بقلــــم الدكتـــورة / إينــــاس توفيــــق
ان السفر يعد من العلاجات النفسية التي قد تكون مفيد حتى للأشخاص الذين يعانون من الخرف لان من أهم فوائد السفر وهي اعادة هيكلة عقلك و يحدث ذلك عندما تتغير المحفزات والبيئة والناس ، حيث ان التحفيز الحسي والمعرفي مهم للصحة العقلية، و ان في غياب الأنشطة والتجارب المحفزة ، يشعر دماغنا بالملل وينام، كما تطلق تجربة السفر الدوبامين و السيروتونين و الأكسيتوسين التي تؤدي إلى شفاء أجسامنا وجعلها تعمل بشكل جيد.
إن السياحة التي أقصدها هنا ليست سياحة الاماكن والمعالم الأثرية ومظاهر الجمال الطبيعية والصناعية ولكن أقصد هنا السياحة البشرية وهي التي تعطي طابع لكل بلد تختلف عن الأخرى باختلاف ثقافتها وعاداتها ولغتها بل أقصد سياحة شعب وثقافة مجتمع من عادات وتقاليد فقد اشتهرت مصر دونا عن أي بلد أخرى بالسياحة البشرية وهي حب السائح لزيارة مصر والعيش فيها وعدم الرغبة في مغادرتها ليس للمظاهر والآثار وانما لسحر طيب العيش فيها وحسن استقبال أهلها وكرمهم ولين التعامل فهو شعب يتسم بطيب الخلق والعاطفة والمحبة إنه شعب فيه ألفة تشعرك أنك بين أهلك ، فالسياحة الحقيقية هي زيارة ثقافة مجتمعية جديدة لتتعرف على أهلها وطبائعهم وسلوكهم لتفهم العالم من حولك وتعرف كيف يفكرون ويعيشون هذه هي الثقافة الحقيقية ... هذه هي السياحة الحقيقية وأن الاهتمام بوعي المجتمع في مجال السياحة وذلك من أجل إيجاد صناعة سياحية راقية.
نستطيع القول أن مصر هي وطن ثاني لكل من يزورها ولا يحب مغادرتها ليس فقط بسبب جمال تاريخها وحضاراتها ولكن الأهم من ذلك هو طيب العيش فيها وجمال شعبها لما فيهم من روح الدعابة والوسطية في كل شيئ إنه شعب لديه مرونة وقدرة على التكيف مع الاخرين لديهم كرم للضيافة وحسن التعامل، شعب يتحلى بالأخلاق الحميدة .
في الحقيقة من لم يأتي إلى مصر لم يفهم معنى السياحة البشرية الحقيقي ، أيام قليلة في مصر قادرة على أن تجعلك لا تحب مغادرتها، وتدفعك للعودة اليها مرة أخرى.
إن ادراك الفرد أن السياحة البشرية تحقق الرفاهية للمجتمع ، فهي تتيح فرصة الراحة والاستجمام مما تؤدي إلى استعادة اللياقة الذهنية والعصبية ، ورفع من مستوى الصحة النفسية
ولازال لدينا الكثير والكثير لنقوله عن شعب مصر وعن الجميل في كل بلد و شعبه لتتعرف أكثر عن جمال البلد التي تحب أن تقوم بزيارتها.
|
