الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عيد رأس السنة سيمفونية مصرية أهديناها للعالم

عيد رأس السنة سيمفونية مصرية أهديناها للعالم
عدد : 12-2012
وضع المصريون القدماء أول تقويم في تاريخ البشرية منذ خمسة وسبعون قرنا من الزمان من خلال رصدهم لفيضان نهر النيل المقدس الذي يمنحهم الحياة والنماء والخير فمصر هبة النيل كما قال هيرودوت وعلى ضفتيه قامت أول وأعظم حضارة.


اكتشف المصريين القدماء أن فيضان النيل يتدفق في موعد ثابت مع ظهور نجم معين يشرق مع الشمس على معبد مدينة أون (هليوبوليس)عين شمس الحالية هو نجم سيديت أو سيروس أو الشعرى اليمانية وهو أول نجوم المجموعة المعروفة باسم الكلب الأكبر، ومن خلال مراقبتهم لهذا النجم ورصد حركته لعدة سنوات توصلوا إلى تحديد طول دورته الفلكية (الدورة الشمسية) بدقة متناهية وصلت إلى حد الإعجاز في ذلك الوقت الذي لم تكن لديهم ما لدينا الآن من أجهزة قياس ورصد.

فقد حددوا طولها بـ 365 يوما وخمس ساعات و 49 دقيقة2\1 45 ثانية أى بفارق يوم كل 128 سنة ووضعوا هذا المقياس الزمني أساسا لتقويمهم وكان يوم ظهور نجم الشعرى اليمانية الذي يأتي مع موعد فيضان النيل هو يوم ميلاد العام الجديد، وأطلقوا على هذا التقويم اسم التقويم التحوتى نسبة إلى تحوت إله المعرفة والحكمة وقياس الزمن.


ونظرا لأن هذا التقويم ارتبط بالنيل والحياة الزراعية في مصر ومواسم ري الأرض والزراعة والحصاد، قسم المصريون القدماء السنة إلى ثلاثة فصول كل منها أربعة أشهر تبدأ بفصل الفيضان ويبدأ من شهر يوليو حتى شهر أكتوبر ،وثانيها فصل بذر البذور الذي يبدأ من نوفمبر ،وثالثها فصل الحصاد ويبدأ من شهر مارس ،وهكذا تكونت السنة من اثنتي عشر شهرا وكل شهر من ثلاث ديكات(عشرة أيام) بمجموع 360 يوما ،وأضافوا إليها الخمسة أيام المكملة للتقويم و أطلقوا عليها الخمسة أيام المنسية أو النسيء التي ولد فيها الإلهة الخمسة إيزيس وأوزوريس وست ونفتيس وحورس ثم أضافوا لها يوما سادسا كل أربعة سنوات أهدوه للإله تحوت الذي علمهم الحرف والتقويم وسموا هذه الشهور بأسماء ألهتهم بدءا من توت (تحوت).


كانت بداية العمل بهذا التقويم في العام الأول من حكم الملك "حور عما" ابن وخليفة الملك "مينا" عام 557 ق. م طبقا لما أرخ له المؤرخ المصري "مانيتون".


كان المصريين يحتفلون بعيد رأس السنة يوم 19 يوليو من كل عام طبقا للتقويم الحالي بدءا من عام523 ق م ،وقد انتقل الاحتفال بهذه المناسبة إلى حضارات الشرق خلال الدولتين القديمة والوسطى من خلال الفتوحات والغزو المتبادل،كما انتقل عبر البحر المتوسط إلى أوروبا عندما أهدت كليوباترا تقويم مصر الشمسي إلى يوليوس قيصر وكلفت العالم المصري "سوسجين" احد علماء جامعة الإسكندرية بنقل هذا التقويم للرومان ليحل محل تقويمهم القمري وأطلقوا عليه التقويم القيصري وعملت به أوروبا لعدة قرون ثم عدله البابا "جريجورى الثالث" عام 1852 م وهو التقويم الحالي الذي هو في الأصل تقويم مصري خالص أهدته مصر للعالم وانتقلت مع التقويم تقاليد الاحتفال بعيد رأس السنة.


