الأحد, 28 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

سراقة بن مالك المدلجي

 سراقة بن مالك المدلجي
عدد : 02-2024
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"

أبو سفيان سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن مالك بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من نسل نبي الله إسماعيل عليه السلام إبن نبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام المدلجي الكناني رضي الله عنه صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلتقي معه في الجد الثالث عشر كنانة بن خزيمة بن مدركة وهو ينتسب إلى بني مدلج وهي قبيلة عربية تنتسب إلى جدهم مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة الجد السادس لسراقة رضي الله عنه وإشتهرت هذه القبيلة بالفراسة والبراعة في تعقب الأثر وهو ما يعرف بالقيافة وقد حدث أن رأى قوم منهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو طفل لم يبلغ الثامنة من عمره مع جده عبد المطلب بن هاشم فقالوا له إحتفظ به فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم التي في المقام منه قاصدين الحجر المعروف بمقام إبراهيم الذى إنطبعت فيه قدما نبي الله إبراهيم عليه السلام وهو يقف عليه لكي يرفع من بناء الكعبة المشرفة فلان الحجر تحت قدميه فإنطبعت القدمان فيه وكانت ديار هذه القبيلة في أحد الأودية القريبة من مكة وهو وادى قديد ويقع إلى الشمال الشرقي منها وكان ميلاد الصحابي سراقة بن مالك رضي الله عنه قيل بديار قومه بوادى قديد وقيل بمكة المكرمة وغير معلوم لنا تاريخ ميلاده بالتحديد مثلما هو الحال مع الكثير من الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم جميعا ونشأ في قومه سيدا شريفا حيث كان سيدا من سادات العرب وسيد قبيلة مدلج في الجاهلية وشريف من أشراف العرب المرموقين وواحدا من أصحاب المروءات المعدودين حيث كان يطعم الجائع ويؤمن الخائف ويجير المستجير وفضلا عن ذلك فقد كان شاعر مخضرم ونظرا لكل تلك السيادة والشرف كانت العرب تحترمه وتجله ولما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الإسلام في مكة المكرمة أعرض سراقة عن الإسلام وظل هكذا طوال فترة الدعوة في مكة وحتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة المنورة ومعه الصحابي الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكانت قريش بقيادة أبي جهل لعنه الله قد دبرت مؤامرة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وإختاروا من كل بطن من بطون قريش فتى لكي يشارك في تنفيذ هذه المؤامرة حتى يتفرق دمه بين القبائل لكن عناية الله تكفلت بحماية النبي فخرج من بيته والمشركون يحيطون بداره ينتظرون خروجه لصلاة الفجر فينقضوا عليه ويقتلوه فامسك بحفنة من التراب وألقاها في وجوههم وهو يقول فأغشيناهم فهم لا يبصرون فلم يروه وبذلك أفلت النبي صلى الله عليه وسلم من يد قريش وباءت مؤامرتها لقتله صلى الله عليه وسلم بالفشل فجن جنونها وأرسلت جواسيسها خارج مكة في كل جانب تجوب الصحراء وتتحسس الرمال وتمسح الجبال وتستنطق المنطقة كلها بحثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ورفيق هجرته أبا بكر الصديق رضي الله عنه لتحول دونه صلى الله عليه وسلم ودون لجوئه إلى مكان يتخذه مقرا جديدا لدعوته ومنطلقا لإنتشارها وعاصمة للدولة الإسلامية الفتية العالمية ومولدا للحضارة الإسلامية العظيمة وفضلا عن ذلك فقد رصدت قريش جائزة ثمينة جدا وأعلنت عنها لمن يعتقل ويرد عليها محمدا صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبا بكر رضي الله عنه حيا أو ميتا أو يدلهم عن مكانه وكانت عبارة عن مائة من الإبل وقد أغرت هذه الجائزة الثمينة سراقة بن مالك ومنى نفسه أن يكون هو الفائز بها دون غيره فنصب نفسه لذلك وخرج يلاحق النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبا بكر رضي الله عنه .


