بقلم دكتورة/.زينب المنسى
التسمية
يرجع مسمي اللبان الي أحد الشيوخ المتصوفين المعروفين وهو الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد المؤمن بن اللبان الأسعردي والذي ولد بدمشق عام 685 هـ، وتلقى علومه بالشام فتبنى المذهب الشافعي ثم حضر الإسكندرية التي عاش بها وكان أحد علمائها حتى توفي بها عام 749 هـ. ولعل تلك الرواية تؤكد مدى سماحة وتعاطف اهل الاسكندرية وحبهم للعلم والعلماء حيث كانت المدينة معقل المذهب المالكى ومقر مدارسه وشيوخه الا ان ذلك لم يمنع استقبال شيخ شافعى والاحتفاء به لدرجة اطلاق اسمه على منطقة كاملة وجدير بالذكر ان المنطقة التى نزل بها الشيخ وعموم الاسكندرية ظلت على المالكية بعد رحيل الشيخ لعدة قرون ولم ينتشر فيها المذهب الشافعى .
الموقع
يقع حى اللبان غرب الاسكندرية فى مواجهة ميناء الاسكندرية وتشترك حدوده مع خمسة تقسيمات ادارية هى اقسام الجمرك والمنشية والعطارين وكرموز ومينا البصل .
التقسيم الادارى
ينقسم حى اللبان الى شياخات اللبان(الورشة) .الجنينة الصغرى وكوم بكير .الجنينة الكبرى وسوق المعيز .الحارةالواسعة التخشيبة .السكةالجديدة الطرطوشى .الصابورة.النجع القديم .النجع الجديد .باب سدرة الجوانى .الفراهدة .سوق الجمعة والمنير .مشمس البصل
النشاط الاقتصادى
كان لموقع حى اللبان اكبر الاثر فى تميزه فقد اصبح الحى سوق تجارى كبير لكافة انواع السلع يقصده اهل الاسكندرية والاقاليم المجاورة حتى ان الاجانب قصدوه اثناء استراحة السفن فى الميناء ومن اهم السلع التى تميز بها الحى مصنوعات الجلود والاغنام والصناعات المعدنية ومنتجات الاخشاب ومؤخرا الصناعات الكهربية ويشتهر الحى بانتشار شون تخزين القطن وكذلك ورش اصلاح للسفن وكذلك اشتهر حى اللبان بصناعة البسطرمة .
عبقرية الموقع
كان لبعد حى اللبان عن فرع رشيد والذى يمر بالقرب من شرق الاسكندرية اكبر الاثر فى الاهتمام بانشاء الصهاريج اسفل شوارع الحى وهى عبارة عن سراديب وانفاق لتخزين مياه الامطار ونقلها بين انحاء الحى وتعود تلك الصهاريج الى الفترة اليونانية والرومانية ساعد على نجاح فكرة الصهاريج جغرافية المكان وتضاريسه حيث وجود العلوات التى دفعت مياه الامطار للنزول كالشلال للسهل مما سهل حفر مايشبه البالوعات لنقل المياه الى الصهاريج ومن اهم العلوات المعروفة بحى اللبان منطقة كوم الناضورة وتعنى كوم الناظورة مع إبدال الظاء ضاد كعادة العرب فتحولت الى الناضورة ويسكنها الناضورجى حيث تم بناء برج اعلى قمتها لتوجيه وارشاد السفن من ناحية وللتحذير من اى هجوم بحرى من ناحية اخرى .
نعود الى موضوع الصهاريج الذى كان نتاجا طبيعيا لوجود تلك العلوات وكذلك لضرورة تخزين مياه الشرب لضمان إمداد المدينة مع إتساع حى اللبان تضاعف عدد الصهاريج. والتي ظل بعضها قيد الاستخدام حتى عام 1896. وكانت الصهاريج تملأ بالمياه في وقت فيضان النيل عن طريق الترع و القنوات من الفرع الكانوبي للنيل (فرع رشيد) و أهمها قناة شيديا.