لقد اتخذ الاحتفال برأس السنة مظهرا دينيا يبدأ بنحر الذبائح كقرابين للآلهة وتوزع لحومها على الفقراء وكان جزء منها يوهب للمعابد يوزع بمعرفة الكهنة،وكان سعف النخيل الأخضر الذي يرمز لبداية العام ويعبر عن الحياة المتجددة في خروجه من قلب الشجرة فكانوا يتبركون به ويصنعون منه ضفائر للزينة يعلقونها على الأبواب ويحملون باقات السعف لتوضع على المقابر في عيد رأس السنة ويوزعون ثمار النخيل الجافة (البلح) صدقة على أرواح موتاهم و كانوا يصنعون من سعف النخيل أنواعا مختلفة من التمائم والمعلقات التي يضعها الناس على صدورهم وحول أعناقهم رمزا لتجدد الحياة في العام الجديد والحفظ من الأرواح الشريرة.


وكان الشباب يحملون سعف النخيل أثناء رقصاتهم الشعبية والجنائزية وانتقلت هذه المظاهر إلى احتفالات أحد السعف في المسيحية ووضع جريد النخل الأخضر على قبور الموتى في الديانة الإسلامية.وكان من تقاليد الاحتفال برأس السنة صناعة الكعك والفطائر وانتقل التقليد ليلازم كل احتفالات الأعياد المسيحية والإسلامية.كما كان الأوز والبط من أكلاتهم المفضلة في رأس ألسنه كما كانوا يشربون عصير العنب أو النبيذ الطازج.وكانوا ينتهزون فرصة عيد الميلاد لعقد زيجاتهم والتصالح بين الخصوم.ويرجع إلى الملكة كليوباترا ابتداع استعراضات ومواكب الزهور عندما توافق عيد جلوسها مع عيد الميلاد.



ونقل الفرس الاحتفال بعيد الميلاد وأسموه عيد النيروز من المصريين وحافظت المسيحية على الاحتفال بعيد الميلاد وبرغم أن الأناجيل لم تحدد تاريخاً لميلاد السيد المسيح عليه السلام وأن موعد 25 يناير كان في الأصل عيدا وثنيا مرتبطا بعبادة الشمس إلا أن مجمع نيقية عام 727 اتفق على هذا الميعاد للاحتفال بالميلاد وربطه بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وبدلا من سعف النحيل أقاموا شجرة الكريسماس وهى أيضا من أصل مصري يجسد أسطورة ايزيس وايزوريس والشجرة التي نبتت فاحتوت تابوت أوزوريس وكانت رمزا للاحتفال بميلاد حورس وكانت تختار من شجر دائم الخضرة كالسرو.


زينة الميلاد


وبانتقال الاحتفال بعيد الميلاد إلى العقيدة المسيحية أصبح طقسا من طقوسها المقدسة واتخذ رموزا مسيحية فعيد الميلاد عندهم يتوافق مع تزيين المنازل والكنائس والشوارع الرئيسية والساحات والأماكن العامة في المناطق التي تحتفل بالعيد، بزينة خاصة به. وعادة يعتبر اللونين الأخضر والأحمر هما اللونان التقليديان للإشارة إلى عيد الميلاد، تطعم أيضًا بشيء من اللونين الذهبي أو الفضي يرمز اللون الأخضر "للحياة الأبدية" خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها، في حين يرمز الأحمر ليسوع نفسه ،واغفل مؤرخو المسيحية الأصل الفرعوني لعيد الميلاد.


