الجمعة, 19 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عمل المرأه في صدر الإسلام

عمل المرأه في صدر الإسلام
عدد : 05-2013
كتب / عبد العزيز الفضالى
مدرس مساعد بالجامعة الإسلامية الدولية

منذ بداية البعثة النبوية وللمر أه دور في العمل العام بشتى مجالاته ،بذلت فيه الكثير مثل التضحية بالمال والولد والجهد وحتى النفس ،ولقد تنوعت مجالات عطاء المرأه المسلمة في العمل العام..

- في بذل المال:

تتصدر قائمة النساء اللواتي بذلن كل غال في سبيل الدعوة الإسلامية أول أمهات المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد، أول من أعانت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأول من آمنت بالله ورسوله من النساء والرجال، وأول من صلت معه من الرجال والنساء، وأول من شدت على يده، وأول من ناصرته بالمال والجهد، وسهرت على تذليل العقبات التي تعترض دعوته، وهيأت له ظروف التمكين، فكانت أما رحوما وزوجة عطوفا، وصديقة وفية، وعرف عام وفاتها بعام الحزن، فأي فضل تستجديه المرأة المسلمة بعد هذا الفضل العظيم الذي كرمها الله به في شخص السيدة خديجة أمنا جميعا..وتأتي بعد السيدة خديجة صحابيات كثيرات بذلن الكثير من الأموال في سبيل الله، وتذكر عائشة رضي الله عنها مثالا على ذلك فتقول:" أم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله".

- في الصبر والاحتساب:

ولعل أهم ما يمكن أن يدلل به لهذا المقام مسألة هجرة الصحابيات، فقد كن سباقات في المجال الدعوي مثل كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط التي فرت بدينها وهي عذراء من مكة إلى المدينة فكانت أول امرأة قرشية هاجرت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم توالت بعد ذلك هجرة النساء حتى فاق عدد المهاجرات المائة منهن من هاجرت إلى الحبشة الهجرتين الأولى والثانية ثم هاجرت إلى المدينة، حيث عاد المسلمون من المدينة إلى الحبشة، وكانت النساء سببا في هجره الرجال كما فعلت أم قيس التي رفضت الزواج من رجل تقدم لخطبتها حتى يهاجر فأصبح يسمى مهاجر أم قيس.

- في الحكمة والمشورة:

لم يقتصر دورالمرأه على ما يحاول قاصرو الفهم حصره في أعمال بيتية وتربية للأولاد على عظم هذه الأعمال وعظم قدرها، لكن كانت إضافة إلى ذلك موضع مشورة للرسول صلى الله عليه وسلم وكانت مؤثرة في قراره السياسي، وقد وفق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بمشورة أم المؤمنين أم سلمة في صلح الحديبة لما رفض الصحابة التحلل بحلق رؤوسهم والنحر حزنا على منع قريش لهم من العمرة، وأشارت عليه رضي الله عنها بأن يخرج إليهم فيبادر بحلق رأسه ونحر بدنه قائلة:" يا نبي الله أتحب ذلك أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك"، وكان لفعله صلى الله عليه وسلم أثره على نفوس الصحابة، فبادروا إلى التحلل من الإحرام.

- فى العمل الاجتماعي والانسانى:

لم تكن المرأة في العصر النبوي حبيسة الجدران مجرد وعاء للمتعة والإنجاب، بل كانت تزاحم الرجل في صناعة التاريخ وتغيير مساره كما فعلت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث التي كان لها فضل عظيم على قومها لما كانت السبب في إسلامهم وعتقهم فتحولوا بفضل امرأة من عبيد إلى أحرار، ومن كفار إلى مسلمين، بل أصبحوا من سادة القوم؛ لأنهم أصهار رسول الله، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوجها، وسمع الناس بذلك أعتقوا من كان تحتهم من قومها قائلين: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول عنها السيدة عائشة: " فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها"، وكما فعلت أم سليم بن ملحان (أم أنس بن مالك) عندما اشترطت مهرها إسلام زوجها أبو طلحة الأنصاري، وشهد لها الرسول صلى الله بالجنة. وقد وقفت المرأة جنبا إلى جنب تدافع عن الدين الجديد وتبذل الغالي والرخيص من أجله، وتتعلم ما يلزم من مهارات تحقق النصر والتمكين، وتزخر المصادر التاريخية والدينية بما يعضض ذلك ومن أمثلته: أن السيدة فاطمة كانت تضمد جراح الرسول صلى الله عليه وسلم بعين تدمع وقلب حزين على الأذى الذي كان يتعرض له أبوها، ويذكر الواقدي أن هذا كان شأن جميع أمهات المؤمنين، فيقول:" قال كعب بن مالك: رأيت أم سليم بن ملحان وعائشة على ظهورهما القرب يحملانها يوم أحد، وكانت حمنة بنت جحش تسقي العطشى وتداوي الجرحى" وأن امرأة عاصم بن عدي أنجبت ابنتهما سهلة وهي تشارك الرسول غزوة خيبر، ولاشك أن هذا من أروع الأمثلة على كون المرأة في صدر الإسلام مثالا يحتذى به لكل امرأة تنشد العدل مسلمة كانت أو كافرة؛ لأنه يتحدث عن إمرأة معذروة شرعا بسسب حملها واقتراب وقت الوضع إلا أن شخصيتها المتلهفة لنصرة الله ورسوله دفعتها إلى المشاركة ولم يردها زوجها أو رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ينكرا عليها ذلك.كما تعتبر نسيبة بنت كعب النجارية من الصحابيات التي سطرت بطولاتها في التاريخ بماء من ذهب، والتي استماتت في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد عندما تشتت المقاتلون من حوله وتعددت جروحها بين طعنة رمح وضربة سيف، ثم أنها شهدت اليمامة ضد مسيلمة الكذاب وطعنت في المعركة اثنا عشر مرة وقطعت يدها.

- في تولي المهام الصعبة:

وقد تولت المرأة في عهد الرسول مهاما قد لا يستطيع الرجال تحملها الآن فنرى هند بنت عمرو بن حرام الخزرجية شاركت مع زوجها عمرو بن الجموح، وأخيها عبد الله وابنها خلاد غزوة أحد وكانوا قد استشهدوا جميعا في أرض المعركة فحملتهم جميعا على بعير وذهبت لتدفنهن فلقيت عائشة أم المؤمنين، فسألتها عن الخبر فقالت:" خيرا أما رسول الله فصالح، وكل مصيبة بعده جلل، واتخذ الله من المؤمنين شهداء، ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله عزيزا قويا إن هذا النص لهو الرد الدامغ على من يريد أن يحاصر المرأة بالفهم المغلوط للنصوص، فهند ما كانت لتكون بهذه الشجاعة وهذه القدرة النفسية على التحمل بل والمساعدة عندما حملت رجالها الثلاثة دون جزع أو هلع، بل كان في جوابها على سؤال عائشة ما يفيد أنها على استعداد لمزيد من البذل، لو كانت كما يريد الذين يريدون من المرأة أن تقصر دائرة اهتماماتها على البيت وأهله فقط، ، ولا تتأتي تلك الشخصيه في البيئة التي تعامل المرأة على أنها عورة كاملة يجب حجبها. ومثلها في الشجاعة والجرأة السيدة صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم التي قتلت اليهودي الذي تسلق حصن حسان بن ثابت الذي رفع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أزواجه وكانت معهن في حين رفض حسان بن ثابت قتله.

- المرأة بعد الرسول (صلى الله عليه وسلم):

لم تختلف المكانة التي كانت عليها المرأة في عهد الخلافة الراشدة عن تلك التي كانت عليها في العهد النبوي، إن لم نقل أنها ازدادت بازدهار الدولة الإسلامية واتساعها، وكان للمرأة أدوار مهمة في تلك الفترة الذهبية، وشاركت إلى جانب الرجل في جميع مجالات الحياة، وكانت في كثير من الأحيان صاحبة الكلمة المسموعة والقرار النافذ في وقائع حفظها التاريخ..

