الاثنين, 29 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

طلحة بن عبيد الله

طلحة بن عبيد الله
عدد : 12-2023
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"


طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر وهو المكنى بقريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو من نسل نبي الله إسماعيل عليه السلام التيمي القرشي رضي الله عنه صحابي جليل من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ضمن العشرة المبشرين بالجنة وهو يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد السادس مرة بن كعب ويلتقي أيضا نسبه مع الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في جدهما الثاني عمرو بن كعب بن سعد وهما ينتميان إلى بني تيم أحد بطون قبيلة قريش وكانت لهم منعة وكان فيهم تنظيم الديات والغرامات بين قبائل العرب في الجزيرة العربية وكان منهم غير الصحابي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه والخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبناء أبي بكر الصديق عبد الرحمن وعبد الله ومحمد وإبنه القاسم والسيدة أسماء والملقبة بذات النطاقين وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم جميعا وكان أبوه عبيد الله بن عثمان من أكابر قريش وكان يعمل بالتجارة فكان يذهب إلى الشام لشراء البضائع ويعود بها إلى مكة لبيعها في أسواقها وكون من خلال ذلك ثروة كبيرة وورث عنه طلحة مهنته وجزء كبير من ثروته أما أمه فهي الصعبة بنت عبد الله بن عماد بن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن عويف بن مالك بن الخزرج بن إياد بن الصدف بن حضرموت بن كندة وهي أخت الصحابي العلاء بن الحضرمي والذى ولد بمكة وأسلم قبل فتح مكة فبدأ نشاطه في السلام والحرب مع المسلمين متأخرا عن المسلمين الأولين السابقين الى الإسلام وبعد إسلامه صحب النبي صلى الله عليه وسلم وجاهد في سبيل الله تحت لوائه وشهد فتح مكة ويوم حنين وحصار الطائف في السنة الثامنة الهجرية وكان من أوضح ملامح شخصيته الجانب القيادى ولذا فقد قاد الكثير من الجيوش وعرف بالشجاعة والإقدام والورع والإيمان العميق وكان أيضا مستجاب الدعوة وصاحب إرادة قوية وبصيرة وبعد نظر ومعرفة بالرجال والرغبة الشديدة في خدمة الإسلام كما أنه كان أحد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي القرآني ورسائله النبوية وكانت جدة الصحابي الجليل طلحة رضي الله عنها لأمه هي عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصي بن كلاب وكان جدها وهب بن عبد صاحب الرفادة دون قريش كلها وكان أبوها يعرف بعبد الله الحضرمي فكان يقال لها بنت الحضرمي وكان للصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه عدة أخوة ذكر الإمام علي بن حزم منهم عثمان بن عبيد الله وقد أنجب عبد الرحمن بن عثمان الذى قتل مع عبد الله بن الزبير في مكة على يد جيش الأمويين بعدما خرج على بني أمية وأعلن نفسه خليفة للمسلمين ومالك بن عبيد الله وقد أنجب عثمان بن مالك الذى قتله الصحابي صهيب الرومي رضي الله عنه في غزوة بدر وهو يقاتل في صفوف مشركي قريش وكان ميلاد الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في مكة المكرمة على الأرجح في العام الثامن والعشرين قبل الهجرة وعرف عنه أنه كان حسن الوجه أبيض البشرة يميل إلى الحمرة مربوعا إلى القصر هو أقرب رحب الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم القدمين وكان إذا مشى أسرع وكان طلحة رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام وجاء إسلامه على يدى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعن قصة إسلامه يقول طلحة رضي الله عنه إنه كان ذات يوم في رحلة تجارية إلى الشام فكان في سوق بصرى فسمع راهبا يسأل عن أى رجل قادم من أرض الحرم ففال له أنا من أرض الحرم فقال هل خرج أحمد فقال طلحة رضي الله عنه ومن أحمد قال إبن عبد الله بن عبد المطلب آخر الأنبياء فهذا شهر خروجه وإنه يبعث في أرض الحرم ويهاجر إلى نخل وحرة وسباخ فإياك أن يسبقك أحد بالإيمان به فعاد إلى مكة فسأل هل حدث شئ في غيبتي فقالوا نعم محمد بن عبد الله الأمين قد تنبأ وتبعه إبن أبي قحافة فذهب إلى أبي بكر وسأله أأتبعت هذا الرجل فقال نعم فإنطلق إليه فإتبعه فإنطلقا ودخلا على رسول الله فبايعه طلحة وقص له قصة راهب بصرى فسر النبي صلى الله عليه وسلم .


