أصبحت صناعة السياحة علما حديثا يتميز بدوليتة وعالميتة فلم تعد السياحة نشاط ترفيهى بل ساهمت بفاعلية فى الدخل القومى والاقتصاد الوطنى للدولة بالاضافة الى الأبعاد الاجتماعية والثقافية التى تضيف قيم ومفاهيم جديدة لدى الشعوب..لذا فقد أصبحت هذه الصناعة فى أشد الحاجة الى تأهيل المشتغلين بها وتسليحهم بالعلم والخبرة العملية.. وزيادة التخصص الدقيق لإدارة تلك الصناعة فى ظل التنافسية والعولمة والسموات المفتوحة وثورة علم الاتصالات واستخدام التكنولوجيا الحديثة.. وإدارة الحملات الترويجية الدولية والارتقاء بمفاهيم دور العلاقات العامة ،مع الأخذ فى الاعتبار أن بناء قاعدة التنشيط السياحي فى دولة ما تتم بعد دراسه متأنية ودراسة لرغبات المستهلك عند زيارة دولة محددة والتعرف الدقيق على شرائح المجتمع بتصنيفاته المختلفة.
والحديث يأخذنا إلى الأزمة التى تفجرت خلال هذا الشهر باختطاف واحتجاز مجموعة من السياح فى جنوب صحراء مصر لمدة طويلة ..وهى الحادثة الأولى من نوعها التى تتعرض لها مصر بعد أن واجهت مصر العديد من الحوادث الارهابية التى صدرت إليها،وتألق دور الادارة المصرية فى مواجهة مثل هذه الحوادث بشكل لفت أنظار كثير من الدول المتقدمة والدول النامية مما جعلها تتخذ من التجارب المصرية نموذج راقى لمواجهة الأزمات التى تتعرض لها صناعة السياحة ... ناهينا عن اعتراف كثير من الخبراء العالميين ومنظمة السياحة العالمية بتجارب مصر الرائدة فى هذا المجال ... والاختلاف الذى حدث فى نوع الأزمة التى تعرضت لها مصر يتطلب دراسات متخصصة للمنطقة التى حدث فيها الاختطاف والمناطق المماثلة التى تنظم فيها رحلات سفارى للسياح يعقبها وضع الخطط لدرء مخاطر وقوع مثل هذه الحوادث مرة أخرى ،والتركيز على التأمين الشامل لنقاط الضعف لهذه الأماكن ووجوب استخدام التقنيات الحديثة فى الرصد والمتابعة بالاضافة الى رفع قدرات العاملين الأمنية ودعم الأبحاث الاجتماعية والدراسات التحليلية للتركيبات السكانية لتلك البيئة بما يكفل وضع خطط أمنية مناسبة تراعى البعد الجغرافى والاجتماعى والسكانى … ولابد من استخدام التقنيات الحديثة فى الرصد ومتابعة السواح فى هذه المناطق بالشكل الذى يضمن سلامتهم.
…وأخيرا النظر بعمق فى أهمية التركيز بأن الموضوع يدخل فى اطار العمل القومى فيجب أن تتولاه الدولة نظريا وتطبيقيا لاشك أن الجرائم التى تتعرض لها السياحة تؤدى الى تدهورها فالاعتداء على السائحين بالأشكال المختلفة ومن ضمنها الخطف تمثل تهديداً لحركة السياحة ..لذا فإن توفير عنصر الأمن والاستقرار والحماية لكل من يتواجد على أرض مصر من الاعتداءات أمر فى غاية الأهمية فكلما زدادت المخاطر الامنية التى تهدد سلامة السائح انخفضت وتأثرت معدلاتها ونقصت السياحة المنشودة.
|