الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

كيف كان يقضى المصريون القدماء الأجازة الصيفية؟

كيف كان يقضى المصريون القدماء الأجازة الصيفية؟
عدد : 05-2009
مصر هبة النيل وكان هذا النيل ومازال مصدر الخير والسعاده وكانت مياهه ومازالت هى التى تمد البلاد واهلها بالحياة وكانت شواطئه ملاذ الناس اذا ما اشتد الحر يخرجون اليه طلبا للنسيم العليل. تفيض مياهه فى شهور الصيف فتخفف من حرارة الجو وتجد الاسر متعة فى ركوب القوارب والسير بها على صفحة المياه لجمع الزهور أو صيد الاسماك والطيور ونرى على جدران المقابر مئات من تلك المناظر التى يصطحب فيها الرجل زوجه وأولاده ويخرجون لقضاء يومهم فى الهواء الطلق سواء فى النيل او فى البحيرات فيتصيد الرجل ما تحبه نفسه من الطيور أو الاسماك ويجمع الاطفال ازهارا من الماء كلما مر القارب بواحدة منها ..
ولم يقف ولعهم عند حد ركوب القوارب فى الصيف بل كانوا يحبون الاستحمام فى المياه وقد حفظت لنا النقوش منظرا يمثل فتاة تعوم بين زهور اللوتس .

وتقص علينا أوراق البردى قصة عن الملك سنفرو صاحب هرم دهشور ووالد الملك خوفو ان صدره ضاق يوما واصبح لا يطيق البقاء فى مكان فى القصر وعجز كل من حوله عن ادخال السرور على نفسه فدعا اليه أحد رؤساء الكهنة فأشار عليه ان يخرج الى الهواء الطلق ويركب قاربا ويتجول فى بحيرة القصر فينشرح صدره عندما يرى الحقول والفضاء فأمر الملك بأن يعدوا له عشرين مجدافا من الابنوس المطعمة بالذهب وأن يأتوا بعشرين فتاة من أجمل فتيات القصر،وأمرهن بأن يجدفن له وأخذ القارب يذهب ويجىء وأخذت الفتيات يغنين وهب النسيم فأنعش النفوس وأخذ السأم يذهب عن نفس الملك "سنفرو".

وتستمر القصة فتحدثنا كيف توقفت الفتيات فجأة عن التجديف والغناء فلما سألهن عن السبب أجبن بأن رئيستهن توقفت عن الغناء . فلما نظر اليها الملك اجابت بأن حليتها المعلقة فى شعرها وكانت على هيئة سمكة من الفيروز سقطت فى البحيرة فوعدها الملك بخير منها ولكنها أصرت على طلب حليتها لانها عزيزة عليها . فبعث الملك فى طلب رئيس الكهنة فأعمل سحره ورفع مياه البحيرة وأحضر اليها حليتها التى كانت قد استقرت فى القاع فعاد للفتيات مرحهن وعاد للملك صفاء نفسه وتضاعف سروره !
ولم نعرف عن أحد ملوك المصريين القدماء أنه اولع بالبحر او شد الرحال ليقضى الصيف على شاطئ .فلما انشأ الاسكندر الاكبر مدينة الاسكندرية وأصبحت عاصمة البلاد فى عهد البطالمة لم نعرف عن هؤلاء الملوك أكثر من بنائهم القصور على مقربة من البحر الرومانى ،ولم يكن شاطىء الاسكندرية هو الذى جذبهم وانما كانت بحيرة "مريوط" ذات المياه العذبة هى التى استحوذت على أفئدتهم وبنى أغنياء الرومان على شواطئها وفى جزائرها قصورا لهم وكانوا يأتون اليها من روما وغيرها ليتمتعوا بجمالها .

ولكن الافتنان بمريوط كان لفترة محدودة فى تاريخ مصر وكان مقصورا على الرومان وظل أغلب المصريين قائمين بالحقول الزاهرة والنيل الجميل يتقون حرارة الصيف - اذا سمحت لهم ظروف عملهم - بالخلود الى شىء من الراحة تحت ظل الشجر أوعلى صفحة الماء مع صفوة مختارة ممن يحبونهم ينعمون بنسيم الهواء ويتسامرون بحلو الحديث أو يستمعون الى موسيقى وأغانى هادئة ويستمتع كل منهم بجمال الطبيعه ويشعر بالسعاده وهو يرى أولاده يلعبون حوله والى جانبه تجلس زوجه تقدم له كل ما تشتهيه نفسه من حنان أو مأكل و مشرب.

 
 
هانيا أشرف