ولم يكتف أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإسلام طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه بل أسلم أيضا على يديه كل من عثمان بن عفان والزبير بن العوام وسعد بن ابي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وكلهم من العشرة المبشرين بالجنة وفي مكة المكرمة وقبل الهجرة إلى المدينة المنورة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين طلحة والزبير رضي الله عنهما ولم يهاجر طلحة إلى الحبشة الهجرة الأولى ولا الثانية بعدما إشتد إيذاء المشركين للمسلمين في مكة خاصة المستضعفين لأنه كان من أكابر قريش فلم يكن يناله من العذاب ما ينال ضعفاء المسلمين ومن ثم لم يحتج للهجرة إلى الحبشة وكذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث كانا من بني تيم وهي كما أسلفنا كانت من بطون مكة المعروفة وكان لها منعة وكانت هجرة الصحابي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه إلى المدينة المنورة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها حيث كان في رحلة تجارية ببلاد الشام وفي طريق عودته إلى مكة لقي النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبا بكر الصديق وهما في طريقهما إلى المدينة المنورة فكساهما من ثياب الشام ثم عاد إلى مكة وأنهى أعماله وإرتباطاته بها ثم هاجر إلى المدينة المنورة وفي المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الصحابي أبي أيوب الأنصارى رضي الله عنه وفي شهر رمضان عام 2 هجرية وقبل غزوة بدر كلف النبي صلى الله عليه وسلم كلا من الصحابيين طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد رضي الله عنهما بأن يتتبعا خبر عير قريش القادمة من الشام قبل خروجه عليه الصلاة والسلام إلى بدر حيث خرجا حتى بلغا الحوراء فلم يزالا مقيمين هناك حتى مرت بهما العير وكان على رأسها أبو سفيان بن حرب ولكن بلغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم الخبر قبل رجوع طلحة وسعيد ر ضي الله عنهما إليه فندب أصحابه وجهز جيشا لملاقاة القافلة ولكنها إستطاعت الإفلات بعد أن علم أبو سفيان بخروج المسلمين من المدينة المنورة لملاقاة العير قغير طريق العودة المعتاد وإتخذ طريق ساحل البحر ثم عاد طلحة وسعيد رضي الله عنهما إلى المدينة المنورة ليخبرا النبي صلى الله عليه وسلم عن خبر العير وكانا لم يعلما بخروجه فقدما المدينة في اليوم الذي حدثت فيه المعركة بين المسلمين وقريش ببدر فخرجا من المدينة المنورة مسرعين فلقيا النبي صلى الله عليه وسلم منصرفا من بدر لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لكل منهما سهما مثل من شهدوا الغزوة وقال المؤرخ والعالم المسلم أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدى في ذلك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرج من المدينة المنورة إلى بدر الصحابيين الجليلين طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد رضي الله عنهما إلى طريق الشام يتحسسان الأخبار ثم رجعا إلى المدينة المنورة فقدماها يوم وقعة بدر فخروجهما كان لجس الأخبار وهو عمل يعتبر في صالح المعركة ويعد نوع من المشاركة فيها .


