الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

اعتذروا لأنفسكم

اعتذروا لأنفسكم
عدد : 05-2021
كتبت/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com

الزمن هو الشىء الوحيد الذى يمتلكه جميع البشر بالقدر نفسه دون زيادةٍ أو نقصان ؛ فالكل منا أربعا وعشرين ساعة فى يومه الواحد، ولكن الفارق الوحيد بيننا هو كيفية استغلال هذا الوقت، وتنظيمه، ليصبح سرا من أسرار النجاح .. الذى يعد سببا فى رقي وتحضر الدول المتقدمة ومنها اليابان التى قدمت لمواطنيها وللعالم أجمع مؤخرا اعتذارا رسميا فى مؤتمر صحفي بسبب تأخر أحد قطاراتها عن موعد الوصول دقيقة واحدة ، ولم تتقبل اعتذار السائق الذى اضطرته آلام بطنه للتوجه الى المرحاض لمدة ثلاث دقائق وتسليم دفة القيادة للقطار فائق السرعة إلى عامل التذاكر، بل توعدته بتوقيع العقوبة، مؤكدة حرصها التام على ضمان سلامه ووصول القطارات في المواعيد المحددة. .. هذا التصرف المسؤول يبرز لنا مقدار تحضر الدول المتقدمة، ومدى حرصها على سلامة وأمن الافراد وضمان عدم ضياع وقتهم الثمين ولو دقيقة واحدة.

وأنا اليوم لست بصدد الحديث عن تأخر مواعيد قطاراتنا ومرارة حوادثها فأسبابها قتلت بحثا ودراسة والمسؤولين ولله الحمد قرروا أخيرا الانصياع للمطالب الشعبية وبدأت الحكومة تنفيذ خطة تطوير منظومة السكك الحديدية ككل ، أيضاً لن أحدثكم عن مئات الأهالي المغيبين عن سلوكيات أطفالهم الذين يقذفون القطارات بالطوب متجاهلين كوارث أفعالهم فى حق سائقي القطارات والركاب فالعقوبة القانونية تصل الى "أشغال شاقة" ولا ينقصها إلا صرامة الحكومة فى التنفيذ !!!

إنما تحدونى الرغبة فى أن أحدثكم عن حق سلامة الأفراد لدى بعضنا البعض في الحياة بصفة عامة وفى زمن جائحة الكورونا بصفة خاصة، فهذه هى المرة الثانية خلال عام التى أوثق فيها شهادتى أمام الله جلّ وعلا أولاً وأمامكم ثانياً حول استنكارى الشديد لسلوك الملايين فى عدم ارتداء الكمامة أو التهاون فى ارتدائها بالطريقة الصحية السليمة سواء فى المواصلات او دور العبادة او البنوك او الجامعات أوالمدارس أو الصيدليات أوالمستشفيات أوالجهات الحكومية، وكأن هناك لهو شيطانى خفي يلعب بعقول الملايين من المصريين ويعمى أبصارهم ويميت ضمائرهم، لإضاعة الوقت الذى هو عمر الانسان في الفقر والجهل والمرض!!!

انتبهوا جيدا ، وانظروا داخل أنفسكم لتتبينوا حجم الكوارث المنتظرة بسبب التهاون في اتخاذ أبسط الاجراءات الاحترازية التى من شأنها المحافظة على حياتكم وحياة الآخرين معكم، فقد اكتفينا من الوجوه الساخرة الرافضة الى الان لارتداء الكمامات ،أيضا سئمنا من فلسفة الجهلاء الساخرين من قرار غلق الكافيهات في التاسعة مساءا ، ولسان حالهم يقول :"هو فيروس كورونا بياخد أجازة الصبح وينشط بالليل؟!" ، متجاهلون أن نسب إشغال الكافيهات تصل الى الحد الأقصى في الفترة المسائية وليس الصباحية، كما أن الأمر لا يعدو إلا رغبة محمومة لدى أصحاب الكافيهات منذ زمن بعيد في تحقيق المزيد من المكاسب المادية حتى أنه تجرأو على حرمات الطريق وأخذوا يكدسون الكراسي والترابيزات ملء أرصفة المشاة دون أدنى مراعاة لحقوق الأفراد في السير الآمن أو أهمية الالتزام بالمسافات الآمنة مما يشكل خطورة حقيقية في ارتفاع معدل الاصابة والوفيات في مجتمع بلغ تعداده أكثر من 100 مليون نسمة ، وديونه الخارجية تجاوزت 125 مليار دولار ،وتواجهه مشكلات مصيرية مفزعة !!!

اليابان - مش كوكب تانى- انما دولة تحترم الحق في البقاء والحياة دون التعرض لمعاناة يمكن تلافيها ، وحينما تخطىء تعتذر، فالاعتراف بالخطأ خصلة حميدة لا يعيها الغافلون، ولايوجد عندها أحد فوق القانون ، ونحن حكومة وشعبا قبل الأخر مخطئون في الكثير من حاضرنا، وأولى لنا بالاعتذار لأنفسنا بأفكار بناءة وسلوكيات متحضرة قبل فوات الآوان.