وأرجعوا تاريخ نشوء زينة الميلاد إلى القرن الخامس عشر، حيث انتشرت وفي لندن تحديدًا، عادة تزيين المنازل والكنائس بمختلف وسائل الزينة، تشمل زينة الميلاد شجرة العيد وهي رمز لقدوم يسوع إلى الأرض من ناحية، وهو حسب التقليد يجب أن تكون من نوع شجرة اللبلاب بحيث ترمز ثمارها الحمراء إلى دم يسوع وإبرها إلى تاج الشوك الذي ارتداه خلال محاكمته وصلبه والحقوا بالشجرة عادة، مغارة الميلاد، وهي أقدم من الشجرة تاريخيًا، إذ كان تصوير مشاهد ولادة يسوع منتشرًا في روما خلال القرن العاشر، وكان القديس فرنسيس الأسيزي قد قام عام 1223 بتشييد مغارة حيّة، أي وضع رجلاً وامرأة لتمثيل العذراء مريم ويوسف النجار وطفلاً لتمثيل يسوع مع بقرة وحمار المستمدين من نبؤة أشعياء حول المسيح، وانتشر بعد مغارة القديس فرنسيس هذا التقليد في أوروبا ومنه إلى مختلف أنحاء العالم، وهي تمثل حدث الميلاد. إلى جانب الشجرة والمغارة، فإنّ الأجراس والسلاسل الذهبية والكرات الحمراء وندف الثلج وأكاليل أغصان دائمة الخضرة، والشموع اللولبية والملائكة وحلوى القصب والجوارب الحمراء، والنجوم - رمزًا لنجم بيت لحم - تعتبر داخلة في إطار زينة الميلاد التقليدية، ذلك يشمل أيضًا وجوه لبابا نويل وغزلانه، حيث درجت التقاليد الشعبية على اعتباره قادمًا على متن عربة يجرها الغزلان؛ أما الأكاليل الأغصان دائمة الخضرة فتوضع عادة على أبواب المنازل أو النوافذ لإظهار أن المسيحيين يؤمنون بأن يسوع هو نور العالم؛ في المكسيك يرتبط نبات الصبار أيضًا بعيد الميلاد إلى جانب البونسيتة وهو نبات محلي في تلك البلاد. سوى ذلك، فإن تزيين الشوارع بلافتات خاصة وسلاسل ضوئية على طول الشارع ووضع أشجار الميلاد في أماكن بارزة، تعتبر داخلة ضمن زينة الميلاد، فضلاً عن الساحات ومناطق التسوق. تزايدت زينة عيد الميلاد، وتنوعت أشكالها وزخارفها واقتبست من التقاليد المحلية والموارد المتاحة في مختلف أنحاء العالم.


افتتح في ألمانيا اول محل تجارى متخصص بزينة الميلاد خلال عقد 1860، وسرعان ما تكاثرت هذه المحلات، وتنافست حول أجمل زينة مقدمة للميلاد.ولا يوجد تاريخ محدد لوضع زينة الميلاد، غير أنه قد درجت العادة بدء التزيين مع 1 ديسمبر أما وضع شجرة الميلاد يرتبط تقليديًا بليلة العيد أي عشية 24 ديسمبر غير أن أعدادًا أقل من المحتفلين لا تزال تلتزم به، وترفع زينة الميلاد في 5 يناير عشية عيد الغطاس.

ومن الثابت أن عادة تزيين شجرة عيد الميلاد سابقة للمسيحية، ومرتبطة بالعبادات الوثنية في إكرام وعبادة الشجرة وكانت منتشرة على وجه الخصوص في ألمانيا؛ ولذلك لم تحبذ الكنيسة في القرون الوسطى الباكرة عادة تزيين الشجرة، وأول ذكر لها في المسيحية يعود لعهد البابا القديس بونيفاس (634 - 709) الذي أرسل بعثة تبشيرية لألمانيا، ومع اعتناق سكان المنطقة للمسيحية، لم تلغ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد، بل حولت رموزها إلى رموز مسيحية، وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة بيت لحم التي هدت المجوس الثلاثة.

غير أن انتشارها ظلّ في ألمانيا ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة، إلا مع القرن الخامس عشر، حيث انتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور - ولذلك تمت إضاءتها بالشموع - وبالتالي رمزًا للمسيح وأحد ألقابه في العهد الجديد "نور العالم"، تقاليد لاحقة نسبت إضاءة الشجرة إلى مارتن لوثر في القرن السادس عشر، غير أنه وبجميع الأحوال لم تصبح الشجرة حدثًا شائعًا، إلا مع إدخال الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث تزيين الشجرة إلى إنكلترا ومنها انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وتحولت معها إلى صبغة مميزة لعيد الميلاد منتشرة في جميع أنحاء العالم.