وفي شهر شوال عام 3 هجرية كانت غزوة أحد وشهدها الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان ضمن إثنى عشر رجلا ثبتوا معه يومئذ حين إنكشف المسلمون وولى الناس بعد مخالفة الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونزولهم من على جبل الرماة لجمع الغنائم وبايع طلحة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم على الموت ودافع عنه حتى شلت يده وأدركت مجموعة من جيش قريش النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثبتوا معه تريد قتل النبي فقال من للقوم فقال طلحة أنا فرفض النبي أن يخرج لهم طلحة وقال له كما أنت فقال رجل أنا قال أنت فقاتل حتى قتل ثم قال من لهم قال طلحة أنا قال كما أنت فقال رجل من الأنصار أنا قال أنت فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا طلحة رضي الله عنه فقال من للقوم قال طلحة أنا يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه فقاتل طلحة قتال الأحد عشر وأثناء دفاعه عن النبي رمى مالك بن زهير سهما فتلقى طلحة السهم بيده عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم فشلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت بإسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون ثم رد الله المشركين وأُصيب طلحة أيضا في رأسه لما ضربه رجل من قريش ضربتين ضربة وهو مقبل وضربة وهو معرض عنه فنزف منها الدم فكان ضرار بن الخطاب بن مرداس الفهرى وكان يومذاك في صفوف المشركين قبل أن يسلم يقول أنا والله ضربته يومئذ وأُصيب أيضا النبي صلى الله عليه وسلم في أنفه ورباعيته وضرب طلحة ضربات عديدة وأراد النبي الصعود على صخرة وكان ظاهر بين درعين فلم يستطع النهوض فحمله طلحة رضي الله عنه على ظهره إلى الصخرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أَوجب طلحةُ وبعدما إنتهت المعركة كان طلحة قد خر مغشيا عليه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق وأبا عبيدة بن الجراح بإصلاح شأن طلحة وتطييب جراحه ثم أخذ النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتفاخر بطلحة رضي الله عنه فقال لقد رأيتني يوم أحد وما في الأرض قربي مخلوق غير جبريل عن يميني وطلحة بن عبيد الله عن يسارى وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة خالدة بقوله من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحةَ بنِ عبيد اللَّه رضي الله عنه ولقبه بطلحة الخير وبصقر يوم أحد فأنشد طلحة نحن حماة غالب ومالك نذب عن رسولنا المبارك نضرب عنه القوم في المعارك ضرب صفاح الكوم في المبارك وأنشد أيضا حسان بن ثابت رضي الله عنه في ذلك شعرا حيث قال طلحة يوم الشعب آسى محمدا لدى ساعة ضاقت عليه وشدت وقاه بكفيه الرماح فقطعت أصابعه تحت الرماح فشلت وكان إمام الناس بعد محمد أقر رحى الإسلام حتى إستقرت وذات يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير رضي الله عنهم جميعا فتحرك الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسكن أحد فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد فكانت هذه بشارة لكل من عمر وعثمان وعلي وطلحة و الزبير رضي الله عنهم جميعا بالشهادة في سبيل الله وفي شهر شوال عام 3 هجرية شهد الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة الخندق أو الأحزاب وفي الشهر التالي ذى القعدة عام 5 هجرية شهد غزوة بني قريظة .


وفي شهر شعبان عام 6 هجرية شهد طلحة رضي الله عنه غزوة الغابة أو ذى قرد وهو شعب به ماء يقع قرب المدينة المنورة وكانت هذه الغزوة صورة من صور العداء القبلي للمسلمين فمنذ أن إصطفى الله رسوله الكريم من قريش ومضر كانت العصبية القبلية الجاهلية مازالت تشتعل في قلوب جفاة العرب وأعرابهم من ربيعة وغطفان وغيرهما من القبائل العربية التي كانت تأمل أن تنال هذا الشرف لفهمها الخاطئ للنبوة التي هي محض إصطفاء وإختيار من الله عز وجل لذلك كانت هذه القبائل دائمة العداء والمجاهرة بالسوء للمسلمين ورسولهم وتكررت إعتداءاتهم على المسلمين وكانت هذه القبائل آخر العرب إسلاما ومنها من إرتد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتولي أبي بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة وكانت غزوة الغابة أو ذى قرد بين عدد 500 إلى 700 من قوات المسلمين بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم طاردوا خلالها 40 راكبا كان على رأسهم سيد ذبيان عيينة بن حصن