الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الباشا واللص

الباشا واللص
عدد : 03-2013
تستوقفني أحيانا بعض القصاصات القديمة التى اجمعها واحتفظ بها بين أوراقي، من هذه الأوراق الحملة الضارية التي شنتها الصحف البريطانية والأمريكية في العشرينيات على زعيم مصر سعد باشا زغلول واتهمته فيها بالجهل ونكران الجميل وقلة الذوق وامتدت الحملة إلى كبريات الصحف العالمية في هجوم بالغ القسوة على الزعيم واتهم بأنه لا يحترم العلم والعلماء، كان سعد زغلول أيامها يرأس أول وزارة برلمانية في تاريخ مصر منذ سبعة آلاف عام.

والحكاية إن سعد باشا لاحظ أن هيوارد كارتر مكتشف مقبرة الملك "توت عنخ آمون" يعامل المقبرة كأنها ملكه الخاص، يفتحها حين يشاء ويغلقها حين يشاء، فأرسل إليه سعد ينبهه أن المقبرة ملك مصر ،وانه يجب أن تفتح في حضور مندوب الحكومة المصرية وأنه من الواجب أن يخضع لتعليمات الحكومة. ورفض كارتر هذه التعليمات وأبلغ سعد أنه حر يفتح المقبرة متى شاء ويدخلها لمن يريد فما كان من سعد إلا أن أصدر أمرا بإغلاق المقبرة وتعيين حراسة من الشرطة عليها وبمنع كارتر من الدخول.

وقامت الدنيا ولم تقعد واحتج المندوب السامي البريطاني واحتجت الحكومة البريطانية ونشرت الصحف العالمية في افتتاحياتها مقالات تتهم سعد بالوقاحة فى معاملة المكتشف البريطاني والعالم الأثري العظيم.

ولم يستسلم سعد للحملة ،وأخطر كارتر بتعليمات الحكومة ألا يفتح المقبرة إلا في وجود مندوب الحكومة وقالت صحف أوروبا أن سعد قد أخطأ في تصرفه فقد عامل المكتشف العظيم كأنه حرامي ولص من لصوص الآثار وهذا شيء لا يليق أن يحدث مع عالم كبير له احترامه الهائل فى الأوساط العلمية الدولية.

وبعد خمسة وأربعون عاما أعلنت صحف العالم أن "توماس هوفنج" مدير متحف المتروبوليتان فى نيويورك ،أكد أن المكتشف العظيم "هيوارد كارتر" سرق من المقبرة 29 قطعة نادرة من آثار توت عنخ آمون موجودة في أربع متاحف أمريكية عشرون منها في متحف متروبوليتان وحده والبعض بمتحف بروكلين ومتحف كانساس سيتى ومتاحف أخرى.

وقد أصدر هوفنج كتاب هام بعنوان "توت عنخ آمون- القصة الخفية" ،نشر بعد سبعون عاما من الاكتشاف، أكد فيه أن المكتشف العظيم كان لصا كبيراً دخل إلى المقبرة بطريقة غير شرعية وحصل على قطع نادرة من محتوياتها.

لقد كان الزعيم المصري سعد زغلول على حق فى الحفاظ على تراث مصر ولولا قراراته الصارمة لنهبت باقي آثار الملك الطفل.

 
 
كتب/ عبدالمنعــم عبدالعظيـم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر - مصر
Monem-azim@yahoo.com