الأحد, 28 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الإلحاد نغمة نشاز في سيمفونية الحضارة

الإلحاد نغمة نشاز في سيمفونية الحضارة
عدد : 11-2023
بقلم / ماجد الحداد


ظل الاعتقاد في وجود خالق مرتكز حضاري مهم حتى في العصر الحديث .و في السويد أكثر البلدان انتشار اللادينية فيها بنسبة ٥٥٪ يعتقدون بقوة ما وراء الوجود خلقت العالم .

طبقا لإحصائيات جالوب في ٢٠٠٨ ،،ومركز بيو في عام ٢٠١٠ و بالطبع النسبة قد تكون ارتفعت الآن في خلال ١١ عاما من تأثير المعلوماتية من الانترنت على المجتمعات .

الغريب أن الاحصائيات في الصورة بالنسبة للصين غير دقيقة ، حيث أن كثيرين للاسف يعتبرون أن الكونفوشية والبوذية ملحدة وهذا غير صحيح بتاتا ويعرفه اي باحث في الأديان والانثروبولوجيا . فالصينيون الكونفشيوين وكل الشعوب التي اعتنقتةالبوذية . لديها اساطير خلق ولديها مصير في عالم غيبي خيالي سواء بالتناسخ او النرڤانا او مقدس كطوطم الاجداد وطقوس احترماها وطلب البركة . والاهم منهم و تصنع لهم صور او تماثيل في البيوت . يعني تحمل قواعد الاديان الالوهية . لكن الفلسفة العامة لها تركز على الطقس العملي بضمان ان ( الطاو ) او ( الدارما ) ستحقق النتيجة الغيبية الالهية تلقائيا بدون التوسل للاله مباشرة .. وهذا ليس الحادا .

الايمان بقوة خالقة خلقت اكون _ سواء اكانت مشخصة او مطلقة لا يمكن تشخصيها صفة اصيلة في غريزة البشر جميعا لذلك يستعيض بعض اللادينين عن الاحساس بتلك القوة باسقاطها على قوة اخرى غير ذات طابع ديني بدات الكون وهو ما يفسر لماذا نجد ملحد او لاادري او ربوبي يعتقد بطقوس الطاقة والتشي واليوجا الاسيوية ويعتقد في كيانات غير مرئية مثل الفضائيين او مخلوقات نورانية او ارباب كوكب نيبيرو وكل كوكتيل اساطير القدماء المعدلة عصريا ليملأ اللاديني فراغه العاطفي نحو المجهول وتاكيدت على قدىته على اتحكم في حياته . تماما مثلما يفعل المتدين من اي دين سواء استعان بمؤسسته الدينية او استعان بسحرة او عرافين ..
الفرق في توجيه الايمان والدين .

ويفسر ايضا لماذا لم توجد حضارة في التاريخ لها طابع ديني تعريفي مميز لتلك الحضارة والتي ترنكز اساسا على كينونة غيبية عظيمة لها اسطورة تاسيسية سواء كانت في : مصر ، الرافدين ، الصين ، الهند، اليابان ، اليونان ، كل شعوب اوروبا والامريكتين .. الخ . بغض النظر ان هناك حضارات كان الدين هو نفسه علمها الكوني الدنيوي ذاته وما يحركها كالحضارة المصرية والرافدية والهندية لكن جميعا يشتركون سواء كان هناك الهة ام لا بعامل مشترك ختى لو كان تصوره افتراضيا ليبني عليه العقل فكرة البديهة الاولى او المسلَّمة الاولى لقضية الوجود داخل المنطق الانساني حتى لو اكتشف العلم سبب وجود الكون قبل الانفجار العظيم دون الحاجة لفرضية الخالق . سيظل المخ الانساني يتعامل مع هذا المبتدأ الاوحد انه العظيم الذي خلق ولا يمكن ادراكه وهي صفة مشتركة بين المصريين _ في متون الاهرام مثلا _وبين الرؤية الهندية البراهمية ، وبين فلسفة وجود الخالق الاوحد العظيم لدى شعوب استراليا الاصلية كمثال ، وقد نسميه جميعا اسما اتفقنا عليه لان تقرييا كل مجتمعاتنا المؤمنين بالاديان الابراهيمية تتعامل مع اسمه الديني وهو : { الله } .

هذا فرق شاسع بين تلك الفكرة وبين الدولة السياسية الدينية التي يعتمد دينها او نصوصها او تفسير نصوصها على الاغارة والقمع والاحتلال مثال اسهر كيان نعرفه الان في العالم . والكيان المقابل له في الاديان .