الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

اثر الوجود الصليبى فى الشام على سيناء

اثر الوجود الصليبى فى الشام على سيناء
عدد : 04-2021
كتبت دكتورة / زينب المنسي

تقع سيناء في اقصى جنوب غرب آسيا. فهى نقطة التقاء أفريقيا وآسيا وبوابة كل منهما على الاخرى فمنها كان دخول الهكسوس والاشور والعرب لافريقيا ومنها كان خروج المصريين والمغاربة والاندلسيين الى اسيا اى كانت اسباب العبور فهى البوابة الرئيسية للقارتين الاقدم فى الدنيا

سيناء كانت مسرى الانبياء سار على ارضها ابراهيم وادريس وموسى وعيسى ويعقوب ويوسف وهارون سكنها الاولياء والرهبان والحكماء تجلى على ارضها الله عز وجل على ارضها عوقب اليهود العقاب الالهى فى الدنيا بالتيه

انها سيناء التى عبرها الفاتحون المسلمون ومنذ ان عبروها وزادت أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية إذ كان لابد من تأمين طرقها ودروبها فبها طرق الحج إلى الحجاز الذى كان يستخدمه مسلمو المغرب والاندلس ومناطق غرب ووسط السودان ومن ناحية أخرى، كان محمل الحج المصري ( الذى يحمل كسوة الكعبة وما يلحق بها) يخرج من القاهرة ليعبر ارض سيناء ويحتفل به فى كل مضرب .

ومنها كان خروج مسيحيوا المغرب والنوبة الحبشة للحج فى بيت المقدس كانت سيناء المدخل الشمالي الشرقي الذي يدخل منه الغزاة الى مصر فقد كانت سيناء المعبر المفضل للجيوش البرية دائما بسبب صعوبة سير الجيوش على أرض الدلتا إذا جاءت عن طريق البحر المتوسط ولو تحدثنا عن سيناء فترة الحروب الصليبية، لوجدنا انها عانت كثيرا رغم عدم سيطرة الصليبيين عليها فبعد احتلال الصليبيين مناطق في فلسطين والشام، صار الكيان الصليبي خطرًا على مصر. فتوقفت جميع مظاهر التجارة والقوافل عبر سيناء وكان لابد لحكامها الفاطميين أن يجردوا الجيوش للقتال ضد الفرنج الصليبيين؛

وكانت سيناء مسرحًا للحرب ،فمنذ اللحظة الأولى كان حلم الاستيلاء على مصر يداعب خيال الصليبيين … فهاجم الملك الصليبي "بلدوين" مدينة الفرما ودخل سيناء. ويحكى المؤرخ الصليبي "فوشيه الشارتري" أن بلدوين هذا كان يتنزه ذات مساء على ضفاف فرع النيل البيلوزي في سيناء ومعه عدد من كبار الفرسان، وصادوا كمية من الأسماك وأكلوها، وبعدها مات الملك بلدوين في مدينة العريش بعد أن استبدت به آلام مبرحة، ودفن في القدس، وقد بقيت أصداء هذه القصة في اسم بحيرة البردويل الحالية (وهو تحريف عربي لاسم بلدوين) والتراث السيناوى غنى فى كل اقاليمه عن هذا العملاق الاشقر ذوى العيون الزرقاء يخيفون به الاطفال ارى ان هذا العملاق ماهو الا رمز لفرسان الصليبيين الذين عاثوا فسادا فى سيناء

ولم يكف سراب الاستيلاء على مصر عن مداعبة خيال الصليبيين: فقد كانت مصر تعيش حالة من الضعف فى اواخر عصر الدولة الفاطمية حيث انتشرت المؤامرات والتنافس على السلطة بين الوزراء . وبسبب هذا التنافس والتنازع سنحت للصليبيين فرصة التدخل من ناحية، كما اغتنم الفرصة نور الدين محمود قائد الجبهة الإسلامية الفرصة للتدخل من ناحية أخرى، وجاء جيش الصليبيين بقيادة الملك الصليبي (عمورى فى المصادر العربية)، والجيش الإسلامي بقيادة أسد الدين شيركوه ومعه صلاح الدين الأيوبي، وتسابق الجيشان على أرض مصر خمس مرات على الأقل فوق أرض سيناء وانتهى الأمر بعد عدة تقلبات سياسية وعسكرية بظهور صلاح الدين قائدا لجبهة المواجهة مع الصليبيين … وفى تلك الفترة كانت سيناء أهم ميادين المواجهة العسكرية.

ولعل مغامرات ارناط أمير الكرك في شرق الأردن كانت اشهر الاحداث فى سيناء فقد شكَل ارناط تهديدًا خطيرا على القوافل بين مصر والشام عن طريق سيناء.

ففى سنة 785ه قام أرناط بحملة خرقاء كانت فكرتها تختمر في ذهنه منذ فترة. إذ إنه سار إلى أيلة بالقرب من العقبة على البحر الأحمر ومعه سفن مفككة محمولة على ظهور الجمال؛ وأعيد تجميعها وأنزلت في البحر الأحمر لتشن هجومًا على السفن التجارية، ثم تقوم بعملية إنزال على ساحل الحجاز بقصد هدم الكعبة ونبش قبر الرسول عليه الصلاة والسلام. وعلم صلاح الدين بالأمر وهو في بلاد الشام فأمر بالقضاء على الأسطول الصليبي، وقتل رجاله، وتم بالفعل تدميره وأسر من بقوا من بحارته على قيد الحياة، ولكن ما يزيد على مائة وسبعين فارسًا من الصليبيين كانوا قد نزلوا بالفعل على الساحل وبدأوا يسيرون باتجاه المدينة المنورة، وطاردهم فرسان صلاح الدين حتى قبضوا عليهم وتم ذبح اثنين منهم مثل النعاج، وأعيد الباقون إلى مصر حيث أمر السلطان صلاح الدين الأيوبي بقتلهم. وعاد ارناط الى جنونه وعبثه المعهود وهاجم قافلة تجارية على الرغم من الهدنة التي كان صلاح الدين قد عقدها مع الصليبيين، وكان ذلك مبررًا لصلاح الدين لكي يشن هجومه على الصليبيين وإلحاق الهزيمة بهم في معركة حطين سنة 1187م التي كانت معركة كارثية بالنسبة لهم: فقد تم أسر الملك الصليبي وجميع قادة جيشه في المعركة وكان أرناط من بينهم، وأطاح برأس أرناط السلطان صلاح الدين وفاء لعهد كان قد قطعه على نفسه وقد حاول الصليبيين دخول مصر بعيدا عن سيناء فى الحملة الصليبية الخامسة، والحملة الصليبية السابعة والتى اسر قائدها الملك الفرنسي لويس التاسع في المنصورة، ومن الممكن ان نرجع جزء من فشلهم فى المرتين إلى عدم ملاءمة أرض الدلتا لزحف الجيوش البرية وبعد الايوبيين جاء المماليك (1250– 1517م) وشكلت سيناء اهمية قصوى لهم فكانت ممرا لعبورهم وانتصارهم فى عين جالوت وكذلك لاستئناف جهادهم ضد الصليبيين مما انعش حركة تجارة اسواق الغناءم عند عودتهم من خلال سيناء وكذلك عودة طرق التجارة والحج بعد الانتصار على الصليبيين .