ضربت الأزمة المالية مختلف دول العالم، ودفعت العديد من الدول الاقتصادية العظمى إلى إعلان دخولها مرحلة الركود الاقتصادي بشكل رسمي، فيما كشفت العديد من التقارير الصحفية عن عدد من الشخصيات الرئيسية المسببة للأزمة، ومعظمها أمريكية، كما أن من بينها الشعب الأمريكي، بمعنى أن نمط الحياة الأمريكي هو أحد مسببات الأزمة الاقتصادية العالمية.
وفي الوقت الذي بدأ العالم الغربي يعود إلى كتابات كارل ماركس، والنظريات الاشتراكية، ظهرت في روسيا تقارير وتنبؤات ترجع إلى العشرينيات من القرن العشرين، واستندت معظمها إلى التصور الذي وضعه العالم الروسي نيكولاي كوندراتييف في العشرينات من القرن العشرين.وهو أن النظام الرأسمالي يتأرجح بين الصعود والهبوط في كل مرحلة تدوم خمسين عاما.
وذكر كوندراتييف في عام 1926 أن العالم يسير إلى هبوط جديد، وسرعان ما واجه العالم باستثناء الاتحاد السوفيتي، حالة من الكساد الاقتصادي انطلقت من أمريكا.والعالم سيشهد بداية للنهوض من جديد في عام 2015.
كما تكهن الخبير الاقتصادي الروسي، أندريه كوبياكوف، بوقوع هذه الأزمة منذ سنوات، وأرجع أسباب الأزمة المالية والاقتصادية الحالية الى الاستثمارات التى انهالت فى صناعة الإلكترونيات الدقيقة خلال العقود الزمنية الأخيرة .
ويضيف قائلاً "إن السوق لم يعد يطلب أعداداً هائلة جديدة من أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، وتباطأت بالتالي وتيرة نمو الصناعة في بداية الألفية الثالثة".
ويوضح أنه سرعان ما اندفع أصحاب الأموال للبحث عن أماكن لتوظيف الأموال بما تدر عليهم إيرادات كبيرة خارج القطاع الصناعي، ووجدوها في مجال أسواق المال وهو مجال اقتصادي وهمي افتراضي في جانب كبير منه وأن الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية سوف تستمر إلى أن يتبخر ما هو وهمي افتراضي في أسواق المال وذلك عن طريق تخفيض قيمة الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ ،وسوف يحدث ذلك في الأعوام القليلة المقبلة.
ويؤكد كوبياكوف على أن العالم يحتاج الى قاطرة جديدة تجر الاقتصاد العالمي إلى سكة التقدم ثانية.قد تتمثل في التكنولوجيا الحيوية أو التكنولوجيا الطبية الجديدة أو صناعة المواد بمواصفات محددة أو تكنولوجيا النانو.
|