تأليف : سلمان رامس
مكتبة مؤمن قريش
الطبعة الأولى
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣م
مقدمة
بلاد البحرين تلك المنطقة الجغرافية التي تمتد في الجزء الشرقي للجزيرة العربية على سواحل الخليج العربي وتضم العديد من المدن العامرة ذكرت في المصادر التاريخية والجغرافية العربية واللاتينية وغيرها، والقطيف أهم هذه المدن، وفي هذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ، سوف نتناول هذه المنطقة وتحديدها جغرافيا ولغويا، مع ذكر الآراء المختلفة فيما يتعلق بالبحرين والقطيف والخط وما يحتويه هذا الإقليم من مدن وقرى.
وسندرس الحالة الفكرية في المنطقة، وأهم الديانات فيها ومن أين وصلت وكيف انتشرت بعد أن نتكلم عن مجئ قبيلة عبد القيس للبحرين واستقرارها وعلاقتها بالقبائل الأخرى، وأهم رجالات هذه القبيلة وأعلامها ودورهم في صناعة تاريخ المنطقة والتاريخ الإسلامي.
و نناقش دخول البحرين في الإسلام طواعية من دون قتال، وتميزهم في ذلك على جميع القبائل العربية ومناقشة الأحاديث الواردة عن الرسول الأعظم فيهم باعتبارهم أنصار الملة وحماة الإسلام والعون والمدد.
ثم نناقش أخبار ما يسمى بالردة، وكيف كان والضع القائم في تلك الفترة الزمنية الحرجة وإلى أين اتجهت الأمور وكيف انتهت.
ثم نناقش نقاطا في غاية الأهمية، فيما يتعلق بالدور الريادي والكبير الذي قام به سكان بلاد البحرين (القطيف وهجر) خاصة في الفتوحات الاسلامية، في إيران وبلاد السند والهند، وتوضيح إسهامات قبيلة عبد القيس، وبني بكر بن وائل والازد في نشر الاسلام شرقا.
بعد ذلك نناقش الوضع السياسي لبلاد البحرين في العهد الأموي، والاضطرابات التي قامت ضد الحكم الأموي، والانتفاضات المتتالية لسكان المنطقة.
بعد ذلك نتكلم عن أعلام القرن الأول الهجري، محل دراستنا من قبيلة عبد القيس، موضحين اسهاماتهم في نشر الاسلام والفتوحات والحروب التي قادها الرسول ومن جاء بعده متبعين التسلسل الأبجدي من أبان العبدي حتى نهار العبدي.
ثم نطرق موضوعا هاما للغاية عن الأهمية الاقتصادية للقطيف وهجر وبلاد البحرين عامة، ودورها الفاعل في إمداد الدولة الإسلامية في عهد مؤسسها الرسول الأعظم والخلفاء من بعده، ونوضح الأهمية الكبرى لأموال إقليم البحرين في الهيكلة الإقتصادية للدولة الاسلامية، حيث تسعفنا النصوص الصريحة في عهد الرسول والفترة التي أعقبته، والتي تبين الأهمية الاقتصادية لهذه المنطقة.
وفي نهاية الكتاب نعدد الولاة الذين تولوا إقليم البحرين، محاولين إعطاء صورة موجزة عن حياتهم، ودورهم في التاريخ الإسلامي، مناقشين الاختلافات التي تقع بين المؤرخين في توليتهم بلاد البحرين، والفترة الزمنية التي تسلموا فيها هذا الإقليم.
ونتمنى من الله أن نكون قد بينا جانبا مشرقا من تاريخ المنطقة، وابرزنا دور هذا الإقليم في التاريخ الإسلامي، فلم تكن القطيف وهجر وبلاد البحرين عامة يوما من الأيام منزوية بعيدة عن الأحداث، ولم تكن يوما منطقة هامشية بعيدة عن الصدارة، ولم تكن يوما في موقع المفعول، بل كانت في قلب الحدث وفي موقع الصدارة، وكانت بحق فاعلة في تاريخ الإسلام يشهد لها التاريخ. |