الفزارى وهو الملقب بالأحمق المطاع الذين أغاروا في خيل من غطفان على حدود المدينة المنورة في منطقة يقال لها الغابة أو ذى قرد ترعى فيها لقاح النبي أى حوامل الإبل ذات اللبن فوجد بها إبن للصحابي أبي ذر الغفارى رضي الله عنه وإمرأته وراعي الإبل فقتلوا راعي الإبل والغفارى وأخذوا إمرأته وقتلوا حارسها وإحتملوا إمرأته مع الإبل وفروا نحو أرض نجد فرأى ذلك غلام للصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فدخل المدينة مسرعا ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك قبل أذان الفجر بوقت قصير فكان أول من صادفه الصحابي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فأخبره بالأمر فقام سلمة رضي الله عنه على جبل تجاه المدينة ونادى بأعلى صوته يا صباحاه ثلاث مرات فأسمع أهل المدينة كلهم ثم إنطلق وحده مسرعا خلف العدو ومعه سيفه ونبله وهم بالمئات وهو وحده على قدميه وكان أسرع العرب حتى أنه كان يسبق الخيل على قدميه حتى وصل خلف العدو وإرتجز قائلا أنا إبن الأكوع واليوم يوم الرضع وأخذ يرميهم بالسهام فإذا أرادوا الرجوع إليه فر هاربا بسرعة لا يدركه أحد وإذا عادوا عاد ورائهم بسرعة يرميهم بالسهام وصعد على ثنية جبل وهم يسقون إبلهم فرماهم بالحجارة فلقوا منه شدة ودخلهم خوف عظيم من هذا السبع الضارى فأمضوا في الهرب وظنوا أنهم قد نجوا منه فجلسوا يستريحون وكان الوقت ضحى فإذا بالسبع يطلع عليهم من رأس جبل فإرتاعوا لما رأوه وخافوا منه ورجعوا عنه وعلى الطرف الآخر عندما نادى سلمة في أهل المدينة سمع النبي صلى الله عليه وسلم صراخه فترامت الخيول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعين فإنتهى إليه ثمانية فرسان منهم المقداد بن عمرو وأبو قتادة ومحرز بن نضلة الملقب بالأخرم وغيرهم رضي الله عنهم جميعا فأمر عليهم الصحابي سعبد بن زيد رضي الله عنه وأمرهم باللحاق بالعدو على أن يلحق بهم النبي صلى الله عليه وسلم مع باقي الناس فإنطلقت كتيبة الفرسان حتى أدركوا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وهو يرمي الناس بالنبل فكان أول الفرسان وصولا للعدو الأخرم وعلى أثره أبو قتادة رضي الله عنه فأخذ سلمة بن الأكوع بزمام فرس الأخرم وقال له يا أخرم إحذر القوم فإني أخاف أن يقتطعوك فإنتظر حتى يلحق بك الناس فقال الأخرم رضي الله عنه يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة فخلى فرسه فإنطلق فلقيه حبيب بن عيينة فقتله فلحق أبو قتادة بحبيب بن عيينة فقتله وتلاحق الفرسان المسلمون فقتل الصحابي عكاشة بن محصن رضي الله عنه أوبارا الفزارى وولده عمرا بضربة رمح واحدة وهما على بعير واحد وتلاحق الناس مع النبي وإنطلق أبو قتادة في مقدمة الناس فإلتقى مع مسعدة الفزارى فقتله أبو قتادة رضي الله عنه بيديه فنفله النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه وفرسه وقال له ‬بارك الله لك فيه وتكامل الناس مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم طلحة بن عبيد الله ونزلوا على ذى قرد فمكثوا يوما فنحر طلحة رضي الله عنه جزورا لطعام القوم وحفر بئرا لسقيا المسلمين فمنحه النبي صلى الله عليه وسلم لقبا جديدا حيث قال له يا طلحة الفياض وعاد النبي صلى الله عليه وسلم مع القوم إلى المدينة المنورة وقال في هذه المعركة وسام تكريم لبطلي المعركة خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع رضي الله عنهما .


وفي شهر ذى القعدة من نفس العام السادس الهجرى شهد الصحابي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان وصلح الحديبية وفي شهر المحرم عام 7 هجرية شهد غزوة خيبر ونال بعد الغزوة وإنتصار المسلمين لقبا جديدا حيث سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومذاك بطلحة الجود لما بذله من مال في تلك الغزوة وفي شهر ذى القعدة عام 7 هجرية شهد طلحة رضي الله عنه عمرة القضاء وفي العام الثامن الهجرى شهد فتح مكة وغزوة حنين وحصار الطائف وفي العام التاسع للهجرة وفي شهر رجب شهد طلحة رضي الله عنه غزوة تبوك أو غزوة العسرة وساهم هو وكبار الصحابة ومنهم ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف تجهيز جيش المسلمين الذى أطلق عليه جيش العسرة وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض عنه ولما تم إختيار أبي بكر الصديق خليفة للمسلمين كان من أوائل من بايعوه وظل إلى جانبه وفي خدمته طوال مدة خلافته فكان نعم الناصح ومات أبو بكر رضي الله عنه وهو