لم أصدق عيناى حينما قرأت بحثاً منشوراً ب"مجلة البحوث السياحية" الصادرة عن وزارة السياحة المصرية بعنوان "نحو استراتيجية أفضل لتنمية السياحة العربية الوافدة إلى مصر"، والذى يحمل اتهاماً صريحاً موجهاً لهيئة تنشيط السياحة المصرية ولكل العاملين فيها بدءا من رئيس الهيئة الى إدارة التسويق والاعلام المتهمين بالقصور والخلل الرهيب فى الحملات الدعائية للسوق المصرية... مما أدى الى انخفاض السياحة العربية الوافدة الى مصر وتغيير وجهتها إلى تركيا وآسيا.
وشهد شاهد من أهلها ....... فهل هذا البحث المنشور فى مجلة وزارة السياحة يعترف على الملأ بفشل منظومة التسويق والترويج السياحى الذى يتكلف 40 مليون دولار سنوياً والخطط العبقرية التى ستقضى على حيوية هذا القطاع ؟أم هذا البحث تم نشره فى غفلة من وزارة السياحة وقررت أن تتعاون مع خيبة هيئة تنشيط السياحة فى الاساءة لمصر وشعبها؟
فقد رصد البحث أسباب هجر العرب لمصر ومنها سلوكيات تعامل المصريين مع السائحين، القواعد المرورية و صعوبة التنقل من مكان إلى آخر مع عدم وجود تعريفة محددة لسيارات الأجرة، بالإضافة إلى الخطأ فى إجراءات الحجز ووزن الأمتعة الذى يتسبب أحيانا في إرتفاع التكاليف المفروضة على الوزن الزائد مما يضايق السائح العربي، بالإضافة لظاهرة الغش التجاري والمغالاة الرهيبة في أسعار السلع للعرب . كما أن وسائل الدعاية والإعلام المستخدمة لترويج المنتج السياحي المصري، أحد الأسباب الرئيسية لهجر السائحين العرب لمصر ومنها حملة " نورت مصر".
اسمحوا لى أن أكشف لكم عن جريمة أخرى من جرائم هيئة تنشيط السياحة والتى ستبدأ صباح يوم 22 نوفمبر القادم وعلى مدار أربعة شهور فى مهرجان "القرية العالمية" بدبى ضمن فعاليات مهرجان السياحة والتسوق بالامارات فقد صدر قرار وزير السياحة بناءاً على مذكرة رئيس الهيئة بطلب الموافقة على سفر 7 مسئولين من قطاع السياحة الداخلية و 3 أخرين من القطاع المالى و3 من قطاع التخطيط والمتابعة وشخص واحد من القطاع الفنى الادارى والعجيب اختيار شخصان فقط من القطاع الدولى المعنى بالترويج والأعجب الترتيب الفولاذى لرئيس الهيئة بسفر شقيقين وآخر ابن شقيق رئيس قطاع السياحة الدولية !!!!!!!!
على أن يقضى كل واحد منهم أسبوعاً كاملاً فى التجول والتنزهة والتسوق بشوارع ومحلات وفنادق دبى والعودة بسلامه الله للوطن ليتقاضى كل فرد منهم 150$ -بدل السفرعن اليوم الواحد- بخلاف الاقامة الكاملة المدفوعه مسبقاً فى صورة سلف مالية لأغراض وهمية من دم ملايين المصريين الغلابة بأفخم الفنادق هناك بدعوى الترويج لسياحة مصر فى الامارات والتى تستنزف بها المال العام إرضاءا للمصالح الشخصية.
هكذا الهيئة تروج لسياحة مصر فى الخارج بسفر مسئولى السياحة الداخلية الذين هم فى الأصل فشلوا فشلا ذريعا فى تنشيط السياحة الداخلية داخل مدن مصر........ فيبدو أن رئيس الهيئة تناسى عن عمد وقصد أن الامارات تتبع السياحة الدولية ولا يوجد أدنى علاقة لسفر مسئولى قطاع السياحة الداخلية والتخطيط والمالية والفنى الادارى سوى اللهم رغبة صادقة فى نفس رئيس الهيئة فى الترويح عن نفوس موظفيه .... وخليهم يتفسحوا وينبسطوا ماهو مال سايب بلا رقيب ………..وعقبال صدور قرار سفر الفراشين للترويج لمصر على سطح القمر.
والى حقائق أخرى.................
|