في السابق، كانت الأشجار التي توضع في المنازل وتزين لمناسبة العيد أشجارًا طبيعية، غير أنه حاليًا تنتشر الأشجار الصناعية مكانها بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة، غير أن عددًا من المحتفلين لا يزال يستعمل الأشجار الطبيعية، وقد نشأت شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الإبرية الخاصة بالميلاد وتسويقها قبيل العيد؛ تزيّن الشجرة حاليًا بالكرات مختلفة الأحجام، وإلى جانب الكرات التي تتنوع ألوانها بين الذهبي والفضي والأحمر، مع وجود بعض الأشجار المزينة بغير الطريقة المألوفة لألوان العيد الثلاثة كالأزرق مثلاً، توضع أضوية ملونة أو ذهبية على الشجرة كما توضع في أعلاها نجمة تشير إلى نجمة بيت لحم التي دلت المجوس في الطريق، وتزين الشجرة أيضًا بالسلاسل أو بالملائكة أو بالأجراس وغيرها مما يتوافر في المحلات؛ يوضع تحت الشجرة أو بقربها مغارة الميلاد أو مجموعة صناديق مغلفة بشكل مُزين تحوي على الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية العيد.


موسيقى الميلاد


شكل عيد الميلاد على مر العصور، موضوعًا لعدد من الأناشيد والقصائد الملحنة في الكنيسة والمجتمع، لعلّ أفرام السرياني كان من أوائل من وضع قصائد ملحنة للميلاد حتى لقّب «شاعر الميلاد»
ولا تزال الترانيم التي ألفها في هذا الصدد متداولة حتى اليوم في الكنائس ذات الطقس السرياني؛ في نفس الفترة أي بحلول القرن الرابع كان قد ظهر في أوروبا أيضًا مجموعة ترانيم خاصة بالعيد مثل "نور الأمم" (باللاتينية: Veni redemptor) وذلك على يد القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو. كانت الأناشيد الأولى سواءً في الشرق أم الغرب تتخذ منحى المعاني اللاهوتية وتكثر من أخذ التصورات الإنجيلية، مثلاً ترنيمة "نور الأمم" تحفل بمقارعة المذهب الآريوسي التي كانت فترة كتابتها ذورة نشاطه. وفي الفترة نفسها كتب الشاعر الإسباني برودنتيوس المتوفى عام 413 قصيدة لا تزال مستعملة حتى الآن بعنوان "من محبة الآب أنجب" (باللاتينية: Corde natus ex Parentis).

ويعود للقرن التاسع والقرن العاشر انتشار عادة وضع قصائد ملحنة خاصة بعيد الميلاد في أوروبا الشمالية، ولبرنارد الكليرفوّي على وجه الخصوص يعود وضع عدد من الموشحات المقفاة حول الميلاد يستعملها الرهبان في الكنيسة، وخلال القرن الثاني عشر وضع الراهب آدم من رهبنة القديس فيكتور في باريس أول أغان شعبية غير كنسيّة عن الميلاد، وبالتالي بدأت تنشأ الموسيقى الشعبية لعيد الميلاد؛ والتي ازدهرت وتطورت في فرنسا وألمانيا وبشكل عميق في إيطاليا بتأثير القديس فرنسيس الأسيزي خلال القرن الثالث عشر، إذ يٌنسب إليه عدد كبير من الأغاني الشعبية الميلادية في اللغة الإيطالية. أما أقدم ترانيم وأغاني الميلاد التي ظهرت بالإنكليزية تعود لعام 1426 على يد جون آودلاي وهو قسيس في شروبشاير كتب "ترانيم ميلادية" (بالإنجليزية القديمة: من قبل زائري المنازل خلال تبادل الهدايا عشية الميلاد.