معظم الصهاريج تتكون من طابقين أو ثلاثة أو أربعة ومن *اهم صهاريج حى اللبان*
صهريج الباب الأخضر
يقع صهريج الباب الأخضر بشارع الباب الأخضر و شارع الكوبري القديم- – قسم اللبان – حي الجمرك ,يرجع تاريخ إنشاء الصهريج إلي العصر الإسلامي علي الأرجح و يطلق عليه صهريج “الغرابة” يتكون من طابقين مقسمة إلي سبعة أروقة عرضية تتقاطع مع سبعة أروقة طولية، بمنتصف الصهريج فتحة مربعة كانت تستخدم كشخشيخة للإنارة و التهوية ، أستخدم في بناء الصهريج الحجر الجيري المتوسط الحجم و قد تم البناء بطريقة منتظمة و كسيت جدران الصهريج بطبقة من الملاط و المصيص الوردي لمنع تسريب المياه بباطن الأرض
صهريج إبن بطوطة
يقع بحي الجمرك قسم اللبان أنشأ في العصر المملوكي و أطلق عليه إبن بطوطة نسبة إلي الرحالة الشهير حيث أنه عند نزوله إلي الإسكندرية أقام في هذه المنطقة و قام المصريين بإطلاق أسمه علي هذا الصهريج تخليدا لزيارته. ويعتبر من الصهاريج العمومية التي تزود الإسكندرية بالمياه و يتكون من طابق واحد و هو من الداخل مستطيل الشكل يتكون من سبعة أروقة تتعامد فيما بينها مع ثمانية أروقة
صهريج دار إسماعيل
يقع أسفل شارع شريف(الخديوي سابقا) أمام مستشفي دار إسماعيل للولادة ، أنشأ في العصر المملوكي ، و أطلق عليه صهريج دار إسماعيل لوقوع جزء منه بداخل حرم المستشفي ، و يعتبر من الصهاريج العامة و هو مستطيل الشكل و يتكون من طابقين من الحجر الجيري المغطي بأكمله بطبقة من الملاط و المصيص الوردي ليقاوم تأثير المياة. أستخدم الصهريج في الحرب العالمية الثانية كمخبأ مما أستدعي بعض التعديلات عليه.
المساجد والاضرحة
ينتشر فى حى اللبان المساجد والاضرحة التى تحمل اسماء الصحابة والتابعين وكبار المرابطين والمتصوقة ..سيدى العمرى..سيدى محمد الاشمونى ..سيدى البردى ..سيدى المنير.. وجامع نظير ..ابن تيمية ..سيدي عماد ..الفحام ..سيدى اسكندر ..سيدى االواسطى..العريان ..سيدى خضر الطعان ..متولى شعيب ..سيدى سعيد ..الكسفريتى..سيدى ونس ..القاضى سند ..سيدى محمد الطرطوشى...الطورينى ..رمضان شحاته... البعض من تلك الاسماء مدفون بالفعل فى مكانه والبعض الاخر ضريح رؤيا اقيم تبركا بالشخصية لكنه لم يزر الاسكندرية ابدا
حى اللبان فى القصص الشعبى
تنتشر الحكايات الشعبية فى منطقة اللبان ولعل اهمها حكاية ريا وسكينة اللتان اتخذتا من جوار قسم اللبان مسكنا لهم ولايزال اطلال منزلهم موجود حتى الان ولكن تم نقل قسم اللبان ،وكذلك يذخر حى اللبان بقصص ابناؤه الشجعان فتوات اللبان ولعل اهمهم فتوة اللبان " سلامة سالبو " ولم يكن سالبو مجرد فتوة عادى يفرض الاتاوات ولكن كان له دور وطنى واجتماعى ففي عام 1910 قام باغلاق قسم شرطة اللبان وطرد الضباط الإنجليز من نقطة شرطة بعد اعتداؤهم على الاهالى |
