السبت , 25 يناير 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

السياحة والآثار على صفيح ساخن

السياحة والآثار على صفيح ساخن
عدد : 08-2011
فجأة وبدون سابق إنذار انتقلت حلبه الصراع الأثري من دواوين الوزارة إلى الشاشة الفضية بجميع قنواتها، وتراشق المسئولون عن الحفاظ على حضارة وتاريخ 7 آلاف سنه بكل ما في جعبتهم من الاتهامات بالفساد الذي نام آمناً في الأدراج سنوات وسنوات..ولم يصدق الموظفون عيناهم عندما اكتشفوا أن الوزراء السابقون يعودون إلى مكاتبهم لمباشرة أعمال الوزارات بعد الإعلان عن تعيين وزراء جدد.. ولم يتخيل المواطن المصري البسيط أن وزارة الآثار هي السبب في تأجيل حلف اليمين للحكومة بأكملها.
ولم تنته المشكلة بقرار رئيس الحكومة د.عصام شرف الحاسم بإلغاء الوزارة والإبقاء على المجلس تحت إشرافه نزولا على رغبة الأغلبية من العاملين بقطاع الآثار..بل اكتشف المواطنون أن ما جاء على لسان المسئولين عن الآثار المصرية من تصريحات لم يكن أبداً عفوا عما سلف أو غمزا ولمزا للجهات الرقابية، بل كانت بلاغات علنية تنذر بضياع ثروات مصر وهويتها... وأن العاملين بالآثار يملكون كل الحق في مطالبهم خاصة بعد أن كشف د.محمد عبد المقصود حقيقة أن المجلس الأعلى للآثار مديون ب750 مليون جنيه، بينما يقف المسئولون عاجزون عن تثبيت جميع العمالة المؤقتة ورفض تشغيل الخريجين الجدد حتى الآن لقلة الموارد المالية .. والسؤال إذا كانت إيرادات المجلس الأعلى للآثار زادت بالتبعية مع زيادة أعداد السائحين عام 2010 ، والآثار تحقق عائدات من معارضها العالمية التي تطوف كبرى دول العالم وتستخدمها في مشروعات الترميم والتطوير للمتاحف ،وتعتمد في تنفيذ مشاريعها الكبرى على المنح والمساعدات الأجنبية..إذن فمن أين جاءت الديون المليونية وأين ذهبت؟..ولماذا لا يتم بشكل عاجل ومرضى المساواة بين مرتبات جميع العاملين بالعقود فهل يعقل أن يتقاضى موظفاً راتباً بالآلاف ونظيره400 جنيه؟!
ولم يسلم أيضاً برج مصر للسياحة مؤخرا من الاحتجاجات الثورية التي تبحث عن تنفيذ الوعود السابقة لوزير السياحة منير فخري عبد النور وتعارض قراراته الجريئة والغير مسبوقة،ومنها قراره الوزارى بالاستعانة بلواء أركان حرب قبطي ومن العاملين خارج الوزارة لتولى شئون قطاع الشركات ومنها الاشراف على الحج والعمرة .أيضاً لتمسكه بمستشاري الوزير السابق حتى الآن، بالرغم من إعلانه منذ بداية توليه الحقيبة الوزارية أنه سيقوم مع بداية شهر يوليو بالاستغناء عنهم..وهذا ما فعلته الوزارات الأخرى لوقف نزيف الأموال التي تنفق بلا جدوى.. وبينما كان صوت الثوريين يخترق نوافذ جميع مكاتب البرج إلا أن وزير السياحة تركهم يحترقون بلهيب الشمس ذاهبا للمشاركة في مؤتمر صحفي للإعلان عن مهرجان "فوانيس رمضان 2011" -الغير مجد اقتصاديا لعدة سنوات كما قال المسئولون عنه- مما جعلهم يستشاطون غضبا مهددين بنقل مظاهراتهم إلى ميدان التحرير.
إن المطالب لم تصبح فئوية ولكنها مطالب كل المصريين الغيورين على دينهم وتاريخهم وثرواتهم..فلابد أن يراعى كل مسئول رعيته،وعليه أن يتعامل مع الجروح الغائرة بمشرط الجراح الماهر وإلا ستظل مطالب الأمس هي نفسها اليوم والغد ونصبح حينئذٍ غير قادرين على الانتباه للخطر المحدق بنا من كل صوب وحدب.. لذا أرجو أن يدرك المسئولون أن الشعب يعانى من لسعات الصفيح الساخن وغير راض إطلاقاً عن سياسة التطهير بالتنقيط.
 
 
ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com