وقد روى الإمام البخارى رحمه الله قصة سراقة بن مالك يوم الهجرة فقال قال الإمام إبن شهاب الزهرى أخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو إبن أخ سراقة بن مالك أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ديةَ كل واحد منهما لمن قتله أو أَسره فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال يا سراقة إني رأيت آنفا أسودة أى أشخاصا بالساحل أراهما محمدا وأصحابه فقال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت إنهم بنو فلان مضوا يبحثون عن ناقة لهم أضلوها يريد أن يصرف الناس عن هذه الجائزة فقال الرجل لعلهم كذلك ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت وتسللت من بينهم وأسرعت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة أى رابية مرتفعة فتحبسها علي ولبست درعي وتقلدت سلاحي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض أى أمسكت بأسفله والزج هي الحديدة في أسفل الرمح وخفضت عاليه أى أمسكته بيدى وجررته على الأرض حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي أى أسرعت بها السير وإنطلقت لأدرك محمداً صلى الله عليه وسلم لكنه ما لبث أن عثر فرسي وهممت بالرجوع وما ردني إلا طمعي في النوق حتى دنوت منهم وأبصرت النبي فمددت يدى إلى قوسي لكن يدى جمدت في مكانها ثم غاصت قوائم فرسي في الأرض فدفعت الفرس فإذا هي قد غاصت ثانية فخررت عنها وقمت فأهويت يدى على كنانتي والكنانة جعبةٌ صغيرة من جلد يحمل فيها النبل والسهام فإستخرجت منها الأزلام وهي سهام لا ريش عليها كان أهل الجاهلية يستقسمون بها فإستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذى أكره فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الإلتفاتَ ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما إستوت قائمةً إذا لأثر يديها عثان أى دخان وأكثر ما يستعمل فيما يتبخر به ويطلق على الغبار أيضا ساطع من السماء مثل الدخان فإستقسمتُ بالأزلام فخرج الذى أكره فناديتهم بالأمان وقلت يا محمد قد علمت أَن هذا عملك فإدع اللّه أَن ينجيني مما أَنا فيه فواللّه لأَعمين على من ورائي من الطلب فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فركب فرسه ووقع في نفسه حين لقي ما لقي من الحبس عنهم أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سيظهر فقال له إن قومك قد جعلوا فيك الديةَ وأخبره أخبار ما يريد الناس به وعرض سراقة عليه وعلى من معه الزاد والمتاع فلم يصيبا شيئا منه ولم يسألوه شيئا إلا أن قال له النبي صلى الله عليه وسلم أخف عنا وبعد ذلك قال له صلى الله عليه وسلم شئ في منتهى الغرابة حيث قال له كأني بك يا سراقة تلبس سوارى كسرى بن هرمز ونلاحظ هنا أنه في هذا الموقف الصعب الذى يطارد فيه النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الأرض فقد كانت معنوياته صلى الله عليه وسلم عالية جدا إيمانا منه بوعد الله له بنصره وتمكين دعوته ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يبشر سراقة بإنهيار عرش كسرى الفرس وأنه سيأتي يوم يأخذ فيه المسلمون سوارى كسرى غنيمة وأنه عندما يتحقق ذلك فسيكون سراقة هو الذى سيأخذ هذين السوارين وكان سراقة يصدق هذا تماما إلى درجة أنه طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكتب له كتابا بهذا الأمر حتى إذا مات الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحقق ذلك فيكون معه الدليل الذي يأخذ به السوارين فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن يكتب له كتابا فكتب له على رقة من جلد وعاد سراقة يبعد الناس عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لهم قد كفيتكم هذا الطريق في حين مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه نحو المدينة المنورة مهاجرا وياللعجب فقد كان سراقة في أول اليوم جاهدا في مطاردة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي آخر اليوم كان مدافعا عنه وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ومن الغريب أيضا أن سراقة مع إحساسه بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يسلم آنذاك .


وعاد سراقة بن مالك إلى مكة وأبلغهم بأنه لم يعثر على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه وبأن فرسه قد أصابه ما أصابه وأنه لم يلحق بهما وضللهم عن الطريق الذى سارا فيه وقال لأبي جهل عمرو بن هشام لعنه الله أَبا حكم والله لو كنت شاهدا لأمر جوادى إِذ تسوخ قوائمه علمت ولم تشكك بأن محمدا رسول ببرهان فمن ذا يقاومه عليك بكف القوم عنه فإنني أرى أمره يوما ستبدو معالمه بأمر يود الناس فيه بأسرهم بأن جميع الناس طرا يسالمه وبذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل سراقة سببا في إخفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه وإكمال هجرتهم فكان الله معهم ناصرا لهم ومؤيدا إياهم وفي العام الثاني للهجرة لما أرادت قريش الخروج لملاقاة المسلمين في بدر على الرغم من نجاة عيرهم حيث لم تقع في أيدى المسلمين بعد أن غير أبو سفيان طريقها ووصل بها سالمة إلى مكة وقبل الخروج خشوا أن يأتيهم بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان بين قريش وبينهم ثأرات في الجاهلية فمالوا إلى عدم الخروج إلى بدر لكن إبليس تمثل لهم في صورة سراقة بن مالك وقال لهم أنا سراقة بن مالك المدلجي أنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشئ تكرهونه وحثهم على عدم الرجوع إلى مكة وإكمال طريقهم لقتال المسلمين وإستئصالهم وشجعهم على ذلك بقوله إن عدد المسلمين قليل وإنهم كثر في مقابلهم وغرهم بمساعدة بني كنانة لهم بالخيل والرجال والسلاح فإقتنعوا برأيه وأكملوا مسيرهم نحو بدر وإلتقوا هم والمسلمون ونزلت الملائكة تقاتل مع صف المسلمين وإبليس في صف المشركين بصورة سراقة بن مالك وعندما شاهد إبليس الملائكة نكص على عقبيه وأراد الهروب فأخذ بيده الحارث بن هشام بن المغيرة وكان في صفوف المشركين يومذاك وطلب منه الثبات وإستنكر خذلانه فأجاب إبليس إنه يرى ما لا يرون وإنه يتنبأ بخسارة المشركين بعد الذى رآه وإنطلق هاربا ولحقت الهزيمة بالمشركين وعندما عادوا إلى مكة بعد الهزيمة قالوا بأن سراقة سبب إنهزام صف المشركين وعندما وصل سراقة ما قيل فيه ذهب إليهم وأقسم لهم بأنه لم يكن يعلم بمسيرهم إلى بدر إلا بعد أن وصله خبر إنهزامهم وفي العام التالي الثالث الهجرى وبعد غزوة أحد التي وقعت في شهر شوال من العام المذكور جاء سراقة بن مالك إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلم بالمدينة المنورة وأعطاه عهدا بعدم محاربته وأن يدخل في الإسلام إذا أسلمت قريش فنزلت فيه الآية من سورة النساء إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً وعلى الرغم من جميع المقدمات التي كانت توحي بأن سراقة بن مالك سيدخل في الإسلام إلا أنه تأخر إسلامه إلى ما بعد فتح مكة وغزوة حنين وحصار الطائف في العام الثامن الهجرى وخلال عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف إلى مكة المكرمة وحينما وصل إلى الجعرانة بالقرب من مكة خرج إليه سراقة بن مالك ومعه الكتاب الذى كان قد أعطاه إياه النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل 8 سنوات يوم الهجرة ليلتقي به فدخل في كتيبة من خيل الأَنصار كانوا يحيطون بالنبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يقرعونه بالرماح والسيوف ويبعدونه عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون إِليك إِليك ماذا تريد حتى إقترب من موضع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته فرفع يده بالكتاب الذى معه ثم قال يا رسول الله هذا كتابك لي وأَنا سراقة بن مالك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سراقة بن مالك المدلجي هذا يوم وفاء وبر أدن مني يا سراقة فدنا منه سراقة وبايعه وأسلم بين يديه ونطق بالشهادتين ثم تذكر شيئا أراد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال يا رسول الله الضالة من الإبل تغشى حياضي وقد ملأتها لإبلي هل لي من أجر في أن أسقيها‏‏‏ قال‏ نعم في كل ذات كبد حرى أجر ‏‏فقال سراقة ثم رجعت إلى قومي فسقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتي .


وبعد ذلك ذكرت بعض المصادر التاريخية أن الصحابي سراقة ين مالك رضي الله عنه بعد ذلك قد حسن إسلامه وصار من رواة الحديث النبوى الشريف حيث روى عن رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلم تسعة عشر حديثا روى الإمام البخارى أحدها وروى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص وسعيد بن المسيب وجابر بن عبد الله بن عمرو وطاووس بن كيسان ومجاهد بن جبر المكي والنزال بن سبرة الهلالي وإبنه محمد بن سراقة بن جعشم وإبن أخيه مالك بن مالك بن جعشم والإمام الحسن البصرى رضي الله عنهم جميعا وذات يوم جاء سراقة رضي الله عنه إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسأله أن يخبره عن أموره وحياته وعمله في قادم الأيام وكأنه يراه رأى العين وينظر إلى ما جرت به الأقلام والمقادير عند المولى عز وجل أو ما قد يستأنف منها فأبلغه النبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم أن عليه العمل إذ قال إعملوا فكل ميسر فأجابه سراقة رضي الله عنه بأنه لن يكون أبدا أشد إجتهادا في العمل أكثر من الآن وبعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين 12 من شهر ربيع الأول عام 11 هجرية وبعد أن تولى الخلافة الخليفة الراشد الأول الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومن بعده الخليفة الراشد الثاني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعد أن توسعت الفتوحات في بلاد العراق وفارس والشام ومصر وبعد أن إنتصر المسلمون في معركة القادسية المحورية في حروب بلاد العراق وفارس والتي وقعت في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر شعبان عام 15 هجرية وكان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص هو قائد المسلمين خلالها وبعد أن تم فتح كتسفون عاصمة الفرس والتي يسميها العرب المدائن وتم الإستيلاء على إيوان كسرى كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم ودخله المسلمون وصلوا به صلاة النصر وتم جمع مابه من غنائم ومجوهرات ونفائس وملابس كان من بينها سوارا كسرى ومنطقته وتاجه وقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بإرسالها مع رسول إلى الخليفة بالمدينة المنورة يبشره بالنصر فدعا الخليفة عمر رضي الله عنه الصحابي سراقة بن مالك رضي الله عنه فلما أتاه قال له ها أنا ذا أنفذ وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وألبسك قميص كسرى بن هرمز وسراويله وخفيه وقلده سيفه ووضع على رأسه تاجه وألبسه سواريه وعند ذلك هتف المسلمون الله أكبر الله أكبر هذا ما وعدنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقال أمير المؤمنين عمر الله أكبر والحمد لله الذى سلبهما كسرى بن هرمز الذى كان يقول أنا رب الناس ثم أركب سراقة بن مالك رضي الله عنه فرسا طاف به المدينة المنورة إحتفاءا والناس حوله وسراقة يردد قول الفاروق عمر وبهذا تحققت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا الأمر من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم وصدقه وأخيرا كانت وفاة الصحابي الجليل سراقة بن مالك رضي الله عنه على الأرجح عام 24 هجرية في بداية عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه عنا وعن الإسلام خير الجزاء .