عنه راض ولما إستخلف أبو بكر في آخر أيامه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إعترض طلحة رضي الله عنه على ذلك حيث كان يرى أن عمر بطبعه غليظا في تعامله مع الناس فذهب إلى أبي بكر وقال له إستخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه فكيف به إذا خلا بهم وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك فجلس أبو بكر رضي الله عنه وكان مضطجعا وقال لطلحة أبالله تفرقني أم بالله تخوفني إذا لقيت الله ربي فسائلني قلت إستخلفت على أهلك خير أهلك وبعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه بايع طلحة عمر بن الخطاب وظل أيضا إلى جواره ومن مجلس شورته هو وكبار الصحابة رضوان الله عليهم ناصحا ومستشارا له ولما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أواخر شهر ذى الحجة عام 23 هجرية كان طلحة من أصحاب الشورى الستة الذين أوصى لهم عمر رضي الله عنه بإختيار الخليفة من بعده والذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم جميعا ورفض تسمية أحدهم بنفسه وأمرهم أن يجتمعوا في بيت النبي صلى الله عليه وسام الذى توفي ودفن به أى في حجرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ويتشاوروا كما أمر بحضور إبنه عبد الله بن عمر مع أهل الشورى ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئا وأوصى أيضا صهيب بن سنان أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى فذهب أهل الشورى إلى الإجتماع في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها فقال لهم عبد الرحمن بن عوف إجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير جعلت أمرى إلى علي وقال طلحة جعلت أمرى إلى عثمان وقال سعد جعلت أمرى إلى عبد الرحمن بن عوف وبذلك أصبح المرشحون الثلاثة علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف فقال عبد الرحمن وانا أخلع نفسي من هذا الأمر وإجعلوه إلي فقالوا نعم وأخذ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يستشير المسلمين وبعد صلاة صبح يوم البيعة أعلن عبد الرحمن البيعة لعثمان بن عفان وقال أما بعد يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا وقال مخاطباً عثمان أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده وبايعه باقي أصحاب الشورى والناس جميعا المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون وكما كان طلحة رضي الله عنه إلى جانب أبي بكر وعمر من بعده ناصحا ومستشارا لهما كان أيضا إلى جانب عثمان بن عفان رضي الله عنه .


وفي أواخر عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه كان طلحة رضي الله عنه من جملة أنصاره في الفتنة فلما قتل عثمان ندم على ترك نصرته وقال إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد اليوم أمثل من أن نبذل دماءنا فيه اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى ثم بايع علي بن أبي طالب وبعد البيعة طلب منه هو والزبير بن العوام تعجيل إقامة القصاص من قتلة عثمان وإقترحا أن يخرجا للبصرة والكوفة فقال طلحة دعني فلآت البصرة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل وقال الزبير دعني آت الكوفة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل فأمرهما علي رضي الله عنه بالتريث وبعد مرور أربعة أشهر من مقتل عثمان خرج الزبير وطلحة معتمرين إلى مكة وإلتقوا بالسيدة عائشة رضي الله عنها وكان وصولهما إلى مكة في ربيع الآخر عام 36 هـجرية ودعوا الناس إلى الأخذ بثأر عثمان ثم قرروا الخروج إلى البصرة ثم الكوفة والإستعانة بأهلها على قتلة عثمان منهم أو من غيرهم ثم يدعون أهل الأمصار الأخرى لذلك ولما وصلوا البصرة أرسل لهم والي البصرة عثمان بن حنيف الأنصارى يسألهم عن سبب قدومهم حيث أرسل إليهم كلا من عمران بن حصين وأبي الأسود الدؤلي فذهبا إلى السيدة عائشة فقالا إن أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك فهل أنت مخبرتنا فقالت والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم ولا يغطي لبنيه الخبر إن الغوغاء من أهل الأمصار ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدثوا فيه الأحداث وآووا فيه المحدثين وإستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا عذر فإستحلوا الدم الحرام فسفكوه وإنتهبوا المال الحرام وأحلوا البلد الحرام والشهر الحرام ومزقوا الأعراض والجلود وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين