فى محاولة لتخفيف وقع الأثر الناجم من حادث اختطاف مجموعة من السائحين فى مصر وتتبع تحركاتهم من مصر الى السودان إلى ليبيا وعودتهم سالمين مرة أخرى الى مصر بدت منطقة "الجلف الكبير" الموجودة في جبل العوينات على الحدود بين دول ليبيا والسودان ومصر وبالتحديد في الجزء الغربي من الوادي الجديد كبش فداء لضرب نمط سياحى شديد الجاذبية لمحبى سياحة السفارى عبر دروب الصحراء المصرية البكر. وأن ما حدث يعود سببه الى كونها منطقة نائية جدا ،لا تتوافر فيها عنصرى الأمن والسلامة بما يتناسب مع واحدة من أجمل كنوز مصر الصحراوية! ... ويؤكد السادة المسئولين بأن هذا الحادث لن يحدث أى تأثيرعلى الخطة الوزارية التى تستهدف جذب 14 مليون سائح بحلول عام 2011 وتحقيق 140 مليون ليلة سياحية و 12 مليار دولار كإيرادات سياحية،وتوفير 1.2 مليون فرصة عمل. هكذا ببساطة شديدة لا داع للقلق لأن سائحين السفارى فى مصر لا يمثلوا أكثر من 5% من مجموع الوافدين إليها كل عام !
... اقتربوا معى من خلال السطور القادمة لنعرف معاً قيمة و روعة هذه المنطقة الغنية بكل المقومات الطبيعية الخالية من كل أنواع التلوث البيئي. تلك المحمية التى تجذب بجمالها عيون المغامرين الذين تستهويهم مناظر الصحراء بما فيها من جداريات ترجع الى عشرة الاف عام مضى والتى اكتسبت شهرتها بعد تصوير الفيلم العالمى"المريض الانجليزي" فى عام 1996. أكبر محمية طبيعية تحتوي علي كنوز عالمية وكهوف جبلية وصحراوية ومناظر طبيعية على مساحة 523 48 كم. ذات أهمية اقتصادية وسياحية,فهناك منطقة السلكا الزجاجية التي تكونت منذ 28 مليون سنة, وكهف المستكاوي الذي يحوي أكثر من2000 صورة من النقوش ورسوم الإنسان الأول ويوجد بالمحمية وادي عبد الملك ووادي بخيت وحمره, والعديد من الآثار الفرعونية والرسومات لما قبل التاريخ.
باختصار السياحة البيئية هى سوق واعدة كصناعة تخصصية عالمية تقدر بمئات البلايين من الدولارات و المحميات الطبيعية فى مصر تشكل حجر الزاوية فى هذه السياحة ويكفى أن نعرف أن السائح يدفع 10آلاف دولار للاستمتاع بالحياة وسط نقاء الطبيعة ومشاهدة بقايا السيرة الذاتية المتجسدة فى كنوز انقرضت منذ ملايين السنين فقط لرحلة تستغرق أسبوعين.
وكلمتى الى السادة أصحاب القرار بانه لابد من توفير معايير الآمن والآمان والسلامة لكل زوار مصر المحروثة وتوفير المعلومات الإرشادية لسائح السفارى بصورة كافية للتعامل مع الدروب الصحراوية كى لا نفاجأ بعد قليل بتكرار مثل هذا الحادث ونسىء مرة أخرى إلى كنوز الصحراء.
|
