لم يلتزم الطالب بإرتداء الطربوش .. وفى دواوين الحكومة لا يستطيع الموظف الدخول على مديره إلا وهو يرتدى الطربوش.

كان يصنع الطربوش من خامة "الجوخ" ويستخدم "الخوص" لوجود فتحات المسام اللازمة للتهوية .. وقد تستغرق صناعة الطربوش الواحد ثلاث ساعات كاملة.

عام 1962 صدر قرار بمنع ارتداء الطربوش فى الدواوين الحكومية والمصالح ورجال الشرطة والمدارس، ومنذ هذا التاريح وبدأ الطربوش فى الانقراض .. واصبح الطربوش مظهر من مظاهر الضحك حتى انه تم عمل دعاية مكثفة فى وسائل الاعلام وخاصة الصحافة من خلال الكاريكاتير "فاصبح الطربوش وسيلة للترفيه"
 
 
الصور :