على الرغم من مرور عامين ،مازالت رمانه الميزان تميل إلى العهد الظالم، وكأن فلول النظام القديم باقية ببقاء من خلفهم ،من يدين لهم بالولاء ،ويحافظ على سياستهم .. فالوطن يأن ويتعثر من اقتصاد يكاد يهوى به إلى القاع ، والحكومة تنادى مسئوليها وشعبها منذ عام بترشيد الإنفاق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. ولكن هيهات!! .. وكأنها "بتدن" في مالطة..وأخص بحديثي هنا وزارة الأمل – وزارة السياحة- قاطرة التنمية في مصر.
فنحن لا نمسك مستندات لأن الدليل والبرهان واضح .. ولكن لازال هناك من يتمادى في صم أذانه وإغماض جفونه .. فاليوم وبعد مرور ثلاثة شهور على تعيين حكومة الدكتور هشام قنديل تأتى وزارة السياحة المورثة من وزير محكوم عليه ووزير لم يغير شيء لوزير كان مساعداً لهما.. فجاء خير خلف لخير سلف .. فالمستشارين لم ينقص منهم أحد، وسياحة المجاملة والمحسوبية مستمرة كما هي ،وقرارات السفر بالمجاميع لم تنته .. وتبديل الوظائف للقيادات ولجان الأزمات والمشكلات لم تثمر عن حلول على أرض الواقع .. وظل كل مظلوم على حاله..خلاصة قراءتنا للمشهد " أننا نعمل مع وزارة مصرية على أرض غير ثورية".
وها نحن نوجه كلامنا هذه المرة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء ،ألم تسأل مرة السيد وزير السياحة عند لحظة توقيعك على قرار سفره للخارج "كم عدد بعثة المرافقين له في رحلة بولندا لتفعيل اتفاقية وقعت منذ أعوام؟.. وكم عدد من سافروا في بعثة حج الوزارة هذا العام؟ ..وكم من سافروا إلى انجلترا مؤخراً؟..وكم عدد الإعلاميين المرافقين له في حين أن القائمين على العمل بالمكتب الإعلامي في الوزارة يقومون برصد كل مهام ولقاءات السيد وزير السياحة يومياً؟..وكم بلغت النفقات التي تتكبدها ميزانية الدولة من أجل منح البدلات الدولارية والإقامة بفنادق خمس نجوم لكل هؤلاء بدعوى جلب وتنشيط السياحة وتحسين الصورة الذهنية عن مصر بالخارج؟..وإن كان هذا دورهم، فما هو إذن دور ال 17 مدير من مديرين المكاتب السياحية لمصر بالخارج؟ .. وإلى متى سيستمر وزير السياحة في أداء دوره ودور رئيس الهيئة ونائبها المنتظرين؟
والآن فلا لوم أو زعل ،فقد اقتربنا من عام الثورة الثاني ،وفاض بنا الكيل من انتظارنا لإعلاء مصلحة الوطن بعيداً عن المصالح الشخصية والمجاملات ،ننتظر الانفصال الكلى عن منهجية النظام القديم لتعود الحقوق لأصحابها ،ننتظر الإصلاح الجاد والحازم فى جميع مؤسسات الدولة .. وإن لم يحدث ذلك ، فليخرج علينا من يفهمنا على من تطبق حكومة الدكتور هشام قنديل التقشف بينما وزارة السياحة بتشترى صوت السكات.
|