لا يقدرون على إمتناع ولا يأمنون فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا وقرأت لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ ننهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصغير والكبير والذكر والأنثى فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغييره فأتيا طلحة فقالا ما أقدمك قال الطلب بدم عثمان قالا ألم تبايع عليا قال بلى، ثم أتيا الزبير فقالا ما أقدمك قال الطلب بدم عثمان قالا ألم تبايع عليا قال بلى ورأى عثمان بن حنيف أن يمنعهم من دخول البصرة حتى يأتي علي بن أبي طالب فقام طلحة ثم الزبير يخطبان في أنصار المعسكرين فأيدهما فريق من أهل البصرة ورفضهما أصحاب عثمان بن حنيف ثم قامت عائشة تخطب في المعسكرين فثبت معها من أيد طلحة والزبير وإنحازت إليها فرقة من أصحاب عثمان بن حنيف وجاء حكيم بن جبلة العبدى وكان من قتلة عثمان وسب عائشة وكان لا يمر برجل أو إمرأة ينكر عليه أن يسب عائشة إلا قتله فإنتشب القتال وإقتتل الفريقان قتالا شديدا فقتل عدد ممن شارك في قتل عثمان قدر بسبعين رجلا وإستطاع طلحة والزبير ومن معهما أن يسيطروا على البصرة وتوجه الزبير إلى بيت المال وأخلى سبيل عثمان بن حنيف ووصل علي بن أبي طالب إلى ذى قار وأرسل الرسل بينه وبين طلحة والزبير وعائشة حيث أرسل القعقاع بن عمرو إليهم فقال لعائشة أى أماه ما أقدمك هذا البلد فقالت أى بني الإصلاح بين الناس فسعى القعقاع بن عمرو بين الفريقين بالصلح وإتفقا على ذلك ولما عاد القعقاع إلى علي وأخبره بما فعل إرتحل علي وكان لما نوى الرحيل قال وإني راحل غدا فإرتحلوا ألا ولا يرتحلن غدا أحد أعان على عثمان بشئ في شئ من أمور الناس فلما قال هذا إجتمع جماعة من قتلة عثمان كـالأشتر النخعي وشريح بن أوفى وعبد الله بن سبأ فقال الأشتر قد عرفنا رأى طلحة والزبير فينا وأما رأى علي فلم نعرفه إلا اليوم فإن كان قد إصطلح معهما فإنما إصطلح على دمائنا وقال عبد الله بن سبأ يا قوم إن عيركم في خلطة الناس فإذا إلتقى الناس فإنشبوا الحرب والقتال بين الناس ولا تدعوهم يجتمعون وبالفعل أشعلوا القتال بين الطرفين وحاول طلحة إيقاف القتال فأخذ يقول وهو على دابته أيها الناس أنصتوا فلم ينصت له أحد وأصاب طلحة سهم في ركبته فقطع من رجله عرق النسا فلم يزل دمه ينزف حتى مات ودفن بالبصرة .


ويتبقى لنا في خاتمة هذا المقال أن نذكر أن الصحابي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه كان أيضا من رواة الحديث النبوى الشريف حيث روى عدة أحاديث عن النبي فله في مسند بقي بن مخلد ثمانية وثلاثون حديثا وله حديثان متفق عليهما وإنفرد له البخارى بحديثين ومسلم بثلاثة أحاديث وقد حدث عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى والسائب بن يزيد وأبو عثمان النهدى والأحنف بن قيس التميمي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون وذات مرة سأله رجل عن كثرة رواية أبي هريرة عن النبي فقال له ما أشك أَن يكون قد سمع من رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع فقد كنا قوما لنا غناء وبيوتات وكنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار أوله وآخره بينما كان أبو هريرة مسكينا لا أهل له ولا مال فكانت يده مع يد الرسول صلى الله عليه وسلم فواللَّه ما نشك أَن يكون قد سمع منه ما لم نسمع وفضلا عن ذلك كان من مناقب الصحابي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه الدالة على جوده وكرمه ما روى عنه أنه قد أتاه مال من حضرموت 700 ألف درهم فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما مالك قال تفكرت منذ الليلة فقلت ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته قالت فأين أنت عن بعض أخلائك فإذا أصبحت فإدع بجفان وقصاع فقسمه فقال لها رحمك الله إنك موفقة بنت موفق فلما أصبح دعا بجفان فقسمها بين المهاجرين والأنصار فقالت له زوجته رضي الله عنها أبا محمد أما كان لنا في هذا المال من نصيب قال فأين كنت منذ اليوم فشأنك بما بقي قالت فكانت صرة فيها نحو ألف درهم ويوما تصدق بمائة ألف درهم ثم لم يجد ما يلبس إلا ثوبا قديما وكان يرسل إلى السيدة عائشة رضي الله عنها كل عام 10 آلاف درهم لتوزعها على فقراء المسلمين وكان لا يترك غارما من قومه بني تيم إلا وسدد عنه وقضى دينه فقد سدد عن إبن عمه عبيد بن معمر 80 ألف درهم ودفع عن رجل آخر من قومه أيضا من بني تيم 30 ألفا رحمه الله رحمة