الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

حواة الثعابين .. مهنة في طريقها للاندثار

حواة الثعابين .. مهنة في طريقها للاندثار
عدد : 03-2012
هذه المهنة من أعجب وأطرف وأغرب وأخطر المهن التي يمكن أن يمارسها إنسان وان كانت الآن في طريقها للاندثار.. البعض يرجعها الى السحر الذى اشتهر به قدماء المصريين وتوارثته الأجيال ،والبعض يعتبرها نوع من القدرات الخاصة التي يمتلكها بعض الأشخاص.

هؤلاء الحواة أو (الرفاعية) نسبة إلى القطب الصوفي الكبير "أحمد الرفاعى" الذي يعطى مريديه العهد بالتعامل مع الثعابين والافاعى والعقارب والحشرات السامة دون ان تأذيهم.

ولقد حاول علماء الحملة الفرنسية على مصرايجاد تفسير علمى لهذه الظاهرة التى تتبعوها واحتلت بابا من كتاب "وصف مصر"..يقول "سترابون" أن هؤلاء الحواة لديهم موهبة سحر الثعابين،و يقول علماء الحملة الفرنسية ان هذه الثعابين تشبه نوعا من الحيوانات لايصبح ضارا الا عندما تظن أن من يقترب منها بسبب اضطرابة غير الواثق وترددة يريد ايذائها ،أما الرحالة "بوكوك" فقد وفر على نفسه جهد البحث وادعى انه ليس ثمة ثعابين سامة فى مصر.

افترض علماء الحملة الفرنسية ان الحواة المصريين لديهم القدرة على إعطاء أصوات منغمة قادرة على جذب الثعابين ،ويؤكد الأستاذ "لاسبيد" أن الثعابين عادة تفرز رائحة قوية وأن بعض الناس بالمثل لهم رائحة مسكية ،كما أكدوا أن اللعاب له تأثير مخدر على هذه الحيوانات.

هؤلاء الحواه كانوا يجوبون شوارع مدينتنا ورأيتهم فى (وادي الملوك) يعرضون مهاراتهم على السائحين ولكن ليس لهم وجود الآن.

وذكر على مبارك ،فى خططه التوفيقية ان بمدينة (قوص) قوم لهم معرفة تامة بصيد الثعابين والحيات والعقارب بواسطة عزائم وأقسام سحرية يقرأونها ويسلطونها على من شاءوا وقتما يشاءوا فتتبعه بكل جهد ولاترجع عنه إلا إذا أمرت بالرجوع.

حكى المقريزى عن الأمير "تكتباى" - حاكم قوص- في زمن السلطان "محمد بن قلاوون" انه أوقف ذات مرة امراة حاوية او ساحرة ،وأمرها أن تريه شيئا من عجيب صناعتها ،فأخبرته أن سرها الأكبر أن تسحر العقارب وتحركها كما شاءت ،فإذا سمت إليها شخصاً ذهبت إليه لا تتعداه، فتلدغه وتهلكه، فقال لها :"أرينى ذلك ،وأرجوك أن تجربي في".. فأتت بعقرب وتلت عزائمها عليها ثم أطلقتها.. فانطلقت وراءه وهو يزوغ منها بجهات شتى حتى كادت تلدغه ،وهرب منها وجلس على كرسى بحوض به ماء، فوقفت على حافته تراود نفسها فى خوضه ثم جرت على الحائط ومشت بالسقف حتى صارت موازية لرأسه ثم رمت بنفسها.. فسقطت بالقرب منه وقصدته فبادر إليها بضربة قاتله ثم أمر بقتل المرأة الساحرة.

وبالجملة فان أمر العزائم السحرية المستخدمة للثعابين والعقارب كان من زمن قديم فى إفريقيا وتحدثت التوراة عن ثعبان أصم لا تؤثر فيه العزائم وفى كتب الرومان واليونان اشارة لهذا،يقول "بلوتراك" هم طائفة من أهل أفريقيا تتلو على الثعابين نوعا من العزائم ثم يسلبون بها قواها ويصيرونها نائمة وقال بلين ان هذه صفة خاصة فيهم.وان "قاتون" رئيس الجيوش الرومانية أخذ عدد من الحواة بعد موقعة "فرسال" وأسكنهم ببلادة والعرب يسمونهم (الحواة).وتوارث هذه المهنة أبناء الطريقة الرفاعية والسعدية من الطرق الصوفية.وفى محافظة الجيزة قرية (أبى رواش) تحترف صيد الثعابين والزواحف ويحقق أهلها دخلا طيبا من التجارة فيها.

يوجد في مصر 40 نوعا من الثعابين السام ‘منها 7 أنواع (الكوبرا المصرية ،المقرنة ،القوعة ،الكذابة ،البرجيل ،البخاخ) ،أما بالنسبة للهنود فإنهم أمهر من برع في هذا الفن. هذه المهنة فى طريقها للاندثار ،كما أن انتشار النظافة والكهرباء والعمران أثر في تناقص تواجد هذه الحشرات بالبيوت.
 
 
عبد المنعـــم عبد العظيـــــم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر-مصر
Monemazim2oo7@yahoo.com