كذلك الأمر، فإن مصطلح كارول (بالإنجليزية: Carol) بات يشير خلال هذه الفترة إلى الموسيقى والترانيم الخاصة بعيد الميلاد؛ وفي عام 1570 وبطلب من البابا بيوس الخامس وضعت ترنيمة "المجد لله في العلى" (باللاتينية: Gloria in excelsis Deo جلوريا إن إكسيلسس ديو) على نصوص ترقى للقرن الرابع، ولا تزال من أشهر ترانيم الميلاد سيّما تلك القادمة من الروماني الكاثوليكي، والنسخة العربية منها تعرف باسم"يا رعاةً خبرونا" بشكل عام، يعود لفترة القرون الوسطى نشوء عدد وافر من الأغاني الشعبية والترانيم الكنسيّة الشهيرة عن الميلاد مثلاً الترنيمة اللاتينية "تعال إلى جميع المؤمنين" (باللاتينية: Adeste Fidelis، (آديستي فيديلس) ترجع كلماتها للقرن الثالث عشر، رغم أن موسيقاها الحالية وضعت في منتصف القرن الثامن عشر؛إلى جانب آديستي فيديليس التي تعتبر من أشهر وأقدم ترانيم الميلاد فإن عددًا آخر من الأغاني الشعبية تعود لتلك المرحلة، رغم أنها ليست بالضرورة مرتبطة بالكنيسة ورجالها. بعض الترانيم رغم أنها ظهرت في فترة متأخرة من العصور الوسطى إلا أنها استعملت نصوصًا سابقة أمثال "في هذا اليوم سترقص الأرض" (باللاتينية: Personent hodie) والتي نشأت في فرنسا عام 1582 ونصوصها وموسيقاها ترقى للقرن الثالث عشر.

التأليف لعيد الميلاد، اكتسب زخمًا جديدًا مع الإصلاح البروتستانتي في ألمانيا وشمال أوروبا، على سبيل المثال قام مارتن لوثر بكتابة الترانيم الخاصة بالميلاد وشجع استخدامها في الاحتفالات الدينية والاجتماعية، وقد حفظت هذه الترانيم وانتشرت في المجتمعات العامة سيّما الريفيّة، ومكثت حتى القرن التاسع عشر حيّة في الذاكرة الأوروبية؛ كذلك فإنه يعود لفترة العصور الوسطى المتأخرة تلحين عدد من المزامير المنسوبة للنبي داود وجعلها خاصة بعيد الميلاد، وكانت لهذه المزامير المرنّمة أهمية خاصة في الولايات المتحدة. في عام 1818 ظهرت واحدة أخرى من أشهر ترانيم الميلاد هي "ليلة صامتة" (بالإنجليزية: Silent Night) وذلك من النمسا لمناسبة الاحتفال بعيد القديس نقولا عام 1818، وفي عام 1833 نشر بالإنكليزية كتاب خاص عن ترانيم عيد الميلاد القديمة والحديثة، شكل أول كتاب حديث مطبوع يحوي ترانيم وأغاني الميلاد الكلاسيكية باللغة الإنكليزية، وهو ما ساهم بإحياء الترانيم خلال العهد الفيكتوري. تزامن ذلك مع تزايد الأغاني الميلادية، أي تلك التي لا تمس البعد الديني للموضوع - بدأ انتشارها إلى جانب عدد وافر من أشهر أغاني الميلاد اليوم منذ أواسط القرن الثامن عشر، على سبيل المثال وضع هاندل سمفونية "هللويا" الشهيرة للمناسبة عام 1741، وظهرت الأغنية الشعبية "الفرح للعالم، جاء السيّد" (بالإنجليزية: Joy to the World) عام 1719 وظهرت "أجراس الأغنية" (بالإنجليزية: Jingle Bells،: جينغل بيلز) عام 1857، وتكاثرت من بعدها طوال القرنين التاسع عشر والعشرين الأغاني الروحية والمدنيّة حول عيد الميلاد، بما فيها أغان تتبع موسيقى البوب والجاز وحتى الروك وسواها.