• في الحياة السياسية:

تجلى دخول المرأه فى الحياة السياسية خلال ذلك العصر فى أمرين

الأول: مجادلة المرأة لعمر رضي الله عنه في المهور حيث خطب في المسلمين يطالبهم بعدم المغالاة في المهور، وحدد أعلاه بمهر الرسول صلى الله عليه سلم وأن من تعداه أخذت الزيادة إلى بيت المال، فقامت امرأة من الحضور تقول: "ما ذاك لك"، قال: ولم؟ قالت: إن الله تعالى قال: ﴿وإن آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ﴾، ( النساء20)، فرجع عمر عن قوله، وقال: "فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب "، وفي رواية أخرى قال: "أخطأ رجل وأصابت امرأة " ...

الثاني:خروج عائشة للمطالبة بدم عثمان يوم الجمل، ولا يخفى معنى ذلك بغض النظر عن كونها فتنة كبرى، فعائشة ما كان لها أن تخرج لو لم تكن متأولة صحة ذلك، وما كان الصحابة ليكونوا في جيشها ما لم يكونوا متأولين صحة ذلك، ولا يكون ذلك إلا إذا كانوا اعتادوا مثل تلك الأمور في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان لأم المؤمنين صفية بنت حي دور واضح في نصرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان في حصاره لما كانت تنقل له الطعام والماء على معبر خشب من منزلها إلى منزله، في وقت لا تذكر المصادر أن الصحابة رضوان الله عليهم نصروا عثمان كما نصرته صفية.

كما تبرز شخصية الشفاء بنت عبد الله كشخصية مؤثرة في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب، حيث تذكر المصادر أنه كان يقدمها في الرأي، ويرعاها ويفضلها، وربما ولاها شيئا من أمور السوق.
ومثلها زينب بنت علي ابن أبي طالب عندما قتل الحسين شهيدا، عندما وقفت في وجه يزيد، وتميزت بمواقفها التي دافعت فيها عن الإسلام، ولها شعر في رثاء أخيها المغدور، ولها خطب وردود فعل قوية أفحمت فيها يزيد بن معاوية،ومثلهما في الشجاعة أسماء بنت يزيد بن السكن التي قتلت بعمود خيمتها تسعة من الروم في معركة اليرموك سنة13هـ.

- دور المرأة في حفظ القرآن والسنة النبوية:

كانت المرأة في عهد الراشدي مرجعا مهما يعتد به في رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أكثرهن رواية للحديث السيدة عائشة التي بقيت قرابة نصف قرن بعد الحبيب المصطفى تروي أحاديثه وتنقيها من المكذوب والضعيف، فقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفين ومائتين وعشرة أحاديث، يقول فيها أبو موسى:" ما أشكل علينا أصحاب محمد حديثا قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما".

وقد وقع تعمد الكذب في الحديث عن الرسول صلى الله عليه من الكثير من الرجال الذين حصرتهم كتب الجرح والتعديل، بينما لم يقع ذلك من النساء على كثرتهن بشهادة إمام الجرح والتعديل شمس الدين الذهبي:" وما علمت من النساء- أي من اتهمت بالكذب- ولا من تركوها"وكذلك روت أم سلمة رضي الله عنها ثلائمائة وثمانية وسبعين حديثا، وكذلك فعلت السيدة حفصة وأم حبيبة، وغيرهن من أمهات المؤمنين، وغيرهن من الصحابيات، وقد أحصاهن الذهبي بأربعمائة وإحدى عشر راوية حديث .

أما بالنسبة لحفظ القرآن الكريم فكان شرف ذلك من نصيب أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، فهي صاحبة النسخة الورقية للقرآن التي استنسخ منها سيدنا عثمان النسخ التي وزعت على الأمصار، وقد تعلمت حفصة الكتابة على يد الشفاء بنت عبد الله بحرص منه صلى الله عليه وسلم، فقد روي عن الشفاء بنت عبد الله قالت: "دخل علي النبي وأنا عند حفصة فقال لي: "ألا تعّلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة"، والمقصود برقية النملة تحسين الخط وتزيينه.