العلاج بالقراءة وسيلة استخدمها القدماء المصريون فكانت تكتب على جدران المكتبات المصرية القديمة، كلمات مثل "هنا علاج الروح" "هنا بيت علاج النفس" ثم انتقل هذا الشعار إلى البابليين والآشوريين، ثم إلى الرومان واليونان، في دلالة واضحة لأهمية القراءة في علاج الروح.
وفي العصور الوسطى الإسلامية بداية من القرن الثالث عشر، كان القرآن الكريم يُستخدم لعلاج المرضى في مستشفى المنصور بالقاهرة، حيث كان من برنامج العلاج بالجراحة والعقاقير، ترتيب بعض المقرئين ليقرءوا القرآن للمرضى ليل نهار. وقد شهدت القرون التالية المزيد من استخدام الكتب المقدسة والكتابات الدينية في علاج المرضى .
وفي أوروبا في نهاية القرن الثامن عشر قام البعض باستخدام القراءة لعلاج المجانين وقد اشتهر بنيامين روش بأنه أول من أوصى بالقراءة في علاج المرضى، وذلك عام 1802.
وظهرت كاتلين جونز سنة 1904 كأول أمينة مكتبة تقوم ببرامج ناجحة للعلاج بالقراءة في مكتبات مستشفى ماكلين في ويفرلي في ماساشوستس، في علاج المرضى عقلياً، ورغم توقف برنامج العلاج بالقراءة بعد ازدهار كبير في تلك المستشفى بسبب نقص المال وانتهاء عمل الأمينة الفذة في ذلك البرنامج إلا أنه يعتبر حلقة هامة في تاريخ العلاج بالقراءة.
وخلال الحرب العالمية الأولى قام المكتبيون والأشخاص العاديون وعلى رأسهم الصليب الأحمر واتحاد المكتبات الأمريكية ببناء المكتبات وتجهيزها بالمجموعات في المستشفيات العسكرية.
وفي عام 1939 م قامت شعبة مكتبات المستشفيات في اتحاد المكتبات الأمريكية باستحداث "لجنة الببليوثيرابيا" بهدف استقصاء إمكانيات استخدام الكتب كعلاج في تغيير الاتجاهات، وبذلك اكتسب العلاج بالقراءة وضعاً رسميا في مهنة المكتبات بتبني الاتحاد له.
ويعتبر نيقولاس روباكن الروسي الأصل، المؤسس الحقيقي لعلم نفس الكتاب، والذي كرس حياته للكتب، التي كان يرى فيها أداة هامة للتنوير.
إن القراءة تساعد في علاج مجموعة من المخاوف كالخوف من الظلام، والأماكن المرتفعة، الأماكن المغلقة وغيرها، وكذلك في علاج القلق، والمشاكل الجنسية، ومشاكل الاتجاهات كالعنصرية، والعرقية، والنرجسية وغيرها .
وقد استخدم العلاج بالقراءة في علاج مجموعة أخرى من المشاكل المعقدة مثل الافتقار إلى العلاقات، والدافعية، والتوتر، ضبط الوزن، وكذلك بعض المشاكل الاجتماعية كالطلاق، والشيخوخة، فقدان الأهلية وغيرها من الأمراض.
وعادة ما يتألف فريق العلاج من طبيب بشري وأخصائي نفسي، ويسير العلاج في جلسات ويتراوح عدد المرضي ما بين 5 إلي 10 مرضي . ويرى المختصون أن هناك أنواع من الكتب المناسبة للعلاج وتتمثل في: ( الكتب السماوية المقدسة - القصص القصيرة - قصص الخيال العلمي - القصص الخفيف والخرافي ومقالات المجلات والجرائد – الشعر - التراجم وسير الأنبياء - كتب الإرشاد الذاتي - كتب آداب السلوك - كتب الروح - الأفلام وما في حكمها).
ويتطلب توجيه المريض في العلاج بالقراءة ، الاهتمام بمعرفة خلفيته التعليمية والثقافية، وميوله واهتماماته وحاجاته وهواياته .فهناك 6 خطوات يتحقق عن طريقها العلاج بالقراءة:
- تقديم مادة مقروئة تحقق الاستمتاع.
- تحقيق التقمص أو التوحد حيث يجد المريض في الشخصيات من يشبهه فيتقمص دوره.
- التفكير مثل شخوص العمل الأدبي والدخول في مشاكلها.
- التنفيث أو التفريغ الانفعالي، بمعني التخلص من طاقة سلبية كانت بداخل المريض مثل التوتر أو شىء أخر مكبوت.
- الوصول إلي ادراك الشخص بمشكلاته التي يعانيها.
- تغيير سلوك المتعالج واتجاهه.
|