فى يوم 22 فبراير من كل عام تتعامد الشمس لمدة 20 دقيقة على قدس الأقداس في معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل جنوب أسوان أى تشرق الشمس على وجهه عند بزوغها وتتعامد فقط على تمثال رمسيس الثاني بشكل كامل كل سنة مرتين..الأولي يوم 22 فبراير يوم ميلاد رمسيس الثاني لتعلن عن بداية فصل "شمو" ويعني في اللغه المصرية القديمة موسم الحصاد ويعبر عن بداية فصل الصيف، وفقا للتقويمات الفلكية والسنة النجمية التي اتخذها القدماء المصريون كوحدة لقياس الزمن، كما تتعامد الشمس مرة ثانية في 22 أكتوبر يوم تتويج الملك. لتعلن عن بداية فصل الشتاء .
إن أول من رصد ظاهرة تعامد أشعة الشمس داخل قدس الأقداس الأثرية "إميليا إدوارد"، وسجلتها في كتابها الشهير ألف ميل فوق النيل عام1899، وهذا الحدث يؤكد تقدم الفراعنة في علوم الفلك والجغرافيا والهندسة وفنون العمارة وتتوغل أشعة الشمس لمسافة 60 مترا داخل معبد رمسيس الثاني مخترقة صالة الأعمدة حتى تصل إلى قدس الأقداس لتضىء ثلاثة تماثيل من الأربعة الموجودة في داخله، وهم تمثال رع حور أخت اله الشمس وتمثال رمسيس الثاني الذي يتساوى مع الآله وتمثال أمون إله طيبة في تلك الحقبة .أما التمثال الرابع للإله بتاح رب منف وراعي الفن والفنانين وإله العالم السفلي فلا تصله أشعة الشمس، لأنه لابد أن يبقى في ظلام دامس مثل حالته في العالم السفلي .
ونحت معبدا ابو سمبل، الكبير الذي خصص لرمسيس الثاني والصغير الذي خصص لزوجته الملكة نفرتاري داخل الجبل على الشاطيء الغربي للنيل، الا ان اقامة السد العالي في الستينات اجبرت مصر بالتعاون مع اليونسكو على قطع الجبل الذي نحت داخله المعبدان ونقلهما من مكانهما الاصيل، ووضع المعبدان على بعد بضع مئات الامتار من موقعهما القديم بالزواية والاتجاه نفسيهما.
رمسيس الثاني هو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر، حكم مصر لمدة 66 سنة من 1279) ق.م. حتى 1212 ق.م (أو 1290) ق.م. - 1224 ق.م). أشهر زوجاته الملكة نفرتاري ،بلغ عدد أبنائه نحو 90 ابن وابنة.
قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام. وفي معركة "قادش الثانية"عام 1274 ق.م، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالإشتباك مع قوات مُواتالّيس، ملك الحيثيين. على مر السنين التالية لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالي فى عام 1258 ق.م ، ابرم رمسيس الثاني معاهدة مع حاتّوسيليس الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.. وقام ببناء العديد من المعابد والتماثيل ،منها مجمع أبو سمبل، وترك تماثيل له أكثر من أي فرعون آخر.
دفن رمسيس في وادي الملوك، في المقبرة kv7 إلا أن مومياءه نُقلت إلى الدير البحري، حيث اكتُشفت عام 1881 ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات، حيث مازالت محفوظة ومعروضة.
رمسيس كان يبلغ ارتفاع قامته 170 سم، مما يجعله طويل القامة بمقاييس زمنه. الفحوص الطبية على موميائه تظهر آثار شعر أحمر أو مخضب. ويعتقد أنه عانى من روماتيزم حاد في المفاصل في سنوات عمره الاخيرة، وكذلك عانى من أمراض في اللثة.
|