بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشاري ترميم الاثار
محافظة الأقصر الرائعة يطلق عليها أرض الأجداد لأنها منفردة بها ثلث أثار العالم وما تحويه من كنوز ثمينة من المعابد والمقابر وأهرامات أثرية تتحدى بها العالم فى الحضارة المعمارية لدرجة تدريسها فى بعض الجامعات الاوروبية والأمريكية الجنوبية ومازالت لغزاً محيراً فى عظمة هندسة البناء.
ونقوم اليوم بزيارة إحدى المعابد التى قد لا يعرفها معظم المصريين .. أتكلم عن معبد الطود.
ما هو معبد الطود؟
هو معبد صغير من الطوب اللبن اكتشفت خبيئته عام 1963 بواسطة العالم الفرنسي بيسون تعود للقرن الخامس الميلادى.
متى بنى معبد الطود؟
تم تشييده في عهد الأسرة الرابعة، لعبادة الإله "مونتو" إله الحرب، وهو الإله الذى عبد في جنوب طيبة بمدينتي الطود وأرمنت، واعتمد فى بنائه على الحجر الرملى؛ لقربه من محاجر الحجر الرملى فى إدفو بأسوان.
ما هو الإلة "مونتو"؟*
"مونتو" أو مُنتو إله للحرب على شكل صقر فى الديانة المصرية القديمة، ومونتو إله عتيق، ويعنى اسمه البدوي أو (وهو الأدق) الهائم على وجهه، وفى الأصل كان مظهرا من مظاهر تأثير الشمس الحارقة
المعبد له مدخل شاهق الارتفاع على هيئة صرح، في قمته مرسوم طائر كان يسمى "نخبت" على هيئة جناحين يتوسطهما قرص الشمس، وقرص الشمس في مصر القديمة كان يرمز إلى الإله رع، والجناحان يرمزان إلى الحماية، أي أن المعبد في حماية الإله رع، وأبواب المعبد بنفس ارتفاع المداخل وكانت معظم الأبواب فى مصر القديمة مصنوعة من شجر الأرز المغطى بصفائح ذهبية
سمى بهذا الاسم نسبة إلى قرية الطود بالأقصر، والطود كلمة عربية تعنى الجبل الشاهق فى الارتفاع، إذ توجد إلى الآن منطقة صحراوية تُسمى هضبة الطود وهي منطقة مرتفعة عن مستوى سطح المدينة
الجزء الأكبر من المعبد يعود لعهدى كل من منتوحتب وسنوسرت الأول، والمعبد الآن أغلبه مهدم، إلا أن بقاياه تشير إلى فترة أقدم من عهد الملك أوسركاف من الأسرة الخامسة، إلى جانب بعض الإضافات فى المنطقة من عهد الدولة الحديثة وعصور أخرى تالية.
لكن قامت أخيراً إدارة المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار برفع الأحجار المنقوشة بالمعبد على مصاطب لعرضها فى المتحف المفتوح داخل المعبد، كما سيتم تمهيد ممرات حجرية لعمل مسار للزيارة يبدأ من المدخل الحالى للمعبد مروراً بهذا المتحف المفتوح، بالإضافة إلى أنه تم تصميم ووضع لوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية لتسهيل عملية الزيارة للجمهور، كما تم تطوير البوابة الحالية للمعبد لتصبح بالشكل اللائق بما يتناسب مع الأهمية الأثرية للمنطقة، كما تمت إزالة جميع الحشائش الموجودة بكثرة داخل وحول المعبد،
|