فيما يخص اللغة العربية، فقد وضعت ومنذ القرن الثامن عشر عدد من القصائد والأناشيد الميلادية الملحنة كقصائد للمطران عبد الله القراآلي المتوفى عام 1724، وعُرّبت أناشيد أخرى مشتقة من أناشيد سريانية، أمثال "أرسل الله" و"سبحان الكلمة" اللتين لا تزال مستعملتين بين المسيحيين العرب حتى اليوم؛ وفي عام 1992 قامت الفنانة اللبنانية فيروز بإصدار ألبوم يحوي أربعة عشر أغنية وترنيمة ميلاديّة أغلبها كلمات عربيّة لألحان عالميّة أمثال "عيد الليّل" النسخة العربية من أغنية "ليلة صامتة" (بالإنجليزية: Silent Night)، وتكاثرت بعدها هذه الأغاني خصوصًا جوقة أغابي في لبنان وجوقة الفرح في سوريا، من الألبومات العربية الأخرى لعيد الميلاد ألبوم "ملك في مذود" وألبوم "بيت لحم" وكلاهما من جوقات كنسيّة وإلى جانب الأغاني العالمية بلغتها الأصلية أو معربة هناك أيضًا ترانيم ميلادية خاصة بالعرب أمثال "ليلة الميلاد" التي وضعها الأب اللبناني منصور لبكي و"بضيعة زغيرة منسيّة" و"ضوّي بليالي سعيدة"


مائدة الميلاد


يعتبر عشاء الميلاد الذي يتم في ليلة العيد أو مأدبة الغداء يومه، جزءًا هامًا من الاحتفال بالعيد. لا يوجد طبق موحد يقدّم لمناسبة العيد في مختلف أنحاء العالم، بل الأطباق تختلف من بلد إلى بلد باختلاف الثقافات. في صقلية، الوجبة الخاصة بعيد الميلاد مؤلفة من تقديم 12 نوعًا من الأسماك، وفي بريطانيا والدول التي تأثرت بتقاليدها تضمّ مائدة عيد الميلاد الدجاج المحشي والإوز إلى جانب اللحوم والمرق والخضروات وعصير التفاح في بعض الأحيان، هناك أيضًا بعض الحلويات الخاصة مثل "حلوى عيد الميلاد" تنتشر في تلك المناطق.

في بولندا وأجزاء أخرى من أوروبا الشرقية وإسكندنافيا، فإن الأسماك غالبًا ما تكون هي الوجبة الرئيسية في العشاء التقليدي، ولكن حديثًا أخذ لحم الخراف والعجول يحلّ إلى جانب الأسماك؛[39] أما في ألمانيا وفرنسا والنمسا عادة ما يشمل عشاء الميلاد التقليدي لحم الأوز والخنزير والدجاج المحشي. إلى جانب مشروبات كحولية خاصة كالنبيذ الأحمر والليكور، والشوكولا، المنتشر في فرنسا وبعض الدول الأخرى حيث يتشهر قالب حلوى من الشوكولا يسمى جذع الميلاد (بالفرنسية: Bûche de Noël، نقحرة: بوش دو نويل). في بلاد الشام سيّما سوريا ولبنان تشمل مأدبة عيد الميلاد على الكبة وورق دوالي والدجاج المحشي.


بطاقات المعايدة


تعتبر بطاقات المعايدة جزءًا من الاحتفالات التقليدية للعيد، تشمل البطاقات الميلادية صورًا لسانتا كلوز ورجال الثلج إلى جانب الشجرة وغيرها من رموز العيد أو بعض الأيقونات الدينية الميلادية كميلاد يسوع أو نجمة بيت لحم، والحمامة البيضاء رمزًا للسلام على الأرض وللروح القدس، هناك أيضًا البطاقات التي تبتعد عن الرموز الدينية مثل شموع العيد أو الجوارب الخاصة بوضع الهدايا؛ التحيّة التقليدية للعيد هي "أتمنى لكم ميلادًا مجيدًا وعامًا جديدًا سعيدًا"، ترفق البطاقات عادة مع قصيدة مطبوعة أو نص صلاة قصيرة أو آية من الكتاب المقدس، البعض الآخر ينأى بنفسه عن الجانب الديني وتقتصر على تبادل التحيّات العامة. غالبًا ما يتم تداول هذه البطاقات في الأسابيع السابقة للعيد. مع اتساع تجارة بطاقات الميلاد.
وكل عيد ميلاد وانتم طيبين
 
 
عبدالمنعــــــــــم عبدالعظيـــــــــم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر
monemazim@yahoo.com