الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قيامة أوزير

قيامة أوزير
عدد : 05-2021
محمود فرحات يكتب:

التحيات لك يا أوزير، أيها العائد من الموت، يا سيد العالم الآخر، أيها القاضي في محكمة الموتى، التحيات لك يا أوزير فمعك النجاة، وبقربك النعيم، وتحت عرشك الأخروى مقر الأبرار..

قُتل أوزير على يد أخيه ست، وعاد للحياة بعد أن جمعت أشلائة زوجته إست، وأصبح أوزير ملك العالم الآخر، وفي كل عام كان يحتفل بميلادة بغرس شجرة، ويحتفل بعودته للحياة بأقامة عمود چد..

تقول الأسطورة أن أوزير عاد من الموت في اليوم الثامن من مقتله حيث أختفى جسده ثم عاد للظهور.. وكان يتم الإحتفال بعيد قيامة أوزير عند معبده في أبيدوس، وكان يستمر لثلاثة أيام وسط حضور المؤمنين وتراتيل الكهنة بملابسهم البيضاء، وتمثيل مأساة قتل أوزير وإختفائة والبحث عن جسده الطاهر، وفي ثالث الأيام يقام عمود چد كرمزية لقيامته المجيدة وسط تهليل وفرح الحضور..

كان أوزير هو خلاص البشر من الفناء الأبدي، فمن عمل صالحاً كان في معيته، وتحت عرشه، ونجى من المحاكمة التي تتم كانت في ساحته، ففي الإتحاد معه يصبح المتوفي (ماع-خرو) أي مبرأ وطاهر، لذلك حرص المتوفي على الإبتهال له قائلاً: "يا أوزير جئتك بالقمح والشعير من حقول الإيارو، أوزير لقد جئتك بعد الحصاد، أوزير لقد جئتك لأقدسك، أوزير لقد جئتك بعين حور المكحوله، أوزير جئتك بعين حور لتتزين بها.." الفصل 173

وكان نصب عمود چد رمزيه لعودة أوزير وقيامته من الموت، وتقليد لما قام به منذ الأزل حور إبن أوزير، لذلك كان لزاماً على الملك المصري والذي يجسد حور على الأرض أن يقيم عمود چد في مشهد تمثيلي يحاكي فيه حور، تكراراً لنموذج الزمن الأول، وكان الهدف من ذلك كان تحقيق الثبات و الإستقرار، وحفظ مصر والكون من السقوط في هاوية الفوضى والظلام

وعمود چد هو مجموعة من فقرات أوزير او عمودة الفقري الذي بأقامته تتحقق قيامته، ويعتقد أن شعيرة نصب عمود چد مرتبطة بحصاد القمح حيث كان الإحتفال بطقسة إقامة عمود چد تتم بعد موسم حصاد القمح، فيقوم الفلاحين بجمع القمح في هيئة حزم مربوطه بشكل رأسي في الحقول، بما يفيد أن إنتصاب هذه الأعواد قائمه في وضع راسي يعني الحياة والتغلب على الموت والسكون والفناء، ومنه أتت فكرة إنتصاب عمود چد لتدل على إستمرارية الحياة.

يقول (رندل كلارك) حول طقسة قيامة أوزير وطقسة اقامة عمود چد : "لم ينهض أوزيريس ويغادر قبره أو العالم السفلي في صورة رجل نشط إذ نرى في لاهوته المكتمل أن روحه هى التي تحررت لترقى الى السماء في صورة نجم أو تندمج لتتجسد في قوى لحياة التي تعمر السنة التاليه، وجاوز أوزيريس نطاق أسطورته، إذ مثل روح الحياة ذاتها كما تتجلى في نمو النباتات وفي بذر الإنسان والحيوان، وكان أعظم ما حققه المصري في ديانته من إنجاز هو تحويل هذا الإله الذي يرعى الخصوبة بصفه عامة إلى مخلص للموتى أو بمعنى أدق منقذهم من الموت.. لقد آمن المصريون القدماء بأنهم سيواصلون الحياة في روح أوزيريس لذا كانت قيامة أوزيريس لب الحياة العاطفية، والحقيقة التي إرتكز حولها بنية الكون، وللتعبير عن هذا الكائن الهائل إستخدموا رمز مستمد من ماضيهم شبه المنسي وهو عمود خشبي سموه عمود (چد) والتي تعني الثبات أو الإستقرار"
 
 
الصور :