الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أبوصير.. المهملة تستطيع جذب آلاف السائحين

أبوصير.. المهملة  تستطيع جذب آلاف السائحين
عدد : 05-2012
"بو صير" أو "أبوصير"،قرية من أعرق وأقدم وأقدس قرى مصر بمحافظة الجيزة ،ربما يعرفها الكثيرون من خلال ارتباطها بلقب إمام الشعراء وملجأ الفقراء المحقق الأديب المدقق اللبيب العارف بالله تعالى " شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد البوصيرى" صاحب البردية والهمزية وصاحب المقام الشهير بالإسكندرية ،بجوار مقام شيخه سيدى "أبو العباس المرسى"، وكان هو و"ابن عطاء الله" صاحب "الحكم العطائية" من تلاميذه واشتهرت أيضا باسم"بوصير السدر" لكثرة أشجار السدر (النبق) فيها..

"بوصير" كلمة مركبة من مقطعين (بو) وتعنى "مدفن" و(صير) تعنى "أوزير" أو "أوزوريس" بمعنى مدفن أوزوريس. ومازالت النسوة عند الموت يرددن كلمة "بو" في صرخاتهن على الميت. وكانت مقرا للأسر (الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة )الفرعونية ،وجزءاً من مدينة "منف" عاصمة مصر السفلى، وبها مقابر من أقدم المقابر الفرعونية ،ومقبرة العجول المقدسة "السيرابيوم".

تضم القرية أيضاً آثار نبيين من أنبياء الله، سجن سيدنا "يوسف الصديق" عليه السلام النبى ابن النبى ابن النبي،وقد قضى في هذا السجن بضع سنيين اتفق معظم المفسرين على أنها سبع سنين وكان "جبريل" عليه السلام ينزل عليه بالوحى فيه،وسطح السجن معروف بأنه مكان يجاب فيه الدعاء.وكان "كافور الأخشيدى" قد سأل "أبو بكر الحداد" عن مكان يجاب فيه الدعاء ليدعوا فيه فدله على سطح سجن سيدنا "يوسف" في "أبوصير". والنبي الثاني هو "موسى" الكليم عليه السلام الذي بنى على آثاره مسجدا يعرف باسم مسجد "موسى" بناه الملك "الأفضل أبو القاسم شاهنشاه" ابن أمير الجيوش "بدر الجمالى" عام 515هـ لهذا سميت "بوصير الله" . وكان فى الرابع عشر من شهر جمادى الأول يمضى الناس إلى سجن سيدنا "يوسف" في مواكب أشبه بالموالد.

وفى الأثر، عن ابن عباس رضى الله عنه قال:" ان جبريل عليه السلام أتى إلى يوسف في هذا السجن المظلم، فقال له يوسف من أنت الذي منذ دخلت السجن ما رأيت أحسن وجها منك؟، فقال له أنا جبريل، فبكى يوسف عليه السلام ،وقال ماذا يصنع جبريل في مقام المذنبين؟، فقال له أما علمت أن الله جل وعلا يطهر البقاع بالأنبياء وقد طهر الله بك السجن، فما أقام حتى آخر النهار حتى أخرج من السجن."

إن هذا المكان الذي أهمله مسئولو الآثار - لم يطور منذ عهد الخديوي إسماعيل- ولقد علمت أن كثير من أحجارة استغلت في بعض الأبنية و المنشآت.

"أبوصير" قرية تستحق أن تكون مزارا عالمياً لكل أصحاب الديانات السماوية، تستطيع جذب آلاف السائحين من المهتمين بالسياحة الدينية.والحقيقة أن المنطقة برمتها وتاريخها العريق تحتاج إلى الاهتمام،كما انه جزء من التراث الإنسانى يمكن تطويره وتأصيله لكنى أخشى ان يتخذ منه اليهود مبكى أخر ويسبقونا في التسويق له.
 
 
عبد المنعم عبد العظيم
مدير دراسات جنوب الصعيد