بعد أن تهافتت الآذان العالمية لسماع الخطاب التاريخى للرئيس الأمريكى باراك أوباما الموجه الى العالم الاسلامى واشتدت اليد على اليد بالتصفيق الحاد من المستمعين انبهارا بتلك الكاريزما التى جمعت ما بين الذكاء الشديد والدهاء الحاد والبساطة والدقة والهدوء... انتقلت معه أبصار العالم عبر كاميرات القنوات الفضائية التى قادت الصورة باحتراف شديد وكلٍ فى مكانه ليستمتعون بخطوات أوباما المرحة فى رفقة عالم الآثار الدكتور حواس يراقبون شموخ الحضارة الفرعونية منذ سبعة آلاف سنة المتمثلة فى الأهرامات الثلاثة وحارسهم أبوالهول.
ويعد أوباما هو أول رئيس دولة يصرعلى زيارة غرفة دفن الفرعون خوفو صاحب الهرم الأكبر على الرغم من أنها على مسافة 70 مترا تحت الأرض،تلك الغرفة التى تشعر زائرها منذ الوهلة الأولى بأنه محاط بقوى خفية نابعة من أسرار هذا الملك الذى قام ببناء حضارة تمثل عجيبة من عجائب الدنيا السبع ، التى تخفي في طياتها ملايين الأسرار لازالت مثار بحث حتى الأن...ثم انتقل الى أبو الهول ولازالت عيون العالم التى سبقت وأن زارت الأهرامات من قبل أو التى لم تسنح لهم فرصة لزيارة مصر بعد أو المصريين أنفسهم الذين يحفظون تفاصيل المنطقة عن ظهر قلب يلتفون حول الشاشات الفضية لمدة 90 دقيقة كى يرون المنطقة بعيون أوباما الذى انتقل الى حارس الأهرامات " أبو الهول" هذا التمثال الذى يبدو وكأنه حارس لمدينة الموتى قاموا الأجداد بتمجيده منذ آلاف السنيين،واعتبروه صورة من صور إله الشمس، وأقاموا نصباً باسمه (ماعت)،بمعنى العدالة المستقرة.... وحينئذ راودتنى الكثير من الأسئلة لماذا وقف أوباما كثيرا عند قدمى أبو الهول هل السبب يرجع الى أنه انبهر استماعا للأسلوب الرائع المعروف به عالم الآثار دكتور حواس فى قص حكاية حلم الملك تحتمس الرابع المحفورة على بوابة الأحلام أم أنه استرجع تاريخ مصر للحظات وأخذ يفكر فى سر صمود أبو الهول أمام قذائف القائد الفرنسى نابليون بونابرت؟ ... ثم وبرشاقة أوباما المعهودة،اعتلى منفردا الدرجات المؤدية لرأس أبو الهول وظل واقفا دقائق مطولة ينظر اليه من كافه اتجاهاته ثم استقرت عينه فى عين أبو الهول مباشرة منبهراً به ولسان حاله يقول:كل منا يصنع تاريخه.
إن عدد السياح الأمريكيين الوافدين إلى مصر حاليًا حوالي 319 ألف سائح سنويًّا، وأتمنى أن تسهم زيارة أوباما في ترويج مصر سياحيًا وتشجع المزيد من الزوار الأمريكيين وغيرهم من شعوب الارض لزيارة مصر والاطلاع على هذه الكنوز الأثرية النادرة..وإن كانت مصر دون دول العالم لها الريادة فى عظمة حضاراتها وتاريخها،فهى أيضاً مصدر ثقة السائح أيا كانت جنسيته وديانته،فهى بلد الأمن والآمان الى يوم الساعة.
|